الشباب الأبرياء كانوا يرددون تلك الهتافات ( صابنها ) .. وتلك ( الصبة ) قد كلفت البلاد الكثير من تلك الأرواح البريئة الطاهرة .. كانوا بحكم الخبرة القليلة يظنون أنهم يجيدون تلك الخلطة والصبة .. وكانت مواصفات الصبة كلها معيوبة .. أخطاء في مقادير النسب من الأسمنت والرمل والخرسانة .. كانت مجرد صنعة غير احترافية .. وفي نفس الوقت كان الآخرون يضحكون ويتهامسون فيما بينهم ويقولون : ( هؤلاء البسطاء الأبرياء يثقون كثيراُ في صبتهم تلك الهشة بالخارج ،، ويجهلون أن هنالك صبة مهولة تنتظرهم بالداخل !! ) .. وحينها كان أغلب الناس لا يفقهون ماذا يقصد هؤلاء الخبثاء !! .. حيث كانوا يجهلون مقدار صبة هؤلاء بالداخل !!.. فإذا بالأيام تكشف أن صبة هؤلاء الخبثاء ليست ( بصبة النصاح ! ) كما يقال في المثل السوداني .. بل صبة متمكنة وراسخة في الأعماق ،، ومنتشرة كالجذور في أحشاء البلاد !.. ( صبة ) قد اكتملت فيها كل المواصفات المطلوبة .. حيث ذلك السيخ 10 ملي وحيث أجود أنواع الأسمنت والرمل والحصاة .. والأيام قد أثبتت أن إزالة تلك الصبة من أحشاء البلاد تحتاج لسنوات وسنوات .. ولسان حال العقلاء من الناس يقول لهؤلاء الشباب الأبرياء : ( عن أية صبة تتفاخرون بها يا شباب البلاد ؟؟ ).. والأحوال بالداخل لا تسر الناظرين .. وتلك الإصلاحات التي تطالبون بها ليست بتلك السهلة الميسورة .. ويقول الحكماء : ( إزالة الركام أصعب من البناء والتعمير !! ) .. وذلك الركام لآثار الماضي تشيب الولدان .. وتلك الأفخاخ بجانب تلك الألغام مدفونة في كل مرافق البلاد .. وهؤلاء الخبثاء كانوا يعرفون جيداُ أن الذي سوف يأتي من بعدهم لن يتناول تلك اللقمة هنيئةُ مريئه بتلك السهولة .. وذاك السيد عبد الله حمدوك ووزرائه الكرام يجدون كل المنافذ والحلول محاطة بالأغلال والسلاسل .. كلما يطرقون باباُ من أجل المساعدة والانفراج يجدون اسم السودان في تلك القوائم السوداء !.. فيعودون خائبين من تلك المشاوير كل مرة !.. ولقد تكالبت عليهم تلك الضغوطات من الداخل والخارج بالقدر الذي يجبرهم ليفكروا في الاستقالة من تلقاء أنفسهم .. وتلك هي شيمة الأحرار !! .. الذين يقدرون المسئولية .. وتلك المناصب تجلب عليهم اللعنات بذلك القدر الذي يجلب الغم في الصدور .. وهنالك مجموعة من الوزراء في حكومة السيد عبد الله حمدوك يجب أن يغادروا تلك المناصب والوزارات ويستقيلوا فوراُ من تلقاء أنفسهم إذا كانوا يملكون مثقال ذرة من النخوة والغيرة .. وذلك لأنهم قد أضاعوا الأوقات في تلك المناوشات الجانبية التي تشغل الناس وتكلف البلاد أموالاُ طائلة بغير جدوى .. وهذا الوقت الذي يمر به الشعب السوداني ليس بذلك الوقت المناسب للمناوشات في تلك القضايا الهامشية التي لا تواكب مطالب الأمة السودانية الملحة العاجلة .. وإذا لم يتقدم هؤلاء الوزراء الذين يخوضون في تلك المناوشات الجانبية باستقالاتهم فوراُ فعلى السيد عبد الله حمدوك أن يتجرأ قليلاُ ويملك تلك الشجاعة الكافية ويقوم فوراُ بتبديل هؤلاء الوزراء الفاشلين بآخرين أكثر كفاءة ومقدرة ويقدرون تلك المسئوليات الجسيمة .
الفترة الحالية هي فترة انتقالية تمهد لفترة دائمة في مستقبل الأيام .. ولذلك من الأفضل والأحسن أن تجمد تلك القضايا والأمور الهامشية في الوقت الحاضر .. وذلك بالقدر الذي يهتم فقط في التركيز على الخطوات التي تخرج البلاد من الحصار ومن عنق الزجاج ،، وعلى حكومة السيد عبد الله حمدوك أن تعالج تلك الأوضاع الاقتصادية بالقدر الذي يزيل الضائقة المعيشية عن الشعب السوداني .. والوقت ليس مناسباُ إطلاقاُ لتواجد هؤلاء الوزراء الذين يريدون أن يفتحوا جبهات للمناوشات بين أفراد الشعب السوداني .. وذلك الشعب السوداني حالياُ ( الفيه يكفيه !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست