طالعنا القرار الخاص بشهداء رمضان من الضباط والجنود، ويُعتبر تكريم مستحق، لا يستوجب الشكر..
يُقال : "من امن العقاب اساء الادب"
نعم قرار جميل، وصائب، و يدعوا للفرح.. ولكنه جاء في غير وقته، فوقته المناسب، بعد القصاص العادل، ومحاكمة القتلة الذين إرتكبوا هذه الجريمة الغير اخلاقية، وبالمعايير الدولية، والإنسانية، ترقى إلي جرائم الحرب، والإبادة..
تخيلوا بشاعة المشهد عندما تم رميهم بالرصاص بشكل عشوائي، وهم في حفرة، تردم الجرفات عليهم التراب، وهم احياء، يتوسلون للقتلة بان احسنوا قتلنا قبل ان تدفنوننا، للأسف كان معظمهم علي قيد الحياة، وهم يئنون تحت التراب..
اعتقد الغرض السياسي، وخبثه افرغ هذا القرار من مضمونه، إلي حين القصاص!!!
اعتقد المال، وكل المخصصات التي جاءت في القرار لا يمكنها ان تشفي صدور ابناء، واسر، واصدقاء هؤلاء الشهداء..
القصاص وحده هو الذي يشفي الصدور، ولنا فيه مصلحة،وحياة، نحن من علي قيد الحياة، لنعتبر به، ويكون لنا رادعاً، بأن الحياة مقدسة، ونسمو بالقيّم الإنسانية، من هوى النفس، و غرور السلطة، وطيش الجهل، والتخلف..
يجب ان نعتمد مبدأ المحاسبة، لأنه حق، وإستحقاق وطني قبل ان يكون امر فردي، او يخص جماعة..
من سخرية الاقدار، علمت ان الحرامي احد قتلة شهداء رمضان، الجنيد حسن الاحمر، تقدم بمظلمة للجنة الفصل التعسفي، يطلب إنصافه، وكل المجرمين امثاله ينعمون بالحرية، وهم طُلقاء..
نعم من امن العقوبة اساء الادب..
القصاص، والقصاص وحده يشفي الصدور، ويؤسس إلي دولة القيّم والعدالة، والمساواة، دولة المواطنة، حيث الحقوق، والواجبات، علي قدم المساواة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة