كلمة "مصالحة" هنا كما طرحها د. شفيع الخضر لا تعدو أن تكون ابتزازاً سياسياً، فى رأيي، بمعنى: كأنما أراد أن يقول:- ( أن من يرفضها هو عدوٌ للصلح و داعيةٌ للعنف أو الحرب).هناك صراعى "طبقي" فى المجتمع، حسب فهمي، يستمد وجوده من حقيقة أن هناك طبقات مُستغِلة وأخرى مُستغَلة، وأن مصالح هذه الطبقات، كحقيقة موضوعية، فى حالة تضاد تام... ولا يمكن التوفيق بينهما أبداً.لا أدرى أين موضع "المصالحة" هنا من الإعراب؟ هل يعنى أن تسمح لهم الطبقات الكادحة ببعضٍ من الإستغلال وسرقة بعضٍ من عرقها؟!- أم ماذا؟! أظن أن هذا الطرح، وأقصد به ماذكره د. شفيع الخضر، عن "مصالحة"، لايمكن فهمه إلا فى اطار مُحدد، لايعدو أن يكون نوعٌ، ليس بالجديد، من ممارسةٍ راتبةٍ للآلة الإعلامية للطبقات "السارقة لقوت الشعب"، وامتدادٌ لعمليةٍ، اعتدنا عليها، من التضليل السياسي، وتزييف وعى الكادحين، وصرف أنظارهم عن طبيعة التناقض الجذري بين مصالح طبقاتهم ومصالح سارقي قوتها وعرقها.أن تتفق القُوى السياسية على الإلتزام بالديمقراطية التعددية، أعتقد هو (أقصى مايُمكن) أن يقبله الشيوعيون، وكل الجماعات أوالأفراد الذين ينتمون لزمرة الكادحين، سواء كان ذلك إنتماء "فكرياً" أو إنتماء عضويا. أي مطالبٍ أخرى، خارج هذا الإطار، تعني طلباً صريحاً بقبُول الإستغلال، والخضوع لإرادة سارقي قوة عمل وعرق الكادحين، وإخلاء الساحة السياسية لهم بالتخلي، تماماً، عن النضال لرفع الغبن، واعادة الحقوق المسلوبة لأصحابها "الكادحين".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة