|
خطاب إقالة وزير الزراعة .. هل تشتعل النيران بـ(الحرية والتغيير)
|
00:03 AM February, 01 2020 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم مكتبتى رابط مختصر
طفت علي السطح بوادر معركة شرسة بين قوى إعلان الحرية والتغيير ووزير الزراعة والغابات, عيسي عثمان شريف، على خلفية الخطاب الذي بعثت به “التغيير” إلى رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك, ممهورا باسم مقرر المجلس المركزي, كمال بولاد, وتضمن الخطاب الذي تحصلت (كنداكة نيوز) علي نسخة منه ، حيثيات ومبررات دفعتهم إلى المطالبة بإقالة الوزير وتعيين وزير أخر من ذوي الكفاءة العملية و الخبرة الفنية لإنقاذ الزراعة وحل مشاكلها، و ان يتميز الوزير الجديد بقدرات في مجالات عمله و ألا يتركز تفكيره في الحصول على دعم البنك الدولي فقط . و رفض الوزير الحالي للزراعة مضمون الخطاب ويرى أنه مستهدف شخصياً من خلال مؤامرة من قبل الحرية والتغيير، لكن الحرية والتغيير نفت وجود أي إستهداف شخصي للوزير, وتؤكد أن القرار أملته المصلحة الوطنية و”لا مزايدة في ذلك “.
القيادي بالحرية والتغيير, حيدر الصافي, شدد في مقابلة مع (كنداكة نيوز) حول الخطاب,على ان الحرية والتغيير تصر على تغيير الوزير لأن المطلب جاء بإجماع كافة الكتل.
وفي سياق متصل اظهرت حيثيات الخطاب ان القطاع الزراعي لحق به الفساد منذ العهد البائد, وتضرر منه مشروع “الجزيرة”, عبر خصخصته وبيع اصوله وأراضيه وإحالة الكوادر الفنية المساعدة للصالح العام، واوضح ان تحالف مزارعي المشروع ظل مقاوماً للسياسات الفاسدة حتى مجئ الثورة وقوى الحرية والتغيير بحثاً عن التغيير الايجابي في المشروع .
القيادي “الصافي” يؤكد أثناء المقابلة, إستلام رئيس الوزراء للخطاب, ويكشف عن ان حمدوك وعد بالنظر فيه.
أكد الخطاب على ان الوضع في الوزارة ازداد سوءً مما كان عليه ، ولفت إلى ان كوادر النظام السابق تستقوي بوزير الزراعة ، وأوضح ان المجلس المركزي للحرية والتغيير يتلقى شكاوى يوماً بعد يوم ,ليس من تحالف مشروع الجزيرة فحسب ، بل من كافة المشاريع الكبري كمشروع (الرهد – وكساب – سكر الجنيد) وغيرها، كما ابان الخطاب ان الحرية والتغيير كونت لجنة من اختصاصين للتواصل مع الوزير, بيد أنها لم تحرز تقدماً لكونه غير مقتنع ببرنامج الحرية والتغيير, ويعمل مع فريق إستشاري خاص به .
وإنتقدت الحرية والتغيير في خطابها سياسات الوزارة ووصفتها بـ(المتعنتة), وأدت إلى فشل الموسم الشتوي وعدم استجابتها لمطالب المزارعين في حل جمعيات الانتاج وتفكيك الدولة المتمركزة في مواضع صنع قرارات المشروع ، وقال الخطاب ان الحرية والتغيير ظلت متواصلة مع الوزير لكنها لم تجد إستجابة أو حلول ايجابية حتى في الإجتماعات المشتركة معه و”تحالف المزارعين”.
والخطاب كذلك، لم يتوقف عند الموسم الزراعي، بل كشف عن تلقي الحرية والتغيير شكوى من المجلس الأعلي للبيئة، وأشار إلى انه خلال جلوس الحرية والتغيير مع الوزير لتلافي المشكلة، رفض المشاركة في الحل, ولم تكن لديه رغبة لذلك.
ويقول القيادي بالتغيير “الصافي” :” لم ياتي الينا رد الان”، وينبه إلى ان خلال هذه الفترة حاولت الوزارة, ” الإنحراف بالمشكلة بأنها مشكلة شخصية”.
وكشف الخطاب عن فحوى الشكوى التي أوضحت تدخل الوزير وآخرون لحماية إحدى الموظفات المتعاقدات في مشاريع المجلس الأعلي للبئية, بعد ان كشفت المراجعة الداخلية تورطها في أخذ أموال من المشروع بشكل غير قانوني, وقد أقرت بذلك، مما دفع إلى إيقافها بموجب قرار إداري بالرقم (37) بغرض التحقيق معها في التجاوزات المالية، وازاح الخطاب الستار, عن إجراء الموظفة اتصالا بالوزير الذي قام لاحقاً بالغاء قرار الايقاف وفق قرار وزاري بالرقم(15) وأصدر قرار وزاري بالرقم (28) بإيقاف الامين العام للمجلس وواصلت الموظفة عملها دون محاسبة متحدية كل القوانين ولوائح الخدمة المدنية التي تجاوزها الوزير، وسمح لها بالسفر إلى خارج البلاد مما أثار الغضب، وقال الخطاب ان الحرية والتغيير سلمت ملف الموظفة إلى وزير شؤون مجلس الوزراء وظلت تنتظر تكوين لجنة تحقيق تكون هي جزء منها .
وأوصت الحرية والتغيير بناءً على الحيثيات المذكورة وفقا ً للخطاب بإقالة وزير الزراعة لعدم تعاونه, والتزامه برؤيتها, وتكوين لجنة تحقيق تحت إشراف مجلس الوزارء لانقاذ الموسم الزراعي, إضافة إلى تكوين لجنة تحقيق تحت اشراف مجلس الوزراء في شكوي المجلس الأعلي للبيئة.
وفي تلك الأثناء إنتقد مراقبون تحدثوا لـ(كنداكة نيوز) أداء كثير من الوزراء واعتبروا ان الاداء لا يتوافق مع المرحلة الإنتقالية التي تتطلب وزراء يتمتعون بكفاءة عالية لا المحاصصات والمجاملات والعلاقات الشخصية ، وطالبوا بضرورة مراجعة الطاقم الوزاري وإحداث تغيير بإسرع ما يمكن حتي لا تهتز ثقة الشارع في الحكومة، وتحقيق مطالب الثورة، وتفويت الفرصة على “المتربصين” من النظام البائد.
|
|
  
|
|
|
|