من هم المثقفون؟...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 05:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2020, 01:11 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من هم المثقفون؟...

    00:11 AM January, 20 2020

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كثيرا ما يتداول المثقفون و الدارسون و عموم المتعلمين و سائر الناس مفهوم المثقف على أساس مغلوط، و مجانب للفهم الصحيح، و العلمي وعلى أساس السيرورة التاريخية لمختلف التشكيلات الاقتصادية والاجتماعية. فمنهم من يتعامل مع المثقف على أنه المتعلم الحامل لدرجة علمية-دراسية معينة. و منهم من يتعامل معه على أنه هو الذي يفهم و يعرف، و منهم من ينظر إليه على أنه هو المنتج للفكر … الخ.
    و نحن هنا سوف لا نركز على دلالات المفهوم حسب ما ذهب إليه الدارسون، لأن ذلك قائم فعلا في العديد من الدراسات التي تفرغ أصحابها لدراسة الموضوع دراسة علمية دقيقة.

    و هذه الدراسة ، حتى وإن أعطت للمفهوم ما يجب من تمحيص، إلا أنها تبقى سجينة الواقع الأكاديمي، و العقلية الأكاديمية ورفوف المكتبات بدل أن تتحول إلى واقع ملموس يتطور، ويتحول بفعل الثقافة والمثقفين. بل إن ما نذهب إليه ببساطة هو أن المثقف هو الذي امتلك القدرة على إنتاج وسائل إنتاج القيم الاجتماعية والإنسانية التي تلتصق بالحياة العامة، وبالحياة الفردية، فتعمل على تطويرهم على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية بما يتناسب مع التحولات الاقتصادية الاجتماعية نحو المرحلة الأرقى.
    و مثقف هذه هويته لابد أن يسعى بثقافته إلى نشر قيم الدين والحرية والعدالة الاجتماعية والإنسانية.
    ..
    المثقف:
    فماذا نعني بالمثقف ؟ وهل المثقف هو المتعلم ؟ هل هو الحامل لشهادة علمية معينة ؟ هل هو المنتج للمعرفة الأكاديمية ؟ هل هو الموظف السامي ؟ هل هو رجل السلطة ؟ هل هو رجل الأعمال ؟ هل هو الأديب أو الفنان أو المسرحي السينمائي ؟
    إننا عندما نقف على الحقيقة العلمية لهذه المفاهيم موضوع الأسئلة سوف نجد أنفسنا أمام حقيقة مهولة عندما نقوم بالتفريق بين المتعلم والمثقف، و بناء على ذلك فالمتعلم قد يكون مثقفا، وقد يكون غير مثقف، و المثقف قد يكون متعلما أو غير متعلم. ونفس الشيء نقوله بالنسبة لحاملي الشهادات العلمية مهما كانت درجتها كما نقوله في الموظفين مهما كان سلم ترتيبهم، و في رجال السلطة مهما كانت مسؤوليتهم، و في رجال الأعمال مهما كانت استثماراتهم. و نعتبر أن كل ذلك قد يخدم الثقافة من وجهة نظر معينة إذا كان هؤلاء مثقفون فعلا، و كون الإنسان من عامة الناس أو من الكادحين لا يمنع صيرورته مثقفا إذا كان منتجا للقيم الثقافية.

    وعليه ينبغي أن يكون المثقف مشتملا على الصفات التالية:
    1- أن يكون منتميا إلى الفئة المتمثلة للقيم الاجتماعية و الإنسانية و الاقتصادية و الثقافية و المدنية و السياسية، و هم الغالبية العظمى من الناس.
    2 - وأن يكون منتميا للقيم المختلفة بوسيلة معينة، وهؤلاء غالبا ما يكونون قلة قليلة جدا من المجتمع، سواء تعلق الأمر بموظفي وسيلة الأدب، أو وسيلة الفنون، أو الفكر، أو غيرها من الوسائل التي تعمل على إنتاج القيم، أو على إشاعتها بين البشر. وبناء على هذا التمييز و التحديد الذي نريده واضحا. فهل يمكن القول بأن المثقف هو المنتج للقيم المساهمة في بلورة الشخصية الاجتماعية والإنسانية المتناسبة مع السلوكيات العامة الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية المتطورة، والسائدة في إطار تشكيلة اقتصادية اجتماعية معينة. و المساعدة على انتقال تلك التشكيلة إلى المرحلة الأرقى.
    و بناء على هذا الفهم المحدد، و الذي تبلور لدينا من خلال تعاطينا مع أشكال الفهم الأخرى التي قد يعتمدها هذا المثقف أو ذاك، أو يروج لها هذا المنبر أو ذاك. فإن المطلوب في المثقف أن يكون :

    أ - خبيرا بالقيم الإيجابية و السلبية المتصارعة في المجال الاجتماعي محليا، ووطنيا، وقوميا وعالميا، حتى يستطيع تحديد القيم التي يستهدف إزالتها و نفيها من الواقع في أبعاده المختلفة. و ما هي القيم التي يقبل على إنتاجها أو إشاعتها من اجل المساهمة في تقويم الشخصية الاجتماعية والإنسانية، والعمل على تطويرها من أجل جعلها مساهمة في تطور وتطوير الواقع في مختلف مناحي الحياة.

    ب - متتبعا للحركة الثقافية المحلية والوطنية، والقومية والعالمية من أجل إغناء خبرته، حتى تزداد صلابة أمام تحديات عناد الواقع الذي يبقى أسير الرؤى الجاهزة القائمة على استحضار سلطة العادات والتقاليد والأعراف.

    ج - متشبعا بالقيم الناتجة عن استيعاب مضامين دينه ومطلعا على المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. والميثاق الدولي المتعلق بحقوق الطفل، وتوظيف تلك القيم من أجل العمل على إبداع قيم جديدة تتناسب مع ضرورة تحولات التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية في الاتجاه الأحسن في أفق تحقيق المرحلة الأعلى.

    هـ - مستفيدا من مختلف التجارب الثقافية في حياة الشعوب حتى يسترشد بالجوانب الإيجابية في إغناء الثقافة المحلية والوطنية والقومية والإنسانية بالمزيد من القيم التي تساعد على تطوير المجتمعات البشرية والعلاقات الإنسانية، و ترسخ القيم النبيلة في السلوك الفردي و الجماعي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية مما يجعله يحتل مكانة ممتازة في المجتمع الذي يعيش فيه، و لدى الطبقة التي يصنَّف فيها على المستوى الاجتماعي، وفي التنظيمات الحزبية والجماهيرية التي ينتمي إليها.

    فالمثقف، و بهذا المفهوم الذي عرضناه، إذا لم يكن خبيرا بالقيم الإيجابية و السلبية، و متتبعا للحركة الثقافية على المستويين الخاص والعام، ومتشبعا بالقيم الناتجة عن استيعاب المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق العامة، و بالحقوق الخاصة، ومستفيدا من تجارب الشعوب الثقافية المختلفة، لا يكون قادرا على المساهمة الفعالة في محاربة القيم الثقافية السلبية، وفي العمل على بناء منظومة القيم الثقافية الإيجابية، أي أنه لا يستطيع بناء وعي ثقافي متقدم ومتطور، ويخدم عملية التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي في الاتجاه الذي يخدم حركة التاريخ.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الأستاذ/ محمد حنفي بـــ "تصرف في المقال"
    ------------------------------------------------------------
    للعلم أسسٌ وقواعدُ في تحصيله، فقِهها السلف الأوائل، وهو أنه يجنى بالتدرج والتمهل المتواصل، عبر سير الأيام والليالي، ولا يمكن التهامه بالكلية، أو أخذه دفعة واحدة، وضبطه في وجبة مليئة مشبعة، إذ العلم بحار واسعة، وقصور شاهقة، تُدرك بالمراحل، وبالحصى والقطرات المتلاحقة .
    • ومن الخطأ المنهجي في الطلب العلمي، أن بعض الطلاب يروم اهتضام العلم سريعا، فالمتون تُحفظ، والمطولات تُجرد، والكتب تُشترى، والشيوخ تُبتغى.!

    • وهنا قاعدة منهجية للإمام ابن شهاب الزهري رحمه الله(ت١٢٤)هـ ، قعّدها لتلميذه يونس بن يزيد رحمه الله قال: يا يونس : " العلم أودية إن نزلت أو قطعت واديا أو دخلت واديا، قطعت أو قطعك دون أن تصِله ، ولكن خذه مع الليالي والأيام ، فمَن رامَ العلم جملة، فاته جملة " .
    • ويؤيد ذلك قول القائل : اليومَ شيء وغدا مثله.. من نُخب العلم التي تُلتقط.
    يحصّل المرءُ بها حكمةً... وإنما السيل اجتماع النقطْ .
    • فالعلم نقطة ونقطة، ومسألة ومسألتان، وحديث وحديثان، حتى تبلغ البلوغ، وتصل القمة، وتصعد الجبل، وتنال المنال.
    • فالأناة والصبر، والتريث والتدرج والإصرار شروط للنيل والبلوغ، وأما الهجوم ومحاولة الالتهام السريع، والاستعجال المعرفي، فلا يحقق غاية، ولا يبلغ آية، ولا يوصل إلى منتهى العناية والدراية.

    • وفِي قوله صلى الله عليه وسلم (أيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بطحان، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟، فقلنا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ:أفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عز وجل، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خير لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وأربع خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبل). ما يشير إلى قضية التدرج والتقلل من العلم حتى يصل الغاية، ويبلغ المنتهى.
    • وهذا شيء محسوس بالتجربة فإن القرآن والأحاديث لا تُحفظ في يوم واحد، فضلا عن مجلس واحد، والمطروح قديما وحديثا، هو ختمه في يوم أو ليلة وليس حفظه، وهذا قد حصل لكثيرين.
    • وعن الإمام مالك بن أنس رحمه الله، أنه عاب العجَلة في الأمور، ثم قال: " قرأ ابن عمر البقرة في ثمان سنين". وقد يوجد من يحفظها الآن في ساعات سريعة، ولكن التدرج يرسخها ويثبتها، ويزيد من ضبطها، العناية بها فهما وأحكاما وتدبرا واستنباطا، فيتعلم منها الإيمان والعلم والعمل والتدبرات .[أفلا يتدبرون القرآن..]
    • والمهم أن لا ينقطع عن الطلب والتعلم ولو النزر اليسير، والعلم القليل، والمسائل المحدودة، فإنها تتبارك وتتنامى مع مرور الأيام والليالي، وتُحدث أثرها في العقل والنفس .
    • وما آفة العلم إلا الاستعجال بعد النسيان، وهو داء يحمل عليه قلة الوعي المعرفي، وفقدان فقه التدرج، والحرص الشديد دون تأمل ودراية .

    • فما يقرأه الإنسان في أسبوع خير مما يقرأه في يوم، وما يقرأه في شهر خير مما يسرده في أسبوع وما يقرأه في ثلاثة أشهر خير مما يستعجله في شهر، في المعدل الطبيعي لكل كتاب، وهلم جرا.
    • وهذه المقولة الذهبية والقاعدة النورانية، ردٌ على من رهن العلوم بمدد محددة، أو كتب مخصوصة، ولَم يهتم بحيازة الطالب للملَكات، والتي أكثرها لا يحرز إلا مع الأوقات والأزمنة، وكثرة المراس والتجريب .
    • ولذا من الخطأ المنهجي أن بعضهم يضبط متون السنتين المحددة، ثم ينطلق معلماً ومدرسا، وربما (مفتيا) قد تزيا بالمشلح والعباءة...! معتقدا أن الحفظ كافٍ للتدريس، وكاف للإفتاء، وكاف للتأليف.!
    • وفِي هذا المعنى الاستراتيجي لإدارة العلم تتجلّى معاني الصبر والأناة ، والإصرار والاستكمال، والتدرج والقطرات، والمواصلة والممارسات ، فالعلم قطرة قطرة، لا أكل بالجملة، وجمع بالسرعة ..! وفِي الحديث الصحيح (ومن يتصبّر يُصبّره الله) .

    • والعلم المدروك مع الأيام والليالي ينفي عن التلامذة صفات الاستعجال والاغترار، وسرعة الاستذكار بلا تركيز ، والتي ما تكون غالبا جناية على التلاميذ والحياة العلمية .
    • وفِي تطلاب الأسلاف، العلمَ على شيوخهم وأكابرهم السنوات الطوال، تصل إلى عقود، مما يؤكد هذه القضية، وأن الاستدامة العلمية خير ولو طالت، وأن الحلول السريعة في العلم غير منتجة..! قال مالك رحمه الله " كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة ، يتعلم منه" .
    • وتبقى قضية الأيام والليالي مع العلماء بعد تأهلهم، فيؤسسون الدروس بلا انقطاع، ويواصلون بلا ملل، ولو لم يحضر إلا القلائل، فإن صبرهم تمكين وترسيخ، ونظيرهم الكتاب والمؤلفون، فلا تنضج أقلامهم إلا بعد مراس طويل، وتدريب مديد.
    • ولعل طلابنا الجدد، وشبابنا الزهر، ينتفعون من هذه النصيحة الجوهرية، ويدركون أن العلم لا يحصل في دورة يتيمة، ولا مجلد وحيد، أو سفر فريد، أو انقطاع شهري عزيز.! بل لابد له من صبر وطول سفر، وجهاد مع الأيام والدهر، وإصرار في كل مراحل العمر، والله الموفق.
    ___________
    إن بعض الناس ألفوا أسلوب العشوائية والارتجال في جميع شؤون حياتهم كلها، فهم لا يقيمون وزناً للتنظيم والتخطيط وأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة، حتى وإن كانت هذه الأعمال على درجة من الأهمية، وبالتالي تجد حياته فوضى بدون أهداف وبدون وسائل وبدون غايات.
    إن أداء الأعمال - مهما صغرت - بأسلوب منظم، ووفق تخطيط وأولويات وغايات وأهداف ووسائل مشروعة، يجعل الحياة ذات فائدة ومعنى؛ لأن الإنسان يرى غاياته وأهدافه تتحقق وفق تخطيط ورؤى علمية مدروسة، ولا شك أن هذا لا يقتصر على العمل المؤسسي فقط، بل يشمل حتى الأفراد والجماعات صغيرة كانت أم كبيرة.

    وكلما كان هناك تنظيم وتخطيط ورؤى علمية واضحة ومدروسة، فإنه يساعد العاملين على بذل المزيد من العمل والسعي إلى آفاق أرحب من التطوير، تعود فائدته للفرد وللعمل وللمجتمع، وفي الوقت ذاته يعيش العامل في عمله والفرد في مجتمعه، وهو يشعر بالاطمئنان والاستقرار والرضا الوظيفي الذي هيأ بيئة صالحة أكثر إبداعاً وتطوراً، يحقق للأمة تقدمها ورقيها بتوفيق الله تعالى.
    وعلى العكس من ذلك؛ فإن أداء الأعمال بعشوائية وبدون تخطيط، أو تنسيق أو تنظيم، أسلوب فوضوي بكل ما تعنيه الكلمة، وضرره كبير جداً ولا يتحقق من خلاله لا آمال ولا طموحات، ولا تقدم ولا رقي، لا للفرد ولا للمجتمع والأمة.
    إن العشوائية في العمل تسبب هدر المال العام، وكذلك فيها هدر للوقت وللجهود والإمكانات، وتكون بؤرة فساد داخل الإدارة وعدوى قد تنتقل للآخرين، وتصبح الإدارة والمجتمع ضعيف الأداء متهالك البنيان.

    أتمنى أن يحرص الجميع داخل المجتمع المسلم على التخطيط والتنظيم لكافة شؤون حياتهم، فالإسلام يحرص على الأخذ بكل الوسائل العلمية التي تجعل المسلم في أرقى درجات التحضر، فينبغي أن تكون عبادته منظمة وأوقات نومه وعمله وأكله وشربه، كل شيء في حياته لا يسير إلا وفق تنظيم وتخطيط ودقة متناهية.

    إن الإنسان المسلم إذا وصل إلى هذه المرحلة الدقيقة من التنظيم لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وقد أعطاها حقها من الاهتمام، فنقول حينئذ: إن المسلمين والمجتمعات المسلمة والأمة المسلمة سيتحقق لهم التقدم والرقي بعون الله، لأنك لو نظرت اليوم إلى المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتخلفة لاتضح لك الفارق الكبير بين هذه المجتمعات في التخطيط والتنظيم في كل أمور الحياة، فلا تجد هناك مصادفة ولا توجد هناك عشوائية، بل كل شيء في حياتهم يسير وفق مراحل وخطط وجداول زمنية محسوبة وفق رؤي واضحة.

    ومن الوصايا المهمة في الإعانة على ترتيب الأعمال وتنظيم شؤون الحياة اتخاذ مواقيت الصلاة مساراً لكل أعمالنا واجتماعاتنا، فهي ذات مواعيد محددة من عند الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) [النساء: 103] ، ولا شك أن المحافظة على الصلاة في مواقيتها خير معين وهادٍ لكل الأعمال والأقوال، كيف لا وهي صلة قوية بين العبد وربه تصل الخالق بالمخلوق، فيستجيب لرغباته وآماله وطموحاته.

    إن الهدف والغاية من العمل في المنظور الإسلامي لا تنحصر فقط في كسب المال وجمعه، بل إن للعمل مجموعةً من الغايات والأهداف التي تجعل له من الأهمية ما يفضُل حتى على الكثير من العبادات، حيث أن الأصل في العمل أنه عبادةٌ وقُربةٌ يتقرَّب بها العبد من ربه بنية تحصيل قوت عياله وتأمينهم بما يلزمهم، وكل ذلك لا بد أن يكون منظما، وفق جدولة يعطى فيها كل ذي حق حقه، فالجسم يأخذ حقه من الراحة ، والأهل يجدون منك الأنس المطلوب، والمجتمع له حق فيما ينفع العموم، وفوق ذلك العبادات والطاعات التي هي غذاء روحي لك، ولا يتأتى ذلك كله بالعشوائية والتلقائية ، بل لا بد من التخطيط المحكم لكل وقتك لتسعد بحياتك.
    ____________
    منّة الله على عباده عظيمة، ولا حدودَ لرحماته، ولا تصور لألطافه، يجود في الشدائد، ويرحم في المحن، ..ويفرج في الكروبات ..(وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ) [القصص: ٥] .
    • امتنان يأخذك إلى كوكب المعجزات العجيبة، فيريك كيف يبدلُ الله الضعف قوة، ويجعل المسكين مكينا، والفقير قائدا، والمقهور عظيما رائداً.
    • بُغي بهم، واعتُدي على حقوقهم، ونُكل بهم، وعُلقوا في جذوع النخل، وخُدت لهم الأخاديد، فجاءهم الفرج، وانطلقت الفتوحات، وتمت البشائر، وزُلزل البطلان الجاثم.
    وكان ذلك لبني إسرائيل زمن فرعون وعنت الظالمين، فصبروا واستنقذهم الله ببعثة موسى عليه السلام، وأورثهم مغانم القوم المجرمين! وهذه السنة لهم ولمن بعدهم من أهل الايمان والصبر (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ) [يوسف: ٩٠] .
    • والاستضعاف مس أبدانهم وأموالهم، ولَم يمس إيمانهم وخلقهم، ولذلك صبروا على المرارة، وتجرعوا المخاطر، ولَم يتزحزحوا عن استقامتهم وهذا طريق النصر والظهور البشري.
    • ونتج عن الإيمان الصبور، والعقيدة الباسلة أن تساقطت الرؤوس، واضمحل الظلمة، وتدحرج الغواة، وباتوا أثراً بعد عين.
    • وما ذلك الشقاء المبدئي إلا كمتاعب الحياة المتكررة، تمر وتعبر، وتفحص وتصقل، يقول ابن القيم -رحمه الله-: (إنما يصيب المؤمن في هذه الدار من إدالة عدوه عليه، وغلبته له، أذاه له في بعض الأحيان أمر لازم لا بد منه، وهو كالحر الشديد، والبرد الشديد، والأمراض والهموم والغموم، فهذا أمر لازم للطبيعة والنشأة الإنسانية في هذه الدار) .اهـ . ولا ارتياب أن ذاك تدريب له وإعداد.

    • امتنان فاق كل وصف، وخرج عن كل تقدير، وتجاوز كل تدبير، فيه انقطعت القلوب المؤمنة إلى خالقها، وتوكلت عليه حق التوكل، وفوضت أمرها، ولَم تذل أو تجبن، أو تبدل أوتهن..(وَما بَدَّلوا تَبديلًا) [الأحزاب: ٢٣] .
    • وامتنان يجعلك توقن أن الأمر كله لله، وما صنائع البشر إلا عبثية زينها الشيطان لهم، تسقط أمام صدق عزيز، وكلِم جليل، أو موقف ثابت.
    • وليعتقد الجميع أن تدبير الأمور بيد الله تعالى، وله مقاليد السموات والأرض، يحكم لا معقّب لحكمه ، ولا راد لأمره، فهو مالك الملك، والحكَم العدل، والقوي العزيز، إرادته نافذة، وقدرته بالغة،.. وهذه الإرادة لا يُعيقها عائق، ولا يَصدها صادّ.
    • وأن مدة الاستضعاف والبلاء لا تطول، ولن يُخلّد العدوان، أو تسود المظالم، بل لها أجل محدود، وزمن مرصود، وعلينا العمل والترقب، وعدم اليأس والتراجع (وليُنصرن الله من ينصره) سورة الحج .
    وهذه الآية من الآيات التفاؤلية والنصوص الإيمانية البهيجة، والتي تجدّد الإيمان، وتصنع الراحة والسرور، وتزيد من أسارير اليقين، وفِي أيام المحن والشدائد ينبغي العناية بآيات التفاؤل والانشراح، ومجدّدات الظهور والتمكين، لنحارب الإحباط، ونقضي على اليأس، ومقدمات الفشل المعترية لبعض الناس.. (ونريد أن نمن على الذين استُضعفوا....)

    • ومن حكمة الله أن منن التمكين والنصر لا تأتي إلا عقيب بلاء وتمكن للباطل ، حتى تُمحص النفوس، وتُمتحن الأرواح، وتُصفى المسيرة، فيحيا من حيّ عن بينة، ويهلِك من هلك عن بينة، ولذا ذكر قبلها تمكن فرعون وإسرافه في الفساد وبطشه ببني إسرائيل(إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا...) سورة القصص .
    وقد " سئل الإمام الشافعي رحمه الله عن الأفضل للمؤمن: هل يمكن أو يبتلى؟ فقال: لا يُمكن حتى يبتلى." وفي هذا دليل أن البلاء طريق الرفعة والتمكين، كما هو طريق الفرز والتبيين، وأشد الناس بلاءً، الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل.
    • قال الإمام النووي رحمه الله :" قال العلماء : والحكمة في كون الأنبياء أشد بلاء ثم الأمثل فالأمثل، أنهم مخصوصون بكمال الصبر، وصحة الاحتساب، ومعرفة أن ذلك نعمة من الله تعالى، ليتم لهم الخير ويضاعف لهم الأجر ويظهر صبرهم ورضاهم" .
    فهذا الامتنان له مقدمات وشرائط : كالإيمان والصبر، والثبات والبذل، والصدق والعمل، والنزاهة والتباعد، والتقوى والدعوة، واليقين والتفاؤل، وكل ذلك قد حوته المدرسة النبوية، وعلمتنا الصبر في المحن، واليقين زمن الشدة، والتفاؤل ولو اسودت البيئة، والدأب ولو اشتد النفاق(فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله..) سورة آل عمران .

    • وقد كان رسول الله وصحبه الأوائل من المستضعفين في الأرض، وفجأة حضرتهم المنة، وجاء الإحسان، وتحقق البرهان... (وَاذكُروا إِذ أَنتُم قَليلٌ مُستَضعَفونَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَآواكُم وَأَيَّدَكُم بِنَصرِهِ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ) [الأنفال: ٢٦] .
    • وكم من أمم وأقوام، استُضعفوا ونيل منهم، ونُهبت حقوقهم، ثم أبدل الله خوفهم أمنا، وبلّغهم سعادتهم، ومكنهم دينا ودعوة وصلاحا، بسبب ثباتهم واستعصامهم بدينهم ورفضهم التبديل (وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ) [النور: ٥٥] .

    • وكم من عالم صبور، وعابد وقور، أتاه الامتنان بعد مراحل من الصبر والاحتساب، واحتساء النكبات، لعلمه بأن ذلك هو الطريق، وأنه مسار المصلحين عبر التاريخ، ولا انفكاك عنه، أو مناص عن سلوكه.
    • وإذا آلمتك الحياة بقضّها وقضيضها، ومرها وشرها، فعش مع مثل تلك النصوص، واستلهم منها العظة، واستطعم العبرة، واملأ قلبك باليقين، والتفاؤل، والعمل، وضم لها السيرة النبوية، وقصص الذين عانوا ولاقوا، ثم كانت لهم العافية والعاقبة، فانهل منها وتعلم، (والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
    -----------------------------------------------------------
    في صباح يوم ربيعي مشمس من أيام شهر نيسان. خرجت مع صديق لي إلى حقله الكائن بين حقول الحمضيات في الجبل المطل على مدينتنا الساحلية الهادئة. كان الجبل مكسوا بالأزهار المتفتحة على أشجار الحمضيات، حتى لكأنك لا ترى إلا الأزهار على مدى نظرك. لم يكن قد مضى على تخرجي في كلية الاقتصاد سوى أشهر معدودات أمضيتها في السفر والتسكع في عدة أماكن وكأني أريد استراحة من عناء شديد.
    المنظر جميل ساحر، أوقفني بصمت وذهول أمام هذا الجمال الطبيعي الخلاب. ولم أنتبه للوقت وهو يمضي، وصديقي يتفقد خلايا النحل التي يربيها ويعتني بها، وخاصة أن موسم أزهار أشجار الحمضيات يُنبئ بمحصول وافر من العسل اللذيذ الذي يحمل طعما مميزا تشعر بأنه ممزوج بطعم البرتقال والليمون.
    مضت عدة ساعات وصديقي مشغول بالعناية بخلاياه، وأنا مذهول بجمال الطبيعة وسحر منظرها وشذى عبيرها. كانت الجبال والوديان جميعها ملأى بالأزهار والأعشاب النظرة المشبعة بماء المطر المنهمر طيلة الأيام الماضية من شهر نيسان.

    لم أشعر إلا بصديقي ينبئني بموعد النزول إلى البلدة الوادعة على شاطئ البحر، لكيلا يدركنا الليل المعتم وتتقطع بنا السبل، حيث لا وسيلة للتنقُّل بعدها إلا مشيا على الأقدام. وافقته النزول على شرط أن نعود في اليوم التالي في مثل الموعد الذي أتينا به. فأبدى استعداده الطبيعي، لأن هذا عمله شبه اليومي الذي يجني منه رزقه. ونزلنا إلى مكان مأوانا حيث تناولنا طعاما ساخنا لذيذاً، وشربنا الشاي حول مدفئة مشعلة بنار الحطب وبقايا الزيتون المطحون بعد عصره واستخلاص زيته.
    يا بني! لا تعترض على فعل الله فينا، فهو لم يرسل إلا بشرى خيرٍ لنا لكي تنزاح عنا الثمار الضعيفة التي لو بقيت لتغذت على أمها الشجرة ولحرمت غيرها من الغذاء والنمو السليم الكامل
    ثم شعرنا بالرياح تشتد حولنا خارج المنزل. فقال صديقي: عواصف شهر نيسان التي لا تلبث أن تزول خلال ساعتين أو ثلاث. فنمنا بعمق وهدوء بسبب الإشباع والانتعاش من الهواء الطلق الذي تشربناه بلذة ونقاء طيلة اليوم. خرجنا مع شروق الشمس، وركبنا أول وسيلة مواصلات وجدناها من الوسائل التي تنقل الفلاحين يوميا إلى الحقول والقرى المجاورة. كان الجميع يتحدث بهدوء وفرح وطمأنينة إلا أنا الصامت المتأمل في يوم أقضيه بين الأزهار الساحرة الممتدة على مدى البصر، والتي تملأ الجبال والوديان بمختلف الألوان والروائح الزكية.

    ترجلنا في مكاننا المخصص، وكانت النظرة الأولى كافية لكي تجعلني أشعر بالصدمة المفاجئة الصاعقة. نظرة أذهلتني وأخرستني عن الكلام.. لقد زالت غالبية الأزهار من على أغصان الأشجار المورقة والمزهرة. كانت عاصفة أمس العاتية ­رغم قصر مدتها­ هي السبب في مجزرة الزهور تلك. رياح مزمجرة لم تبق ولم تذر من الزهور إلا القليل القليل الذي لا يتجاوز العشر. وقفت محزونا على منظر البارحة الساحر، أراقب المنظر الجديد بتحسر وألم، خالطه عمل عقلي بحت يحسب بطريقة اقتصادية مادية بحتة، كم من الخسائر لحقت هؤلاء الفلاحين المساكين!؟
    إن كل زهرة تتحول إلى ثمرة من البرتقال أو الليمون أو اليوسفي، وضياع هذه الزهرة هو ضياع للثمار ذاتها، وبالتالي فقدان وخسارة لبعض المحصول وبعض المال المرجو منه، فما بالك بفقدان جل المحصول والمال الموعود. إنها خسارة للفلاح، وخسارة للاقتصاد الذي ينتعش كلما زاد الإنتاج الزراعي.. هكذا كنت أفكر.

    فجأة ألقى عليَّ السلام رجل عجوز من فلاحي تلك المنطقة، فرددت عليه بشيء من الحزن والأسى. كان سبعينياً هميماً يحمل عصاةً لا يتوكأ عليها بل يشير بها عند لفظ كل كلمة يتكلَّمها. استلم هو ناصية الحديث بادئاً بشكر الله على نعمة الإيمان والحياة والستر وباقي النعم التي يعجز عن عدِّها. هنا قاطعته فوراً وبلهجة حزينة متأنية وكأنها تعتذر عن ذنب أحدثته.
    قلت له: يا عم! عوضكم الله عما خسرتموه ليلة أمس؟
    قال: وما الذي خسرناه ليلة أمس يا بني؟
    قلت: الرياح التي أذهبت جل محصولكم، ونهبت ثماركم المرجوة.
    قال: لم أفهم ماذا تقصد يا بني؟ أي خسارة، وأي رياح؟
    أحرجني كلامه، فكيف لي أن أشرح لهذا الفلاح الأمِّي المسكين الذي يبدو أنه لم يدرك الكارثة التي حلت به.
    قلت بهدوء: يا عم! أتيت بالأمس إلى هنا وكل الأشجار ملأى بالأزهار اليانعة النضرة، وكل زهرة تتحول إلى ثمرة. أي أن محصولكم من الحمضيات كان مذهلاً ووفيراً، حتى جاءت عاصفة الليلة الماضية ونزعت من الأشجار جل أزهارها، وحرمتكم جل محصولكم الوفير. أليس كذلك؟ أليس هذا ما حدث ليلة أمس؟
    قال الفلاح في هدوء: يا بني! ولماذا أنت حزين ومشفق علينا؟
    قلت لأن خسارة مالية كبيرة قد وقعت بكم، وخسارة اقتصادية حقيقية قد وقعت باقتصاد بلدنا كله.
    قال الفلاح: يا بني! إن رياح الأمس رزقٌ ساقه الله إلينا! فنحن في كل عام، وفي هذا الوقت بالضبط، وبعد تفتح الأزهار كلها، ننتظر هذه العاصفة المباركة لكي تنتزع كل الأزهار الضعيفة وتبقي فقط على الأزهار القوية الثابتة التي ستصبح ثمارا غضة ناضجة.

    هناك فرص ضائعة، ولكن أيضاً هناك فرص يجب أن تضيع. فتباً لعلمِ اقتصادٍ، لا يعلمنا إلا الاهتمام بالكم ولو على حساب النوع. وحينها نخسر الكم والنوع معاً
    قلت له: لم أفهم، ماذا تقصد؟
    قال: لو أن كل زهرة من أزهار أَمْسِكَ الجميلِ تحولت إلى ثمرة، لعجزت الشجرة عن حملها كلها وتغذيتها بالشكل الأنسب لها. ولكن عاصفة الأمس تنزع كل الأزهار الضعيفة التي لو بقيت لأنتجت ثمارا ضعيفة تثقِل الشجرة ولا ننتفع من بيعها بشيء.
    أما الآن، وبعد زوال كل زهرة ضعيفة، فقد بقيت الزهرات القوية التي تتشبث بأمهاتها بصلابة ومتانة، فتنشأ ثمارا كبيرة ناضجة ذات طعم وشراب لذيذين، فنبيعها بأعلى الأسعار ونربح وافر الربح.
    يا بني! - تابع الفلاح قائلاً - لا تعترض على فعل الله فينا، فهو لم يرسل إلا بشرى خيرٍ لنا لكي تنزاح عنا الثمار الضعيفة التي لو بقيت لتغذت على أمها الشجرة ولحرمت غيرها من الغذاء والنمو السليم الكامل.
    إن ما رأيته مصيبة لنا، ما هو إلا فرصة ذهبية وهِبَت لنا لكي نزداد ثراء ووفرة.
    هذا الفلاح علمني من الجاهل المسكين فينا.
    هذا الفلاح علمني ما لم تعلمني إياه كلية الاقتصاد كلها.
    هذا الفلاح علمني درسا في الاقتصاد لن أنساه طيلة حياتي.

    هناك فرص يجب أن تضيع، لتترك المجال لفرص أخرى يجب أن تأتي، ولكن بشرط أن يتهيأ لها الظرف المناسب، ولولا ضياع الأولى ما كانت الثانية لتأتي. نعم هناك فرص ضائعة، ولكن أيضاً هناك فرص يجب أن تضيع. فتباً لعلمِ اقتصادٍ، لا يعلمنا إلا الاهتمام بالكم ولو على حساب النوع. وحينها نخسر الكم والنوع معاً.

    islamweb








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de