♧ عندما يشعر الجميع بالحرج £

{1}
{طرق شراء الفياجرا عند السودانيين}

منفوووول بتصرف ؛ و الذمة على الراوي / د. على بلدو :
● يمثل الحديث عن الجنس واحداً من أحظر المحظرات اللاتي
قد تبيحُهن الضرورات في المجتمعات الشرقية و المحافظة عموماً
و في المجتمع السوداني خصوصاً. فان( المهابشة) في حتة الرجولة
و الذكورة و القدرات الجنسية تمثل خطاً أحمر لدى الكثرين وواحداً
من ثوابت { الكروكية} السودانية و التي ترفض وصمها بأي صفات
تقلل من ذكورتها أو رجولتها و قد يؤدي ضك الحنك حولها إلى
أن تنشب ساحة معركة ظاعش و غبراء يراق على جوانبها الدم .

● و برزت في هذا الإطار بعض الأدوية المنشطة للقدرة الجنسية
و توافرت منها أجيال متعددة اشتُهِرت منها الفياجرا و التي أعيت الناس
في طلبها كل بطريقته الخاصة و التي نحاول اانبش فيها في ما يلي :

{2}
(كيف يشتري السودانيون الفياجرا ¡¿
¤ قول معاي أنا شفتك وين!*
● بدأ( عمر ) المشرف الصيدلى بشارع الدكاترة بصيدلية ندى
حديثه لنا عن تجاربه من هذا النوع من العملاء بأن البعض يبدأ
زراعة أرفف الصيدلية جيئةً و ذهاباً ببصره و يساءل نفسه بصوت
مسموع ( يا ربي شكلها كيف و شفتها وين ) ثم يبدأ الصيدلي في
مساعدته عن طر يق التجربة و الخطأ و لما يصل للمطلوب و هو
حبة الفياجرا , يتنهد الزبون و هو يقول ( تقريباً هي ذاتها ) .
*حبوب الرجالة*
● و يواصل محدثنا: إن صنفاً آخر يسأل عن حبوب الرجالة و بعد أن
يشتريها يسألك أن تعطيه حبوب النسوان وهي لمنع الحمل كنوعٍ من
التمويه و {تغبية الللتر} لدفع الشعور بالحرج و لإعطاء انطباعٍ:إنو (الأمور
ما بايظة للنهاية ), و بعدها ينقدنا الثمن بسرعة وغالبا ما يكون متساهلاً
في الباقي على عكس العادة لو طلب مضاداً حيوياً مثلاً؛ حيث يمكن حينها
أن ينتظر الفكة زمنا طويلا, وبذا يكون (حسابوا معاي بقى كلوا كسور ) .

{3}
*البطارية نازلة!*
●و ليس ببعيدٍ في شارع الدكاترة التقينا بالدكتور الصيدلاني (مجاهد)
من صيدلية الحمامة ليضيف لحصيلتنا: إنو البعض يأتي ليشكو لنا من نزول
البطارية أو أننا على وشك النزول مع ؛ يعني مع الحُرُكْرُك ، و باقي فيها زي
فرد (شختة واحدة) و اللبيبُ طبعن بالاشارة يفهمُ ) و قد يطلب منك زيادة
الجرعة قدحة قدحتين ؛مشيرا إلى أنه يريد ( شحن شارز يا دكتور، و كدا ) .
و هم في الغالب الأعم العرسان حديثي( الولوج ) في برميل الزفت الكابين
عليه باقة عسل واحدة نظام ( Topping) ; و الذين هم عادةً من( رقيقي )
الحال .. و بعد الزفة بي طبال يبتغون سُترة الحال مع تروسة و في جبينا هلال؛
على الأقل في أولأيام المعمعة مع ضبح الكديسة. و من بعد ذلك يحلها ربك كريم.

● و تتداول في هذا الإطار بحسب د. مجاهد بعض الألفاظ مثل ( تم لينا موية)
و (المقاس نقص) و غيرها مما يتطلب خبرة ناس ميكانيكية و كهربجية ؛ موش
بس صيادلة، لزوم إجادة فن التعامل مع طلبات الزبائن المحفوفة بغموضٍ دامسٍ.

{4}
مع كامل الود و الاحترام لك صديقي الودود
الحبيب ود مهدي ، أتمنى لك أن تكون راضياً عنَّا
في ما ننبش فيه هنا. و ما هو سوى غيضٍ من فيض
ما تطير به الأخبار و تسير به الركبان مما هو مسكوتٌ
و متغاضًى عنه ؛ و ما هو كفيلٌ و حريٌّ به أن يدخلك
في نوبة ضحك حتى يسيل لعابك ثم بجهشك البكاء
منه بزماننا الجميل هذا و عبر ربوع بلدنا الحبوب
هذا. و إن شئت و سنحت ظروفك أتيناك بالمزيد :

{5}
*أظنك عرفتي!*
● أما دكتورة مهيرة فتقول إن أكثر ما يعاني منه زبائننا
الكرام هو عدم وجود طبيب بالصيدلية حيث يضطروا لسؤال الصيدلانيةبحرج بالغ و صوت خفيض: ( إن شاء الله عرفتي ) أو قد يقوم بإجراء مكالمة و هو يقول لشخص افتراضي (هاك كلمها براك عشان أنا الدواء نسيتوا) قبل أن يبدي تذمره من كثرة المراسيل و كأنما بوحي بأن الطلبية ليست خاصته، متواريا من القوم من سوء ما بُشِّر به : أيدس راسه في التُّراب أم يدس تلكم الحُبَيبات الراجمات في جيبه و يمضي منطلقاً كالسهم من الرمية عائداً أدراجه إلى حال سبيله من حيث أتى.

*الحبة ديييك!*
♧ لك ما أردت يا صديقي، فهُم متروكون لشأنهم.
و لكن ، لابأسَ فلا أظن أن ثمَّةَ غضاضةٌ في أن نطرح
للبحث و ( التحاليل) شأناً عامَّاً لعل فيه عموماً الفائدة.

● و عمومن، تستطرد د. مهيرة : إن البعض (ينشِّن) على حبايةٍ
بعينها و بدون ذكرها باسمها"ديييك" و يشير إليها بسبابته قبل أن
يقوم بشراء أدوية نزلة مسلن للتعمية، و أحيانا بمبالغَ و أثمانٍ باهظةٍ
تتجافي جنوبها مع ما يعانيه هذا البلد الأمين من شظَفٍ في (العيش)
و شحٍّ مدقعٍ في (سيلان) العملات الصعبة. هذا الصرف البذخي و بكل
هذا السخاء الحاتمي ؛ على اعتبار أن (الجاتك في مالك سامحتك).

● و بحسب دكتورة مهيرة فإن البعض يحاول الدخول بنفسه و أخذها
خلسةً و لا نزعها عنوةً و اقتداراً ما عارف كيف كيف؛ بينما يدفع إليك بثمن
الممنوعات من ظهر يده بالظبط و من فوق ليه زي حرباشة بكشيش ، لقاء
ما تكرمتَ فتغاضيتَ و تتطانشتَ عن ملاحقته بنظرات فضولك اللاسعة!

{7}
خالد عباس يا ودود و الله لحضورُك الذي ولا أبهى ولا أروع ولا أمتع.
و أنتم منَّا و نحن منكم بمنزلة الحالب و الشارب ، كما الحابل و النابل ؛
فكلهم في الأخذ و الرد ، كما في الأجر سواء بسواء. و زي ماك شايف إنو
الناس جميعاً بتهمنا! و لو كانت الظاهرة متفشية بين أوساط المسحوقين
زي حلاتنا كدي ، الغُبُش أبان مسوحن موية، كُنَّا و الله حتى لو نكطع ليهم
من جلدنا دا ، ح نتبرع ليهم نشوف حل لمشكلتم بي وثبة ( نفير ).

●و لكن جنس التقاليع دي دايمن بتلقاها جاية من (وراوير) القِطَط
السِّمان. أيوة ، و مال أنت فاكر ظاهرة التعدد في النسوان و التكويش
على أرامل الشهداء دي مثنى فثُلاثَ و رُباع دي يعني كانت فحولية
( زواحف) زايدة. كدي لنقش المواضيع الزي دي ترجع بس تستفتي
بت اليأس و أسال مجرب(ة) و لا تسأل طبيب{وَ لَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}.

{8}
● كمان لاحظنا في تجوالنا بقاء أحد المواطنين داخل الصيدلية لمدة قاربت
الساعة حتى خلى له الجو ثم تقدم بعدها لطلب الحبة الزرقاء قبل أن يتلفت
ذات يمنةٍ و يسرةٍ و هو يبرطم باللعنات (الله يلعن أبو السكري و الضغط) و لم
ينتبه إلى أنه لم يقم بشراء الأدوية المعلومة لأمراض عصره المزعومة. و هناك
آخر آثر الانتظار في عربته المكندشة الفارهة و هو يدير المكيف و بين كل فينةٍ و
فينةٍ أخرى يديها بوري مس كول كدا متل أبو الشهاق؛ لعل الصيدلاني من الداخل
يُلقي بالاً لوجوده ملطوعاً هناك ، فيأتيه بوصفة (المجعول) و يكفيه ذل السؤال ؛
و هو يسترق النظر حتى إذا ما خلى مكان الصيدلية تمامن من أي زائرٍ ليأتيها
من بين يديها أو من خلفها، تراه يُهرَع مهرولاً لاقتناء ما يخشاه أمثال هؤلاء.

{9}
*قدر ظروفك*
● و من اللقطات أيضًا انتشار أساليب مبتكرة لبيع الحبة بالقطاعي يعني:
نظام "حبة حبة زيد غرورك و مرة زيد (الجرعة) حبة..و امشي درب الحب
معانا و أبقي زينا زول محبة .. أنحنا ريدك من ربينا زادو فينا و فينا شبَّا "
و التي برزت نتيجة لغلاء الدولار و للرغبة (العارمة) لقضاء ليلة و يا لها من
ليلة من مليون ليلة و ليلة , و كذلك ظاهرة الشيرنغ و اقتسام الفياغرا تمامن
كما يتقاسم الفقراء النبقة؛ أي على طريقة أدونا (حبتكم ) ندق و نديكم .و
يتم التخلص من الصندوق الخاص بالعبوة بسرعة و قسوة حتى لا يقع في
عيون الفضولين و تطير به الأخبار و تسبر به الركبان في القرى و الحضر .

••••••

{10}
● و من اللافت للنظر كذلك، وجود سيدات يقُمنَ بجلب الحبة
لبعولتهن و أبناء بعلوتهن؛ بعد ما ضاق بهم ذات اليد ذرعاً ؛ و بعدما
طفح بهنَّ الكيلُ و بلغ بهنَّ(السيل) الزُّبى ؛ و ذلك و رفعاً للحرج عنهم؛
باعتبار أن الما عندو (حبة) أكيد ما عندو محبة أو كما قالت محدثتنا
و هي تنقد الصيدلاني ثمن البضاعة قائلةً (أها بعد ده النشوف أبونا دا
حيتحجج بشنو ). و حقيقة فكل الناس حاكماها ظروفا. و على قولت
قريبنا فقيد الخيل و الليل و السيف والرمح و القِرطاس و القلمِ ،
و الراحل عنَّا لتوه/ مجدي شبندر: كلما تمدد فتلفسف منطوق
العبارة كلما ضاق بها ماعون المعاني و شاهت المفاهيم!

{11}● و لعل من أغرب الغرائب و أطرف الطرائف من
آخر الصيحات في هذا الصدد ؛ هو انضمام فصيلٍ
من التيوس من حيث قد تدري و لا تدري إلى نادي
متعاطي الحبة الزرقاء و ارتياد بيوت خبرتها !!

● ففي سابقةٍ من نوعها قام صاحب أكبر حظيرة
لتربية المواشي في منطقة الطائف بالمملكة العربية
السعودية ، قام بجلب تيس عمبلوق نيوزلندي مهجن ليه
فِقرة غليدة السيف ما يدليها؛ على إنو فحلُ لا يشق له غبارٌ
في مضامير حماه. و لكن كانت حسرته و خيبة أمله بجلاحل
لمَّا تبين له لاحقاً أنه مجرد (تيس حَلَبة) خايب . يعني بدل ما
يركب الغنم يعشِّرن عمك لقاه ليك راقد تحتن يمص و يرضع
فيهن يعني بقت عليه خيابة و خسارة لبن.

● فما مان من عمك إلا أن لجأ به إلى أقرب طبيب نفساني
تخصص تيوس ؛ و الذي كتب له وصفة سحرية عبارة عن حبة
زرقاء و نصحه بوضعها للتيس الحنكوش في وجبةعلفٍه.

● يلا دقايق مافي مما ضاقا ليك طوالي من حيسو التيس دا
انتفض مكشِّراً عن أنياب فحولته(الضائعة) و قام لمَّ ليك في مراح
عمك و قطعان الزرايب المجاورة؛ أشتغل ليك فيهن يلبلب و يطلع و
ينزل لامن جت عليهن عشَّرن ليك في ليلةٍ حمراء من ألف ليلة و ليلة.