كانت كثير من القصص تروى على المسامع ان كيف كان يجازف الشباب في ثمانينيات القرن الماضي للسفر الى اوروبا البعض عبر الطائرات واخرين من خلال البواخر.
التقيت احدهم بعد اكثر من عقدين من مجازفاته وحكي لي كيف انه تحرك من بورتسودان ليقطع العالم شرقا وغربا فبلغ حتى البرازيل في امريكا اللاتينية وبلغ حتى كندا وحكى لي مجازفاته في اسبانيا وجنوب افريقيا وكان اول عهده في هذه المجازفات ببيعه عصير كركدي في جردل حديد لعمال الشحن والتفريغ في الميناء ومن ثم تسلل الى داخل الباخرة ليستقر به المقام في جوف الباخرة مع جولات الذرة و لم يخرج من مخبأئه ذاك الا بعد يومين بعد ان استبد به الجوع و تاكد له ان الباخرة قطعت مسافة لم يكن من السهولة بمكان ان تعود به الى الميناء واستقر به المقام في اول رحلاته باليونان ومن ثم توالت محاولاته ومجازفاته التي لا تحصى و لا تعد.
كانت الفكرة تكبر كل يوم في الدماغ وكان الخوف يكبر معها لان الاقدام عليها قد يكون سببا لوقوعك في قبضة بعض رجال الامن او الشرطة الذين لا يرحمون. الى ان سنحت الفرصة الاولى و التي اضعتها بسبب عامل الخوف الزائد و كان ذلك في مطار القاهرة اذ انه من المفترض ان اعود ادراجي الى الخرطوم وللاسف تأخرنا في القاهرة لمدة يومين اضافيين بسب خلل اصاب الطائرة السودانية مما اضطرت الشركة الناقلة سودانير لاستئجار طائرة تونسية لنقل الركاب الى الخرطوم.
كانت المفاجاة اننا كنا وجها لوجه مع طائرة الخطوط البريطانية ولعب الفار في العب واتجهت مباشرة الى اخر الصف الطويل الذي كان يمتد من مدخل الطائرة ثم سلم الطائرة واخرين يزحفون زحفا نحو السلم وكنت في لحظات اخر الصف الذي كان اوله تبتلعه الطائرة الخطوط البريطانية في جوفها وكلما دخل احدهم في جوف الطائرة تقاصرت المسافة بيني وبين مطار هيثرو وكنت الاحظ ان المضيفينن في الباب كانوا فقط يشيرون بايديهم مرحبين بالركاب وكان الحظ كان يبتسم لي، الى اقتربت من حرف الـ S في اخرعبارة British Airways وكدت ان المسه بيدي وواجهت المضيقة وجها لوجه ولم يتبقى الا ان الج من سم الباب الى جوف الطائرة تابريطانية وفجأة تملكني الخوف فعدت ادراجي لاجد نفسي في اخر الصف امام الطائرة التونسية والتي ولجت اليها وقد اطبق علي الخوف وانا اتحسر كوني اضعت الفرصة الثمينة والتي لربما كانت مناسب للوصول الى لندن. وكانت هذه التجربة الاولى التي اضعتها بسبب الخوف وعدم الترتيب وربما بسبب عدم الخبرة الكافية لمواجهة الموقف.
ربما كثيرون مروا بهذه التجربة وبعضهم استخدم نفس الحيل ليعبر الى الغرب بصورة غير شرعية في الثمانينيات وبلغ مقصده الى هناك يوم ان كان العالم متسامح و متساهل في السفر واستقبال المهاجرين بكل ترحاب.
اتمنى ممن يمر من هنا وقد مارس هذه الهواية ان يسرد لنا تجربته تلك.
يتبع ...
مع التجربة والمجازفة الثانية والتي ايضا لسؤ وحسن الحظ كانت على متن خطوط اجنبية تحمل بريطانيين قادمة من نيجيريا ومتجهة ايضا الى لندن وكانت المفاجاة اني ايضا اضعتها مثل سابفتها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة