يصطك يومياً عشرات المواطنين في شارع النيل قبالة نادي جهاز الأمن والمخابرات، السبب ليس وجود صيانة في الشارع أو حادث مروري أو تعطل عربة بضائع ضخمة او لإفساح الطريق لسيارة إسعاف. بل السبب هو مرور موكب أحدهم، الذي لم يستبن المواطنون ماهيته أو إلى أية جهة ينتمي، فقد كثرت المواكب وكثر الناس المهمون في هذا الوطن المكلوم.
الموكب تتقدمه سارينا ثم سيارة سوداء مظللة داكن لونها تسر الناظرين عليها لوحة رئاسة الجمهورية ومن خلفها سيارة لاندكروزر. يمر هذا الموكب يومياً في حوالى الساعة ٨:٣٠ صباحاً، ويستمر إغلاق الطريق قبل وصوله بنحو نصف ساعة. في آخر مرة طفح الكيل بالمواطنين وأحدثوا تظاهرة بأبواق السيارات في احتجاج واضح على احتجازهم الطويل وتعطل أعمالهم ومصالحهم، لا لشيء سوى مرور موكب سعادته الذي لم تتضح للمواطنين ماهيته أو إلى أية ثكنة عسكرية أو مدينة ينتمي. إن خلق ربكة مرورية إضافة للربكة الحاصلة لا يعني شيئاً إلا زيادة التضييق على المواطنين، وخلق حالة من السخط والقهر والاستياء لن تمر مرور الكرام، اليوم احتجاج صامت وغداً بآلة التنبيه وربما بعد غدٍ العبور كما فعل بعضهم دون الاكتراث لتعليمات رجل المرور. كما أن ضرورة وصول المسؤول الفلاني إلى مقر عمله، لا تعني تعطيل عمل آلاف المواطنين من موظفين وعمال وطلاب المدارس وغيرهم. وتظل المشكلة دوماً ليست في إغلاق الطريق فقط، وإنما في من بربكم ذلك المسؤول السوداني الذي يستحق أن تفتح له الشوارع وتغلق له أخرى ويحتجز له المواطنون كقطيع من الخراف.. إنه لعمري بؤس النفخة السياسية الكذوبة. السيد مدير الإدارة العامة للمرور.. يا ليت رجال المرور يتعاملون بنفس الهمة والحماس مع عربات الإسعاف مثلما يتعاملون مع سيارات المسؤولين، كما أن معالجة الاختناقات المرورية من صميم عمل رجل المرور، نقول معالجتها وليس صنعها. خارج السور ما حقيقة الأخبار المنتشرة عن استفادة أعضاء المؤتمر الوطني من التخفيضات في رسوم تحويل الملكية وقيامهم بتحويل (٣٨٠) ألف سيارة ونقل ملكيتها لصالح بعض الكيزان؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة