شاركت بهذه الورقة فى المؤتمر الذى عقده مركز الديمقراطية والحوار بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى تحت إشراف الوزيرة دكتورة إنتصار صغيرون.. ونسبة لوجودى بجوبا ضمن وفد التفاوض فى قضايا السلام قدمت الورقة مشكورة الرفيقة أستاذة تهانى عباس:
الديمقراطية وقضايا التمييز والتهميش إحسان عبد العزيز
تتناول الورقة قضايا التمييز والتهميش وأثرها على الديمقراطية: التمييز: مقصود به التمييز بأنواعه المختلفة وعلى رأسها النوعى ، العرقى، الدينى والمناطقى. التهميش: ومقصود به التهميش النوعى والمناطقى مقدمة: فشل التجارب الديمقراطية فى السودان يعود الى عدة أسباب سياسية و إجتماعية وإقتصادية، تتناول الورقة قضايا التمييز والتهميش كواحدة من هذه الاسباب.. وتستهدف الورقة التمييز النوعى ضد المرأة وعزل النساء عن الحياة العامة، بالاضافة للتمييز الذى تمت ممارسته بسبب الدين والعرق واللغة.. وكذلك التهميش حيث مورس التهميش أيضاً ضد النساء بالاضافة الى التهميش المناطقى الذى تسبب فى إندلاع الحروب فى عدة مناطق واولها جنوب السودان الذى إنتهى به الحال الى إختيار الانفصال فى العام 2011م، كما شملت الحرب مناطق أخرى تم تهميشها كجنوب كردفان (جبال النوبة)، النيل الازرق ودارفور وشرق السودان. التمييز: يعرف التمييز فى أبسط صوره بأنه يعني المعاملة غير المتساوية حيث تتم معاملة الإنسان بشكل أقل من شخص آخر في نفس الوضع. ويمكن أن يكون أساس التمييز النوع، العرق، الدين، اللغة وغيرها.. وظلت قضايا التمييز ضمن القضايا الاساسية التى لم تستطيع الحكومات الديمقراطية ان تلعب فيها دوراً إيجابياً حتى جاءت الانقاذ وعملت على ترسيخ مفاهيم التمييز فى المجتمع السودانى وتعميق جذوته.. أما التمييز النوعى فقد مورس ضد النساء، سوى كان ذلك على المستوى المجتمعى أو على مستوى الدولة، فاثر على مشاركتها فى الحياة العامة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأنعكس ذلك سلباً على التجارب الديمقراطية فى السودان على مستوى الحكومات والاحزاب.. وكذلك التمييز على أساس الدين والعرق واللغة، إذ أسهم فى إنتشار المفاهيم العنصرية ضد ثقافات معينة وخلق كثير من الغبن بين أهل السودان وكان له دور فى الصراعات القبلية. التهميش: وفى اللغة يعنى جعل المستهدف على الهامش أى عدم إعطائه اهمية.. وفى الحالة السودانية نجد أكثر أنواع التهميش يتعلق بالمناطقية والنوع. فى حالة المناطقية عرفت المناطق البعيدة من المركز بمناطق الهامش وهى فى معظمها مناطق بجانب التهميش عانت من الحروب الاهلية، إذ إختار أبنائها الكفاح المسلح ضد التهميش والظلم وعلى رأسها كان جنوب السودان، حيث إستمرت الحرب فيه منذ 1955_ 1972 وتوقفت بإتفاقية أديس أببا وأعطاء الحكم الذاتى لجنوب السودان، ولم تصمد الاتفاقية كثيراً حتى عادت الحرب فى 1983 بتكوين الحركة الشعبية/الجيش الشعبى لتحرير السودان وإستمرت حتى العام 2005 حيث توقفت وفق إتفاقية نيفاشا والتى إنتهت بانفصال الجنوب فى العام 2011، مرت الحرب فى جنوب السودان بمراحل الديمقراطية الثلاثة والتى عجزت جميعها عن وقف الحرب، وأستصحبت فى مرحلتها الاخيرة منذ العام 1984 مناطق أخرى تعانى من التهميش فكانت حرب جبال النوبة والنيل الازرق.. ففى العام 1984 إنضم الكوماندور يوسف كوة الى الحركة الشعبية، وعند حلول عام 1987 تفجر الكفاح المسلح فى جبال النوبة بقيادة كوه معلنا الحرب ضد سياسات الحكومة السودانية برئاسة السيد الصادق المهدى.. واستمرت الحرب حتى 2005 حيث توقفت باتفاقية نيفاشا للسلام، لتعود مرةً أخرى فى العام 2011 وحتى اليوم، وكذلك النيل الازرق إذ بدأت الحرب فيها عام 1984 بانضمام عدد من أبنائها الى الحركة الشعبية لتحرير السودان وعلى رأسهم القائد مالك عقار، لتدخل النيل الازرق فى دائرة الكفاح المسلح ضمن قوات الجيش الشعبى حتى 2005 لتعود اليها مرةً أخرى فى يونيو/2011 وما زالت.. أما شرق السودان بدأت الحرب فى العام 1996 بتكوين القيادة المشتركة لقوات فصائل التجمع الوطنى الديمقراطى بما فى ذلك قوات مؤتمر البجا والجيش الشعبى لتحرير السودان والذى أطلق عليه دكتور جون قرن فى الجبهة الشرقية (لواء السودان الجديد).. وانتهت الحرب بتوقيع إتفاقية أسمرا لشرق السودان فى أكتوبر/2006.. أما دارفور فقد إنضمت الى الكفاح المسلح فى العام 2003، ووصفت الحرب فى دارفور بحرب الابادة الجماعية حيث مارس فيها نظام البشير أبشع أنواع جرائم الحرب ومازال أهل دارفور يدفعون الثمن غالياً ويقدمون الشهداء حتى بعد ثورة سبتمر، فما زالت أحداث شنقلى طوباى فى أغسطس/2019 وأحداث محلية القريضة فى سبتمبر/2019 ماثلة أمامنا بكل فظائعها. كل هذه الحروب وما تكمن خلفها من دوافع كانت واحدة من أسباب فشل الديمقراطية فى السودان. أما تهميش المرأة كما عبر عنه الزعيم الراحل د.جون قرنق بأن (المرأة مهمشة المهمشين).. فقد ظلت المرأة تعانى من التهميش بأشكاله المختلفة، سوى كان تهميش إجتماعى أو إقتصادى أو سياسى بالرغم من دورها الكبير فى المجتمع، وبالطبع إنعكس ذلك سلباً على الممارسة الديمقراطية فى كل مراحلها.. وستتناول الورقة التهميش الذى وقع على النساء فى التجارب الديمقراطية وفى داخل الاحزاب على مستوى المعارضة بما فى ذلك تجربة المرأة بالتجمع الوطنى الديمقراطى وحتى مرحلة ما بعد الثورة وهيكلة الحرية والتغييروتكوين الحكومة المدنية، فما زال تمثيلها ضعيف بالرغم من مشاركتها فى كل مراحل مناهضة النظام حيث سجنت وجلدت وأهينت، وقدرت مشاركتها فى ثورة سبتمبر بأكثر من 60% ووفق هذه المحاور التى تتعلق بالتمييز والتهميش يعتبر السلام ومشاركة النساء من أهم وأكبر تحديات المرحلة القادمة فى ظل الفترة الانتقالية لما بعد الانقاذ.
10-25-2019, 07:03 AM
Yousuf Taha Yousuf Taha
تاريخ التسجيل: 05-03-2013
مجموع المشاركات: 1034
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة