يوجد في علم النفس ما يسمى ب "الانحياز التأكيدي" Confirmation bias
ومعناه تكذيب أي خبر أو معلومة أو تحليل لا يتوافق مع (انحياز) المرء نفسيا لشخصية معينة أو حقيقة معينة ومؤكدة في نفسه..ويظل ينحاز لرأيه حتى لو تبين أنه خطأ أو لم يعد ملائما..
امبارح عرضت فيديو الشيخ أحمد الطيب وهو يقول بوجوب ضرب الزوجات لجرح كرامتهن ورفض المساواه بين الرجل والمرأة، فوجدت سيل هجوم وتكذيب من بعض الجمهور على شاكلة (إنت مقطع الفيديو) ( إنت مدلس) (الفيديو متركب) (شيخ الأزهر لا يمكن يقول كده)
حتى لما أتيت لهم بالمصدر الأصلي وكلام شيخ الأزهر كاملا (لم يقتنعوا) وظنوا إني برضه ناقل حاجات غلط..وبعضهم لما فشل في عرض حجته بدأ بتبرير كلام الشيخ وإن الستات فعلا تستاهل الضرب من الناحية الدينية..
أصل ذلك هو الانحياز التأكيدي
هؤلاء لديهم حقائق مسبقة وقداسة راسخة لرجال الدين في أنفسهم، ولا يمكنهم بالتالي تصديق أن هؤلاء الناس أشرار أو يخطئون، أو أن الحقيقة الذي عاش من أجلها سنوات عمره طلعت زيف وأقوال كاذبة..
هنا سلطة العادة تقوم بمفعولها، مع اعتياد الشخص أن يقول كلاما معينا ويفعل سلوكا معينا سيظن أنه حقيقة مطلقة بمرور الوقت حتى لو تبين أن أفعاله ليست صحيحة، سيظل يقاوم في نفسه بانحيازا مؤكدا وربطا وهميا بين معلوماته الصادقة منها والكاذبة ليتبنى في الأخير موقفا عدائيا منك ومن أي ناقد..
تخيل هذه السلوكيات الضارة موجودة عند الإنسان منذ فجر التاريخ، فلا تستغرب كيف نشأت وتوسعت الأديان والمعتقدات، وكيف اشتعلت الحروب والأزمات..هنا السبب (انحياز تأكيدي) مع رغبات ومصالح وقصور عقلي ونفسي عن التواصل..
الآن في عصر الإنترنت مطلوب التخفيف من انحيازك التأكيدي وأولى خطوات التخلص منه ومقاومته أن تتقبل الرأي الآخر مهما كان مزعجا بالنسبة لك، فإذا لم تقدر على مناقشته فتوقف واحترم وجود المخالف وحقوقه بأبسط تقدير، ولذلك جاءت أهمية حقوق الإنسان أنها المدخل الأول والأساسي للإصلاح الفكري ونشر المعارف بطريقة صحيحة..
اذا الزول مبرمج من صغره انه دكتور القراى ملحد ؛ مستحيل تقدر تقنعه بالعكس . و حتى لو اتيت بالبراهين و الأدلة برضه هو ملحد ملحد... زى قصة الطيرة و الغنماية ؛ هى غنماية حتى لو طارت .
النوع ده مبرمج و لا امل فيه.
وللأسف ديل الأغلبية و قود لك للناس العندها مروه و صبر على مناقشتهم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة