|
Re: الحسين الزهراء: قاضي القضاء الذي سّجِن ظل� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
يكتب د.محمد المهدي بشرى في معرض حديثه مصير المعارضين الساسيين في مختلف مراحل الحكم في السودان عن الحسين ما يلي: تقول كتب التاريخ عن الحسين الزهراء أنه عالم أزهري متفقه في الدين ملك ناصية البيان شعراً ونثراً وكان واحداً من مجددي الشعر في عصره، ويقول عبد المجيد عابدين عن شعره: "وشعر الحسين بوجه عام أقل عناية بالمحسنات البديعية اللغوية" (عابدين: 220) أما عن بلوغ باعه في النثر فليس أدل من استعمال المهدي الزهراء كأحد كتابه الرسميين، ومن أشهر الرسائل الرسمية التي كتبها الزهراء رسالة المهدي إلى أحد الزعماء الذين لم يؤمنوا بدعوة المهدي وهو صالح المك الشايقي (عابدين: 317) وقد علق عابدين على نثر الزهراء وأشار إلى ما يميز هذا النثر من اقتباس وسجع وجناس، وأسلوب الزهراء في تقدير عابدين هو "الأسلوب البديعي الديني [الذي] لقي رواجاً في عهد المهدية على يد المهدي نفسه" (عابدين: 317). مهما يكن من أمر فقد انخرط الزهراء في ركاب الدولة بعد حملة هِكْس التي هزمها المهدي في واقعة شيكان نوفمبر 1883م (شبيكة: 663)، وأعلن إيمانه بالمهدية، لكنه أتهم الدولة الجديدة باحتقار العلم والعلماء وموالاة الجهلة (نفسه: 132) ويقال أنه نصح المهدي بوجوب إسناد الوظائف إلى العلماء (شقير: 841) ومع هذا وبسبب إيمانه بالمهدية عمل مع المهدي وناصره، وبعد وفاة المهدي عمل قاضياً للإسلام وهو أعلى منصب قضائي في تطبيق الشريعة، وكان لا يعمل بالمنشورات إذا تعارضت نوعاً ما كما أمر المهدي بذلك (شبيكة: 205) وكما هو واضح فإن الزهراء حرص على نزاهة الحكم وعدالته ورفض أن يكون أداة في يد الخليفة. تقول الروايات أن الزهراء قضى بعدة مسائل على خلاف ما أراد الخليفة، (شقير: 842) ولا شك أن سلوكاً مثل سلوك الزهراء في ذلك الزمان البعيد وفي ظل دولة ثيوغراطية لم يكن بالسلوك المقبول على ما ينطوي عليه من تمرد، وكان بدهياً أن يلقى الزهراء جزاءه ثمناً لشجاعته وحرصه على العدالة كما أقرها الدين والشرع، فقد حُبِس في غرفة ضيقة بسجن (الساير) ومنع من الطعام والماء إلى أن مات قهراً 1895م (شقير: 824) ليس هذا فحسب بل أن الخليفة حرص على تصفية فكر الزهراء وشبهه بالشجرة التي في وسط الزرع فإنها تأوي الطير الذي يُفسد الزرع، فما يستريح الزارع حتى يقطعها من أصلها (شقير: 824). ومن أسف أن شخصية الزهراء لا تجد الاهتمام اللائق بها، فأغلب كتب التاريخ لا تتحدث عنه إلا بطرف خفي، هذا إذا لم يتم تجاهل الشخصية تماماً، حتى في الكتابات المعاصرة نلمس ذات التجاهل لشخصية الزهراء، ففي كتابه الذي أرخ فيه لأكثر من ستين عالماً لا يشير صديق البادي للحسين الزهراء على الرغم من تركيز الكاتب على منطقة الجزيرة التي ينتمي إليها الزهراء (البادي: 1994م)، أما الشاعر والمفكر محمد المكي إبراهيم فهو لا يشير بوضوح للزهراء وموقفه الشجاع، بل يتجاهل الأمر برمته ويشير له عرضاً، نجد ذلك في معرض حديث محمد المكي عن مساوئ حكم الخليفة عبد الله الذي على يديه تم اضطهاد المثقفين والعلماء السودانيين والتنكيل بهم (إبراهيم: 33:1986م). إهتم بعض الكتاب بشخصية الزهراء فالكاتب بشرى أمين أفرد دراسة لشخصية الحسين الزهراء بعنوان (القاضي حسين إبراهيم الزهراء مثل رائع للنزاهة والعدل) (أمين: 1970م) وقد أشار الكاتب إلى ظروف وملابسات اختلاف الزهراء مع الخليفة ورجاله. وكان الشيخ الحسين إبراهيم الزهراء ضعيف البنية، نحيفاً، فاحتمل ثقل الحديد كالمارد الجبار بهمة صلبة ونفس جَلِدَة(…) وكان بإمكانه أن يتراجع عن رأيه الذي سبب محاكمته لينجو من السجن ومن بعده الموت صبراً فأنف من ذلك ولم يفعل (نفسه:9). لم يكن غريباً أن يكون الشاعر والمفكر صلاح أحمد إبراهيم واحداً من القلائل الذي توقفوا أمام سيرة الزهراء والإعجاب بها، ففي معرض حديثه عن تكوين شخصية المثقف السوداني نجده يشيد بالتاريخ الناصع للشاعر والثائر الحسين الزهراء، يحاول صلاح قراءة العلاقة المتوترة بين الخليفة عبد الله وبين المفكرين مثل الزهراء يقول صلاح "لم يكن الخليفة عبد الله بحاجة للقلم فعنده ذهب المعز (…) ثم كان هناك الساير (السجن) حيث يسجن العالم والشاعر والكاتب الثائر الذي كان يحض الناس على العصيان والثورة باسم مستعار يعرفه الفطن (بأخي الحسن" (إبراهيم: 81: 1968م).
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الحسين الزهراء: قاضي القضاء الذي سّجِن ظل� (Re: تماضر الطاهر)
|
الأخت تماضر صباح الود و القصيد لقد طال عهدنا عن وادي عبقر
فعلا الحسين الزهراء كان مشهور بقرض الشعر.. و هذه من أشهر قصائده( أم تقصدي قصيدة أخرى؟):أبحْ سكرَ شـرب الـحـب لا سكرة الخمــــــر أو من شمائل النبي:
أبحْ سكرَ شـرب الـحـب لا سكرة الخمــــــرِ ___________________________________ ونُحْ بعـد أن أغدو وراءً عــــــــــلى صخرِ ___________________________________ ونحْ بعـد فرق الـحـيِّ للـحـيّ بـالهـــــوى ___________________________________ وجُدْ بـاكـيًا مـا دمتَ بـالأدمع الـحُمــــر ___________________________________ فإنـي بـمـن أهـواه مـا زلـــــــت والعًا ___________________________________ ومـا زال بـي نـارٌ تَأجّجُ فـــــــــي صدري ___________________________________ ومهـمـا خلا قـلـبـي بسلٍّ ومـن ثـــــــوى ___________________________________ بجنّات عـدنٍ جـادتِ العـيـن بــــــــالقطر ___________________________________ ولا غروَ أن غارت عـيـونـي مـن النـــــوى ___________________________________ وحـرت ولا أدري عـلى أيٍّ مـن الأجـــــــر ___________________________________ دعـانـي فؤادي للهـوى فأجــــــــــــبته ___________________________________ فلـم أهـوَ عَمْرًا لا ولا أمه عـمـــــــــر ___________________________________ ولا دارَ بكرٍ لا ولا أمَّ خـالــــــــــــدٍ ___________________________________ ولا نغمةَ الأوتـار فـي حـــــــانة السكر ___________________________________ ـــــــــــــــولا عزّةً تزري ولا وصل ع ___________________________________ ولا روضَ أزهـارٍ ولا نُضرة الزهــــــــــر ___________________________________ ولا وصلَ إخـوانٍ وأنس مسـامـــــــــــــرٍ ___________________________________ ولا صحـبةَ الأحداث فـي حـالة الــــــوفر ___________________________________ ولا حُمـرَ أنعـامٍ ولا سـودهـــــــــا ولا ___________________________________ مقـامـي ببـغدادٍ ولا فـي رضـا مـــــــصر ___________________________________ ولا للعـيـون السـود عــــــــــندي تلفّتٌ ___________________________________ ولا قـاصرات الطرف فــــــــي غرفة القصر ___________________________________ ولا ذات دلٍّ مـونقٍ فـي خمـــــــــــــيلةٍ ___________________________________ ولا فتـيةٍ تغنـي عـن الرفع والجــــــــرّ ___________________________________ ولا مكتفٍ بـالعـلـم عـن عـلـــــــم ذاته ___________________________________ ولا معتـنٍ بـالنقض فـي الـبحث والكـســـر ___________________________________ ولا أمّ رحـمٍ غـيرَ أنـيَ مـــــــــــــولعٌ ___________________________________ بسلعٍ ألا هلا يكـون بـهـــــــــــا قبري ___________________________________ ومـولىً بـهـا مـا فـي الـوجـــــود نظيره ___________________________________ بـه جـاد ذو الإحسـان واللطف والــــــبِرّ ___________________________________ جـداه الجـدى والكل فـي طــــــــــيِّ كفّه ___________________________________ ونـاهـيك مدحًا فـيـه مـا جـاء فـي الـذكر ___________________________________ دعـا خـيرَ مسؤولٍ فـوفّى بـوعـــــــــــده ___________________________________ فلـبّاه إذ نـاداه بـالـذكر ذي الأمـــــر ___________________________________ فخلّى سبـيل الجـاهلـيـن وحـلّ فـــــــــي ___________________________________ ريـاض الرضـا أكرمْ بذي الـمــــنزلِ القفر ___________________________________ ألا ذا النهى فـانهى نفـوسًا عـن الهـــوى ___________________________________ ودِنْ هكذا وامـررْ عـلى الرِّجل بـالجـمــــر ___________________________________ ولـمـا حـبـاه رفعة القـدر مــــــــــنّةً ___________________________________ عـلى خُلْقه أثنى بـمـا لـيس فـي الشعــــر ___________________________________ فهـيـهـات شعـري أن يفـي أشجعَ الـــــورى ___________________________________ وأحـلـمَ مـوجـودٍ وأمـجـدَ ذي قـــــــــدر ___________________________________ وأعـدلَ قـاضٍ مـا قضى عـمـرَ ســـــــــاعةٍ ___________________________________ بجـورٍ وأسخى فـي العطـاء مـن الـبحـــــر ___________________________________ فـمـا بـات والـديـنـارُ فـــــي داره ولا ___________________________________ أجلّ ولا أدنى مـن العــــــــــاجل النزر ___________________________________ لـديـه سـواءٌ فقـدُ ذاك ووجــــــــــــده ___________________________________ ودنـيـاك والأخرى فـمـا زيـنةُ الــــــدرّ
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الحسين الزهراء: قاضي القضاء الذي سّجِن ظل� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الشيخ العلامة حسين الزهراء رحمه الله كان من شهداء الوقوف مع العدالة والإصرار أن لا يكون من شيوخ السلطان سمعت من جدتى عمة الوالد رحمها الله أن السبب أنه قال بأن الريال الذي ضربه الخليفة عبد الله لا يصلح مهرا للزواج لأنه عديم القيمة فغضب الخليفة لهذا السبب وعاقبه بذلك العقاب والحسين الزهراء هو مؤسس لقرية الفسطاط المشهورة بـ(فطيس) تقع غرب الحصاحيصا وجنوب طابت ببضعة كيلومترات فالرجل أديب وشاعر وعالم وقرية فطيس التي أسسها أهلها طيبون وأهل رقى وثقافة.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الحسين الزهراء: قاضي القضاء الذي سّجِن ظل� (Re: منتصر عبد الباسط)
|
يا صاديا لمدامة الخمار غرثان سار طالب الآثار مستخبراً علما برب الدار رد في بحار العلم والاسرار بنجائب الاوراد والاذكار ولترع خوفك فوق أن ترعى الرجا وقم الليالي لا تنم وقت الدجا لا تخش من ضرر ولا تشك الوجا ودع التكاسل عند أوقات الإجا به فالمعارف في دجا الاسحار واعلم بأنك لا تزال مطالبا وبكل عاد لا تزال مغالبا فعلى حظوظ النفس لا تتكالب واسأل مليكك بالقليب وقالبا وصلا اليه وفيض علم جار وفؤادك احفظ من خواطر حدسه أيضا وفلكك في المشارع ارسه ولتحى ليللك سيما في سدسه فالخير يأتى من حضيرة قدسه لذوى العنا والجد في الاسفار والحب يأخذ صفو قلب نديمه كالخمر يلعب دائما بمديمه فالزم فداك النفس بيت عليمه واشرب بذكرك خندريس قديمه بصبابة مع فتية أبرار واكتم هواك اذا بدا لك شارق حسن لقلبك بالمحاسن سارق واعلق بذاك ولا يعوقك عائق لولا المحبة ما تروى صادق في أبحر التوحيد والأنهار وارقب رقيبك في لويلات الولا ودع الدنية لا ترم فيها العلا وافرح بفقدك جيفة تكفى البلا واندب على نفسى ولا تندب علي ما كان من جاه ومن ازهار واتبع بصفو القلب ويحك من سرى في كل مفعول ولو بيعا شرا واحذر بجهد أن تميل إلى مرا واركن الى خدام ليلى في الورى وخذ الطريق لهم يزهد الدار بحلال قوتك للجوارح أيد وعلى حزمك باهتماك شيدى وعليك نفسك بالشريعة قيد واجهد ولا تخشى الملامة سيدى في منهج القوم الآلى الأحرار واغنم زمانك قبل أيام الكبر وعظ الفؤاد بتى وتياك الكبر ودع الردا وكذا الأزار لمن جبر واخلع ثياب العجب عنك ولا تذر تمزيق ما يردى من الاستار إياك خلى أن تقوه بوشية وكذاك فاحذر أن تخون بمشية من أين تأمن ان تصاب بغشية طيب فؤادك بالصفا وبخشية كى معك يبدو طيب الاعطار واصحب فريقا بالتقى متدرعا لا معشرا لردى الشقا متجرعا بل بارعا بجوايز مندرعا واركب على سفن الرجا متضرعا من غايل يغتال قلب السار وانعم بذلك ذلك العيش الهنى واعلم بأنك دون مملوك دنى لا تجترى لا تفترى لا تكتنى لا تدعى اوصاف مولاك الغنى ترمى بسهم بلية ضرار كن في الطريق على اجتهاد لائق متباعدا عن كل امر عائق متولعا فرحا بذكر الخالق واكتم ولا تفشى لامر خارق كالعارفين ائمة الأسرار والشاذلى من في المهيمن قد فنى وسريهم وجنيدهم عبد الغنى وابن الرفاعى ومن بعزة قد عنى والخلوتى ومن له النسب السنى بدر الدجا السمان ذى المقدار كن أن تكن بجمال سلمى هائما لا لاهيا عنها بنفسك نائما فيها الوجود ومن تراه قائما لاحظ بقلبك للحقيقة دائما بتخشع وتخضع ووقار خل التي لزمت حماها والبذى وكذاك خل المبتدى والمحتذى واعمل إلى ذيالك المسك الشذى وادخل بوجدك ذلك الحزم الذي واشرب من الخمار كأس خمار وتجردن من قبل تحريم الهوى واغسل ثيابك من مصاحبة الدوا وأذق جنانك كله ألم النوى جرم نفيس ليس يدخله سوى من قد تطهر من صدا الاوزار كن ذاكراً متهجداً فعسى لعل وصل يكون ولا يخيب من اتصل والجأ إلى من عز في ذات وجل وجميع ما ترعاه قبل دخولك ال حرم المنيع اتركه باستبصار ذلك الحجاب وذلك سور مانع وكذلك البردى القشيب اليانع ايضا ومن هو في صحابك قانع سيف صقيل للقواطع قاطع عن حضرة المدد الشهى المدرار واقصد تجاهك داخلا في شرعة متطهرا متنزها عن بدعة واصعد إلى أوج الكمال بسرعة متقاعداً متباعداً عن رفعة ببراق عزم عناية طيار ان شمت برقا في الدياجر لائحا أو عاشقا لديار علوى رائحا كن للحبيب بدمع عينك بائحا من يرتقى يبقى اماما صالحا تسعى اليه أكابر الأقطار واعمل بحق معالم مشهورة مسطورة في كتبهم مزبورة او عند ميقات هناك بصورة احرم بنية حجة مبرورة واشمم شذا الرند الشذى الزارى وارمق علاك بأعين مرمية مخفية في غيها محمية وأجب الاهك للحما مع نية وطف القدوم بنية قدسية لتفوز بالعليا وقرب البارى وأتى المناسك ما استطعت مهللا متعللا متأولاً متحولا متحققا بالحق لا متقولا قف بالصفا بصفاك واسع مهرولا متواجدا بالزهر والازهار واذهب لميقات الرضى وارم الشقا متقويا بالزاد راكب منتقا والبس حلا الأحسان من بعد النقا ايضا على عرفات عرفان التقى قف بالشهود وقوف صب دارى واجمع بجمع بعد جمع واقصرا ذكرا وذكرا طولن لا تقصرا تجد المنا فيها واحسان القوى واجمع بجمع ثم جىء ام القرى متهيئا ناو قضا الأوطار دع عنك نوما ثم بيعا والشرا واحلق بها وانحر ورميا كررا فيما عدا معلوم ايام القرا وطف الافاضة كي تفيض على الورا بمعارف مزجت بكاس عقار واعمد الى حضر الورى بتعمد لوصاله الأشهى وحسم الكمد وقرور عين بالأماني مغمد ثم الصلاة على النبي محمد شمس الشموس وقرة الأبصار
| |

|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|