التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 02:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-29-2019, 07:48 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة

    07:48 PM August, 29 2019 سودانيز اون لاين
    sharnobi-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});مقدمة:تدخل السياسة السودانية الآن في منعطف تاريخى هام. سقوط البشير يعيد طرح الاسئلة القديمة المتجددة، الي اين تسير الاحداث فى السودان .؟ هذا القطر الغنى بامكانياته الافتصادية، وموقعه الاستراتجي الهام.؟ وسط الاستقطاب الحاد لمحاور اقليمية بدات تلعب دورا هاما وملحوظا، فى توجهات الاقطار ، والتى تحسب بانها فقيرة، وتلهث نحو المال الساهل، والفساد والعمالة من قبل مجموعات او احزاب. هذا الاستقطاب اصبح محور شر تقوده دول الخليخ وتركيا، خلافا ما كان عليه فى مرحلة بعد الاستقلال الذى كان تبعية للدول المستعمرة والتى تربطها مصالح اقتصادية وسياسية.صحيح ان التطور الاقتصادى والاجتماعى الذى سار فيه السودان، خلال الثلاثين عاما الماضى، يختلف نوعيا عن الاطارالعام لنمط التطور الذى شهدته البلاد منذ الاستقلال، والذى كان بقيادة راسمالية الدولة والقطاع الخاص الضعيف البنية والمساهمة فى الاقتصاد . لقد ورثت الدولة المستقلة من الاستعمار نظام اقتصادى ، كان يخدم مصالح المستعمر. ولكن كان هذا الاقتصاد مستقرا نسبيا لفترة طويلة من بعد الاستقلال ، وسار فى النمط السابق . مثل ادراة وملكية الدولة للوحدات المنتجة كمشروع الجزيرة والزراعة المطرية الواسعة ، متمثلة فى مزارع الدولة، وكذلك االنقل المتمثلة فى السكك الحديدة والبواخر النيلية والخطوط البحرية والجوية. ولكن بدات هنالك تغيرات جوهرية تحت النظام العسكرى لمايو والتى لم تستمر كثيرا برفعه شعارات اشتراكية سطحية، فقام بالتاميم ومحاولة احتكار الدولة لمفاصل الاقتصاد من بنوك ومؤسسات ضعيفة القوام. لم تستمر هذه النجربة اكثر من عامين ، تنازلت مايو من شعارتها الفوقية مرتدة بقوة لاحضان الراسمالية العالمية بتوجيهات من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، وفتحت الابواب للراسمالية الاقليمية للدخول باشكال متعددة. ارتبط الجنيه السودانى بالدوار، واعلنت سياسات اقتصادية ربطت ووثقت وعمقت علاقة الاقتصاد السودانى بمحور البنك الدولى والمؤسسات المالية العالمية، والتى بدات تضخ المال الاصتثمارى فى مشاريع غير مدروسة وغير انتاجية قصمت ظهر الاقتصاد لاحقا، عندما قامت باسلمة النظام المصرى وحولت البنوك التنموية كالبنك الزراعى والصناعى والعقارى الى بنوك تجارية نكصت بالقيام بالدور التنموى المنوط اليها.تبع نظام مابو سياسات زراعية خطيرة ، ساهمت فى تدهور القطاع الزراعى وقللت م الكفاءة الاقتصادية بذيادة تكلفة الانتاج وخفض الانتاج للمحاصيل انقدية والتى كانت تدعم خزينة الدولة من العملات الصعبة. من اهم تلك السياسات اتبعاع سياسة التكثيف والتنويع الزراعى فى مؤسسات صممن هندسيا وفنيا لاتباع نمط انتاج محددة. الشعارات السياسية التى رفعتها مايو للاكتفاء الذاتى ، وبدلا من قيام مشروعات جديدة فى بلد يتوفر فيه الموارد، اقحمت هذه السياسات فى مشاريع قائمة منتجة بنمط وعلاقات انتاج عادلة ومنصفة نسبيا. التونيع والتكثيف الزراعى ادى الى تغيير الدورة الزراعية من دورة ثمانية الى رباعية، وتركيبة محصولية على حساب القطن والذرة واللوبيا. هذه الساسية تطلبت من ادخال عناصر انتاج جديدة ومكلفة وتحتاج الى العملة الصعبة، تمثلت فى ادخال نظام الحرث العميق، المبيدات والسماد عناصر جديدة لتكاليف الانتاج. الخلاصة ذيادة الوارد وتقلص الصادر.عندما استولت الحركة الاسلامية بانقلاب مقاليد السلطة( وهى التى كانت جزء من نظام مايو منذ المصالحة الوطنية فى منتصف سبعينات القرن الماضى)، بدات بسياسة التمكين وبيع كل الموسسات الانتاجية والخدمية لمحسوبيها ، لتساهم فى بناء شريحة موالية من الراسمالية الطفيلية التى حطمت دولاب الانتاج وانتجهت للثراء السريع ، ضاربة لعرض الحائط المصالح القومية للمواطنين وحولت الاقتاد الى اداة ثراء ونهب مما افقر الوطن والمواطن .هذه المقدمة هدفت لتسليط الدور باختصار شديد للنطور الاقتصادى للسودان خلال سته عقود، لكى نفهم لاحقا علاقة الاقتصاد بالتطور السياسى للدولة السودانية.ورغما ان امكانيات التنمية الاقتصادية لا تشكل الا بعدا واحدا، من الميزات التى يتمتع بها السودان: فالحركة السياسية السودانية تعكس، هى الاخرى تنوعا وغنى لا حدود له، وذلك رغم محاولات الحكومات العسكرية المتعاقبة لتقييد نشاطها وشل حيويتها، واعادة صياغتها فى اطر بيروقراطية تحت اشراف السلطة ووفق افكارها وبرامجها وايدولوجيتها. ومع كل ذلك ظل الوعي السياسى وسط جماهير الشعب محتفظا بتوقده و حيويته. هذه الحيوية السياسية تقوم على قاعدة متينة من المتعلمين، والحركات النقابية والطلابية الشعبية النشطة والقوية، فى وسط مجتمع يتميز بالتنوع الثقافى والعرقى والانفتاح على كافة ثقافات العالم.( نواصل)
    هذه المساهمة نشرت فى الصفحة الخاصة فى الفيس بك

    (عدل بواسطة sharnobi on 08-29-2019, 07:53 PM)









                  

08-29-2019, 07:58 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    عوامل التتى خلقت الاطر التى تتحرك فى داخلها السياسة السودانية منذ الاستقلال:
    اولا ماهى العوامل التى ادت الى صياغة تركيب القوى الاجتماعية خلال فترة الحكم الثنائي.؟
    هنالك عاملان اساسيان لعبا دورا هاما فى صياغة القوي الاجتماعية فى مرحلة الحكم الثنائي:
    ١- عمليات التراكم
    ٢- اعادة الاستثمار.
    هذان العاملان يمثلان حجر الاساس لفهم الديناميات السياسية للحركة الوطنية كما تطورت بالفعل فى البلاد بعد الاستقلال.
    بالاضافة لذلك يمكن القول عموما، ان نمط السياسة السودانية بعد الاستقلال، فرضه الصراع بين المجموعات الطائفية والاثنية، وبين المؤيدين لوحدة وادى النيل والمعارضين لها. لذا اصبحت المجموعات الطائفية فى موقع يمكنها من القيام بدور سياسى هام فى تاريخ نطور الوطن.
    اولا- عمليات التراكم
    ان تطور الاقتصاد السياسى فى مرحلة الحكم الثنائي اتسم بعدم المساواة اى الاختلالات،التى لازمت تطور تركيب الاقتصاد السودانى، والتى لها اهمينها فى فهم الديناميات السياسية والاجتماعية، التى تمثلت فى مظهرين: المظهر الاول يتمثل فى الانقسام الحاد بين الافراد والمجموعات والذين كانوا فى وضع مكنهم من الاستفادة المباشرة من الحكم، ثم اعادة استثمارة مكتسباتهم الاقتصادية (التراكم الاقتصادى) فى مجالات انتاجية اخرى لذيادة عملية التراكم، والتى ادت بدورها الى تقوية وتدعيم موقعهم الاقتصادى، من جهة وبين بقية مجموع السكان من الجهة الاخرى. والمظهر الثانى يتمثل فى التفاوت الحاد الذى نجم بين مناطق القطر الواحد، نسبة لتركيز برامج التنمية فى اجزاء دون الاخرى. وكانت النتائج الاجتماعية والاقتصادية لهذين المظهرين ذات تاثير كبي وحاسم فى تحديد الديناميات الخاصة لتطور المكونات السياسية فى المجتمع السودانى والذى لعب دورا هاما فى تطور السودان.
    ثانيا- إعادة الاستثمار وتنامى الصفوة الاقتصادية:
    ان العناصر المحلية الاجتماعية والتى كانت فى وضع مكنها من الاستفادة من الحكم الثنائي، استطاعت ان تلعب دورا هاما وحاسما فى السياسة السودانية فى الفترة ما بعد الاستقلال. ويمكن تحديد الاصول التاريخية وخلفيات هذه العناصر، وعلاقاتها ببقية سكان السودان. ان الدور السياسى الذى لعبته الصفوة الاقتصادية، لم يكن يستند لموقعها الاقتصادى فقط، بل استغلت هذا الموقع لتدعيم موقعها الاجتماعى وفرض نفوذها. ويمكن تفسيم هذه الصفوة وفقا لموقعها الاجتماعى، الى اربعة فئات اجتماعية مختلفة، هى القيادات الدينية، القيادات القبلية، التجار وكبار موظفى الخدمة المدنية. وبالطبع لم تكن كل هذه العناصر وجدت الحظ لتستفيد من هذا الموضع الاقتصادى، بل ان هنالك عوامل اخرى لعبت دورا فى فرز القيادات التى تقدمت واستفادة من وضعها الاقتصادى. ويمكن دراسة هذه الصفوة المتقدمة بشكل يجعلنا ان نفهم المرتكزات التى دعمت بروزها السياسي فى السودان فى مرحلة ما بعد الاستقلال،و لكى نفهم ما يجرى الان فى ساحات الثورة السودانية. ( نواصل)
                  

08-29-2019, 08:37 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    ١- القيادات الدينية:-
    الاسر القيادية من الطرق الصوفية وحركة الانصار، كانت باستمرار فى وضع مكنها من مراكمة الثروة. هذا التراكم كان مصدر للقوة الاقتصادية والاجتماعية والتى افضت الى الريادة السياسية فى مرحلة ما بعد الاستقلال.
    كان جزء من عمليات التراكم فى المراحل الاولى اساسه:-
    ١- الاتاوات من المريدين يدفعونها باعاز من واجبهم الدينى.
    ٢- خدمات القيام بالعمل الطوعى فى مزارع القيادات.
    ٣-مساهمات الزكاة والتى تمثل ١٠ فى المية من دخل المريد
    ٤- هبات الاراضى والنخيل والاشجار المثمرة من المريدين
    ورغم ذلك كانت امكانية التراكم لهذه القيادات الدينية وامكانية اعادة استثمارها ، تتوقف على عوامل منها:-
    ١- طبيعة التنظيم الداخلى للطريقة الصوفية: مركزى كما الحال فى حركة الانصار، او غير مركزى كما عند الطريقة السمانية..
    ٢- حجم الطريقة وانتشارها وتمركزها القبلى.
    ٣- طبيعة مناطق المريدبن . هل هى ذات دخول مرتفعة ام فقيرة.؟
    ٤- مشاركة القياداة الدينية واشرافها المباشر للنشاط الاقتصادى مع النشاط الدينى.
    ٥- دور سلطات الحكم الثنائي فى تمكين بعض القيادات الدينية بتقوية مركزها الاقتصادى والاجتماعى، وذلك كمكافأة على ولائها واخلاصها( حالة السيد على المرغنى الختمية)، او للحد من خطورتها ( حالة السيد عبد الرحمن المهدى).
    المساعدات التى قدمها الحكم الثنائي للطرق الدينة ذات النفوذ :-
    اولا للسيد عبد الرحمن المهدى:-
    ١- فى عام ١٩٠٨م منحته الحكومة اذنا بزراعة بعض اراضى الجزيرة ابا, وبعد خمس سنوات تحولت الى جزء من ممتلكاته الخاصة.
    ٢- قدمت له المنح والمساعدات المالية ، وبفضل قدرة وشخصية السيد عبد الرحمن الادارية، طورت هذه القدرات وضعه الاقتصادى.
    ٣- فى بداية عشرينات القرن الماضى منح السيد عبد الرحمن عطاءات المواد الخاصة لبناء خزان سنار.
    ٤-١٩٢٥م تمكن السيد عبد الرحمن، والسيد عبد الله الفاضل، والسيد محمد خليفة الشريف من الحصول على عقد إيجار ٦٠٠ فدان فى منطقة قندال لزراعة القطن.
    ٥- منح قرضا حكوميا بقيمة ٤٠٠٠ جنيه ، تحول لاحقا الى منحة.
    ٦-١٩٣٣م كان السيد عبد الرحمن المهدى يقوم بزراعة ما يقارب ١٢٠٠ فدان من الاراضى، فى الجزيرة ابا، الفونج، النيل الابيض ومديرية كسلا.
    ٧- اثناء الحرب العالمية الاولى منح عطاء لتمويل البواخر النيلية الحكومية بحطب الوقود نسبة لندرة المواد البترولية لظروف الحرب، استفاد من غابات الجزيرة ابا وعمالة المريدين المجانية ايضا فى تراكم ثروته.
    عمل السيد عبد الرحمن على تكامل دوره الدينى مع دوره الاقتصادى ويمكن ان نلخص العوامل التى ساعدته على ذلك:-
    ١- العمالة التى كان مصدرها المريدين والتى كانت تاخذ طابع الولاء الدينى المفدس اى ان تكلفة العمالة كانت منخفضة جدا مما ذاد من مردوده الاقتصادى.
    ٢- دوره الدينى عزز من مركزه المالى وكفاءته الاقتصادية والعكس صحيح.
    ثانيا: للسيدين على المرغنى ( الختمية) و السيد الشريف الهندي( الطريقة الهندية).
    ١- كانت المساعدات والدعم المقدمة للسيدين اقل بكثير من تلك التي قدمها الحكم الثنائي للسيد عبد الرحمن المهدى ( من اهم الاسباب بعد ان انهت الحكومة الحرب مع جميع الحركات المسلحة الرافضة للحكم الثنائي، بعد هزيمة عبد الله التعايشي وانتهاء مرحلة حكم المهدية، ظهرت حركات متفرقة اهمها ثورة ود حبوبة التى انتهت عام ١٩٠٨ ، ولتفادى الصدام مع ابن المهدى ، عملت الحكومة علي استمالت السيد عبد الرحمن المهدي ، لجره الى للقبول بالحكومة وباغرائه بالدخول في الحياة الاقتصادية لتقليل من خطورته كقائد لحركة دينية قوية. اما بالنسبة للسيد علي المرغنى لم يشكل خطورة علي النظام لتمركز حركته في المناطق ذات الاستقرار النسبى ...الخ).
    ٢- كان الدعم في شكل تسهيلات كبيرة
    - السيد علي منح بعض الاراضي في مديرية البحر الاحمر والشمالية.
    - السيد الشريف الهندى منح بعض الاراضى فى الجزيرة
    - لم يتمكن السيد على المرغنى او السيد الهندى من النجاح كما فى حالة السيد عبد الرحمن المهدى
    ولقد منحت الحكومة ايضا لبعض الطرق الصوفية بعد الامتيازات ولكنها ليست كانت بالقوة او المكانة الاقتصادية والسياسية كما فى حالة حركة الانصار والختمية.
    (نواصل)
                  

08-29-2019, 10:42 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)


    ٢- القيادات القبلية:
    كان الفائض الاقتصادى للزعامات القبلية قبل الحكم الثنائي محدودا، ولا يرتقى الى مستوى اعادة الاستثمار لطبيعة المقتصد والنشاط الانتاجى الضعيف خارج نطاق القطاع الزراعى التقليدى، وذلك من خلال السيطرة على حقوق المرعى وموارد المياه، وعلى منطقة تخصيص جناين الصمغ العربى.
    اذداد وزن هذه الزعامات الاقتصادى والسياسى فى فترة الحكم الثنائي ، وذلك لان الدولة:
    ١- لا تملك الموارد الكافية ولا الجهاز الادارى المقتدر على فرض سلطة الحكم فى وقتها
    ٢- اعقاب ثورة ١٩٢٤ م فقدت السلطة الثقة فى المتعلمين لذا قامت بتدعيم وتقوية دور القيادات القبلية
    ٣- اصبحت السياسة الرسمية للحكومة تقوم على الاعتماد والثقة علىهم ، ومنحهم اكبر قدر من السلطات الادارية المحلية.
    ٤-ادت عملية تسجيل الاراضى فى السنوات الاولى، الى قيام هذه القيادات بتحويل اراضى القبيلة الى ملكيتها الخاصة
    ٥- توسع نفوذها الى داخل المناطق الحضرية والتى مكنتهم من الاشراف على الرخص التجارية، والاشراف على النشاط التجارى.
    لذا وجدت القيادات القبلية فى مرحلة الحكم الثنائي ، فرصا واسعة لمراكمة الثروة واعادة استثمارها فى نشاطات اقتصادية مجزية. ومثال لذلك، كانت اسرة آل هبانى،. والتى كانت تمثل الادارة لقبيلة الحسانية فى منطقة النيل الابيض، وهى من الاسر التى استطاعت تنمية قدراتها الاقتصادية من خلال الإجراءات السابقة. استطاعت هذه الاسرة انشاء حوالى الخمسة عشر مشروعا زراعيا ( مشاريع طلمبات) فى منطقة النيل الابيض بمساحة قدرها حوالى الخمسة عشر الف فدانا. وفى المديرية الشمالية، استطاعت اسرة الزبير الملك، وهى من القيادات القبلية فى منطقة دنقلا من انشاء عدد من المشاريع فى منطقة ايمانى قرب مدينة دنقلا. وقامت اسرة سرور رملي (من قيادات قبيلة الجعليين) بانشاء عدد من المشاريع قرب مدينة شندى. وفى النيل الازرق قامت اسرة ابو سن ( زعيم قبيلة الشكرية) بانشاء مشاريع عديدة فى منطقة النيل الازرق. معظم هذه المشاريع كانت تركز على انتاج محصول القطن والتى كانت عائداتها كبيرة خاصة فى فترة الاربعينات وبداية الخمسينات من القرن المنصرم لارتفاع اسعار القطن عالميا وقتها.
    ٢- فئة التجار:
    فى مرحلة الحكم الثنائى، كانت تجارة الصادر والوارد من اهم الانشطة المربحة. تجارة الوارد كانت تحت سيطرة الشركات الاجنبية البريطانية واليونانية( مثل شركات مركنتايل، ومتشل كوتس، وكنتوميخالوس) وكانت هذه الشركات تتعامل مع مجموعة كبيرة من الممولين الاجانب. اما تجارة الصادر فكان مجالا مفتوحا للتجار الاجانب والمحليين. وكانت الشركات الاجنبية تقوم بالاجراءات الرسمية لعملية التصدير، تاركتا عمليات شراء المحاصيل من الاسواق المحلية للتجار المحليين. هذا الوضع ساعد فى قيام شبكة او قنوات تسويقية منتشرة من المستويات الاولية ( اسواق القرى و الاسواق الريفية) ، الى مراكز التجميع الوسيطة فى الاسواق الكبيرة، وظهور وكلاء التجار الكبار فى المدن الكبيرة. ومن اهم المحاصيل التجارية التى سادت فى فترة الحكم الثنائي وما قبله من حكومات : الصمغ العربى، الحبوب الزيتية،، الثرة الحيوانية والقطن. وكان لكل محصول شبكة تسويقية لها اسماء معينة من التجار تحتكرها. ومن اهم اسباب ازدهار فئة التجار هى:
    ١- ارتفاع الاسعار عالميا لظروف متداخلة كثيرة
    ٢- امتداد خطوط السكة حديد وربطها مناطق الانتاج بموانى التصدير
    ومن اشهر التجار الذين تطورت وتوسعت انشطتهم التجارىة:
    ١- فى مجال الثروة الحيوانية محمد احمد البرير، سعد ابو العلا، عبد الحميد المهدى واحمد كردمان والذين قاموا مؤخرا من تكوين شركة عرفت باسم الشركة الرباعية والتى هيمنت على صادرات الثروة الحيوانية خلال عقيدي الاربيعينات والخمسينات من القرن العشرين.
    ٢-تجارة الحبوب الزيتية، يضم سلسلة من صغار التجار، مع مجموعة صغيرة من كبار التجار كوكلاء لشركات الاستيراد والتصدير الاجنبية ، وهنالك ارتباط قوى بين تجارة الحبوب الزيتية وقطاع الصناعات التحويلية. فمنذ زمن بعيد ظل التجار يديرون المعاصر التقليدية فى كردفان ودارفور.
    ٣-القطن: سيطرت الشركات البريطانية على مجال تصدير القطن: للاهمية التى تتمثل بتوفير المواد الخام للمصانع البريطانية، لذا كان حظ التجار المحليين محدودا فى تجارة هذا المحصول. وكان هنالك عدد محدود من التجار العاملين فى هذا المجال ومعظم هولاء كانوا من اصحاب المشاريع الخاصة، اى انهم من منتجى القطن. منهم سعد ابو العلا، عبد المنعم محمد، عثمان صالح ودائرة المهدى.
    من هذا العرض الموجز، يمكن ان نقول ان التجار السودانيين استطاعوا، خلال الحكم الثنائي، مراكمة ثروات كبيرة من النشاط التجارى ومن ثم اعادة استثمارها .
    ٤- مجموعة كبار موظفى الخدمة المدينة:
    عانت هذه الفئة فى مرحلة الحكم الثنائي من معضلات جمة، حدت من قدراتهم وتطلعاتهم فى عملية تراكم الثروة، وذلك لمحدودية الدخل واحتكار البريطانيون للوظائف الكبيرة فى اجهزة الدولة والمشاريع الاقتصادية الكبيرة. ولكن هذه الفئة تمكنت فى فترة ما بعد الاستقلال، من مراكمة بعض الثروات واعادة استثمارها في مجال الزراعة، العقارات، المقاولات والصناعات الخفيفة. لقد ساعدت عملية سودنة الوظائف بعد الحكم الذاتي عام ١٩٥٤ م.
    لفهم تطور الحركة السياسية فى السودان فى فترة ما بعد الحكم الثنائي، علينا ان نتمعن فى تركيبة المجموعات الاربعة سالفة الذكر، ودورها فى الحركة السياسية فى السودان. ويمكن ترتيب قوة هذه المجموعات وفقا لعاملين، كما ذكرنا القوة الاقتصادية الناتجة من عمليات التراكم عبر سنوات الحكم الثنائي ، بفعل مساعدة الحكومة او بالفعل الذاتى. والعامل الثانى علاقة كل مجموعة بالقواعد الشعبية او المواطنيين السودانيين. وهنا يمكن ترتيب المجموعات وفقا للعاملين : المجموعة الدينية استاثرت بالثروة ونفوذها الدينى والتبعية شبه المطلقة للمريدين، مجموعة زعماء العشائر والقبائل ، استفادة من التراكم الاقتصادى ونفوذ السلطة الممنوحة لهم من قبل سلطات الحكم الثنائى، اما مجموعة التجار فكان لها القوة الاقتصادية ولكن ليس لها اتباع او نفوذ سياسي مباشر، اما اضعف الفئات فكانت مجموعة موظفى الخدمة الذين دخلوا فى دائرة التراكم الاقتصادى مؤخرا، وكذلك ضعف صلتهم المباشرة مع الجماهير.
    ورغم ان هذه الدراسة ستفرد لاحقا قسما كاملا عن تطور الاحزاب السياسة وعلاقة المجموعات الاربعة ودورها فى الحركة السياسية فى سودان ما بعد الاستقلال، الا اننا سوف نقوم بتحليل اولى على تكوين البرلمانات الاولي فى مرحلة الحكم الذاتى وبداية الاستقلال ، ودور هذه المجموعات الاربعة فيها.
    اولا : المجلس الاستشاري لشمال السودان ١٩٤٤-١٩٤٧ م مجموع الاعضاء ٢١ عضو.
    المجموعة الدينية: لم تمثل مباشرة باحد.
    المجموعة القبلية: ١٥ عضو اى بنسبة ٧١ فى المئة
    مجموعة التجار: عضوان اى بنسبة ١٠ في المئة
    مجموعة كبار الموظفين : ٤ اى بنسبة ١٩ فى. المئة
    من الملاحظ ان المجموعة الدينية منذ ثورة اللواء الابيض عام ١٩٢٤ م ، والتى دفعت الحكم الثنائي بالاهتمام بالمجموعة الدينية والقبيلية ، فى اشراكها فى الادارة المحلية وكذلك بتشجيعها للمشاركة السياسية بعد ان فقدت الثقة فى المتعلمين. حيث ان القيادات الدينية متمثلة فى الانصار والختمية، فضلت ان تجذب اليها خريجين كلية غردون فى اشكال مختلفة لتنظيمها تحت رايتهم كنواة لتكوين الاحزاب لاحقا فى منتصف اربعيان القرن العشرين. وآثرت هذه القيادات العمل السياسي من خلف الكواليس، لذا لم تظهر فى هذه المرحلة الى واجهة العمل السياسى.
    ثانيا: الجمعية التشريعية الاولى ( ١٩٤٨-١٩٥٢ م)
    اولا: المنتخبون مباشرة: المجموع ١٠ اعضاء
    الدينية عضو واحد اى بنسبة ١٠ فى المئة
    القبلية: لم ينتخب احد
    التجار: عضوان اى بنسبة ٢٠ فى المئة
    الموظفون : خمسة اعضاء اى بنسبة ٥٠ فى المئة
    ثانيا: الانتخاب الغير مباشر: المجوع ٤١ مقعدا للمديريات الشمالية
    الدينية : ٥ اعضاء اى بنسبة ١٢ في المئة
    القبلية: ٣٣ عضو اي بنسبة ٨٠ فى المئة
    التجار: لم يمثل وا فيه
    الموظفون: ٣ اى بنسبة ٨ في المئة
    ثالثا ممثلوا الولايات الجنوبية ١٣ عضوا
    الدينية : لا احد
    القبلية: ٤ اعضاء اى بنسبة ٣١ فى المئة
    التجار: عضو واحد اى بنسبة ٨ فى المئة
    الموظفون: ٨ اعضاء اى بنسبة ٥١ فى المئة
    رابعا: المعينون: ١٠ اعضاء توزيعهم كالاني:
    الدينية: عضو واحد اى بنسبة ١٠ فى المئة
    القبلية: عضو واحد اى بنسبة ١٠ فى المئة
    التجار: عضو واحد اى بنسبة عشر في المئة
    الموظفون: ٧ اعضاء اى بنسبة ٧٠ فى المئة
    اى ان من مجموع ٧٤ مقعد فى الجمعية التشريعية الاولى( ١٩٤٨-١٩٥٢ م ) ، كان تمثيل القوى القبلية هى الاكبر بنسبة ٥١.٤ فى المية، يليها الموظفين بنسبة ٣١ فى المئة ، ثم القوى الدينية ب ٩.٥ فى المئة، ثم التجار بحوالى الثمانية فى المئة. فى نلك المرحلة لم يكون هنالك تمثيل باسم الاحزاب مباشرة، ولم يكون تمثيل القوى الاجتماعية بهذا التقسيم يعبر حقيقة على وزن تلك القوى ، وذلك للتداخل بين هذه القوى فى انتمائها الدينى والقبلي.
    (نواصل)
                  

08-30-2019, 01:27 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    تطورالحركات والتنظيمات السودانية:تناولنا فى الجزء السابق القوى الاجتماعية الرائدة فى تراكم الثروة ودورها فى قيادة الحياة السياسية، وكذلك دور الحكم الثنائي فى دعمها وتمكينها فى القيام بهذا الدور. فى هذا الجزء سوف نحاول متايعة تطور الحركات والتنظيمات النابعة من الحركة الجماهيرية ودورها فى الحياة السياسية فى فترة الحكم الثانى ، ومرحلة ما بعد الاستقلال باختصار دون الدخول فى التفاصيل. ورغم ان الدور الذى قامت به هذه الحركات والتنظيمات فى مجرى تطور الحركة الوطنية السودانية كان فعالا ومهما. ومن اهم الحركات:-١- الحركة العمالية٢-حركة المزارعين٣-الحركة الطلابية٤- حركة النساء٥- العسكر٦- الحركات الاقليميةيمكن ان نطلق على هذه الحركات ، بالحركات القاعدية، كما يطيب لنا ان نطلق على القوى الاجتماعية الاربعة( الدينية، القبلية، التجار، وكبار الموظفين) بالقوى المحركة او المؤثرة بطريقة مباشرة او غير مباشرة لتطور الحركة السياسية اى الوطنية اثناء وبعد الحكم الثنائي.١- الحركة العمالية:تاريخ تطور الحركة العمالية الحضرية المنظمة:لم يشهد السودان الحركة العمالية المنظمة الا بعد الحرب العالمية الثانية، الا ان هنالك شواهد تدل علي بدايات التنظيم النقابى فبل ذلك بسنوات عديدة:- حركة المفاومة العمالية ١٩٢٢-١٩٢٥ والتى عملت على تنظيم العمال ودفعهم لمقاومة الاحتلال بالتعاون مع جمعية اللواء الابيض- نجحت غى اضرابات العمال خلال العام ١٩٢٤ ومن قادتها:١- علي احمد صالح (المطبعة الحكومية)٢-عثمان احمد سعيد (مصلحة الاشغال)٣- رمضان محمد (البواخر النيلية)٤-عبد الله ريحان ( الترزية)بعد فشل حركة اللواء الابيض ١٩٢٤ تم القبض ومحاكمة الاعضاء. انهار قائد المجموعة (علي احمد صالح) بعد اعتقاله وكشفه لكل اسرار الجمعية العمالية، ومن ثم اصبح شاهد ملك فى محاكمات ١٩٢٤. وبعد هذه المرحلة دخلت الحركات العمالية فى سكون طيلة فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن المنصرم.( وهذا ليس للتشهير ، بل لطرح اسئلة حول الضعف الفكرى والتنظيمى لبعض القيادات التى لا تستطيع تحمل قسوة النضال، وامثال هذا كثر فى تاريخ تطور الحركات الوطنية.)- اصدرت ادارة الحكم الثنائي بعد حوادث ١٩٢٤ قانون الجمعيات غير المشروعة لسنة ١٩٢٤ للحد من قيام اي نشاط نقابي.-شهد السودان بعد الحرب العالمية الثانية ظروف جديدة، اتاحت الفرصة لقيام التنظيمات النفابية وتطورها، وتمثلت هذه الظروف فى اربعة عوامل هى:- ارتفاع معدلات التضخم اثناء سنوات الحرب، بالتالى ارتفاع الاسعار ، وتدهور مستو معيشة العمال. ادت هذه الظروف الى العديد من الاضرابات المتفرقة اثناء فترة الحرب.- تطور حجم القوى العاملة الحضرية اثناء الحرب لاعتماد الحكومة على فتح باب العمالة للسودانين فى مجالات التصنيع الحربى فى مختلف المجالات.- ظهور النشاط السياسي وسط المتعلمين السودانيين.، مما ادى لتوسع النشاط السياس وقيام التنظيمات النقابية. كانت بعض القيادات السياسية الجديدة لا تخفى تأيدها ودعمها للنشاط النقابى وسط العمال، بل انها قامت، عمليا، بدور هام فى قيام التنظيمات النقابية العمالي. فالشيوعيون، الذين كونوا تنظيم الحركة السودانية للتحرر الوطنى فى عام ١٩٤٤م، كانو فى مقدمةهم. وايضا كان هنالك دور واضح لحزب الاشقاء، ايضا.- انتصار حزب العمل البريطانى فتح آفاق جديدة لدفع العمل النقابى العمالى عام ١٩٤٦.وقبل كل هذه العوامل فان قيام نوادى العمال ( ١٩٣٤ عطبرة ، ١٩٣٥ الخرطوم ثم تبعها قيام اندية اخرى)، لعبت دورا هاما اثناء الكبت السياسى الذى ادى الى ركوض النشاط النقابى.- فى عام ١٩٤٦'-م بدأت اولى الخطوات لتنظيم الحركة النقابية السودانية فى مدينة عطيرة.-١٩٤٨م صدور قانون النقابات-١٩٥٠م تكوين اتحاد عام نقابات عمال السودان وكان الشفيع احمد الشيخ اول سكرتير عام للاتحاد.وجدت النقابات منذ تكوينها، فى قلب النشاط السياسى، امتدادا لنضال العمال من اجل تحسين اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، وكانت هنالك عوامل لها تاثيرها فى دفع الحركة النقابية الى دائرة النشاط السياسي منها:- صعود الحركة الوطنية والوعى الوطنى- نجاح العمال في انتزاع شرعية العمل النقابي- استيعاب القطاع الحكومي معظم القوى العاملة فى البلادكان النشاط السياسي لاتحاد النقابات يتطور من خلال ردود الفعل لمواقف الحكومة ولذلك كان يحاول توسيع قاعدة حلفائه بهدف حماية موقعه ، فى عام ١٩٥١ قام الاتحاد فى مؤتمره السنوى بادخال بعض التعديلات فى دستوره يشمل فى شكل واضح بعض الاهداف السياسية. وكذلك دخل الاتحاد فى اتفاق مع الحركة السودانية للتحرر الوطنى، مؤتمر الطلبة، الاتحاديين الاحرار، ومجموعات سياسية صغيرة ، بتكوين الجبهة المتحدة لتحرير السودان..٢- حركة المزارعيناتجه المزارعون الى تنظيم انفسهم بطريقة مشابه للتنظيمات النقابية العمالية - ومن هنا جاءت اتحادات المزارعين للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم فى مواجهة اصحاب المشاريع الزراعية- وفى فترة الحكم الثنائى شهدت البلاد ميلاد عدد كبير من الإتحادات فى المشاريع الزراعية المختلفة؛ ولكن اتحاد مزارعى الجزيرة كان اكبرها واقواها نشاطا وتاثيرا فى الحياة السياسية.- ١٩٤٢ اضراب كان من جذور قيام الاتحاد- ١٩٤٧ اول انتخابات لتكوين هيئة ممثل المزارعين- ١٩٤٧-١٩٥٣ قامت الهيئة بمهامها النقابية للدفاع عن حقوق. المزارعين دون ان تتدخل فى العمل السياسى.- الغالبية من الممثلين كانوا من مجموعة اغنياء المزارعين- كانت الانتخابات بالطريقة الغير مباشرة يلعب مفتشى الغيط فى تعيين الممثلين- ١٩٥٢ نجحت ضغوط المزارعين لخلق تنظيم جديد، مستقل من ادارة المشروع، وفى تحويل الهيئة الى هيئة مزارعى الجزيرة.- ١٩٥٣ فازت القوى الراديكالية بقيادة شيخ الامين وبدا الاتحاد يلعب دورا سياسيا وذلك بتوثيق علاقاته مع العمال.- رفضت الحكومة تكوين اتحاد عام للمزارعين على قرار اتحاد العمال لاسباب سياسية واضحة.٣- الحركة الطلابية:لعب الطلاب دورا هاما فى مجرى السياسة السودانية وخاصة فى الفترات المفصلية من تاريخ تطور الحركة الوطنية. يلاحظ ان التنظيمات الطلابية بدأت فى الظهور خلال السنوات الاخيرة من الثلاثينات من القرن الماضى، وذلك للتوسع فى انتشار التعليم الثانوى بجانب وجود كلية غردون . والمتابع للحركة الطلابية يمكن ان نلخصها كالاتى:- ١٩٢٨ اضراب طلاب كلية غردون كان تعبيرا لرفض الاجراءات الخاصة بالكلية- ١٩٣٢ اضراب بتاثير الحراك الوطنى- ١٩٣٨ تكوين جمعية الثقافة والاصلاح-١٩٤١ قيام الاتحاد العام لطلاب المدارس- ١٩٤٦ قام الاتحاد بتنظيم اول مظاهرة سياسية ادى الى تعطيل الدراسة لمدة عاموفى الفترة من ١٩٤٥ -١٩٥٦ شهدت الحركة الطلابية فى كلية غردون ثلاث مراحل:-١٩٤٥-١٩٤٦ مرحلة قيادة مجموعة حزب الاشقاء اللجنة التنفيذية للاتحاد- ١٩٤٧-١٩٥٠ قيادة عناصر الحركة السودانية للتحرر الوطنى- ١٩٥٠ - ١٩٥٦ ظهور حركة الطلاب المستقلين وتمكنهم من السيطرة على قيادة الاتحاد وكان التنظيم يرفض ربط الحركة الطلابية بالاحزاب السياسية.وفى عام ١٩٤٩ ظهر تنظيم حركة التحرر الاسلامى كرد فعل ورفض للتمدد اليسارى بقيادة بابكر كرار ونشط هذا التنظيم وسط الحركة الطلابية الى ان انقسم عام ١٩٥٤ وانقسمت مجموعة الاخوان المسلمين بقيادة الرشيد الطاهر بكر.لقد كان لظهور هذه التيارات المتباينة تاثيراتها المباشرة على مجمل نشاط الحركة الطلابية ودورها فى الحياة السياسية فى البلاد.٤- الحركة النسائية:لقد تأخر ظهور الحركة النسائية فى السودان حتى السنوات الاخيرة من اربعينيات القرن الماضى، وذلك لعدم انتشار التعليم، ومع تزايد عدد الخريجات من المستويات التعليمية العليا كان لابد من ظهور الوعى بضرورة وجود التنظيمات النسوية- نشاطات الاحزاب السياسية، النقابات العمالية وحركة الطلاب ، بالاضافة الى حركة الوعى الوطنى، يشكل عام ،- كانت تعمل لدفع اتجاه خلق الشروط الضرورية لنشوء الحركة النسائية السودانية.- ١٩٤٧ تاسس اول تنظيم نسائي بكلية المعلمات فى امدرمان برئاسة فاطمة طالب وسكرتارية خالدة زاهر- ١٩٤٨ المد الوطنى ومظاهرات التنظيمات النقابية ضد انتخابات الجمعية التشريعية ادى الى انقسام بين المؤيدات للانضمام واللائ راين ان يكون التنظيم خدمى- ١٩٥٢ اعيد تاسيس التنظيم تحت اسم الاتحاد النسائي السوداني وكان من اهدافه تنمية الوعى السياسي والثقافي وسط النساء- ١٩٥٥ صدرت مجلة ( صوت المرأة) تحت اشراف فاطمة احمد ابراهيم.٥- العسكريون:لفهم دور العسكريين فى الحركة السياسية السودانية، لا بد للرجوع الى التطورات التى شهدتها الحركة الوطنية السودانية خاصة حركة ١٩٢٤:- كان العسكريون يشكلون اهم وابرز المجموعات المنظمة فى البلاد فى تلك الفترة- ساهموا بدور بارز فى تاسيس التنظيمات الوطنية السياسية لما لهم من خبرات تنظيمية وتدريب- لعبت القوات المصرية دورا هاما فى تطوير وعى العساكر سياسيا- ١٩٢٥ تم اعلان تكوين قوة دفاع السودان- ١٩٤٨ تم فتح الكلية الحربية- مسئولية قوة السودان كانت تنحصر داخل حدود السوان ، الا انها شاركت بفعالية فى مواجهة الطليان فى الحيشة. وكذلك انضمت القوات السودانية الى قوات الحلفاء لمواجهة القوات الالمانية فى شمال افريقيا، وبعد انتهاء الحرب تم تسريح جزء كبير من ٣٠ الف الى ٤٥٠٠ فقط فى عام ١٩٤٦.طبيعة الحكم الثنائي ذو الطابع العسكرى ، رسخ فى ذهن العساكر بالدور الذى يمكن ان يلعبه العسكريين فى السياسة ، وبخلاف الحروب التى شاركت فيها بعض الوحدات فى الحروب بالوكالة للجيش الانجليزى والحلفاء فى الحبشة وشمال افريقيا لم يشارك الجيش السودانى فى اي حرب خارجية ، الا داخليا فى اطفاء حركات التمرد طيلة تاريخ تكوينه ويمكن ان نتناول هذا الامر لاحقا فى موضع أخر لتفسير هيمنة العسكر للحكم فى السودان بعد الاستقلا والى الآن.سوف نتناول دور الحركات الاقليمية فى الحراك السياسي السودانى نتيجة للسياسة التى افرزتها اوضاع التفاوت فى مستوى التطور الاقتصادى بين الاقاليم المختلفة فى موضع آخر من هذه الذراسة. لقد تناولنا الى هذه النقطة صورة عامة للتركيبة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لمرحلة ما قبل الاستقلال والعوامل التى ساعدة فى نشوء وتطور الحركة السياسية بمكوناتها الاجتماعية والتنظيمية، لتساعدنا فى فهم ماجرى فى السودان عبر عقود من الزمان بعد الاستقلال والى يومنا هذا.(نواصل)

    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 01:37 AM)

                  

08-30-2019, 01:36 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)


    نشأت الاحزاب السياسية السودانية (الطبيعة والعوامل)
    كل ما تم ذكره من قبل، هو مقدمة لفهم ومتابعة تطور الحركة الوطنية السودانية في مرحلة قبل نيل الاستقلال. ان البيئة الاجتماعية والدينية والسياسية التى عمل المستعمر فى تهيئتها كمناخ تنشا فيه الحركة الوطنية السودانية كانت مدروسة ومخطط لها فى كل مرحلة من مراحل تطور الحركة الوطنية. وكما ذكرنا فى اكثر من موقع فى هذه الدراسة ، بان المجموعات الاربعة ( الدينية، القبلية، التجار، وكبار الموظفين) ، كان لهم القدح المعلى فى نشوء وتطور الاحزاب السودانية التقليدية. التقليدية لان هذه الاحزاب حافظت على البنية الاقتصادية والاجتماعية التى اسسها المستعمر ، ونشطت فى المجال السياسى - اى مسألة السلطة-. وفى كل الحالات كان تاثير المستعمر واضحا ومرسوما لتعلب هذه المجموعات دورا يساعد على استقرار الامور للحكم الثنائي.
    فنجد ان الحكومات الوطنية التى تعاقبت على حكم البلاد فى الفترة مابين ١٩٥٦ - ١٩٦٩م لم تسع لاحداث اى تغيير جذري فى البناء الاقتصادى والاجتماعى الذى تكون خلال الحكم الثنائي، فقد كانت القوى المسيطرة على الحكم خلال هذه الفترة هى ذات القوى التى استفادة ماديا واجتماعيا تحت ظلال الحكم الاستعمارى ومن مصلحتها الابقاء على الاطار الاجتماعي الذى جنت منه الفوائد، ولهذا لايمكن فهم السياسات الاقتصادية والاجتماعية لتلك الفترة الا فى اطار الخواص الاجتماعية للحركة السياسية التى ساهمت فى نيل الاستقلال ووضع السياسات للمرحلة لما بعد الاستقلال.
    إن المفهوم العلمى لمصطلح الحزب يدور حول انشاء تنظيم يمثل تطلعات طبقة او مجموعة معينة فى المجتمع عبر إستلام السلطة بطريقة ما وفقا للنظام السياسي السائد، إذا كان ديموقراطيا ام لا. هدف هذا التنظيم الوصول لسدة الحكم، وتطبيق برنامجه المطروح اقتصاديا او اجتماعيا، لخدمة الطبقة او الفئة التى يمثله عبر البرامج المعلنة لتلك المجموعة، عبر الانتخاب او اى وسيلة مشروعة او غير مشروعة.
    الا ان مفهوم الحزب ايضا تنوع ايدلوجيا، فاصبح هنالك تعاريف مختلفة لمفهوم الحزب، يمكن ان نتناول بعض منها لىيسهل فهم التكوين الحزبى وتطوره فى السودان منذ الحكم الثنائى.
    ان محاولة وضع تعريف جامع ودقيق للحزب السياسي تنطوي عليه العديد من الصعوبات المتمثلة في تنوع التعريفات لتباين الزوايا التي يمكن النظر اليها من خلالها إلى هذا الكيان، فضلاً عن التأثر بالايديولوجيات المختلفة التي تلعب دورا فى صياغة المفهوم . ومع ذلك فإن تعريف الحزب السياسي بشكل شامل وموضوعي امر في غاية الاهمية ، وتتجلى هذه الاهمية في مجالين : الاول يتحدد في تمييز الحزب السياسي عن غيره من التنظيمات السياسية كجماعات الضغط . .في حين يتمثل المجال الثاني في تحديد مركز الحزب السياسي من الناحيتين الدستورية والقانونية ، لان تنظيم الاحزاب السياسية ، وتحديد شروط اجازتها ، وحصر حقوقها وواجباتها في الوثائق الدستورية والقانونية يتطلب صياغة تعريف للحزب السياسي بشكل واضح ومحدد المعالم .وتأسيساً على ما تقدم سنحاول صياغة تعريف للحزب السياسي من خلال تحديد المعنى الاصطلاحي على النحو الآتي :
    ان اغلب التعريفات التي صاغها فقهاء الفكر الليبرالي تركز على الهدف النهائي للعملية السياسية التي يمارسها الحزب ، والذي يتمثل في الوصول إلى السلطة بوسائل دستورية من خلال ترشيح اعضاء الحزب في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية . وفي المقابل نجد ان الفكر الاشتراكي قد ابرز مفهوم الحزب الطبقي من خلال ما وضع من تعريفات في اطار هذا الفكر ، فالحزب السياسي من وجهة نظر الايديولوجية الماركسية – اللينينية ما هو إلا تعبير عن مصالح طبقة اجتماعية .والحزب الثوري هو ما تجتمع فيه الصفات الآتية :
    1- ان يمثل الطليعة المنظمة من الطبقة العاملة .
    2- قمة اشكال التنظيم البروليتاري الطبقي ،
    3- وحدة الارادة التي تستلزم رفض التكتلات والانقسامات .
    لم يكن التكوين الطبقي و الاجتماعي للأحزاب السودانية على أطرها الفكرية و الإيديولوجية و برامجها السياسية، وهياكلها التنظيمية وأنماط العلاقات و التفاعلات فيما بينها. فضلا عن تحديد و تفسير حقيقة الوظائف و الأدوار التي تقوم بها وثيقة الارتباط بطبيعة أصولها الاجتماعية و الطبقية ، بل برزت فيها التكوينات العرقية و الدينية و اللغوية والجهوية .
    رغم إن تنوع الأحزاب السياسية ينشا من واقع أن الأفراد يدخلون الصراعات الاجتماعية من خلال البنى الفوقية والأشكال السياسية والقانونية والفكرية ...الخ وتتحول الصراعات الأساسية الطبقية إلى مجموعة واسعة من الجدالات السياسية والمحددة في المجتمع , الا ان طبيعة تكوين الاحزاب السياسية الرئيسة فى السودان اعتمد على التباين بين الطرق الصوفية التى لعبت دورا هاما واساسيا فى تكوين وادارة الاحزاب الكبيرة فى السودان. بعبارة أخرى تطرح مواجهةالطوائف الدينيةالأساسية في المجتمع معضلات اجتماعية متعددة وعلى أساس هذه المعضلات تتشكل ميول وسنن معينة وفي أحشاء هذه الميول تكونت الأحزاب السياسية لتلعب في كل فترة من مراحل تطور الحركة الوطنية دور منظم وطليعى فى النشاط السياسي للأفراد على أساس هذه السنن الطائفية بمفردها أو بمجموعها.
    لقد نشات الاحزاب السودانية التقليدية فى رحم الحكم الاستعمارى، المتتبع لهذه النشأة يمكن ان يقسم مراحل تطور هذه الاحزاب الى ثلاث مراحل اساسية:-
    المرحلة الاولى ١٩٠٢ الى ١٩٢٠م:
    فى هذه الفترة ظهرت مقاومة متفرقة للحكم الثنائي، من الصعب تصنيفها وربطها للحركة الوطنية،اتخذت هذه المقاومة ثلاث اشكال يمكن سردها:
    الشكل الاول: حركات دينية كانت تدين بالولاء للمهدية ( حركة النبى عيسى في شمال و اواسط السودان، حركات ادعياء النبوة محمد الامين فى تقلي ١٩٠٣، وادم ولد محمد فى سنار١٩٠٤، وعبد القادر ود حبوبة في الجزيرة ١٩٠٨
    الشكل الثانى:الانتفاضة القبائلية التى حدثت فى جنوب السودان وفي جبال النوبة
    الشكل الثالث: استجابة السلطان على دينار والذى كان اقليمه مستقلا حتى عام ١٩١٥ لنداء الاتراد بطرد الانجليز.
    نبهت هذه المقاومات حكومة الحكم الثنائي لخطورة الجماعات الدينية الصوفية( خاصة الانصار)، لذا لجأت الى (العلماء) اى رجال الدين الرسميين، وقررت انهم ادوات هامة لكسب التأييد للحكم، اكثر من الطرق الصوفية المصنفة بحكم طبيعتها بالتطرف عن طريق الرؤى و البركة والتى يمكن ان تقود المريدين بها، لذا لجأت الى المدرسة المنافسة ( العلماء) الذين ليست لديهم تنظيمات مركزية، ويعيشون على المرتبات الحكومية ، ولايدعون انهم اهل بركة، ونالوا وضعهم الدينى عن طريق الدراسة، وهم اكثر الناس هدوءا وإطاعة فى الساحة السياسية، وينشغلون بصورة كاملة بالقضاء الشرعي.
    - فى ١٩٠٢ شكلت الحكومة مجلس العلماء ومقره جامع امدرمان ليقدم لها النصح فى الشئون الدينية، غير ان دوره الاساسي كما وصفه احد المسئولين البريطانيين( مساعدة الحكومة فى القضايا الدينية وليس الانشغال باية قضايا حكومية، وتايد وحشد التأييد للحكومة).
    - اهتمت الحكومة ببعض الطرق الصوفية فى الفترة ين ١٨٩٨ -١٩٢٥. فلقد لقى كل من السيد على المرغنى زعيم الختمية، والسيد الشريف يوسف الهندى زعيم الهندية هبات من الحكومة فى شكل تشريفات ومساعدات مادية مباشرة.
    - كما ان بعض كبار تجار المدن وزعماء القبائل فى الارياف اقاموا علاقات تعاولن مع الحكم الثنائي. وهكذا بدأت الموسسة السودانية التقليدية تترعرع فى كنف المستعمر لتلعب دورا هاما فى مسار الحركة الوطنية السودانية.
    المرحلة الثانية ١٩٢٠ -١٩٢٤:
    اتسمت هذه المرحلة بتطورات هامة وخطيرة فى مسار الحركة الوطنية السودانية والتى افرزت فيها جوانب الصراع السياسى والاجتماعى ملامحه: ليس بين الحركة الوطنية وطرفى الحكومة فقط، بل بين الحركة الوطنية والمؤسسة السودانية التقليدية المتمثلة فى الطرق الدينية والقبلية وكبار التجار والموظفين. وبين طرفى الحكم الثنائي.
    فى العام ١٩٢٠ كون نفر من الخريجين، معظمهم من صغار موظفى الحكومة، ( جمعية الاتحاد السودانى الثقافية)، والتى كانت النواة الحقيقة للحركة الوطنية الحديثة فى السودان. وبمرور الزمن ظهر تيار فى قيادة الجمعية يميل للعمل السياسي مما ادى الى انقسام الجمعية فى عام ١٩٢٣ ، وتكوين جمعية اللواء الابيض لمواجهة الاستعمار والمطالبة بالوحدة مع مصر بقيادة عبيد حاج الامين وعلى عبد اللطيف.
    تطورت الحركة الوطنية فى احضان النشاط الثقافى لجمعيات الخريجين، وقام الخريجون الراديكاليون الذين انشقوا عن جمعية الاتحاد وكونوا جمعية اللواء الابيض بتعبئة قطاعات كبيرة من سكان الحضر لمواجهة الاستعمار،، غير ان تلك المواجهة لم تقتصر على الحكومة فقط بل ان نمو الحركة الراديكالية واجتذابها لقطاعات العمال والحرفيين والكتبة والضباط والجنود" اى القطاعات الحديثة فى المجتمع" ادت الى تزايد مشاعر العداء من قبل المؤسسة التقليدية السودانية. والتى ظهرت بجلاء فى المقالات التى نشرتها مجلة الحضارة المملوكة لزعماء الطوائف الدينية الثلاثة ضد جمعية اللواء الابيض. والتى ذكرت فى احدى مقالاتها ما يلى: " على الجمعية أن تدرك أن الأمة تشعر بالإساءة عندما ينبرى أقل الرجال شأنا واوضعهم مكانة فى المجتمع بالتظاهر بأنهم يعبرون عن فكر أمة" ومضت المقالة العنصرية الى الشكوى من الغبار الذى يثيره مثل هؤلاء النفر ، وناشدت ما سمتهم الوطنيين الحقيقيين الى سحق اولاد الشوارع المؤيدين لمصر. وفى مقالة اخرى وصل الاسفاف فى القول لمجلة الحضارة الى حد القول " أن امة يقودها على عبد اللطيف هى امة وضيعة: ( لن اعلق على حديث الحضارة فى هذا الموضع سوف اتناولة فى مكان لاحق عند تحليل الازمات السودامية الحالية)
    خلال العام ١٩٢٤ شاركت الجمعية فى اعمال مقاومة عنيفة عمت المدن السودانية وانتهت بتمرد فى نوفمبر من العام ذاته ادى نهاية الحركة وتحطمها وتشريد قيادتها التى ادت الى ضمور الحركة وتجميد نشاطها وحلها. والتى اثرت سلبا على تطور الحركة الوطنية الى اواخر الثلاثينيات، ومن العوامل التى ادت الى هذا التراجع:-
    ١- تم تشتيت قيادات وعناصر الجمعية بالنقل والاعتقال والفصل
    ٢- اتجهت سياسة الحكومة الى تقوية مراكز القبائل وتهميش دور الخريجين
    ٣- سحب القواعد المصرية من السودان والذى دمر قناة اتصال هامة من قنوات الوعى الوطنى
    ٤- تصالح وتخاذل عدد من الخريجين الذين شاركوا فى احداث ثورة ١٩٢٤ مع الحكومة وتدرجوا فى مراقى الوظيفة وابتعدوا نهائيا من النشاط السياسي.
    ٥- عندما برزت الحركة الوطنية من جديدشكلتها قوى جديدة وجيل جديد من الخريجين لم تكن لهم علاقة بما حدث.
    لقد تمت اثناء فترة الخمول (١٩٢٥ -١٩٣٠) تطوران هامان اثر بصورة كبيرة على شكل الحركة الجديدة هما:-
    - تكوين مجموعات شبه سياسية حول بعض الشخصيات السودانية التقليدية البارزة
    - قيام الجمعيات الادبية وسط الاجيال الحديثة من الخريجين باسس مختلفة من سابيقاتها.
    وهى ما نعرفه بالمرحلة الثالثة. (نواصل)
                  

08-30-2019, 02:25 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    مرحلة الثالثة:بوادر ظهور المجموعات السياسية (١٩٢٠-١٩٣٠):- فى مطلع الثلاثينات، شرع الزعيمان السيد عبد الرحمن المهدى والسيد على المرغنى ، فى استقطاب بعض من الخريجين حولهما. كان جلهم من كبار موظفى الحكومة وبعض التجار والمقاولين المتعلمين.- حلقات الصفوة هذه كانت الاداة التى اسهمت فى تشكيل اتجاهات المتعلمين من ذوى الدرجات الرفيعة فى الخدمة وفق قوالب المؤسسة الدينية- التجارية، والتى تأثرت بهذه العلاقات الجديدة وأثرت فيها.- لا بد من التركيز بان للزعمين بجانب النفوذ الدينى كانت لهما سطوة إقتصادية قوية( خاصة السيد عبد الرحمن المهدى)، وصلات واسعة وسط التجار وملاك المشاريع الزراعية.- لعب هؤلاء الصفوة من كبار المتعلمين فى ازكاء روح الانقسام فى حركة الخريجين السودانيين ( مهديون ضد مرغنيون) ، وقاموا بتكوين بطانة من كبار الخريجين والتجار حول كل من الزعيمين.- من اهم الاسباب التى جعلت من بعض كبار المتعلمين الإلتفاف حول السيدين، هو النفوذ الاجتماعى الواسع والقوى، والمكاسب التى يمكن ان تتحقق من التقرب اليهما ، وليس للولاء الدينى ،( وهذا فهم انتهازى اضر كثيرا لاحقا الاحزاب التقليدية)- لعبت سياسات الحكم الثنائي فى خلق جهاز ادارى محلى لتقليل تكاليف الادارة البريطانية الباهظة، لذلك سعت الحكومة الى خلق مؤسسة سودانية من زعماء القبائل ورجال الدين لعلهم يتعاونوا معها. ونفذت ذلك بتفويض بعض السلطات لشخصيات سودانية اختارتها بإعتبارها ( القيادات الطبيعية للمجتمع السودانى).- لعبت الزعامات الدينية دورا اساسيا فى مناهضة المشاعر المعادية للانجليز والتى كانت تبثها المجموعات الوطنية المصرية والسودانية.- فى عام ١٩١٩ رفعت هذه المؤسسة ( زعماء دينين، تجار، علماء دين، زعماء قبائل وكبار خريجين) عريضة للحاكم البريطانى يشجبون فيها اضطرابات ١٩١٩ فى مصر ( عرفت بسفر الولاء).-١٩٢٠ اسس السادة الثلاث صحيفة الحضارة ، لتشكيل وقيادة الراى العام السودانى: وكما ذكرنا من قبل فقد قامت الجريدة بحملة عشواء لها طابع عنصري وطبقى ضد ابطال ثورة ١٩٢٤ ، ودعمت موقف الحكومة. لان نشاطات الجمعية كانت تهز مكانتهم هزا عنيفا. لجأت الصحيفة لخط عنصرى بقيادة حسين شريف رئيس تحريرها خاصة على على عبد اللطيف قائد اللواء الابيض والذى ينحدر من اصول زنجية ( امه دينكاوية وابيه من جبال النوبة)، وما اشبه الليلة بالبارحة ( صحيفة الانتباهة وصاحبها الطيب مصطفى العنصرى وحملته ضد الجنوبين والتى ساهمت فى فصل الجنوب). لذا راينا ان ننشر اسماء الموقعين على العريضة، واذا تتبعنا اصولهم ووضعهم الاجتماعى فى المجتمع يمكن ان نعكس فكرة واضحة عن الدور الذى قامت به المؤسسة التقليدية السودانية فى بذر الفتين واذكاء الصرعات الاقليمية والقبلية فى تاريخ تطور السودان الحديث

    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 02:30 PM)
    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 02:43 PM)

                  

08-30-2019, 02:34 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    سماء الموقعين على عريضة مؤيدة لسلطات الاحتلال ضد ثوار وثورة ١٩٢٤
    الاسم الوظيفة
    ١ عبد الرحمن المهدى زعيم طائفة الانصار
    ٢ الطيب هاشم مفتى السودان
    ٣ اسماعيل الازهرى (الكبير) مفتش محاكم
    ٤ احمد السيد الفيل مفتش محاكم
    ٥ ابو شامة عبد المحمود قاضى مديرية
    ٦ عبد. الرحمن السيد العوض عمدة امدرمان
    ٧ عباس رحمة الله شيخ الجعليين فى امدرمان
    ٨ ابو شامة عبد المحمود قاضى مديرية الخرطوم
    ٩ صادق عيسى سعد تاجر- امدرمان
    ١٠ محمد قمبور تاجر - الخرطوم
    ١١ محمد على كرم الله تاجر - الخرطوم
    ١٢ بابكر الحاج الشفيع تاجر - الخرطوم
    ١٣ حسين شريف رئيس تحرير جريدة الحضارة
    ١٤ حمد محمد بيرقدار تاجر - امدرمان
    ١٥ الحجاز سليمان ناظر مدرسة
    ١٦ على ابو قصيصة معلم بكلية غردون
    ١٧ على المهدى اكبر ابناء المهدى الاحياء
    ١٨ قريب الله صالح شيخ الطريقة السمانية
    ١٩ عثمان صالح تاجر - امدرمان
    ٢٠ محمد المبارك عبد المحمود رجل دين
    ٢١ عبد العزيز عثمان القبانى تاجر - امدرمان
    ٢٢ ابوبكر عبد الله ناظر مدرسة
    ٢٣ محمد الامين القرشى قاضى الحاحيصا
    ٢٤ حاج الخضر على كمير تاجر - الخرطوم
    ٢٥ بابكر بدرى مفتش تعليم بوزارة المعارف
    ٢٦ على محمد المرضى عمدة الخرطوم
    ٢٧ احمد العثمان دوليب خليفة دواليب كردفان بالخرطوم
    ٢٨ احمد ابراهيم عمدة جزيرة توتى
    ٢٩ بابكر جميل عمدة الدناقلة بامدرمان
    ٣٠ حامد عثمان ابراهيم عمدة الخرطوم بحرى
    ٣١ محي الدين الامين خليفة جامع الشيخ خوجلى بحرى
    ٣٢ عبد القادر عمر عضو مجلس الخرطوم بحرى
    ٣٣ عثمان ونى تاجر - امدرمان
    ٣٤ احمد البدوى عضو مجلس العلماء
    ٣٥ بشير نصر عمدة الحلفايا بحرى
    ٣٦ احمد حسن عبد المنعم تاجر - امدرمان
    ٣٧ صالح جبريل تاجر - امدرمان
    ٣٨ احمد سوار الدهب تاجر - امدرمان
    المصدر: ارشيف حكومة السودان ملف رقم ٧٠٥

    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 02:40 PM)
    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 02:47 PM)

                  

08-30-2019, 02:41 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    مراحل تطور الحركة السياسية
    المرحلة الاولى:
    - ذكرنا سابقا فى اكثر من موقع أن طبيعة الجدل والاستقطاب السياسي كان يدور حول قطبي الحكم الثنائي ( جزء يؤيد مصر والاخر بريطانيا) لقد تمحور صراع السودانيين حول هذه الجدلية، دون الاهتمام بالقضايا الإجتماعية والإقتصادية التى تهم الوطن. هذا السلوك كما ذكرنا عند تعريف ماهية الحزب السياسي، فإنه وفقا للمفهوم الليبرالي اصبح جليا ان التجربة الحزبية السودانية سلكت المفهوم الليبرالي ولكن بسطحية ممعنة ومشوهة للاهداف التى قامت او تقوم عليها الاحزاب الليبرالية فى العالم. فالاحزاب السودانية نشأت على قاعدة قريبة لقاعدة تشجيع ( هلال - مريخ) ، منها الى احزاب لها برامج اجتماعية واقتصادية تميز كل حزب عن الأخر.
    - إن سعى الزعيمان المهدى والمرغنى لكسب ود الانجليز اذكى روح الغيرة والتنافس بينهما مما انعكس على انشطة الخريجين كانقسامات داخل الحركة. ورغم أن السيد عبد الرحمن المهدى كان له القدح المعلى فى جذب الخرجين الي دائرة المهدى، الا ان تخوف الانجليز من توسع نفوذ المهدى ادى الة تقليص المساعدات المالية والهبات ، والاهتمام بدائرة المرغنى التى بدأت تنمو كرد فعل مباشر من انشطة المهدى بدوافع الغيرة السياسية والدينية.

    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 02:44 PM)
    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 02:52 PM)

                  

08-30-2019, 02:25 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    - اول قطيعة حدثت بين السيدين، كانت بعد تقديم عريضة سفر الولاء والتى رفعت للحاكم فيها تم شجب احداث ١٩١٩ فى مصر.
    - بدأ المرغنى بجذب المتعلمين الى دائرته متأخرا فى العام ١٩٣٢، عندما وجد الظرف ممهدا، بعد حدوث تطورات سياسية ادت الى انقسام فى حركة الخريجين.
    - فى يونيو ١٩٣١ شكل نادى الخريجين بام درمان لجنة للتفاوض مع الحكومة، بعد تخفيض مرتبات الخريجين من ثمانية جنهيات الى ستة جنهيات فى الشهر، على اثر نتائج الحرب وشح الميزانيات. عندما فشلت المفاوضات تدخلت الحكومة للتعامل الفردى مع بعض اعضاء اللجنة مؤكدة رفضها بالاعتراف بشرعية اللجنة مجتمعة، مما ادى هذا المسلك بزرع النزاعات فى اوساط الخريجين. وفى هذا الاثناء ظهر نجم محمد على شوقى المقرب من السيد عبد الرحمن المهدى كوسيط بين اللجنة والحكومة، ولكن انبرى السيد احمد السيد الفيل مدعوما من صغار الخريجين ضد هذا الاتجاه ، مما قاد الى انقسام الخريجين الى مجموعتين ( الشوقيين والفيلين).
    - خلال السنوات التى اعقبت ذلك، احتشدت حركة الخريجين بالصرعات بين المجموعتين، و تمركز الصراع حول السيطرة على لجنة النادى. ادى هذا الانقسام بروز مجموعة مناهضة لمجموعة شوقى الموالية للسيد عبد الرحمن المهدى، الى دخول المرغنى، وفى عام ١٩٣٢ اعلن المرغنى مساندته الواضحة والعلنية لاحمد السيد الفيل . هكذا استفاد الزعيمان الدينيان من الخريجين. لقد مكنت هذه التحالفات نفوذ السيدين والتدخل فى تشكيل اهداف الخريجين وكانت لهذه التحالفات الشبه سياسية تأثيرها القوى على الحركة الوطنية التى تشكلت فى اواخر الثلاثينات من القرن المنصرم.

    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 02:27 PM)
    (عدل بواسطة sharnobi on 08-30-2019, 02:57 PM)

                  

08-30-2019, 06:01 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    لمرحلة الثانية:
    نشوء الجمعيات الادبية فى الثلاثينات ودورها فى الحركة الوطنية:
    - ادت السياسة المقيدة للحريات التى انتهجتها الحكومة بعد ثورة اللواء الابيض الى الحد من النشاط السياسي العلنى فى اوساط الخريجين. استمر هذا الوضع حتى تاريخ توقيع الاتفاقية الانجليزية المصرية والتى عرفت بمعاهدة ١٩٣٦.
    - هذا الوضع الجديد دفع بالخريجين الى ممارسة الانشطة الثقافية تحت سياسة الكبت وتكوين الجمعيات الادبية ، وعلى اساس هذا الوضع تكونت فى ام درمان ثلاث جمعيات ادبية وفقا للمناطق الجغرافية، واستمرت هذه الجمعيات تتناول المسائل الادبية الى العام ١٩٣٤ حين وجدت مساحة لمناقشة المسائل والقضايا الوطنية علنا، كانت هذه الجمعيات هى:
    - جمعية ابروف:
    - اسسها الشقيقان حسن وحسين الكد. وكان من ابرز اعضائها خضر حمد، عبد الله المرغنى، النور عثمان، مكاوى سليمان اكرت، اسماعيل العتبانى، حماد توفيق. واخرين.- معظم اعضاء الجمعية كانوا ينحدرون من اسر ختمية.
    - جمعية اولاد الموردة والتى عرفت لاحقا بجمعية الفجر
    - اسسها الشقيقان عبد الله ومحمد عشرى فى نهاية العشرينات، ومنذ الثلاثينات لعب عرفات محمد عبد الله دورا بارزا واصبح رئيس تحرير مجلة الفجر والتى عرف عليها لاحقا اسم الجمعية
    - من ابرز اعضائها محمد احمد المحجوب، يوسف التنى، عبد الحليم محمد، يوسف مأمون. وبالرغم ان معظم جماعة الفجر لم ينحدروا من عاءلات انصارية، اصبحو مقربين للسيد عبد الرحمن.
    جمعية وسط امدرمان. ( الاشفاء):
    - عرفت بالاشقاء لان مؤسسيها كانو ست اشقاء يحي ومحمود الفضلى، احمد وحسن يسن، حسن والحاج عوض الله وكان ايضا من اعضائها بابكر القبانى وعلى حامد واليسع خليفة.
    - اعضاء الجمعية كانوا اصغر سنا، واقل اهتماما بالمسائل الثقافية، وكان هدفهم الاساسى المناورة السياسية داخل نادى الخريجين بامدرمان ويميلون للجناح الشوقى واسسوا علاقة مميزة مع اسماعيل الازهرى الذى بدأ محايدا.
    - كانت الجمعية تجمع ناشطين سياسين على درجة عالية من المهارة والمناورة ، لكنهم لم يجدوا فى تلك المرحلة ساحة او اطارا للتعبير عن طموحاتهم السياسية.
    - مما كان يميز هذه الجمعية ان اعضائها من الاجيال الحديثة التى لم تشارك فى احداث ١٩٢٤.- معظمهم كان معاديا للطائفية ولهم قناعة بانها مدعاة لانقسام المجتمع السودانى.
    - ساهمت نشاطاتها فى ازدهار الوعى وسط الخريجين.
    - شملت اطروحاتها بعض المضامين الاجتماعية ذات الصبغة الاشتراكية، حيث تحدثوا كثيرا عن الحاجة لرفع المستوى المعيشى للجماهير وتوسيع قاعدة التعليم وتحديث طرق الانتاج.
    - رغم مواقف بعض اعضاء الجمعية الناقدة لكبار الخريجين وزعماء الطوائف الدينية والمؤسسة السودانية القبلية، الا انهم لم يكونوا بمعزل عنها اسريا او طائفيا ، لذا تاثرت بالصراعات الداخلية فى المؤسسة التقليدية لدرجة ما.
                  

08-30-2019, 06:06 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    المرحلة الثالثة:
    مؤتمر الخريجين وبداية تكوين الاحزاب السياسية:
    نصت إتفاقية ١٩٣٦ بين الانجليز والمصريين فيما يخص الشأن السودانى على:
    ١- العمل لرفاهية الشعب السودانى
    ٢- عودة وحدات الجيش المصرى التى قلصت بعد ثورة ١٩٢٤ الى السودان
    ٣-السماح للمصريين بالهجرة للسودان بدون قيد او شرط
    وفقا لهذه البنود كان على السلطات البريطانية تدارك خطر التوسع المصرى اثر الاتفاقية، وذلك بالتوجهه الى تعيين اكبر عدد من السودانيين فى الوظائف وجذبهم الى دائرتها. هذا الوضع شجع الخريجين - خاصة الجدد منهم- فى تنظيم انفسهم فى تنظيم جامع. ومن مآخذهم على اتفاقية١٩٣٦ عدم اشراك السودانيين فيها، وتحسبا لمواقف مستقبلية لجأو برفع شعار اشراك السودانيين فى الامور التى تخصهم.
    - بدأ المؤتمر كمنبر للتعبير عن مصالح الخريجين وتطور لاحقا كحركة وطنية بمشاركة شعبية واسعة.
    - كان فى تصور الخريجين ان يظل الزعماء الدينيون وركائز المؤسسة السودانية محل الاحترام ولكن ان يكونوا فى الظل، بينما يناضل المتعلمون لانتزاع المزيد من الحقوق ، غير ان الذى حدث فى ارض الواقع كان مختلفا تماما من اشواق وامانى الخريجين.
    - الصراعات داخل حركة الخريجين دفعت المجموعات المتناحرة الى البحث للتاييد والمناصرة عند عناصر خارج الحركة خاصة المؤسسة التقليدية وبالاخص الزعيمين الدينيين المهدى والمرغنى.
    - التأييد الذى وجدته المجموعات عبر الزعماء وليس للبرامج. حيث سعت المجموعات للتأييد السهل الذى دفعهم الى احضان الزعامة القائمة.
    - إن حالة الاستقطاب الحاد والاختلاف فى وجهات النظر داخل مؤتمر الخريجين فى الفترة ما بين ١٩٤٣ - ١٩٤٥ ادى الى نشأت الاحزاب السياسة. انقسم المؤتمر لمجموعة مهادنة للحكومة وعرفت بالمحموعة المعتدلة بقيادة ابراهيم احمد وعبد الله الفاضل المهدى وبدعم من السيد عبد الرحمن المهدى. ومجموعة اخرى عرفت بمجموعة المواجهة بينما كانت مجموعة ثالثة فى الوسط بقيادة اسماعيل الازهرى.
    - قادت المجموعة المعتدلة المؤتمر ما بين عام ١٩٤٣ الى ١٩٤٥
    - انتصرت مجموعة المواجهة فى انتخابات ١٩٤٥ وقادت العمل الى عام ١٩٥٠، واحتفظ الاشقاء بأغلبية مريحة، وانتخب الازهرى رئيسا، واستقال غالبية المعتدلين من المؤتمر بغية تشكيل منظمات سياسية اخرى، اصبح المؤتمر يمثل البناء التنظيمى الاساسي لحزب الاشقاء، واصبح قوة سياسية مدعومة من السيد على المرغنى والدعم المصرى. وكان شعارها (- نحو إقامة حكومة سودانية ديموقراطية فى إتحاد مع مصر وتحت التاج المصرى).
    - من الاحزاب الاتحادية الاخرى ( حزب الاتحاديين) والتى تنتمى اليها بعض عناصر الصفوة واسسته جماعة ابو روف فى اكتوبر ١٩٤٤ ومن اهدافه ( إقامة حكومة سودانية حرة وديموقراطية لها وضع الدومينيون تحت التاج المصرى) وتبنوا خطا معاديا للطائفية. مما افقدهم شعبية وكان من مؤسسيه خضر حمدعبد الله مرغنى وحماد توفيق.
    - اما حزب الاحرار فقد كان ينادى باتحاد كونفدرالى مع مصر وحدث بداخله انقسام عام ١٩٤٦ وتحولت ولاءات الانفصالين الى معسكر الاستقلالين واندمج مع حزب الامة، وسمى الجناح الأخر نفسه جناح الاحرار الاتحاديين، وانضم غالبيته فيما بعد للحزب الشيوعى.
    - ١٩٥٢ اندمجت كل الاحزاب الاتحادية فى حزب واحد هو الوطنى الاتحادى.
    - اما فى معسكر الاستقلالين الذى رفع شعار ( السودان للسودانيين)ن برز حزب واحد فى المرحلة ما قبل ١٩٥٠، وتكون حزب الامة ( نادى القوميين ) عام ١٩٤٤، وكان القوميون من اعضاء مجموعة الفجر بقيادة احمد يوسف هاشم، ومحمد احمد المحجوب، وكان برنامجهم يدعو بريطانيا ومصر الى تحديد فترة انتقالية لتقرير المصير. وفى عام ١٩٤٥ وحين كونت بطانة المهدى حزب الامة اندمج القوميون فى الحزب الجديد و من بين الذين اسسوا الحزب احمد عثمان القاضى، عبد الله خليل ومحمد على شوقى، ابراهيم احمد ومحمد الخليفة شريف ومحمد عثمان مرغنى.
                  

08-31-2019, 10:23 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 39161

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    جهج جبار يا شرنوبي
    بس الناس حقو تتجاوز مسالة التشخيص دي لوضع الحل الديمقراطي الفدرالي الاشتراكي البشبه السودان وفقا للبرنامج المتاحة والوعي الوجود وانا شايف اعلي وعي في السودان جاءت به الحركة الشعبية واطرتو في دستور من 2005 ولحدي 2020 وصلتنا الانتخابات
    والمشكلة في السودان في محورين بس
    1- حشر السودان في العام العربي وجلب المشاريع العربية وبالانقلابات من 1957
    2- عدم احترام مطالب الجنوبيين بي الفدرالية
    دي مشكلة السودان
    التركيبة الاجتماعية في السودان لعبت دور كبير في ازمة السودان في علم النفس الاجتماعي السياسي
    قبائل في الاقليم 95%
    اقليات في المركز 5%
    المشكلة بين الاقليات في المركز :الدولة المركزية
    والقبائل في الهامش الدولة الفدرالية
    في صرار غريب علي اجهاض كل المشاريع الفدرالية والعودة الي الدولة المركزية بي الانقلابات زمان او المحاصصة والثورات المزيفة الان

    https://up.top4top.net/
                  

08-31-2019, 12:35 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: adil amin)

    الهميم. عادل امين. بحاول بنفس طويل اتناول جذور الازمة السياسية. لكى نحاول سبر غورها. يمكن فتح حوار ايجابى فى مسألة المركز و. الهامش لكن دعنى ان اتم مشروع الفكرة الى مرحلة الاستقلال لتكون ارضية النقاش واضحة. وطبعا ما بتحتاج الامور لشكر يا صديق ولنواصل بجدية تناول القضيا بجدية
                  

08-31-2019, 12:44 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)


    نشأت الحركات اليسارية ١٩٤٥ -١٩٥٦ :
    صياغة اهداف الاحزاب بما لا يتناقض مع اهداف المؤسسة التقليدية السودانية ، والتى كان همها الاساسي هو مستقبل السودان السياسي ( الاستقلال او الاتحاد مع مصر )، اكثر مما تهتم بالتغيير الاجتماعى الاقتصادي، اى تقويض البنيات السياسية للحكم الثنائي مع الاحتفاظ بالبنيات الاقتصادية والاجتماعية القائمة والتى اسسها الاستعمار.
    - ادى احجام او عدم اهتمام الاحزاب السياسية الرئسية او عجزها عن وضع تصور جذري خارج إطار الهم السياسيي لظهور مجموعات راديكالية جديدة كونت مجموعات سياسية التزمت ببرامج التغيير الاقتصادى والاجتماعى.
    - بالرغم من ضعف الوعى بين فقراء الريف وبعض فقراء الحضر التى لم تؤهلهم للاستجابة لدعوات التغيير الاجتماعي والاقتصادي الا ان الحركة الراديكالية وجدت تجاوب عند بعض من اعضاء الطبقة الوسطى والعمالية.
    - ظهور منظمات تدافع عن مصالح بعض القطاعات ، كالعمال والطلاب والنساء الى تسهيل مهمة وانتشار الحركة اليسارية فى التمدد وطرح برامجها.
    - كان من اهم المجموعات الراديكالية التى ظهرت فى ذلك الوقت الحركة السودانية للتحرر الوطنى (حستو) ، والتى اصبحت فيما بعد الحزب الشيوعى. وكونتها مجموعتان ، الاولى طلاب بالقاهرة كانوا اعضاء بالحركة المصرية للتحرر الوطنى (حدتو) والتى اصدرت مجلة ام درمان بمصر، اما المجموعة الاخرى تشكلت داخل السودان عن طريق إتصال بشوعيين بريطانيين عملوا فى السودان وعرفت هذه المجموعة ب ( حسنو).
    - اخذ تطور الحركة ثلاث مراحل:-(١٩٤٦ -١٩٥٦)
    المرحلة الاولى ١٩٤٦ -١٩٤٧ تزعم هذه المرحلة عبد الوهاب زين العابدين فى منصب السكرتير التنظيمى
    - باشرت الحركة النشاط السرى الصارم
    - خططت العمل للتأثير داخل حزب الاشقاء مما دفع الاعضاء بالثورة عليه
    المرحلة الثانية ١٩٤٧ -١٩٤٩
    - تولى قيادة العمل عوض عبد الرازق
    - انتهجت الحركة خطا اكثر انفتاحا
    - اتجهت للجماهير وبدأت فى نشر المفاهيم الماركسية وتجنيد الاعضاء
    - ساهموا فى تاسيس هيئة شئون العمال والاتحاد النسائي واسست مؤتمر الشباب كواجه للعمل وسط الشباب
    - لعبت دورا مهما فى حملة مقاطعة المجلس التشريعى
    - كان هنالك تعاون مع حزب الاشقاء فى النضال ضد البريطانين ولكن كان لها مآخذ عليه لموقفها المتعاطف مع البرجوازية المصرية
    -اتبع عوض عبد الرازق خطا منشفيا إزاء المسألة السودانية، حيث كان مقتنعا بأن قياد الثورة الديموقراطية من مسئولية الاحزاب البرجوازية وان دور الحزب الاشتراكى يجئ بع ذلك، وعليه نأت الحركة عن سياسة الاشقاء الاتحادية وحددت سياستها فى ( تحرير السودان واقامة نظام ديمقراطى).
    المرحلة الثالثة مابعد ١٩٤٩ :
    - مطلع ١٩٤٩ اطيح بعوض عبد الرازق وانتخب عبد الخالق محجوب والذى احتفظ بالقيادة حتى استشهاده فى عام ١٩٧١
    - ١٩٥٢ اسست الحركة واجهة لها اسمها ( الجبهة المعادية للاستعمار) لخوض انتخابات الجمعية التاسيسة
                  

08-31-2019, 09:55 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)


    تطور الحركة السياسية فى مرحلة ما بعد الاستقلال:-
    فى الاجزاء السابقة تناولنا بإختصار العوامل التى ساعدت فى تكوين الاحزاب السياسية فى رحم الحكم الثنائي، وافردنا جزءا عن المجموعات الدينية والاجتماعية والاقتصادية وطرق تراكمها للثروة والنفوذ. فى هذا الجزء نحاول ان نتابع أداء الاحزاب السياسية فى الفترة ما بعد الاستقلال السياسي،والتى تميزت بتمركز مقاليد السلطة والنفوذ السياسي فى أيدى المجموعات التى استفادت من الحكم الثنائي فى عملية توزيع الثروة. وكما ذكرنا فى اكثر من موقع، فإن هم الاحزاب كان منصبا فى الشأن السياسي، فلم تكن تلك الاحزاب حريصة لاحداث إصلاح جذرى على بنيان البلاد الإقتصادى والإجتماعي، وهذا النهج ادى الى استمرار عدم توزيع الثروة بعدالة وتساوى بين مختلف ارجاء الوطن، بالرغم من ان معظم برامج تلك الاحزاب خلال الخمسينات والستينات من القرن الفائت تضمنت بتعهدات لتحقيق قدر من التنمية فى المناطق الاقل نموا وتحسين الاوضاع المعيشية للمواطن. الا ان الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم كانت تفتقر للديناميكية لتنفيذ تلك البرامج على ارض الواقع، بل كان همها الصراع السياسي الذى يوصلها لكراسى الحكم.
    إن الصفة الجامعة بين تلك الاحزاب بناء العمل السياسي على ما تم ورثته من الهياكل الإقتصادية والإجتماعية من فترة الحكم الثنائي ، والعمل على ابقائها مع بعض التعديلات الطفيفة. لذا نجد أن الاحزاب السياسية توصلت للسلطة واستطاعت على الاحتفاظ بزمامها بفضل التحالفات التى عقدتها مع اركان ورموز المؤسسة التقليدية، والذين كان بوسعهم عن طريق القبيلة والولاء الطائفى او النفوذ الاقتصادى كسب أصوات الجماهير، وليس عن طريق البرامج الإقتصادية او الإدتماعية مما أدى وسهل عملية التحالفات الحزبية التى اعتمدت على المصالح الخاصة والخلفات السياسيةة لا لا على إختلاف البرامج الحزبية.
    إن هذا النهج استمر طيلة فترة ما بعد الاستقلال السياسي والذى قاد الى ظهور مشاكل عميقة الجذور بفضل الخلل فى ميزان التنمية وتوزيع الفائض الافتصادى بعدالة على المناطق المختلفة مما جعل تفاوتا كبيرا بين تلك المناطق التى اولتها الحكومة باهتمامها وتلك المناطق المهمشة فى باقى مناطق السودان.
    ورغم من ان هذه الاحزاب إعتمدت على جماهير تلك المناطق المحرومة من التنمية، للوصول الى الحكم، إلا ان هذا التجاهل المتعمذ ادى الى ظهور حركات سياسي إستندت على قاعدة المحرومين والمحرومة مناطقهم والتى اذدادت قو واصبحت تشكل تهديدا لاستقرار وقدرة المؤسسة التقليدية والطبقة البرجوازية على لعب الدور القيادى معتمدة على العوامل التاريخية.
    أن هذا الوضع ساعد فى تطور الاحزاب اليسارية وظهور حركة الضباط الاحرار والنقابات والتنظيمات المهنية والاحزاب الاقليمية والحركات المسلحة الانفصالية والتى لم تجد طموحاتها واحلامها او اى اهتمام من تلك الاحزاب، لتشكل جزء من رد فعل على النظام الذى عمق وركز ازمة عدم التوازن الاقتصادى بين المناطق. و ولنتابع تطور التجربة الحزبية فى مرحلة ما بعد الاستقلال السياسي وتقييم ادائها والآثار التى ترتبت على ممارستها على الحياة السياسية السودانية.
    اولا
                  

09-04-2019, 01:33 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    اولا. البرلمان المنتخب الاول ١٩٥٣ -١٩٥٨:
    (حكومة الازهرى او الوطنى الاتحادى)
    وهى الانتخابات التى فاز فيها الوطنى الاتحادى بقيادة اسماعيل الازهرى وتحت رعاية راعى الختمية السيد على المرغنى. لقد تم تكوين الحزب الوطنى الاتحادى فى عام ١٩٥٢، كنتيجة لمبادرة مصرية لتجميع الاحزاب الإتحادية العديدة( التى تم ذكرها سابقا) فى تنظيم واحد تحت رعاية السيد على المرغنى.
    ضم الحزب فى عضويته معظم المتعلمين، وانتشر نفوذه فى مناطق الوعى النسبى فى البلاد؛ كما اظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية الاولي لعام١٩٥٣، والتى تحصل فيها الحزب الوطنى على ٤٦ مقعدا من مجموع ال ٩٢ مقعد فى الدوائر الجغرافية اى ٥٠ فى المائة من مجموع المقاعد، والتى توزعت بين المحافظات المختلفة كما يلى مقارنة بمنافسه حزب الامة:
    المديرية نسية الوطنى الاتحادى نسبة حزب الامة
    النيل الازرق ١٨ مقعد ٣٧.٣ % ٥٦%
    دارفور ١١ مقعد ١٨% ٥٠%
    كردفان ١٧ مقعد ٦٥% ٣٥%
    بحر الغزال ٧ مقاعد ١.٤% صفر
    كسلا ٨ مقاعد ٧٥% ١٢.٥%
    اعالي النيل ٨ مقاعد ٥٠% صفر
    الخرطوم ٩ مقاعد ١٠٠% صفر
    الشمالية ٧ مقاعد ١٠٠% صفر
    الاستوائية ٧ مقاعد صفر صفر


    تحليل اولى لنتائج انتخابات ١٩٥٣
    العوامل التى ساعدت انتصار الحزب الوطنى:
    ١- اعطى قانون انتخابات ١٩٥٣ ميزة لمناطق انتشار الوعى( المتعلمون) فى تقسيم الدوائر الانتخابية.
    ٢- الدعم المالى واللوجستى والاعلامى المصرى للحزب كان عاملا حاسما فى فوز الحزب فى مناطق الوعى النسبى فى البلاد.
    ان طبيعة تكوين الحزب الذى ضم عناصر متباينة فى تفكيرها، وما يجمعها مع بعض مسألة شعار الوحدة مع مصر كل يرى طريقة مختلفة لشكل الاتحاد. وكان الرابط بين هذه المجموعات الثلاث من اول وهلة هشا، حيث انه ومنذ اول وهلة للحكومة المنتخبة التى ترأسها السيد الازهرى، طفحت الخلافات الى السطح بين مكوناتها الثلاث والتى يمكن ان نلخصها فى النقاط التالية
    *- تكون فى الحزب جناح وطنى راديكالى رافض الروابط مع المؤسسة التقليدية، ويتحفز لمنع الرموز من السيطرة على سياسات الحزب، تتطور هذا الموقف الى تكوين مجلس الاشقاء الثورى المعارض الذى حدد موقفه المعارض ضد العناصر الرجعية، التى احتلت مناصب قيادية منهم ( مرغنى حمزة وخلف الله خالد) وهما من بطانة السيد على المرغنى الخاصة.
    *- الوضع المريح للحزب الوطنى داخل البرلمان او ما عرف بمجلس النواب ، منح السيد الازهرى قدرا كبيرا من حرية المناورة، واتباع سياسات مستقلة ، بغض النظر عن رغبات راعى الحزب، والذى ابدى مقاومة متواصلة لهذا التوجه.
                  

09-04-2019, 11:18 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    انتخابات ١٩٥٨م. اي مرحلة حزب الامة:
    شرعت الحكومة الائتلافية بين حزبي الامة والشعب العمل لتأمين المحافظة على وضعها فى السلطة، خاصة بعد ان شعرت بالخطر الداهم من المد الشعبى فى الشعار وتسارع القوى العلمانية والحركات العمالية والمزارعين بتنظيم قوتها وبدء الدخول فى معارك مفتوحة ضد القوى التقليدية المحافظة المتمثلة فى الزعيمين واحتكارهما السلطة. وذلك بالمحاولة باعلان دستور اسلامى والشروع فى تعديل قانون الانتخابات à قانون( ١٩٥٧)، وذلك بافساح مجال اكبر للقطاعات المحافظة والتقليدية فى المجتمع باكبر قدر ممكن من التمثيل، وذلك بتخصيص دوائر انتخابية اكثر لمناطق النفوذ الطائفى والدينى فاتخذت الخطوات التالية:-
    ١- الغاء شرط الالمام بالقراءة والكتابة للناخبين فى دوائر مجلس الشيوخ بحيث يحق لاى مواطن سودانى ذكر فوق الثلاثين من عمره التصويت.
    ٢- تسهيل إجراءات الحصول على الجنسية السودانية ، والتى حصل على موجبها حوالى ٦ الف شخص معظمهم من قبيلة الفلاتة الوافدة من غرب البلاد، قبيل انتخابات ١٩٥٨م . وصوت كل افرادها لحزب الامة.
    ٣- إنشاء مراكز اقتراع متحركة فى مناطق الرحل لتمكين اكبر قدر منهم للتصويت.
    ٤- إالغاء دوائر الخريجين
    وعلى هذا، ذادت عدد الدوائر فى مجلس النواب من ٩٢ الى ١٧٢. دائرةن ومن الملاحظ بان معظم الذيادات كانت فى المناطق الريفية التى يسيطر عليها حزبا الامة والشعب الديموقراطى.


    المديرية دوائر ١٩٥٣ دوائر ١٩٥٨ النفوذ السياسي
    الشمالية ٧ ١٦ حزب الشعب الديموقراطى
    كسلا ٨ ١٦ حزب الشعب والامة
    دارفور ١١ ٢٢ الامة
    النيل الازرق ١٨ ٣٥ الامة والوطنى
    كردفان ١٧ ٢٩ الوطنى والامة
    الخرطوم ٩ ٩ الوطنى


    من الملاحظ ان دوائر حزب الشعب ذادت بنسبة ١٢٨%، وفى كسلا بنسبة ١٠٠% ، ودوائر حزب الامة فى دارفور بنسبة ١٠٠%، اما الدوائر يشارك فيها الوطنى الاتحادى فى كردفان والنيل الازرق كانت نسبة الذيادة اقل ، وفى المناطق التى يسيطر عليها الوطنى كالخرطوم لم تحدث اى ذيادة.
    وعندما اجريت الإنتخابات فى العام ١٩٥٨م فاز حزب الامة ب ٦٢ مقعد مقارنة ب ٢٣ مقعد فى انتخابات ٥٣. واذا حللنا النتائج وفقا لعدد الاصوات التى تحصل عليها كل حزب، نجد هنالك مفارقات، فالوطنى تحصل على عدد ٣٤٠ الف صوت فى كل المديريات الشماليةà لم تقم الانتخابات فى الجنوب)، ولكنه تحصل فقط على ٤٠ مقعد، بينما حصل حزب الامة على ٣١٠ الف صوت ، ولكن تحصل على ٦٢ مقعد، اما حزب الشعب فقد تحصل ١٤٧ الف صوت وعلى ٢٣ مقعد. فاذا افترضنا ان الحزب الوطنى لم ينقسم فان عىى المقاعد كانت ستكون ٦٦ مقعد بافتراض تطبيق قانون انتخابات ٥٧ والتى كان من المفترض ان يكون اذا لم ينقسم الحزب.
    ورغم ان نتائج الانتخابات اظهرت تقدم الاحزاب الاتحادية على حزب الامة، الا ان حزب الشعب فى المماكحة السياسية آثر الائتلاف مع غريمه حزب الامة ليسعيا فى تكون الحكومة التى لم ترى النور. ليقوم عبد الله خليل بتسليم السلطة للعساكر عندما شعر بانه مستهدف من قبل الحزبين.
                  

09-07-2019, 00:22 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    تقييم تجربة العمل السياسي الديموقراطية الاولى٥٣. - ٥٨:-

    نشأت الاحزاب السياسية على المفهوم اللبرالي الغير مبنى او قائم على قاعد اقتصادية اجتماعية صلدة كما كانت فى الدول الغربية التى استشف منها النظام الحزبى . والتى حاول مجموعة من المتعلميين الطامحين من السودانيين استنساخها(بالكربون)، بدون وعى او دراسة عميقة للواقع الاجتماعى الاقتصادى فى السودان فى تلك المرحلة، والاعتماد بقناعة تامة ان النموذج الذى وضعه الامستمر من برامج اقتصادية واجتماعية التى وضعها المستعمر لخدمة اغراضه الاستعمارية من استغلال الموارد السودانية وترك الفتات الذى يمكن ان يقتات به المواطن دون ان يعرض نفسه للجوع ليظل فى ترس الانتاج الذى يراكم فائضه لصالح المستعمر وشركاته. هذه السياسات الاستعمارية الى اختارات مراكز معينة لاستغلالها واحداث نوع من النمو الاقتصادى والاجتماعى، هو الذى عمق وركز ازمة عدم التوازن فى النمو الاقتصادى والاجتماعى بين اقاليم السودان المختلفة والتى نعانى ودفعنا ثمنا غاليا بانفصال جزء عزيز من الوطن، وما زلنا ندفع ثمن بعدم الاستقرار والسلام والحروب فى اجزاء من الوطن النازف.
    إن بقاء هذه الازمة عبر سنوات الاستقلال بدون مواجهة او حل، ذاد من درجات الوعى بين جماهير تلك المناطق، مما اصبح مهددا لمؤسسات الحكم، والذى تسيطر عليه المؤسسة التفليدة، ممثلة فى احزابها التابعة لها. ولقد كان رد فعل المؤسسة الحاكمة على هذه التهديداتالمتفاقمة ضد مصالحه، تمثلت فى ثلاث انماط.:-
    اولها: فى الفئة التى كانت تثق فى امكانية إحتواء هذه المهددات دون إحداث تغير يذكر فى النظام، وذلك يصياغة بنية قانونية تحمى النظام وتحد من النشاط الراديكالى، مثل القوانيين التى تحد من حق العمال فى الاضراب‘ وتجريم النشاط السياسي للقوى التقدمية ، تحت ما يعرف ( النشاط الهدام)، ومحاصرة النشاط النقابى، وتعديل قانون الانتخابات بشكل بشكل يتعمد ان تكون لمراكز الثقل فى مناطق النفوذ التقليدى دور ريادى ( كما تم فى قانون ٥٧).
    ثانيا: الفئة التى فضلت الإعتماد على المؤسسة العسكرية ، سواء كاداة تستخدم ضد الحركات الاقليمية، والتى تهدد وحدة السودان على حسب زعمهم، او كقوى بديلة للحكومة المدنية، دون ان تكون شبيهه بحركة الضباط الاحرار فى مصر (عبد الناصر)، وهم على قناعة تامة بان كبار ضباط الجيش سيعملون للحفاظ على البنية الاقتصادية والاجتماعية القائمة والتى تخدم مصالحهم. ولنا ثلاث تجارب:
    - تجربة عبود التى استلم فيها السلطة كبار الضباط، كامتداد لحكومة عبد الله خليل (حكومة السيدين) بعد تنامى الحركة الجماهيرية ضد الخط اليمينى التى تبنته الحكومة.
    - تجربة نميرى - رغم انها بدأت كحرة ضباط احرار- الا انها انتكست وارتدت من شعاراتها وارتمنت فى حضن القوى المحاغظة.
    - تجربة نظام الانقاذ المدعومة من الحركة الاسلامية والتى تطابقت ايدلوجيتها مع الاحزاب التقليدية الدينية وهى تجربة ماثلة للعيان بكل سلبياتها واجرامها فى حق الوطن والمواطن.
    اما التجربة التى نعيشها اليوم بعد ثورة عارمة فهى تحتاج لدراسة بعد تبين الخيط الابيض من الاسود.
    ثالثا: الفئة الثالثة فهم الذين يعملون من اجل احداث التغير وارساء العدالة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعي، وهى الفئة التى تطالب ان يكون للدولة دور ريادى فى ادارة الاقتصاد واحداث تنمية متوازنة.
                  

09-07-2019, 05:23 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    المرحلة البرلمانية. الثالثة اسما والثانية فعلا:(١٩٦٤-١٩٦٩)
    (معذرة سوف اتناول الحكوات العسكرية فى جزء منفصل لمقارنتها مع بعض. الثالثة اسما لان المرحلة الثانية بعد اجراء الانتخابات وقبل انعقاد البرلمان تم اسنيلاء السلطة من قبل العسكر.)

    بعد ثورة اكتوبر المجيدة فى العام ١٩٦٤م تم تكوين حكومة انتقالية من جبهة الهيئات والاحزاب، لم تستمر طويلا حيث انقضت عليها المؤسسة التقليدية واحزابها، وفرضوا على السيد/ سر الختم الخليفة بالاستقالة والدعوة الى اجراء انتخابات ( فترة الحكومة من نهاية اكتوبر ١٩٦٤ الى فبراير ١٩٦٥).
    العوامل التى ادت الى وئد المرحلة الانتقالية:
    * قادت القوى الحديثة ممثلة فى الحركة العمالية والمزارعين والطلاب والاحزاب الراديكالية باشعار الثورة، بعد الاحتقان السياسى الذى ساد البلاد فترة الحكم العسكرى‘ منها عاملين العامل الاول اغراق منطقة النوبة فى الشمال والغضب الجماهيرى الذى صاحب ذلك والعامل الثانى مشكلة الجنوب التى فشل العسكر بحلها بالقوة العسكرية والنتائج التى ترتبت على ذلك.
    * لا ننسى ان الدوافع الحقيقية التى دفعت السيد عبد الله خليل بتسليم السلطة بموافقة وعلم المؤسسة التقليدية ، هو المد الجماهيرى والتحالف بين القوى الحديثة والاحزاب الراديكالية والحزب الوطنى الاتحادى فى جبهة عريضة ، ضد تدخل المؤسسة التقليدية فى تسيير امر البلاد، وضد المعونة الامريكية التى لم تجد قبولا الا من حزب الامة، حتى حليفه فى الحكومة الائتلافية حزب الشعب رفض المعونة.
    * اذا نهوض الحركة الجماهيرية وتحالف القوى الراديكالية التى فجرت ثورة اكتوبر واطاحت بحكومة العسكر اليمينية، هددت نفوذ المؤسسة التقليدية المسيطرة على النظام السياسي فى السودان منذ الاستقلال السياسى للبلاد.
    * شهدت الشهور الاربعة بعد اكتوبر ٦٤ حملة عشواء من المؤسسة التقليدية، ضد الحكومة الانتقالية (جبهة الهيئات)، من خلال الاحزاب السياسية القديمة لاستعادة نفوذها السياسي، وفى نهاية فبراير ارغمت الحكومة الانتقالية على الاستقالة.
    * لقد كانت اتجاهات مجلس الوزراء فى عمومها راديكاليةاتجهت نحو التغيير الراديكالى فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية حيث تم تكوين لجنة للنظر فى حل الادارة الاهلية، وشكلت محكمة للنظر فى قضايا الثراء الحرام والفساد وتخريب الاقتصاد، ومنحت المرأة حق التصويت، وشكلت لجنة للنظر فى الاصلاح الزراعى، وتشجيع الشركات الوطنية للسيطرة على الصادر، والغاء القوانيين المقيدة للحريات، وعملت على دعم حركات التحرير فى افريقيا.
    * اثارت هذه القرارات قلق شديدا للمؤسسة التقليدية ، وما اثار قلقها اكثر مطالبة جبهة الهيئات بتخصيص ٥٠% من مقاعد الجمعية التأسيسية للعمال والمزارعين.
    * كل هذه الخطوات كانت ضد مصلحة الفوى اليمينية مما دفعها لاجهاض ثورة اكتوبر.
    ( لنفارن ما يحدث اليوم فى الساحة السياسية بعد ثورة الشباب فى ديسمبر ٢٠١٩ ومحاولة المؤسسة التقليدية ممثلة فى الصادق المهدى وعناصر الحركة الاسلامية فى سعيهم اليومى لاجهاض هذه الثورة الفتية الواعية ، تحت مختلف الدعاوى ( هبوط ناعم، شباب غير واعى شيوعيين،. الخ).
    * اجريت الانتخابات فى ابريل ١٩٦٥ فى الشمال فقط بحجة ان الجنوب غير مستقر، فاز حزب الامة ب ٧٦ مقعد يليه الوطنى الاتحادى ٥٤، جبهة الميثاق ٥، حزب الشعب ٣، الشيوعيون ١١، المستقلون ومؤتمر البجة ٢٤. وكانت مجموع الدوائر الجغرافية ١٧٣ ، ودوائر الخرجين ١٥ دائرة.
    * اهم سمات التطور السياسى بعد انتخابات ١٩٦٥
    ١- توحد الحزب الوطنى مع حزب الشعب وتكوين حزب الاتحاد الديموقراطى.
    ٢- انشقاق حزب الامة الى حزب بقيادة الصادق المهدى وحزب بقيادة الامام الهادى.
    ٣- ظهور ونشأت الاحزاب الاقليمية فى شمال السودان مثل مؤتمر البجة، والعديد من المنظمات الصغيرة وظهور النعرة الاقليمة.
    نتيجة هذه التطورات انعكست على انتخابات ١٩٦٨ والتى الغيت فيها دوائر الخريجين واجريت انتخابات جزئية فى الجنوب.
    من جملة ٢١٨ مقعد: فاز الاتحاد الديموقراطى ب ١٠١، الامة جناح الصادق ٣٦ ، الامة جناح الهادى ٣٠، سانو ١٥،جبهة الجنو١٠ب، جبهة الميثاق ٣، مؤتمر البجا ٣، الامة ٦، اتحاد جبال النوبة ٢.
                  

09-08-2019, 03:20 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    ملاحظات
    * من ١٩٦٥ الى ١٩٦٩ شهد تعاقب عدد من الحكومات، فى الفترة من مايو ٦٥ الى يونيو ٦٦ ترأس محمد احمد المحجوب حكومة تحالف بين الامة جناح الهادى والاتحادى الديموقراطى، من يونيو ٦٦ الى مايو ٦٧ تراس الصادق المهدى حكومة ائتلافية بين الامة جناح الصادق والاتحادى، من مايو٦٧ الى انقلاب مايو تراس المحجوب الحكومة الاائتلافية بين الامة جناح الهادى والاتحادى.
    ملاحظات سريعة على سلوك وتعامل الاحزبين التقليدين
    * منذ اول انتخابات اجريت فى السودان فى العام ١٩٥٣- اذا تعاملنا فرضا- بالغلبة الشعبية للاحزاب التقليدية. الاتحادى والذى يدور فى فلك المرغنية، وحزب الامة الذى يدور فى فلك الانصار او المهدية،نلاحظ الاتى:
    ١- بدأ الانقسام فى داخل الحزب الوطنى الاتحادى الذى كانت له الغلبة شبهه المطلقة فى البرلمان الاول ٥٠%.
    ٢-فى انتخابات ١٩٥٨ ووفقا لقانون الانتخابات المعدل ١٩٥٧. وبعد انقسام الحزب الوطنى بانسلاخ الختمية وتكوين حزب الشعب فاز حزب الامة بالاغلبية٦٢ مقعد، الوطنى ٤٠ مقعد ، حزب الشعب ٢٥. اى ان الحزب الام الاتحادى بجناحيه الوطنى والشعب نال ٦٥ مقعد اى اكثر من حزب الامة بثلاث مقاعد.
    ٣- انتخابات ٦٥ تفوق حزب الامة(٧٦ مقعد) على مجموعة الاتحاديين ( ٥٢ وطنى + ٣ شعب) وفقد الاتحاديين على مقاعد فى الشرق لصالح مؤتمر البجة(١٠).
    ٤ انتخابات ٦٨ بعد توحد الاتحاديين نالوا ١٠١ مقعد ، بينما فقد حزب الامة المنقسم ريادته فنال الصاد (٣٦) والهادى على(٣٠) حتى فى حالة ضمهما ٦٦ مقعد اقل بنسبة عالية على المقاعد التى نالها الاتحادى.
    ٥- هذه النتائج والسلوك السياسي فى الممارسة تعكس مدى هشاشة هذه الاحزاب التقليدية وضعف وشخصنة الصراع السياسى فى السودان ( سوف اتناول بتحليل منفصل طبيعة تكوين هذه الاحزاب فى المساهمات القادمة).
                  

09-16-2019, 02:04 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطور السياسى للدولة السودانية الحديثة (Re: sharnobi)

    تقييم الأحزاب السودانية
    عوامل بقائها وفنائها

    يمكن تقسيم الأحزاب السياسية الى ثلاث مجموعات
    1- مجموعة الأحزاب التقليدية
    2- مجموعة الأحزاب الراديكالية
    3- مجموعة الأحزاب الإقليمية او الاثنية
    كما عرفنا سابقا في هذه المساهمة ان مفهوم الحزب في السياسة السودانية اعتمد على المفهوم الليبرالي ثقافيا اى اعتمد على تجارب الأحزاب الغربية، ولكن في أرضية او حاضنة اجتماعية مختلفة تماما، عن تلك التي نشأت فيها الأحزاب في المجتمعات الغربية.
    نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de