التَّوظيفُ الإمبراطوريُّ للمكانِ (محمد خلف)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 04:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2019, 01:26 AM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9445

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التَّوظيفُ الإمبراطوريُّ للمكانِ (محمد خلف)

    01:26 AM August, 05 2019

    سودانيز اون لاين
    النصرى أمين-كالغرى, كندا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    التَّوظيفُ الإمبراطوريُّ للمكانِ في جنوب البلديَّةِ الملكيِّة بلندن: ثلاثةُ متاحفَ حجريَّةٍ باقية ومعرضٌ كريستاليٌّ بائد

    تفتخِرُ المدنُ الكبرى وتزدانُ بمتاحِفِها الشَّهيرة، التي تُهيئُ لها مساحةً وافِرة في قلبِ مراكِزها الحضريَّة النَّابضة بالنَّشاطِ البشري؛ فمتحفُ اللُّوفر، يقعُ في الدَّائرةِ الأولى من أغونديسماتِ باريس؛ والمتاحِفُ الإسميثونيَّة، يقعُ معظمُها ضمن "النَّاشونال مول" في واشنطن، الذي يقعُ بدورِه بين "الكابيتول هيل" ونصب لينكولن التَّذكاري، وكلاهما على مَقرُبةٍ من البيت الأبيض. أمَّا في لندن، فإنَّ جُلَّ متاحِفِها الشَّهيرة تُوجَدُ في مبانٍ متقارِبة، ضمن رُقعةٍ مُحدَّدة، داخل البلديَّة الملكيَّة التي تضمُّ منطقة "كينزينغتون"، حيث يُوجَدُ القصرُ الملكي (قصر ديانا)، وقاعة ألبرت الملكيَّة للموسيقى، والكليَّة الملكيَّة (إمبيريال كوليدج)، وهي أشهرُ الجامعاتِ البريطانيَّة، وأفضلُها بعد أكسفورد وكيمبردج والكليَّةِ الجامعيَّة (يو سِي إل)؛ إضافةً إلى أنَّ بها الكلِّيَّة الملكيَّة للفنون، والكلِّيَّة الملكيَّة للموسيقى.
    ففي جنوب "كينىزينغتون"، يُوجَدُ متحفُ التَّاريخِ الطَّبيعي، ومتحفُ العلوم، ومتحفُ فيكتوريا وألبرت (في آند إيه)، التي يفصِلُ بين ثلاثتها شارعُ المعرض (إكزيبيشَن رود)، الذي كان يقودُ – في منتصف القرن التَّاسع عشر - مباشرةً إلى المعرضِ الكبير، الذي كان قائماً بدورِه داخل حديقة "هايد بارك" الشَّهيرة. وكانت لندن، إبَّان العهدِ الفيكتوريِّ، في عَجَلَةٍ من أمرِها لإبرازِ هيمنتها الاقتصادية على العالم، بعد أن خضَعَ لها، سياسياً، دولٌ كثيرة من شتَّى القارات. لذلك، بُنِيَ المعرضُ بسرعةٍ مُذهِلة (في 35 أسبوعاً)، بعد أن شُيِّدت كلُّ جُدرانِه بالدُّعامات الحديدية والألواح الزُّجاجيَّة؛ وكان من فرطِ جَمالِه الأخَّاذ، وشفافيَّته السَّاحرة، أن أطلقَت عليه مجلَّةٌ أسبوعيَّة اسمَ "القصر البلُّوري" (كريستال بالاس)، فسَارَ الاسمُ بين النَّاس، إلى يومِنا هذا. واستمرَّ "القصرُ" في عرضِ منتجاتِه لمدَّةِ خمسةِ أشهرٍ ونصف، بدءاً من أوَّل مايو من عام 1851؛ إلَّا أنَّ المعرضَ الكريستالي، على قِصَرِ عُمُرِه، قد أدَّى رسالته في إظهارِ عنفوانِ السُّوقِ الرَّأسمالي مع بدايةِ نشوئِه، حيث خُصِّصت أجنحتُه لعرضِ منتجاتٍ صناعيَّة من جميع دول العالم. وقد زاره كارل ماركس، فكان بمثابةِ مختبرٍ لنظريَّاتِه الاقتصاديَّة؛ وقد عَدَّهُ رمزاً لاحتفاءِ الرأسماليِّةِ المُفرِطِ بالسِّلعة، هذا إضافةً إلى صيرورتِه ساحةً مفتوحة لاستبصاراتِه الاجتماعيَّة.
    ففي ذلك العام، سمحتِ السُّلطاتُ الإمبراطوريَّة لأوَّلِ مرَّةٍ بامتزاجِ الطَّبقاتِ في مكانٍ واحد، درءاً للاحتقان الذي تولَّدَ في أعقاب حركة الشَّارتيين، التي كانت تُطالِبُ بتعميم حقِّ الاقتراع على جميع الرِّجال من سنِّ 21 عاماً، إضافةً إلى تثبيت مبدأ الاقتراع السِّرِّي، وإلغاء شروط المِلكيَّة المفروضة جُزافاً على المرشَّحين لعضويَّة البرلمان؛ كما جاء ذلك السَّماحُ مَنعاً لتكرارِ حدوثِ اضطراباتٍ كمثلِ تلك التي جاءت في أعقابِ ثورات عام 1848 التي أطاحت بعددٍ من الحكوماتِ الأوروبيَّة. وقد مرَّت أيَّامُ المعرض من غيرِ وقوعِ ما يُفسِدُ أجواءَ الحدثِ الدُّوليِّ غيرِ المسبوق أو يُعَكِّرُ صفوَ السَّلامِ الاجتماعي. وعلى المستوى التِّجاري، حقَّقَ المعرضُ أرباحاً ساعدت في شراءِ الهكتاراتِ الواقعة جنوب حديقة "هايد بارك"، التي شُيِّد على رُقعتِها الممتدَّة المتاحفُ الثَّلاثةُ الشَّهيرة؛ وهي التَّاريخ الطَّبيعي، والعلوم، وفيكتوريا آند ألبرت. أمَّا القصرُ نفسُه، فقد تمَّ تفكيكُ هياكلِه الحديدية وألواحِه الزُّجاجيَّة، وإعادةُ تركيبِه في منطقة "سيدنام هيل" بجنوب لندن؛ وقد ظلَّ القصرُ البلوريُّ قائماً هناك حتَّى ساعةِ احتراقِه في عام 1936؛ ومنذ ذلك الوقت، أُطلِقَ على المنطقة المجاورة اسمُ "كريستال بالاس".
    ومثلما أنَّ المعرض الكبير كان مُتجاوِزاً للحدودِ القوميَّة الضَّيقة، باستقبالِه للمنتجاتِ الصِّناعية من جميع أنحاء العالم، فقد كانتِ المتاحفُ الثَّلاثة، منذُ إنشائها وإلى الآن، قائمةً على اعتمادِها على المساهماتِ الدُّولية؛ فمتحف فيكتوريا آند ألبرت يقومُ في الأساس على عرضِ المنتجاتِ الفنِّيَّة من دولِ المستعمراتِ البريطانيةِ السَّابقة؛ ومتحف العلوم الطَّبيعيَّة بطبعِه – تماماً، مثل فروع المعرفة التَّخصُّصية التي تُغذِّيه - قائمٌ على تضافرِ جهودِ العلماء في جميع بقاع الأرض؛ أمَّا متحف التَّاريخ الطَّببعي، فهو يعتمدُ على جلبِ الهياكلِ العظميَّة والمتحجِّراتِ من بُقعٍ شتَّى وحقبٍ جيولوجيَّةٍ مختلفة. وقد كان تشارلس دارون يبعثُ بفِنشاتِه من أرخبيل غلاباغوس إلى ريتشارد أوين، عالِمِ الطَّبيعة المُقيمِ بالمتحف، فيتمُّ تشريحُها وتصنيفُها؛ إلَّا أنَّ خِلافَاً قد نَشَبَ بينهما، ليس بسببِ التَّدورُّنِ (إيفولوشن) نفسِهِ، وإنَّما بشأنِ الآليَّة التي يقومُ عليها، وهي الانتقاءُ الطَّبيعي.
    لا زالتِ المتاحفُ الثَّلاثة في جنوب البلديِّة الملكيَّة تؤدِّي دورَها العالميَّ المعهود، في تناسقٍ تامٍّ مع وظيفتِها التَّعليميَّةِ المحلِّيَّة، إذ تفتحُ المتاحفُ أبوابَها بالمجَّان للأسرِ والأطفالِ وتلاميذِ المدارسِ وطلَّابِ المعاهدِ العليا والجامعات؛ هذا إضافةً إلى دورِها الاقتصاديِّ في إغراءِ السِّياح وجذبِهم لزيارةِ البلاد. في المقابل، لا يُرى الآنَ في منطقةِ المعرض غيرُ نُصبٍ تَذكاريٍّ أُقيمَ لألبرت إلى الغربِ من المكانِ الذي كان يشمَخُ فيه القصرُ البلُّوري، حاوياً بداخلِه أشجارَ الدَّردارِ الباسقة، ودُورَ عرضِ المنتجاتِ الصِّناعيَّة المحلِّيَّة والعالميَّة. ولا زال ألبرت، في تمثالِهِ المطلِّيِّ بماءِ الذَّهب، جالساً تحت ظُلَّةٍ عالية، وفي حِضنه كتالوج المعرض؛ وقد كُتِبَ على جوانبِ النُّصبِ السُّفلى أسماءُ القاراتِ الأربع (أوروبا، والأمريكتين، وأفريقيا، وآسيا)، في إشارةٍ إلى العمقِ الدُّوليِّ للبلاد؛ وعلى جوانبِه الوسيطة، مفرداتٌ لها دَلالاتٌ على نشرِ الهيمنةِ الإمبراطوريِّة عبر كلِّ تلك الجهات، وهي: التِّجارة، والزِّراعة، والصِّناعة، والهندسة.
    وفي شمالِ البلديِّةِ الملكيِّة، حيثُ تسكنُ أُسرتُنا الصَّغيرة وتعملُ كنداكتُها الكريمةُ عضواً مُنتخَباً في مجلسِها، كنَّا قبل أسابيعَ نشُدُّ الرِّحالَ إلى إقليم الباسك الإسباني في زيارةٍ قصيرة خلال عُطلةِ الجامعات، إلَّا أنَّ جدول أعمال المجلس قد حتَّم عدم مشاركةِ الكنداكة، فذهبنا إلى بِلباو (وتُسمَّى "بِلبو" بلغةِ الباسك) من غيرِ أن نستمتعَ بصُحبتِها؛ ولكنَّ عزاءَنا قد جاء في شكلِ ما تلقَّيناهُ من معرفةٍ جديدة وتبصُّرٍ كان غائباً عنَّا بشأنِ دورِ المتاحفِ الوطنيَّة، كمدخلٍ للتَّعرُّفِ على الثَّقافاتِ البعيدة عنِ المركزِ الأوروبيِّ السَّائد. لن نتحدَّثَ الآن وهنا عن دورِ متاحف مدنِ الباسك (وتحديداً؛ بلباو، وسان سباستيان، وغيرنيكا) في حَفظِ وعَكسِ الثَّقافاتِ المحلِّيَّة للإقليم، على أملِ أن نستعرِضَ بعضَ الملامحِ المتعلِّقة بذلك الدَّورِ في مشاركةٍ قادمة، تحت عنوان: "الحل في بِلبو" ودروسٌ مُستفادةٌ من جداريَّةٍ شهيرةٍ لبابلو (في إشارةٍ إلى جداريَّة "غيرنيكا" للرَّسَّام والنَّحاتِ الإسبانيِّ الأشهر، بابلو بيكاسو).








                  

08-07-2019, 04:08 AM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9445

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التَّوظيفُ الإمبراطوريُّ للمكانِ (محمد خ� (Re: النصرى أمين)

    معقول مئة مطالعة فقط !!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de