إهداء: إلي روح الوالد العزيز-عبدالله الطاهر- في برزخة المعمور..
أبتاهُ هل جاءتكَ أخبارُ البلاد.. الثورةُ البشرى َتضئ بشمسِها كلَ الوهاد.. و جحافلُ الثوار ترسمُ لوحةَ النصرِ الموشحِ بالسداد.. و عساكرُ السلطان تنتاشُ العباد.. و تنهشُ الوطنَ الجمال فيستحيل إلي سواد..
*** *** ***
أبتاهُ هل جاءتكَ اخبارُ المعلمِ و الطبيب.. قتلهما "الاوباش" في اليومِ العصيب.. قتلوا تلاميذاً و كهلاً في الجِوار.. سحلوا نساءَ الدارِ و انهتك الإِزار.. دهسوا بواكي الحي فزداد النحيب..
*** *** ***
أبتاهُ كيف القول في أمٍ تكفنُ طفلها، و تشدُ أَزرَ الثائرين.. أبتاهُ ماذا القول في بنتٍ تُقبّلُ طلقةً فوق الجبين.. و تُداعبُ الغازَ المميت كما زهور الياسمين.. و تَدكُ بالتصميمِ عرشَ الظالمين.. و كلَ افواه المنابرِ، كل دعوى المدعين..
*** *** ***
أبتاهُ، يا أبتاهُ مَلَّنيَّ القلم.. و مواكب الاطفالِ تخرجُ في شمم.. تُحيّ المدائنَ و الشوارعَ بالنغم.. و النسوة، الأمات و الأباء كالطودِ الأشم.. قد شمروا يتسابقون فدونهم ذاك العلم..
*** *** ***
أبتاهُ هل جاءتكَ اخبارُ القيادةِ، حين كان الإعتصام؟ الشعبُ يا أبتاهُ مِقدام هُمام.. قد كان حباً و التزام.. قد كان ينبوعاً من الأرواحِ يسري بالسلام.. لحناً فريداً و انسجام.. مدنية، حرية، و العدل كان هو المرام..
*** *** ***
و العيد، يا أبتاهُ، جاءَ العيدُ بالدمعِ السخين.. غاروا بفجرٍ غشمينَ، علي خيامِ الوادعين.. سحقوا الورودَ المشرقاتِ، و روّعوا البلد الأمين.. أوما كفاهم غصة السنوات و الألم الدفين؟! أوما هدتهم طفلةٌ طوقاً من الحبِ الحنين؟! خانوا و كَادوا ، ويلهم من قول رب العالمين..
*** *** ***
أبتاهُ هذا موجزٌ لحكايةٍ دامت شهور.. أدمت عقوداً كالدهور.. صارت دماملَ في الظهور الصبرُ، يا أبتاهُ، قد مَلّ الصبور.. و الشعبُ هذا الوادعُ الجبارُ زمجرَ في الثغور.. سيظلُ في وجه الطغاة كمرجلٍ يغلي يمور..
*** *** ***
الفتيةُ الفرسانُ، يا أبتاهُ، ما زالوا علي ذاتِ الطريق.. لن يستسيغوا آسناً فالكلُ قد ذاقَ الرحيق.. هاماتُهم فوق النجومِ و زُخرُفِ الوهمِ البريق.. هم قادةُ الوطنِ الكريمِ إلي المراقي لا الحريق.. فالنصرُ موعدهم قريب، و النصرُ للحقِ الرفيق..
--- الشاعر أحمد عبدالله الطاهر* أصلا من منطقة المحمية ونشأ بومدني درس الإقتصاد بجامعة الجزيرة ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة أوهايو بأمريكا يعمل في المنظمات غير الحكومية في السودان أحمد ينشد للأخوان الجمهوريين أيضا
07-24-2019, 05:11 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48786
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة