🔥هل الشعب أصبح مرجلاً يغلي أم شاة تُسلخ بعد ذبحها . . ! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا لها من حقبة تلك التي ندّعي فيها أننا نعيش فيها كمواطنين سودانيين في إستقلال وحرية وعزة ، إنه لإحساس يوخز القلب أن نخدع أنفسنا أننا نعيش في حرية حقيقية ، فما أبخسنا حينما يذلنا من هو من بني جلدتنا بل أشر من هم في الأصل يُعدّ عدو لنا ولديننا وهم المستعمرون والمفترسون للوطن ، فما أعظم حينما تجد المهانة تفوح بنتنها من أفواه بني جلدتنا ، أليس ذلك بأطم من الغريب الغاشم على أرض موطننا ! على الأقل أننا على يقين بأنه خصم وعدو لنا ولكن ماذا عن ذاك الذي يدعي أنه يحب الأرض التي يمشي وتمشي عليها وقد خرج من نفس رحمها الذي أخرجتك وهو أشد الناس عليك ظلماً وقهراً . فكل الذي حدث منذ لحظة رفعة رآية الإستقلال عالية خفاقة وحتى هذه اللحظة نرى أقواماً وأقواماً من أروقوزات الحكومات قد طلعوا على ظهور هذا الشعب المستضعف ، ليس مستضعفاً في عزته وكرامته بل مستضعف في حسن نيته وطيبة خلقه وعريكته فإنه يذعن في أعمه لمن ينادي بعزة وإباء الوطن وكرامته ، فيجعلونه إمبراطوراً لهم دون تشريح لسانه وتنقيح كلماته الأخاذة للقلوب التي تبعد عن العقل بعد الثريا عن الثرى ، فنجد الشعب يقع عليه وقعة العاشق على معشوقته بعد طول فراق ، فلا يدرك مقاطع الغث وزوايا العطب فنجد عقله ولّى مع صيحات الهتافات التي امتطت عُطاس الحماس اللامفهوم عبر بوق ثور موسى منادياً بعزة وكرامة الوطن وللأسف هذا الهادر لعطاسه هو الأبعد جسداً وروحاً من محبة الوطن وما يدعيه.
فهذا هو حال البلاد بعد حقبة من الـ63 عاماً تقريباً مدعين أننا أُسْداً أحراراً ، فماذا بالله بعد أن إستقلينا ؟ ورفعنا بكل ما نحمل من قوة وطاقة صاري البلاد مزمجرين بفرحتنا بإستقلال الوطن ، هل كنا نريد أن نستقل لأجل أن نمارس طقوس تلاقح بذور الجهل بأرض الوطن الذي اصبح يمارسه أئمة حكامنا مثتنى وثلاث ورباع وخماس، فكان كبراؤنا يدعون فلان وهو على سدة الحكم بعبارات العبط الولائي بسيدي وسيده ثم ينفخون الأبواق لعسكرة الأبوات بحجة أنهم سيخرجون الوطن من غرق طامته السياسية والإقتصادية ، فكان سدنة الحكم يستغلون ذاك الجهل المطبق في المواطن إلا من رحم الله ، فيعدونه بطلي الأنجم والنقش على الماء وركوب البراق ، فلم يجنوا حسن الثمار من وادي الإستعمار البهيم ، كل همهم أن يستفردوا بعرش الحكم وتُقبل أياديهم وتُبارك عمائمهم وتُلمع أبواتهم ، فبالله أين ذهبوا بالسودان بعد هذا الإستقلال الذي إستشهد من أجله منذ قرون وإلى القريب من الزمان عشرات المئات التي قد تزاحم الملايين المملينة ، أين كتبوا لتاريخ الوطن من دماء هؤلاء الشهداء. لقد باعوا ما ورثوه من قلائد هؤلاء الشهداء على مر تاريخ السودان من قديمه وحديثه بأبخس الأثمان في أزقة العصابات وردهات بيوت الأشباح، فلم يتبعوا وصية هؤلاء الشهداء ، بل زادوا الوبال وبالاً ، فكم من قتيل ذهب تحت بنادق المستعمر وكم من قتيلٍ ذهب تحت بنادق بني جلدته ، فما زهقت من أرواح بيد المستعمر لا يُعد كثيراً إذا ما قورن بما زُهق بأيدي هؤلاء العسكر اللا انقاذي بغض النظر من شماليهم أو جنوبيهم ولننظر لتلك الدول التي نالت إستقلالها بعدنا ، كيف أنها جمعت عضد الأمة على ذراع رجل واحد فكدوا وإجتهدوا ورفعوا وحفروا ووضعوا الوطن على قواعد التقدم والرقي والتطور في حين أنهم كانوا يقبعون في الدرك الأسفل من التاريخ الإقتصادي والتنموي وكنا نحن وقتئذ أمة متغطرسة بكوادرها ومثقفيها وبمواردها ولكن للأسف ما زلنا نحفر حفر يأجوج ومأجوج على سد بيروقراطيتنا السياسية والإدارية
فما زلنا في قروننا الوسطى نتقاتل ونتصارع في حلبات الجهوية والطائفية والعسكرية والقبلية والفنجرية والغوغائية ومهمشين قضايانا الكبرى وهي الرقي والتطور والإزدهار ، فلا للوطن منها نصيب ، فالحكام لا يعملون لأوطانهم شيئاً إلا بمقدار الشوفونية الشزفرونية ، وكل حجج الحكام الحرب الحرب . . التمرد التمرد . . أمريكا أمريكا. . إسرائيل إسرائيل وهم في الأصل مسببيها فكيف تدعي الجرثومة بأن المرض يداهمها فهي لذلك تهاجم الجسد ، فهذا هو حال حكامنا أسبابهم لها مفارقات لا يقبلها لبٌ ولا قلبٌ.
فالنرى ماذا فعلنا لمآسي الوطن التي كنا نظن أنها بعد الإستقلال سُتلقى في مزبلة التاريخ ، ولكن للأسف ما كنا نراه من مأساة نراه وقد زاد عمقاً مظلماً فحقق كارثة ! فمثال ذلك فصل الجنوب عن الشمال في عصرنا الآني هذا ، كنا نظن الجنوب بأنه الضحية التي رفع المستعمر خنجره على عنقها من زمن وسيبعد حكامنا ذاك الخنجر ولكن للأسف من جاء من رجال الوطن وألقاهم القدر على عروش كسرى قاموا بطقوس الذبح وبأيدهم قد تمّ البتر بل ورقصوا رقصة الإحتفال بالموت كما هو عند بعض القبائل الغابية، كذلك تلك الطائفية والقبلية والجهوية ويا ليتها بين المجتمعات وكفى بل زادت رقعتها ما بين الفئات الحاكمة والمحكومة ، كذلك تخصيص أقاليم بالعناية دون سواها بسبب التوجهات السلطوية وهو نفس منهج المستعمر في التهميش ، واسلوب تدارك الخطأ بخطأ وفرش الأرض ورداً للخصم الفكري والإداري كما يفعلون هؤلاء العسكر مع ولدان أحراش الطائفية ويذكرني هذا الموقف وقفة التاريخ المحزنة حينما ربت المستعمر على أكتاف هياكل أباطرة الطائفية ليكيد بهم القبلية والعكس فعل ، هذه أساليب رعناء سياسية وكلها على حساب المواطن الذي يشاهد فقط هذه الدرامة التي لم يستطع أن يخمن نهاية رواياتها التي يتم غالب تمثيل مشاهدها خلف الكواليس. فهل بالفعل لم يستطع طغاة الوطن تحديد او التفريق بين معنى الإستقلال والإستغلال وهل يا ترى أصبح الشعب مرجلاً يغلي أم شاة مذبوحة لا تئن من السلخ ، وهل تسمح خدودنا لشفاهنا أن ترسم إبتسامات ما يسمى بفرحة إستقلالنا ، أم ستدع العين تغرورق ما بين فرحتها وبكائها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة