القارئ والسامع لهؤلاء الذين بؤمنون بسياسة الإقصاء من قبل قوى الحرية والتغيير بأن نقصي إجمالاً الأحزاب السياسية من ساحة الحراك السياسي لا سيما للفترة الانتقالية وأنه لا يحق لهم المشاركة في رسم خارطة طريق الحكم الانتقالي بحجة أنهم سبق وأن شاركوا مع الحكومة المخلوعة أو أنهم سبق وأن كان قد أٌتيحت لهم فرص الحكم ولكنهم فشلوا مما أودي لتجرؤ الجيش على قلب الحكم عليهم في كل مراحل الحكم الديمقراطي منذ الاستقلال . .
فهذا جد أراه عدم انصاف بل وإجحاف في حق مواطن سوداني يريد أن يشارك في الحراك الوطني وله مفاهيمه السياسية والوطنية رغم شخصي لا يميل لأي حزب من تلك الأحزاب التي بنت أساسها على طائفية وجهوية فكرها أو التي بنت حزبها على اقصائية وديكتاتورية فكرها . . لماذا لا نرفضهم من المشاركة برغم نبذنا لمرض التوحد الفكري الذي يعشعش بأذهانهم. . مع العلم ليس لأي مواطن الحق في منعهم أو اقصائهم وبالطبع أنا أعني الذين لم تصل ألسنتهم إلى لعق خبالة فساد الحكم المخلوع ولهم أخطاء سياسية وأيضاً لا أعني أن يمارس الحزب اللاوطني نشاطه فلا مجال له في هذا لأسباب معلومة لدى الجميع لا نريد أن نخوض في تفاصيلها وإن كان هناك منهم بالفعل وطنيين ولم يلوثوا أيديهم بذاك الفساد إنما كانوا يحملون فكراً فقط فهؤلاء لهم أن يأتوا بدماء جديدة . . قد يستغرب البعض من قولي هذا ! ! في رأي الخاص لثلاث أسباب:
1ـ لا نريد تطبيق فهم الإقصاء مهما اختلفنا في مبادئ فكرية سياسية مع أحزاب وجهات يعتبرها البعض منبوذة لأن مبدأنا الذي رسمت خطوطه ثورة الشعب السوداني هو *حرية وسلام وعدالة* لا سيما من لم يثبت تجاهه أي جرم في حق الوطن وشعبه أمثال الأحزاب الطائفية والجهوية وحتى أحزاب مرض التوحد الدكتاتورية كالحزب الشيوعي والناصري والبعثي...إلخ وبالطبع لا أعني بما فيهم الحزب اللاوطني وأيضاُ الشعبي وأفراد الأحزاب الأخرى المذكورة بعاليه والمشكوك في أمرهم فهم خارج مساحة هذه الخارطة لأنهم كارثة هذا الوطن في الثلاثين عام المنصرمة وإن كان هناك منهم من يحمل فكراً معتدلاً في ذات التوجه ولم يلطخها يديه بروث الحُكم البائد ولم يتواطأ معه ولم يمارس الظلم والطغيان على العباد وحقيقي وطني فليخرج من حثالة الحزب اللاوطني أو الشعبي وليبحث عن طريق ينخرط فيه في الحراك الوطني. . وبالنسبة للأحزاب الأخرى التي بعاليه فلتبعد تلك الفئات السرطانية من جسدها حتى يصبح جسدها معافى لمواصلة مشوارها السياسي الوطني دون عثرات.
2ـ كلنا يعلم بأن الحركات المسلحة المعارضة ما نشأت غالباً إلا بأسباب الإقصاء والتهميش . . فهل نظن إن فرضنا (جدلاً) أنها تكللت جهود الإقصاء بالنجاح هل نتوقع بأنّ تلك الأحزاب أو الجماعات والتكتلات السلمية وحاملة السلاح التي تمّ اقصائها ستتركنا ننام على جنب ؟؟. أقولها بثقة عمياء *ألف لا ولا* علينا أن نعي الدرس والتجربة التي رأينا فيها أكحل وأظلم سنين الضياع للوطن وأهله ونحن كنا نسير على خارطة اللانقاذ إلى الأفق اللامعلوم حده وحدوده.. فلا نريد أن نكرر إدخال الكوز في زيرٍ خالٍ من الماء مرة أخرى.
فإن جعلناهم من ضمن قوى الحراك السياسي تحت مظلة واحدة تأكدوا بإذن الله لن يتجرأ أحدهم أن يتحدى بالسلاح أو باللسان إن رأى أنه مارس حقوقه كاملة ولكن لم يقدر له الله التوفيق فيما أراد من الجلوس على أحد مقاعد الحكم وفي نفس الوقت كل المتابع للوضع من داخل وخارج السودان سينبذه إن فعلها كما كان يفعلها مع اللانقاذ المدحورة. وبهكذا عمل نكون قد امتصينا سم العقرب قبل لدغه لنا.
3ـ كنت منذ مستصغر شرر الثورة ممن حوطها بثقة الحديث عنها رغم هناك من كان يحمل أفقاً فيه ضبابية يستصغرون ويسخرون ويهزأون بها ولكن كنت انظر ممن نظر بأشعة فوق البنفسجية باطن تلك الثورة وحدسي كان يجزم بحول الله بأن سيخرج منها طوفان نوح واستشهدت في إحدى نصوصي بمقطع في بدايات الثورة ٍ:
*فارشين طول الشــــارع بالأكفان *رافضيـــن الــذل ولو يــــوم طال *شـرّق غـرّب جـاينك زي الطوفان *راصين جَمُر بين ضلوعم بالأرتال *زاكيــن المـــــــوت ويــــن ما كان *روحـــم شـــــــــايلة حســــن الفال *لا خــــــايفين رصّــاص ولا بمبان *تلاتين عــــــــام جوفم للصبر كيّال
وقد كان . . قد خُلع النظام ونحن نرى كيف تلك الجموع وهي كانت تنشر أسرابها أمام القيادة يذكرني منظر المسيرة المختلقة بالساحة الخضراء والأفعى كانت تتلوى على مسرحها ويظنها الجاهل رقصة السامبا.. وكنت دوماً أقول فليدع النظام المظلم رآيات الأمان بأكف المتظاهرين والله لرأى الثوار يسدون الآفاق بل وتتبعهم البُهمُ وقد كان وها هم كنا نراهم كالطوفان الجارف. .
الشاهد بعد كل هذا الخضم من الكلمات أنّ لا حاجة للشعب وثواره لإقصاء الآخر فهذه الجموع تدرك تماما تماماً ما تلقيه في صندوق الإقتراع فلا نريد أن يقع علينا المثل العامي (الفي بطنو حرقص براهو يرقص) ولنترك هذه (الدغمسة) ونكف الأيدي والألسن من رمي الرماح في جوف الواد.
ختاماً أقول كونوا للوطن كالحسناء التي تريد أن تقطف الزهرة لتنتشقها ولكن خشيت من قلعها فتحرم غيرها من جمالها وعبيقها.
🍒 عبدالله جمعة ـ شرق الوطن🍒
07-08-2019, 10:01 PM
عبدالله جمعة عبدالله جمعة
تاريخ التسجيل: 04-12-2017
مجموع المشاركات: 160
🔥 درسٌ للحركات المسلحة . . ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحركات المسلحة المفروض تعي الدرس. . قرابة ما يزيد عن العقدين رفعوا السلاح علۑ الحكومة البائدة لم يجنوا ثمرة وااااااحدة غير تفكيك الوطن وازهاق ارواح أكثر مما ينبغي فالطالم دوماً له عنجهية التحدي يستخدم قوته بعشواء . .
ودرس الثورة الذي يجب أن ينحته كل من يحمل السلاح على الظالمين لن يجني سلاحهم طرفة من الهدف المنشود. . بل سلاح السلم هو أشد فتكا من السلاح النووي وهذا الدرس يجب أن تستوعبه الحركات المسلحة بالسودان بل يجب تدريس حراك الثورة السودانية لكل حركة مسلحة بدول العالم تريد تغيير نظام حكمها الغاشم ثورة في بضعة أشهر أسقطت حكماً طاغية ظالم ناهب سارق اغتال شعباً بأكمله لم يجبره السلاح على طأطأة رأسه سنين عددة فأتت ثورة مجيدة تُكتب في سماء التاريخ لا يحمل أبطالها حتى حجراً ليقذفون به عدواً . . وأسلحتهم ألسنتهم وعزيمتهم . .فقط استخدموا راجمات ألسنتهم التي أسقطت الجُرم من سمائه. . وليعلم قادة الحركات المسلحة بل وكل متمرد في دول العالم أجمع الألسنة أقوى من أعناق الدبابات..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله جمعة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست