الاتفاق المرتقب بين العسكر و ق ح ت و الذى من المتوقع ان يتم التوقيع عليه الثلاثاء المقبل ، مثل علامة فارقة فى تاريخ الثورة السودانية و حرك الساحة السودانية و شغل الناس بجدل واسع يتراوح ما بين التأييد و الفرحة و الرفض من جانب و الإحساس بالخذلان من جانب اخر. شخصياً تمنيت ان تنتصر الثورة على اعدائها انتصاراً ماحقاً و ان يبدأ شعب السودان حياة تليق به كشعب عظيم الهم و يلهم الإنسانية بتجارب لا تنضب ، لكن الامنيات شىء و ما تفرضه الظروف الموضوعية شىء اخر و الكلام المرسل و إطلاق حملات التخوين لقيادات قوى الحرية و التغيير لا تصب الا فى خدمة الثورة المضادة و الملفت ان من يقود هذه الحملات لا يملك طرح بديل و على كل فانه من. المبكر الإدلاء برأى حول الاتفاق لانه لم يخرج بعد فى صياغته القانونية الأخيرة و ما رشح هو خطوط عريضة و حتى يتاح لنا الاطلاع على كامل الاتفاق فان المتاح حالياً و ما عرف عن الاتفاق يضع البلاد و شعب السودان امام خيارين و كلاهما يقتضى مواصلة الثورة و الوصول بها الى غاياتها .
الاحتمال الاول و هو احتمال وارد لان المجلس العسكرى و جنجويده دخلا الى هذه الاتفاقية بنصف قلب و سيكون هدفهم هو كسب الوقت و إبراز الحكومة على انها فاشلة فى إدارة دولاب الدولة و ان يضعوا العراقيل امام اى مسعى للعبور بالدولة الى بر الأمان و سيكون هذا باختلاق الأزمات و إطلاق يد الجنجويد و تهديد الأمن و استخدام آلة الاسلاميين الإعلامية و التى تمتلك قدرات كبيرة على التخريب و مواجهة هذا الاحتمال لا تتم الا باختيار عناصر صلبة و مشهود لها بالكفاءة و المثابرة و القدرة على تنفيذ برنامج ق ح ت و بصرامة خصوصا فى المناصب التى تتعلق بالعدل " وزير العدل و النائب العام و رئيس القضاء". و ان يؤسس جهاز عدلى لا يعلى عليه و لا يفلت منه مجرم بجريمة هذا طبعا بالإضافة الى اعادة بناء و تحديث المؤسسات التى خربها الاسلاميون على مدى ثلاثة عقود ، هذه الإجراءات هى فى الاصل مواصلة للفعل الثورى و من المؤمل ان تسير الأمور تبعا لها كما نأمل و تضع البلاد أرجلها على الجادة اضافة الى ان يكون الإعلام مسموعه و مقروءه إعلام مسئول و بعيد عن الإسفاف و تخدم صحفه بتغليب مصالح البلاد على سواها و ان يمتلك الإعلام القدرة على إلقاء الضوء على كل مساعى الثورة المضادة للتخريب و هذا يستوجب وزير إعلام صارم و مؤمن بمبادىء الثورة و من الوزارات التى تحتاج الى اعادة بناء وزارتي الصحة و التعليم فما من بلاد يبنيهازالمرضى و الجهلاء . .
الاحتمال الثانى ان يضيق العسكر ذرعا بالمؤسسات الحديثة للدولة و ان يؤثروا البداوة و ان يحاولوا نشر العنف و الفوضى ليمهدوا لانقلاب جديد يأتى بمجموعة من القتلة و المجرمين و هذا ما ستواجهه الجماهير بمواصلة ثورتها .. خلاصة الأمر ان الشعب السودانى يعطى العسكر فرصة و ربما كانت الأخيرة بعدها ستقتنع الجماهير و ستجبر قياداتها على تبنى المواجهة المفتوحة و التى و كما علمنا التاريخ ان الشعوب هى التى ستنتصر فيها . و ليحفظ الله السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة