كانوا بيحاولوا في الإعلام يقنعونا، أن كل الشعوب العربية معيوبة ، وكل شعب وله عيبه ، اللي بيوصم أغلب أفراده ،
فهمونا أن #الشعب_السوداني كسول ، بيحب النوم ، ويخاف من الحركة ،ثم اكتشفنا أنه أكثر الشعوب العربية استعدادا للتحرك ، وأشدهم استجابة لدعوات التظاهر والحراك ، عرف هو الثورة قبل أن تعرفها أغلب شعوبنا العربية ، وحين يقرر مواجهة الاستبداد، لا يوقفه شيء سوى الانتصار ، شعب واعي وقوي وصبور ، بدأ احتجاجاته على حكومة البشير في 19 ديسمبر 2018 ، واستمرت تظاهراته السلمية والمبدعة 4 شهور متواصلة ، بدون أدنى دعم عربي أو إقليمي ، مع تعتيم إعلامي رهيب ، حتى قناة الجزيرة كانت تنقل مظاهراتهم على استحياء ، بسبب دعم النظام القطري لحكومة البشير ، ومع ذلك استمروا حتى سقوط الاخير في 11 ابريل من هذا العام ، ومع استيلاء المجلس العسكري على الحكم ، لم يعودوا لبيوتهم فرحين، بل استمر حراكهم السلمي مطالبا العسكر بالرحيل وتسليم السلطة لمدنيين ،إلى أن انكشف الوجه القبيح لجنرالات الدم، وسالت الدماء في فض اعتصام القيادة العامة ، فلم نشاهد نسائهم ترقص على دماء المعتصمين ، ولم نستمع لأغاني تصدح مدحا في القتلة والمفسدين، على غرار "تسلم الأيادي" ، بل توحدوا جميعا على قلب رجل واحد ، وبدأوا عصيانهم المدني الشامل، صباح اليوم الأحد التاسع من يونيو ، فخلت الشوارع والميادين من أبسط مظاهر الحياة ، واغلقت المحال التجارية أبوابها، وتوقفت المؤسسات الخاصة والحكومية عن العمل ، حين اعتكف العمال والموظفون في منازلهم ، وتعهد المغتربون السودانيون بدفع مصروفات العائلات الفقيرة ، والتكفل بالعاجزين منهم ، في مشهد من مشاهد التوحد بين أفراد الشعب، ممزوج بعزيمة وإصرار لم نر أعظم منها !!
تحياتي واحترامي الكبيرين للشعب السوداني الأصيل ودعواتي لكم بالنصر والتمكين فبانتصاركم ، ستقودون الربيع العربي من جديد ، ليقوم من كبوته ، ويستكمل رحلته نحو بلدان عربية، تنعم بالحرية والديمقراطية ، وتخلو من الظلم والفساد والاستبداد
ستكون تجربتكم -في حال نجاحها - ملهمة للعرب جميعا ، ولنا في مصر بصفة خاصة ، لتشابه ظروفنا بشكل كبير
شعوبنا ليست معيوبة ، ولا يعيبها سوى إعلامها المضلل وحكوماتها الفاسدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة