......كنداكات....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2019, 02:58 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
......كنداكات....

    02:58 AM April, 26 2019

    سودانيز اون لاين
    adil amin-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    فصل من رواية الساقية : عودة الابن الضال
    الفصل السادس


    مدينة الخرطوم، غابات من الأسمنت.. المدينة التي تشبه جلد الفهد.. مناطق بيضاء مشرقة ومناطق سوداء قاتمة، الثراء الفاحش والفقر المدقع يفصل بينها خيط واهي.. الدور الفخمة التي يسكنها كبار رجال الدولة وبطانتهم من الأثرياء الطفيليين اللذين نمو كالنبت الشيطاني في تلك الحقبة الكالحة والتحول الكبير إلى الأسوأ.. الاكواخ المنتشرة للنازحين من الغرب والشرق نتيجة لكارثة الجفاف والتصحر التي قضت على الأخضر واليابس.. أقاموا في معسكرات النازحين في هوامش مدينة أم درمان، بعضهم يمتلك كوخاً من الخيش والكرتون والبعض يفترش الأرض ويلتحف السماء، سوء التغذية السمة البارزة وسط الأطفال اللذين تتدلى كروشهم وتلمع أعينهم ذكاء.. أما أبناء الجنوب الأكثر تعاسة، اشتعلت الحرب الأهلية من جديد نتيجة لعبث السياسيين القذرين بعد أن ارتدت الحكومة ثوباً جديداً آن ذاك.. تجمعوا أيضاً في معسكرات بائسة في الخرطوم، غابات من الأسمنت انتقل إليها الانسان بكامل موروثه الحيواني.. إنها الأنظمة الشمولية التي تخرج اسوأ ما في النفس البشرية.. الحافلات المكتظة بالركاب كعلب الكبريت في ذلك الجو القائظ، عربات كهلة تجاهد في طرق الخرطوم وشوارعها منذ عهد الاستعمار تقل الركاب من قلب الخرطوم إلى الضواحي البعيدة.. وفي نفس الوقت العربات الفارهة من فصيلة المرسيدس حكومية أو غير حكومية تنهب الطرقات بكميات يخطئها العدد.. الدراجات النارية تعوي تعلن عن ضيف جاء إلى البلاد أو مسئول خرج من البلاد.. ضجيج.. ضجيج ولا نرى طحيناً.. رجال الأمن يداهمون الأحياء الفقيرة بحثاً عن المنشورات.. طلاب الجامعات يحرقون الإطارات، يعلنون رفضهم للبنك الدولي وسياساته المدمرة كان هذا في بداية الثمانينات.. الجوع يزحف بإصرار نحو السواد الأعظم من الناس، تفشت الدعارة السرية وجميع الأمراض الاجتماعية التي تنجم من مثل هذه الأوضاع.. البنوك التجارية المشبوهة نمت كالأورام السرطانية واستشرت في العاصمة وكل أنحاء البلاد.. وأخذت تمتص عرق ودماء المزارعين.. استنفذ أهلنا في الغرب ما في بيوت النمل من حبوب ونزحوا صوب أم درمان ينتظرون الموت البطيء فقد كان الموت الوسيلة الوحيدة للهروب.. كانت الخرطوم فعلاً أشبه بجلد الفهد، بقع بيضاء وبقع سوداء والساقية طاحونة الأنين تدور.هذه هي الخرطوم التي دخلتها ملكة لأول مرة في حياتها بحثاً عن ابنها صابر.. ظلت سيارة الأجرة التي اقلتها في موقف الباصات تشق طرقات الخرطوم، كحلت ملكة عينيها بكل هذا التناقض العجيب للعاصمة السودانية آنذاك.. توقفت السيارة آخيراً أمام مكتبة فخمة بشارع الحرية وأشار السائق لها بالعنوان.


    - هذه مكتبة دار الفكر.. حسب العنوان.


    نقدت ملكة السائق أجره واستدارت منطلقة بخطى واثقة إلى داخل المكتبة حيث كان يجلس رجل في العقد الرابع من عمره وسط ارتال الكتب يدون في مفكرته أرقاماً، يبدو عليه الاهتمام الشديد، حيته ملكة في أدب.


    - السلام عليكم.


    رفع رجل رأسه من خلال نظارته الطبية وجه إليها نظرة عدم اكتراث ويعزى ذلك لمظهرها القروي.


    - اهلاً وسهلاً.


    - أني قادمة إليك من الأشباح في شندى.


    اتسعت عينا الرجل من الدهشة، نهض الرجل وحياها بحرارة، جلست ملكة على الكرسي وناولت الرجل خطاب بكور فضه الرجل على العجل وبدأ يقرأه، بان الاهتمام الممزوج بالدهشة في وجهه.. كان يوجه نظرة بين الفينة والفينة إليها فأخذت تنظر إليه في اعتزاز، نهض الرجل مرة أخرى وحياها بحرارة وإجلال وهو يضحك في حبور، يبدو أن رسالة اصدقاءه كانت حافلة بالأخبار.


    - لقد أطلق عليك أصدقائي أسم حركي.


    - ماذا تعني باسم حركي.


    - اسم سري.. الأم العظيمة.


    ضحكت ملكة لهذا الاسم الجديد.


    - جعلتوني شيوعية مثلكم وأنا امرأة جاهلة لا أكاد أفقه حديثاً..


    جلس الرجل وألقى بظهره على مسند الكرسي وأردف في نبرة خطابية.


    - أنت لست جاهلة.. بل أنت امرأة أمية وهناك فرق شاسع بين الجهل والأمية.


    أصبح هذا النوع من الحديث يستهوي ملكة فأومأت موافقة وتابع الرجل حديثه.


    - هناك فئة من الناس أمية لا تجيد القراءة والكتابة ولكنها تسير الحياة بالحنكة والذكاء الاجتماعي وهناك فئة من الناس جاهلة بصرف النظر إذا كانت عادية أو تحمل شهادات جامعية والجاهل انعكاساته ضارة بالمجتمع ولا تنسى مقولة أهلنا "القلم ما بزيل بلم".


    ظل الرجل يتحدث بأسلوب بلاغي رصين، و كلامه يقع على قلب ملكة مباشرةً.. ملكة المرأة القروية التي غدت أكثر وعياً.. واصل الرجل كلامه المؤثر.


    - انظري إلى حكومتنا هذه، تعج بالبروفسيرات، نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، كعادة العسكريين الأغبياء، عندما يفلسوا في آخر سنوات حكمهم يأتون بكل أفاك زنيم من المدنيين يسوسون لهم البلاد والعباد، وكان هذا السقوط المريع الآن ولا ندرى ماذا يخبئ لنا المستقبل من مفاجآت غير سارة.ظلت ملكة تستمع للرجل في أدب جم، فقد تعلمت حسن الاستماع منذ بداية رحلتها الطويلة، كان الكلام ينحفر في ذاكرتها ولا ينمحي، تنبه الرجل أنه استرسل في الحديث أكثر مما يجب فلاذ بالصمت.. ومن الحقيبة الجديدة التي أهداها لها الأشباح أخرجت المنشورات وسلمتها له.. أخذ الرجل المنشورات ووضعها في عناية في درج سري على مكتبه ثم نظر إلى ملكة مبتسماً.- اخبرني الرفاق انك تبحثين عن منزل عم أولادك، ما اسمه.


    - عبد اللطيف أحمد الكنزى.. المحامي.وقع الاسم على أذن الرجل وقوع الصاعقة واصابه ارتباك شديد، فطنت له ملكة.


    - هذا الرجل يحتل منصب خطير الآن في تشكيل الحكومة الجديدة.لم تصدق ملكه أذنيها، هل الأمور تطورت إلى هذا الحد؟ .. عبد اللطيف عم أولادها أصبح من رجال الحكومة. وهي التي كانت ستخبره برحلتها الشاقة وبالتفاصيل المملة، تنبهت ملكة من شرودها، وابتسمت ابتسامة صفراء وقد خلا وجهها من التعبير، نهض الرجل ونادى سائقه الخاص الذي كان يجلس أمام المكتبة يتأمل السيارات المنسابة على الطريق في عدم اكتراث، امره بتوصيل ملكة إلى ضاحية كبار رجال الدولة… انطلقت السيارة مرة أخرى في شوارع الخرطوم الصاخبة وأخذت تبتعد نحو الضاحية البعيدة.. كانت جنة عدن تلوح أمام عينا ملكة، المنازل عديدة الطوابق، تحيط بها الحدائق الغناء وتشدو فيها العصافير الملونة، قطعة من الفردوس على الأرض، لكنه فردوس زائف، ظلت ملكة تتأمل هذه البيوت في احتقار، لم تعد قروية تبهرها الدور الفخمة، بل غدت امرأة واعية تقاربه بين هذا وذاك لماذا تسكن الفئة المتنفذه في هذه البيوت والسواد الأعظم من الناس في حالة شبه تشرد.. أصبحت ملكة ذات بصيرة نافذة شحذتها التجارب، توقفت العربة أمام القصر المنيف الذي كان عدد العربات المتناثرة أمامه بعدد الكلاب التي تحرسه.. الكلاب المستوردة من الخارج وتعيش في مستوى أفضل بكثير من الناس في الضواحي الشعبية، هناك جندي يقوم بالحراسة. يطل من نافذة كبينته الخشبية ويحمل في يده بندقية سريعة الطلقات.. نزلت ملكة من السيارة واندفعت إلى داخل المنزل دون أن تأبه للجندي الذي عقدت الدهشة لسانه، لم يدر هل يتابع المرأة الجريئة أم العربة التي أتت بها ثم انطلقت بعيداً كأنها تهرب من هذا المكان الآثم.. دخلت ملكة البهو الكبير ووجدت عبد اللطيف وزوجته فاطمة وسط قطع الأثاث والرياش الفاخر يشربان الشاي في أواني فضية.. الجمت المفاجئة عبد اللطيف عندما رأى ملكة تقف أمامه والدموع تنهمر من عينيها مدراراً، اندفع الرجل وزوجته نحوها في إشفاق وساعداها على الجلوس وهي تنتحب بحرقة..


    - لماذا أخذت ابني يا عبد اللطيف؟شعر عبد اللطيف بتأنيب الضمير لدى سماعه كلمات ملكة المشحونة بالوجع.


    - أنا آسف يا ملكة لم يسعفني الوقت.. كيف حضرت إلى هنا؟


    - هذه قصة طويلة دعك منها الآن.قالت ملكة ذلك، أخذت تتلفت بحثاً عن ولدها صابر، فطن عبد اللطيف إلى ذلك.


    - صابر في المدرسة، أدخلناه مدرسة خاصة حتى ينال التعليم الجيد.ثم التف إلى زوجته الطيبة وانتهرها كالمعتاد


    - هيا أخبري الطباخة تجهز لها طعام أنها تبدو جائعة..


    نهضت فاطمة ودخلت إلى داخل القصر وجلس عبد اللطيف يواسي ملكة ويعتذر لها.. اعلن نفير سيارة في الخارج عن وصول صابر وهند.. ودخلا إلى البيت.. الهبت المفاجئة مشاعر صابر وهو يرى أمه بهيئتها المتواضعة تجلس وسط الثراء الفاحش، اندفع صابر وهند وارتميا في أحضان ملكة التي عبثت بها الأشجان واندفعت دموعها .. كان صابر سعيد برؤية أمه.. نظر عبد اللطيف إلى الساعة واستأذن ملكة منصرفاً.- أريد أن أذهب إلى المستشفى لزيارة أمنا آمنة.تنبهت ملكة أنها في غمرة الأحداث لم تسأل عن حماتها.- كيف حالها الآن ؟!- قليل من الأملاح في المثانة، لا أدري لماذا تصر على البقاء في البلد القديمة وقد نزح عنها كل الناس.تمتمت ملكة في أسى.- التمسك بالأرض شرف عظيم، تعرفه الأم آمنة.ثم التفت إلى ابنها صابر وهي تمسح على رأسه.- سأزورها مساءاً مع صابر.كانت هذه آخر كلمات وبعدها انصرف عبد اللطيف، وصعدت فاطمة وابنتها هند إلى الطابق الأعلى جلست ملكة مع ابنها يتناولان طعام الغداء، أخذ صابر يتأمل ملابس أمه العادية في امتعاض.


    - ما هذه الأسمال التي ترتديها يا أماه؟


    يبدو أن ابنها أخذ في التحول إلى مسخ بصورة سريعة.. ومضت هذه الخاطرة في ذهن ملكة سريعاً ثم تلاشت واجابته في اقتضاب.


    - منذ متى كانت ملابسي فاخرة.. انا مزارعة وليست وزيرة.


    شعر صابر بالقلق لزيارة أمه، ظل يحاول اخفاءه بصعوبة، نهض وغسل يديه، وانطلق نحو آلة الأرغن وأخذ يعزف عليه لحن جميل وملكة تنظر إليه في دهشة. التفت إلى أمه.


    - اشتراه لي عمي عبد الطيف منذ حضوري.. انظري كم هي آلة عظيمة وليست كالطمبور المتهالك في القرية.ظلت ملكة تسمع كلام ابنها وقد أخذ يتضاءل أمام ناظرها، ما دهى هذا الغلام؟! كانت تخاف عليه من مثل هذا.. أن يصاب بهذا الانفصام الخطير..".


    - صابر يا ولدي .. هل طاب لك المقام هنا؟


    نهض صابر من الآلة الموسيقية واتجه نحو النافذة وسرح بخياله بعيداً ثم استدار.


    - نعم ولا يا أمي.


    - ماذا تعني؟


    - لا أدي ماذا أقول.. إذا قلت لك لست مرتاحاً أكون كذبت وإذا قلت لك مرتاح أكون كذبت أيضاً.


    - هذا يعني أنك ستعود معي بعد زيارة جدتك، كما تعلم أني في عجلة من أمري.


    - لا يا أماه لن أرجع.. أنا جئت من أجل أهداف محددة أريد أن أرفع مستواكم المعيشي وهذا لن يتحقق إلا بنيل الشهادات العليا. كما فعل عمي عبداللطيف.


    - يجب أن تعرف أن عمك عبد اللطيف هذا صنيعة والدك الذي ضحى من أجله وخرج إلى العمل مبكراً وانفق على عمك بعد وفاة جدك طيلة سنوات دراسته حتى نال الدرجات العليا التي تراها الآن.


    كان كلام ملكة يوخز صابر كالإبر.. فهو غلام صاحب طموحات كبيرة ولكنها للأسف طموحات مريضة.. وانبرى صابر قائلاً في يأس.


    - لن تفهميني إطلاقاً يا أماه !!


    - ماذا تريد أن أفهم..؟! الثراء الذي هبط عليك فجأة جعلك تزدري مظهري.. هل تريدني أن أفهم ذلك؟! أني أخشى اليوم الذي تنكرني فيه.. يا ابني الخرطوم ليست بلدنا.


    لم يطق صابر هذا التقريع واندفع نحو أمه واحتضنها وهو يبكي.


    - أنا آسف يا أماه إذا كنت قد آذيت شعورك.


    - إذا كنت تقدس أمك عد معي، ليتك تعرف كم عانيت للوصول إليك، يا أبني نحن أهل الشمال لا نستطيع العيش في مدن بلا نخيل..


    - لكن يا أمي أنا أريد مساعدتكم وأريد حل مشاكلكم.


    - لن تساعد أحد يا أبني غير نفسك.. لقد مررت على شباب في سنك يريدون حل مشكلة البلاد كلها.. لا تقل هذا يا عزيزي أرجوك عد معي.


    لاذ صابر بالصمت الممزوج بالإحباط، نهضت ملكة بعد فراغها من الغداء وحملت الأواني إلى المطبخ رغم اعتراضات الطباخة الشديدة فهي لم تعتاد أن يخدمها أحد.. جلس صابر مرة أخرى على آلة الأرغن وعزف عليها ألحان متنافرة عكست اضطراباته النفسية الشديدة. لقد خلق ظهور أمه المفاجئ على مسرح حياته صراعاً داخلياً شديداً في دهاليز نفسه البادية في الانشراخ.. ماذا يفعل ؟! البقاء في المدينة والحياة الرغدة والمستقبل المشرق أم العودة إلى القرية البعيدة المدفونة في الرمال حيث الملل والحياة الخاوية التي لا تلائمه.
    ****************
    منشورات مركز عبادي للدراسات والنشر صنعاء اليمن 2005








                  

04-27-2019, 03:08 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)

    (2) سقوط طاغية (ام كواكية )
    ادب الثورة(1)

    استيقظ في الصباح مذعورا..خطف مسدسه من جواره وأطلق النار على سارية العلم عبر النافذة حيث كان يجب ان يكون هناك غراب ينعق في الفضاء ويسلح على علم البلاد..لم يكن هناك غراب يسقط مضرجا في دمائه ويقوم الحراس بدفنه في المقبرة الجماعية في فناء المنزل تحت أشجار الليمون والبرتقال
    لم تنهض زوجته مذعورة توبخه على هذا الفعل المشين والمكرور...إذ أنها لم تكن موجودة الى جواره هذا الصباح"ما هذا الصمت المخيف؟؟!!"..فرك عينيه وأصاخ السمع..عله يسمع صفارة قطار بعيدة من قلب المدينة او أزيز طائرة من مطارها او الضجيج المعهود في الشارع..."هل هذه كوابيسه المستمرة والتي جعلته يجوب بلاد العالم لطببتها...أم أنها الحقيقة؟؟!!"
    لم تأتي سيارة الرآسة التي تقله الى القصر الرآسي ، رفع سماعة التلفون ووجد المجيب الآلي في الانتظار"ناسف..أما هذا الرقم خارج نطاق التغطية أو الهاتف مغلق"...تناول الريموت وأراد إدارة التلفاز..ظهرت الشاشة البلورية عارية من كل بث ..فقط التشويش الذي ينبعث من مثل هذه الأجهزة الالكترونية...أدار مؤشر الراديو..تكرر نفس الأمر ..انطلق صفير ولم يجود له المذياع بمحطة إخبارية واحدة"رباه ..ما هذا الذي يحدث في العالم؟!!"
    هب مذعورا واخذ يركض في ردهات القصر وشرفاته الخاوية والأشجار في الفناء تحملق فيه في ذهول وقد خلت من زقزقات عصافيرها"خطب ما الم بالمدينة وأغرقها في هذا الصمت المريب؟؟"...
    ارتدى ملابسه على عجل وقرر أن يقود سيارته بنفسه...خرج الى الطرقات المقفرة والمتشحة بالغبار...شاهد أوراق ومنشورات تغطي الشوارع...تحملها الرياح وتصفع بها زجاج سيارته...مر أمام الشارع المعهود...حيث كانت تقبع مريم بائعة الشاي...وتداعي الى ذهنه المجهد ذكريات من نوع خاص....

    كان عندما يمر بموكبه وضجيجه المعهود أمام الشجرة التي تجلس تحتها عن كثب من قصر الرآسة...لا يطيق النظر إليها...ونظراتها الممتلئة بالوعيد والاحتقار تشوي جسده وتخذه كالإبر...ويحس بالأزيز يجتاح كيانه بقوة ألف ديسبيل ..كأنما سحقته طائرة بوينج 747...

    عجز رجال الأمن عن إزاحتها شبراً واحداً من مكانها ولم ينبت احد منهم بكلمة عن ما يحدث له كلما شرع في مضايقتها..حتى إنهم مرة احضروا مشعوذ المدينة الشهير الذي تلجأ له الحكومة في ملماتها...لهزيمة سحرها الأسود...كانت حادثة...اقشعر لها بدن الجميع وأصيبوا بالغثيان والخوف معا..جعلتهم يقبلوها كأمر واقع...سقط الرجل مغشيا عليه لمجرد أن حدجته بنظرة من تلك النظرات المخيفة وتمتمت بتعاويذها الغامضة التي علمها له الرجل في صغرها.. ثم نهض يتقصع ويسير ويتحدث في ميوعة فقد استوطنت جسده فجأة امرأة...ليت الأمر انتهى إلى هذا الحد...أضحى المسكين...تحت رغبة لا تقاوم يتسكع عند المدارس يبحث عن عنفوان المراهقين...يصطاد احدهم ويأخذه معه إلي بيته البعيد في أطراف المدينة...ويتم الأمر الذي قد قدر من اجل حفنة نقود..

    بائعة الشاي مريم من قبيلة المساليت في أقصى غرب البلاد..التي تحيط بها الأساطير...لم تأتي إلى المدينة بطوعها...وحبا في مباهجها...أحرقت طائرات الانتينوف الروسية قريتها في دارفور...داست سنابك خيل الجنجويد على أجساد أهلها الطاهرة...قتل أبيها الشجاع وأصيب زوجها بطلق الناري جعله مقعدا ويعاني من مرض الدرن الباهظ التكاليف..وابنها الوحيد يقبع جوارها...وتقيم في هوامش المدينة الغربية...
    عندما كانت مريم طفلة ترعى الماعز في فيافي دارفور الموحشة...ظهر لها رجل فجأة..امسك بها بقوة وطرحها أرضاً وأجرى لها عملية جراحية غريبة..دفن شيء ما في لحمها الطري أعلى الفخذ..كان يردد على مسامعها الغضة"لا تبكي يا الزينة بنت الزينين...ستتالمي الآن ولكنه سيحميك من أم كواكية ومن ناس الخرطوم بقية حياتك كلها"...ومن يومها وهي تحمل سرها معها..كانت تخيف الرجال... خاصة هؤلاء الأوغاد الذين يتعهرون معها دون حياء ولا يتكلمون بصورة لائقة معها كامرأة ملتزمة تبيع الشاي... لها زوج وطفل...
    أضحت الحادثة المشينة للمشعوذ...القشة التي قصمت ظهر البعير..وانتشرت وغدت مكان تندر المواطنين.....وفرضت وجودها المخيف تحت شجرة اللبخ جوار قصر الرآسة ،

    نظر إلى موقعها تحت الشجرة بعين متوجسة...لمح كل أدواتها قابعة في مكانها والمقاعد الصغيرة متناثر تعبث بها الريح...ولا احد..."تبا..حتى هذه المرأة المخيفة..رحلت !!..ما دهى هذه المدينة؟؟!!..ظل يتجول بالسيارة في الطرقات المقفرة...كان الزمن يمضي...والسيارة تائهة في الطرقات...المدينة التي سكنها الضجر منذ أمد بعيد...الأوراق المريبة تعبث بها الرياح في كل حدب وصوب... والأتربة أيضا..

    شارفت شمس ذلك اليوم على الغروب..عاد بسيارته منكسرا وعندما مر جوار ملعب المدينة الفخم...شعر بالأسى..."اليوم المباراة النهائية على كأس أعياد الثورة الظافرة...كان الملعب قابع في الظلام..كأنه جبل مرة..وتبرز أبراجه الكهربائية من أركانه الأربعة...مثل كائنات جيمس كاميرون الأسطورية...ترجل من السيارة ونظر إلى هذا الصرح العظيم الذي كان يملا المدينة ضجيجا وحيوية وقد خيمت عليه سكينة اللحد العميق..تملكه الأسى والرعب تماما..."هل يعقل أن احدهم أخلى المدنية بأكملها دون علمه؟؟أين الأجهزة الأمنية والعسس؟؟!!..أين زوجته الوفية؟؟..أين مريم بائعة الشاي؟؟..إلى أين مضى هؤلاء؟؟...
    التفت حوله نحو الأوراق التي تغطي المكان وتصفعه من كل جانب..تناول أحداها التصقت بوجهه ودسها في جيبه وطفق عائدا بالسيارة إلي قصره المنيف والغارق في الصمت المؤسف.....دلف يجرجر أقدامه كأنه يسحب قاطرة خلفه....دخل غرفته وأضاء الشموع..حيث لم يعد هناك كهرباء أو حياة تدب في جسد المدينة...اخرج الورقة من جيبه وأدناها من عينيه وقرا...كلمة واحدة بخط عريض احمر.. أنيقة وحاسمة"قرفنا"....
    هب كالملسوع واخذ يردد في هذيان مرير وينتف شعره" فعلوها...الأوغاد الملاعين"...

    ....

    هوامش: أم كواكية:الفوضى الخلاقة بلغة أهلنا في دارفور
    قرفنا :مجموعة من الشباب ناشطة سياسيا
    من مجموعة شفرة ابن عربي صدرت من مركز عبادي للدراسات والنشر2010 –صنعاء-الجمهورية اليمنية


                  

04-29-2019, 08:25 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)

    Quote: .الطاووس

    عادل الامين

    الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 09:57
    المحور: الادب والفن







    قد ينتقل الإنسان في كفاحه من أجل البقاء في مهن مختلفة، تتفاوت هذه المهن بين ما يحتاج لمجهود عضلي وأخرى تحتاج لمجهود عقلي أو كليهما . هناك مهن تقود الإنسان للتعامل مع الآلات الصماء الميتة إلا من الضجيج المنتظم الذي تصدره هذه الآلات في المصانع والمعامل .. مهن أخرى تتعامل مع الجمهور .. هذا النوع الأخير الذي يتعامل مع الكائنات الحية ..مع أسوأها على الإطلاق .. البشر !! هو الذي يستهويني تماماً .. لماذا ؟ ..لأني منذ الصغر شغوف بتعرية الإنسان من الداخل والتعمق في التحليل السلوكي وغيره .. هذه الهواية القذرة جعلتني عديم الأصدقاء إلا من القليل منهم الذين أحبهم كثيراً رغم انتقاداتهم المرة لي واتهامهم لي بسوء الأدب مع الناس الذين يكونون في نظرهم محترمين وفي نظري غير جديرين بالاحترام ، نسوق إليكم القصة التالية كشاهد على ذلك .. عملت يوماً في أواخر الثمانينات في وظيفة مؤقتة بمكتب القبول بالخرطوم .. هذا المكتب يقوم بتنسيق وتوزيع كافة الطلاب الناجحين من مختف من مختلف مدارس السودان إلى الجامعات والمعاهد العليا في الداخل والخارج .. كان عملي مساعدة لأولياء امور الطلاب بملئ استمارة القبول بالطريقة الصحيحة ، كنت مختص مدارس الكمبوني * فأضحى هذا العمل مفتاح المرور للتعرف والتعامل مع الأوساط " الهاي فاي " .. إذ كان هذه المدارس المترفة يدرس فيها أبناء الذوات وكبار المسئولين الذين نراهم في التلفزيون والصحف .
    * * *
    في ذلك اليوم المشهود دفع رجل في العقد الخامس من العمر ومعه أبنه باب المكتب ودخل يضرب الأرض بحذائه اللامع ، كان الرجل يرتدي بدلة غربية كاملة سوداء اللون ، على الرغم من حرارة الجو في ذلك الصيف في يوليو بالخرطوم ويحمل حقيبة سوداء برزدنت ، في الحقيقة كان الرجل يتلامع كأنه جاء من فليت ستريت رأساً إلى مكتبي الصغير المتواضع و ضمحة بالعطر الخليجي النفاذ الذي يشعر الإنسان بالدوار ، ألقى الرجل التحية باللغة الإنجليزية وجلس على الكرسي قبالتي ، التفت إلى الابن ، كان مكتنز كأبناء الأثرياء في كل مكان لاحظت حزن عميق يطل من عينه الواسعتين ويغمر وجهه الطفولي .. تحركت عقارب التقصي والغوص في الأعماق البشرية في داخلي ، يبدو أن هذا الغلام لايحب والده إطلاقاً وقد أحضره معه قسراً .. قطع الرجل استرسالي من التفكير .
    - هل أنت المسئول عن قبول مدارس الكمبوني ؟ !
    - نعم .
    أخرجت استمارة القبول وتعمدت مخاطبة الولد المذعور الذي يقف في انكسار .
    - الاسم لو سمحت .
    رد الرجل في صلف نيابة عن ابنه .
    - فلان .. الفلاني .
    وتوالت البيانات تباعاً ، أنا أسال الغلام والأب يجيب في غطرسة وتكبر .
    - مهنة الوالد :
    - مهندس في أرامكو .
    - الدخل السنوي للوالد :
    - مائة وأربعون ألف ريال سعودي .
    - بالعملة السودانية لو سمحت .. أعني بالجنيه :
    - أحسبها أنت !!
    أيقظت غطرسة الرجل كل النعرات البلشفية والأحقاد الطبقية في نفسي ، أنا من عطبرة المدينة العمالية الفقيرة فانبريت له .
    - أنا موظف في الدولة وليس تاجر عملة .
    بهت الرجل كأنما لسعه عقرب ، نظرت إلى الغلام الذي لاح طيف ابتسامة واهنة على شفتيه ولمحت في عينيه امتنان خفي ، كان سعيداً بالرجل الذي ينكل بأبيه الطاغية على هذا النحو .. فتح الرجل الحقيبة السوداء وعبق منها عطر آخر أشعرني بالدوار وأخرج آلة حاسبة وعلبة سجارة أمريكية أشعل سجارة وأملاني عدد من ستة أرقام وكان هذا الدخل السنوي ثم انتقلنا إلى الجانب الأهم في البيانات ، رغبة الطالب في نوع الكلية الجامعية التي ينوي الالتحاق بها وهي رغبات غير قابلة للكشط أو التعديل .
    نزع الرجل نظارته الطبية ووجه إلي نظرة نافذة متحديه .
    - كليه الطب .. جامعة الخرطوم فقط !!
    انتهت البيانات ونهض الرجل وانصرف دون مصافحتي وتأخر ابنه قليلاً وصافحني بمودة واحترام وخرج يتدحرج كالكرة خلف أبيه ، أخرجت ملف فحص الدرجات من الدرج لمطابقتها مع درجات الطالب في الشهادة .. كان متفوقاً أحرز خمس علامات من نوع ( A) * في الأربعة المواد العلمية بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية .. إذاً سيحصل على مقعد مريح في كلية الطب ، جلست ساهماً أفكر وأنا أنظر إلى مكتب رئيستي في العمل الخالي ، خرجت لتحضر ابنتها الصغيرة من حضانة في الجوار ، أخذ عقلي يعمل كالماكينة ، يستعرض الموقف الذي انقضى منذ لحظات (( أن ملابس الرجل الفارهه لاتنسجم مع ملابس ابنه العادية البسيطة كم تمنيت أن ينقطع التيار الكهربائي وهذا شيء يحدث دائماً فيتحول المكتب إلى فرن لأرى كيف يفعل ذلك الرجل الذي يحمل كل صفات الطاووس ماعدا جماله ويرفل تحت أطنان من الملابس الغربية الفاخرة .. مفتاح السيارة المرسيدس الذي ألقاه على مكتبي بطريقة استعراضية ، الدخان الذي أشعله وجعلنا أنا وابنه في جحيم التلوث السلبي للدخان .. من بين فلسفاتي الخاصة في الحياة التي تثير حنق أصدقائي " فلسفة الجحيم هو المدخنون " كنت أردد دائماً أمامهم لإغاظتهم " إن التدخين شكل من اشكال الشذوذ الجنسي الكامن وهو عبارة عن إرتكاس للمرحلة الفمية لفرويد " ألا ترون أني إنسان بذيء أحياناً .
    * * *
    انفجر الباب فجأة فقطع حبل أفكاري ، دخلت امرأة في العقد الرابع ترتدي ثوب موظفة سودانية أبين اللون وانفاسها تتسارع ، اتجهت إلي وعيناها تفيضان بالدمع .
    - هل حضر فلان الفلاني هنا مع ابنه للتقديم للجامعة ؟ !
    صدمني اندفاع المرأة للحظة ثم استعدت جأشي وبدأت أبحث في الملفات .. تذكرت أنه الرجل نفسه .. الطاووس !!.
    - نعم يا والدة تفضلي بالجلوس .
    ناولتها الملف أخذت تنظر في البيانات في لهفة وانهارت في إعياء على الكرسي تبكي بحرقة أدمت قلبي .. إذاً هذا هو الوجه الآخر للمأساة ، نظرت إلي في تضرع .
    - هل ممكن إلغاء هذه الاستمارة واستبدالها بأخرى جديدة ؟ !
    - لا يمكن للأسف هذه الاستمارة تملأ بمعرفة ولي الأمر وغير قابلة للإلغاء والتعديل .
    قاطعتني في حزن بالغ وهي تجهش بالبكاء .
    - أنا ولي أمره .. وليس هو .. لماذا لم ينتظرني هذا الولد العاق ؟
    للأسف بدأت تتجمع في دهني خيوط القصة ، هذه المرأة الطيبة بوجهها اخالي من المساحيق الذي ينبئ بأنها لم تتزوج مرة أخرى بعد الانفصال من ذلك الرجل السادي وبذلت شبابها من أجل تربية ولدها المتفوق الذي كان يقيم معها .. المنطق وحده يؤكد ذلك لو نشأ ذلك في كنف إبيه لكان مصيره المصحة وليس الجامعة ، نظرت إليها وقد هاجت نفسي كل الشعارات الأممية التي تدعو للتضامن مع المرأة ووضعها المزري في المجتمع الرأسمالي ألم أقل لكم بأني حاقد وبذيء وشيوعي أيضاً !! .
    - أني جد آسف لك يا والدة لابد أن نكون واقعيين مهما كانت الظروف
    إنك ترضي أن يكون ولي أبنك امرأة مع وجود والده على قيد الحياة ، إن ذلك يهز صورته أمام أصدقائه الذين يقفون خارج المكتب مع آبائهم .
    وكأنما انصب على المرأة ماء بارد واستعادت جأشها وهدأت أنفاها كففت دموعها ، المسكينة كانت أشبه بملاكم صمد خمس عشر جولة ليسقط في الجولة الأخيرة بالضربة القاضية ، رددت في ود .
    - نعم يا ولدي هذا عين العقل ، فقط كنت أريده أن يدرس الهندسة .
    - الهندسة أو الطب كلها كليات مرموقة .
    نهضت المرأة وإكراماً لها خرجت معها إلى خارج المكتب ، هناك كانت سيارتها الأوبل البيضاء القديمة ، كانت مثلنا مواطنة محلية داخل السودان ، استعنت ببعض المارة لدفع السيارة حتى يشتعل المحرك ، تقدمت منها أودعها وأنا أسعل بشدة من الدخان الكثيف الذي خرج من السيارة .
    - أنتِ…امـرأة عظ….ـيمة يا والدة..لكن"الخيل تجقلب والشكر لحماد"*
    أضاءت وجهها ابتسامة عريضة ، فقد أثلجت صدرها كلماتي الأخيرة فرددت كلماتي
    - الخيل تجقلب والشكر لحماد.. نعم إنه كذلك ..
    استدرت عائداً إلى المكتب بين أفواج الطلاب وأولياء الأمور ، لازالت نظرة الامتنان والشكر التي كانت في عينها ماثلة أمامي " الحدم لله على كل حال .. يوجد على الأقل شاهد إثبات واحد يعرف أن ذلك الغلام المتفوق صنعته تلك السيدة الفاضلة " .
    دخلت المكتب ووجدت رئيستي في العمل قد عادت من الحضانة مع ابنتها الصغيرة وهي تنظر إلى مكتبي الخالي في استغراب .
    - عدت منذ لحظة ووجدتك تقف مع سيدة في الخارج .
    - نعم … ويالها من سيدة .
    - اليوم مررت على سينما النيل الأزرق .
    - ماذا يعرضون مساء اليوم ؟
    - الفلم العربي " لاعزاء للسيدات "
    ضحكت بصورة مفاجئة ضحكة مجلجلة أربكت رئيستي في العمل .. لكنها تعرفني دائماً بأني إنسان غريب الأطوار وهي أيضاً امرأة طيبة مثل كل النساء في السودان ، لم أسمعها أبداً تتحدث معي عن زوجها !!
    * * *
    مثل سوداني : الفرس يكسب السباق والفارس يأخذ الجائزة .
                  

06-05-2019, 01:51 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)

    https://up.top4top.net/https://up.top4top.net/

    البعض من اهل متلازمة اكتوبر 1964 المسنين ومن لازال يعتقد الديمقراطية فقط انتخابات...احرق الشباب ليصعد علي جثثهم وينعق في الفضاء مع ريا وسكينة فضائية الجزيرة والعربية وعالم العرب التعيس الذى ليس له ادنى علاقة بالديمقراطية الديمقراطية في القرن 21
    التزام بي الدستور الموجود والاتفاقيات ومنبر الايقاد والاتحاد الافريقي
    1-محكمة دستورية لحماية الدستور و للفيش والتشبيه ومحاسبة الكبار الفاسدين والمجرمين وليس النائب العام فقط
    2- الديمقراطية اعلام حر وشفاف يحترم وعي الناس وليس اكذب اكذب حتي يصدقك الناس ثم صدق نفسك اعلام صوت العرب البوق
    ا3-الفدرالية الحقيقية الاقاليم وليس والوليات وان يحكم الاقاليم بابناها دون وصاية غبية من المركز مدنية او عسكرية
    4- الاشتراكية الخلزها الانجليز مجانية السكن والسقر والعلاج وتغير جذري لاقتصاد الكعوك المخزي المرتبط بالمشروع لامبرالي الصهيوني الاخواني الممتد من 1989 وحتي الان

    (عدل بواسطة adil amin on 06-05-2019, 01:54 PM)

                  

06-05-2019, 02:02 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)

    Quote: - لكن يا أمي أنا أريد مساعدتكم وأريد حل مشاكلكم.


    - لن تساعد أحد يا أبني غير نفسك.. لقد مررت على شباب في سنك يريدون حل مشكلة البلاد كلها.. لا تقل هذا يا عزيزي أرجوك عد معي.

    التحية للشباب وشهداء الشباب من اول انقلاب تعيس في السودان الي اخر انقلاب مجرم من قنلهم السامري في حروب الجنوب واستمرار القتل والموت الرخيص حتي اليوم...
    انهم هؤلاء المسنين المؤدلجين لا يعرفون الديمقراطية ولا اشراطها وضللو الشباب بي علم مايو ورجعو بهم لي 1964 واسقطو تجرية الحركة الشعبية 2005-2010
    اذا كانو عايزين يحلو مشكلة السودان كلها وليس مثلث الحمدي فقط والمشروع الامبريالي الصهيوني الشيطاني فرع السودان
    https://up.top4top.net/
                  

07-31-2019, 03:34 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)


    https://up.top4top.net/

    ﺳﺌﻞ ﺣﻜﻴﻢ الامام علي عليه السلام ﻋﻦ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ فقاﻝ : هي...
    1_ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﺿﻲ ﺭﺑﻬﺎ
    2_ ﻭﺗُﺪﻟﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ
    3_ ﻭ ﻻ ﺗُﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﺘﻬﺎ
    4_ ﻭﺗُﺼﻠﻲ ﺧﻤﺴﻬﺎ
    5_ ﻭﻻ ﺗُﺨﺮﺝ ﺳﺮﻫﺎ
    6_ ﻭ ﻻ ﻳُرى ﻧﻌﻠﻬﺎ
    7_ ﻭﻻ ﻳُﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ
    8_ ﻭﻻ ﻳُﻌﺮﻑ ﻭﺻﻔﻬﺎ
    9_ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻬﺎ
    10_ﺍﻟﺬﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ
    11_ ﻟﻮﻟﻴﺪﻫﺎ ﻣﺮﺿﻌﺔ ﺣﺎﻧﻴﺔ
    12_ و ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺟﻨﺔ ﺩﺍﻧﻴﺔ
    13_ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺧﻴﺮﺍً ﺷﻜﺮﺕ
    14_ ﻭﺇﻥ ﺭﺃﺕ ﻣﻨﻪ ﺷﺮﺍً ﺻﺒﺮﺕ.
    15_ ﻭﺇﻥ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳُﺮﺕ ﻭ ﺗﺒﺴﻤﺖ
    16_ ﻭﺇﻥ ﺧﺮﺝ من بيتها ﺣﺰﻧﺖ ﻭﺗﺸﻮﻗﺖ
    17_ ﻭﺇﻥ ﻏﻀﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﻭﺗﺤﻠﻤﺖ
    18_ ﺇﻥ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﺠﺒﺘﻪ
    18_ ﻭﺇﻥ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻔﻈﺘﻪ
    20- ﻭﺇﻥ ﺭﺃﺕ ﻋﻴﺒﻪ ﺳﺘﺮﺗﻪ
    21- وإن اعتذر منها عذرته

    🔅🔅🔅🔅🔅
    ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺷﺮ النساء
    ﻓﻘﺎﻝ : هي
    1_ ﺍﻟﻤﻤﺮﺍﺽ ..
    2_ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﺐ ..
    3_ ﻭﺗﻀﺤﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺠﺐ
    4_ ﺇﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﺗﺒﺮﺟﺖ ﻭﺗﻜﺸﻔﺖ
    5_ ﻭﺇﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺫﺑﻠﺖ ﻭﺗﻘﺸﻔﺖ
    6_ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻭﻋﻴﺪ..
    7_ ﻭﺻﻮﺗﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪ
    8_ ﺗﺪﻓﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ
    9_ ﻭﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎت
    10_ ﻭﻻ ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻜﺒﺎﺕ
    11_ ﺗﻌﻴﻦ على ﺯﻭﺟﻬﺎ
    12_ ﻭﻻ ﺗﻌﻴﻨﻪ
    13_ إﻥ ﺩﺧﻞ ﺧﺮﺟﺖ .
    14_ ﻭﺍﻥ ﺧﺮﺝ ﺩﺧﻠﺖ
    15_ ﻭﺇﻥ ﻗﺮﺑﻬﺎ ﻧﻔﺮﺕ
    16_ ﻭﻟﻌﺸﻴﺮﻩ ﻛﻔﺮﺕ
    17_ و ﺇﺫﺍ ﻏﻀﺒﺖ ﻓﺠﺮﺕ
    18_ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺟﺎﺋﻊ
    19_ ﻭﻓﺮﺿﻬﺎ ﺿﺎﺋﻊ
    20_ ﺭﺑﻬﺎ ﻏﻀﺒﺎﻥ
    21_ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻧﺪﻣﺎﻥ
    22_ ﻭﻳﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
    23_ تشتكي ﻭﻫﻲ ﻇﺎلمة
    24_ ﻭﺗﺸﻬﺪ ﻭﻫﻲ غائبة
    25_ ﻭﺗﺬﻡ ﻭﻫﻲ ﻋﺎﺋﺒﺔ
    26_ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ ﻃﻮﻳﻞ
    27_ ﻭﺛﻮﺑﻬﺎ ﻗﺼﻴﺮ
    28_ وﺑﻴﺘﻬﺎ ﻫﺠﻴﺮ
    29_ ﻗﻮﻟﻬﺎ زور
    30_ وﺩﻣﻌﻬﺎ فجور
    31_ ابتليت ﺑﺎﻟﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺜﺒﻮﺭ.
    32_ ﻭﻋﻈﺎﺋﻢ الأمور
                  

07-31-2019, 03:41 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)

    وهذه المراة الطيبة التي وصفها علي بن ابي طالب راضي الله عنه
    كانت زوجة تاسمير في الدويم التي علقت في ذاكرتي واضحت ملكة في رواية الساقية التي طبعتها ونشرتها من 2005 من مركزعبادي للدراسات والنشر
    Quote: المرأة الاولى

    نحن الان فى الدويم1973 ابى يعمل مدير معهد مبروكة..كانت الصداقة التى تجمع والدى بالعامل او الجناينى تاسمير لها ما يبررها كلاهما كانت اثار الانجليز واضحة عليهما كانا اول من ياتى الى العمل وآخرمن ينصرف..عم تاسمير يقيم فى مبروكةالخضراء,,وهى عبارة عن اكواخ وسط ا اشجار المسكيت..لوحةسريالية للفقر نقشتها يد فنان مبدع..كان ابى يحثنا على زيارة صديقه تاسمير..وفى العصر نمضى ان واخوتى الصغار مدججين بالحلوى لاطفاله..كان يستقبلنا الرجل واسرته المكونةمن زوجته الجميلة واطفال يخطئهم العدد..زوجةتاسمير..امراءة من بنات الحسانية..شعلة من الذكاء والجمال الرصين..كنت اراها وتدهشنى حيويتها واكرامها لنا باحضار العصير فى اكواب تخرج فقط من الفضية فى مثل هذه المناسبات..تدور احاديت مرحة بينها وبين زوجها..وهذا ما يفسر سعادة هذا الرجل الدئمة وغناؤه المستمر اثناء تادية عمله فى قطع الاشجار فى المعهد
    ***********
    عندما مريت اليوم على والدى وانا قادم من المدرسة شاهدت تاسمير لاول مرة ساخطا متبرما ومهيض الجناح ووالدى يطيب خاطره..عرفت انه سمح لاحد اقربائه الذى زاره فى الامس باخذ احد ابنائه ليقيم معه فى مدنى..دون علم زوجته..وعندما عرفت زوجته بعد عودتها من المزرعة اصرت على الرحيل فى ليلتها ..الى مدنى لتعود بابنها..وهكذا فعلت
    ***************
    لاحقا عادت المراة الامية الذكية بابنها ليعيش معهم الفقر النبيل..وكان هذا موقف...هذه زوجة تاسمير امراة من صلب هذا الشعب العظيم..السودان..البلد الوحيد فى العالم الذى يعيش المواطن العادى فيه بموقف..بينما يعانى السياسى من السقوط المستمر..وفعلا الشعب السودانى شعب عملاق يتقدمه الاقزام كما قال الاستاذ محمود محمد طه
    **********
    يتمحور بعض المكرورين الى اصوات
    او انغام او اشعار
    لكن هدير الزمن الدوار
    يبتلع الزامر والمزمار
    يتحور بعض المكرورين الى طبل منفوخ
    لكن ما تبثه الصحف اليومية والحوليات
    ينساه التاريخ
    *************
    ولكن زوجةتاسمير لم ينسها التاريخ..بل بقيت فى ذاكرة الطفل الاخضر المعدنية لتبعث من جديد باسم ملكة فى رواية الساقية
                  

09-04-2019, 01:06 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)

    اخر ترهات الشيوعيين المتحولين سياسيا في السودان يتكلمو عن التمييز الايجابي في السودان والجندر في العمل السياسي الذى صنع خصيصا للدول العربية المتخلفة وليس السودان الذى عرف الدولة المدنية من مؤتمر الخريجين وحضارة كوش
    والمراة نالت اعلي حقوقها الدستورية والسياسية قبل ان يقبح السودان السلفيين والا خوان المسلمين
    د فاطمة عبدالمحمود فازت في انتخابات الحكم الاقليمي في السودان حاكم اقليم اوسط من جماهير الجزيرة ووسط السودان 1978
    وازدهار جمعة ترشحت حاكم ولاية الاقليم الشمالي انتخابات 2010 رغم انسحاب الحركة الشعبية غير المبرر
    لذلك المراة السودانية ما محتاجة اي محاصصة لترق اعلى منصب دستوري عبر الجماهير اطلاقا
    شوفو ليكم صرفة ثانية يا حمدوك غير المزايدة بحقوق المراءة والتعيين هو عجز في وعيكم الديمقراطي ومشروعكم العاطل حتي الان
    https://up.top4top.net/
                  

02-10-2020, 03:32 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)



    يا حليل زمن البورد ملان كنداكات جد
    والعمدة فار صار مية عمد
    يا سعاد تعالي و لمّي من كل البيوت
    عدة السفر الطويل
    زخرفي الفجر النهار
    شخبطي الضحي و الاصيل
    المغرب
    الفجر
    النجوم،
    في صرة و ارميها البحر
    خلّينا فوق الشك نعوم
    و العمدة فاض
    و العمدة صار مليون عُمَد
    و العمدة فيل
    جبلا تقيل
    لبوة و أسد
    حسنة و غصب
                  

02-10-2020, 03:35 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ......كنداكات.... (Re: adil amin)

    Quote: سيرة مدينة(10)عين شمس

    عادل الامين

    الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 05:35
    المحور: كتابات ساخرة







    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن السعيد ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنها تضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ويطوف بى الخيال وحات
    فى طفولتنا فى الشمال...عندما نكون مسافرين من بلدة ابى مورا الى بلد امى كورى...نشاهدها فى الافق البعيد تسبح فى السراب فى محيطات لا نهائية من الرمال...فينوس ..امرأ ة فى غاية الجمال..ترتدى فستان اخضر وتنتعل سفنجة قمر بوبا*..كانت عيناها نجلاوان وقامتها فارعة ولكنها صلعاء..(عين شمش)..هكذا كان يسميها الناس..لم اجد تفسير لوجودها الغامض وعزلتها المجيدة..ولكنها من كائنات الشوق ا لآخر التى يحبها الاطفال كثيرا...لانه تعطيهم الحلوى وتبتسم فى وجوههم..احيانا نجدها تجلس وحيدة كأله الهنود شيفا تحت ظل نخلة على الرمال فى مواجهة النيل فى استغراق عميق لا يعرف احد قيمة الظل الممدود فى الجنة اكثر من اهل الشمال وهم يعانون
    الامرين من رمال مشتعلة ورياح السموم التي تسفع الوجوه ويكون اقصى امل للمرء ظل ممدود وانسام باردة..انها تبصر عالم لا نراه ولكنه على ما يبدو عالم جميل لا يشبه عالمنا البشع اطلاقا..ويبدو فى ظلال ابتسامتها الساحرة
    ************
    فى الحقيقة حتى لا نبخس الناس اشياؤهم..كانت امراة لها موقف من الحياة..فهى لا تتعهر او تستلم للغزل الرخيص الذى يتحفها به الرجال عندما تاتى لسوق الثلاثاء فى مورة لتتبضع تشتري الدهان والكحل والملابس والعطور وكل ما يستهوى امراءة جميلة تعيش فى قلب باريس..الويل ثم الويل لمن يسمعها كلمة غزل رخيص من بطش يدها او سفنجة القمر بوبا التى لا تخطى هدفها كانها موجهة باليزر..ويكون الدرس قاسى لهذا الرجل الغريب الذى جاء الى سوق البلدة واراد ان يتقرب من فينوس..آلهة الجمال التى هبطت مع ارفيوس فى الارض...وضلت طريقها الى السماء مرة اخرى
    **************
    عين شمش ذات روح ابية لا ترضى ابدا ان يتصدق عليها الناس او ينظروا اليها كسقط المتاع..كانت تعمل لكسب عيشها احيانا فى طاحونة الطرف..وكم يبدو منظرها ظريفا عندما يغطى الدقيق المتتطاير وجههاو راسها الاصلع وتبرز عيناها النجلاوان المدمختان بالكحل وتلمعان ذكاءا فى توهج خرافى..تذكرك بمسرح الكابوكى اليابانى..تعمل بجد ونشاط ومرح ..هنا فقط تقبل المزاح والغزل ...حتى لا يفقد صاحب الطاحونة زبائنه..فهى تعرف الاقتصاد وشروط السوق قبل دخول الماركسية السودان
    ***********
    ليس من المهم ان تكون مشهورا..او ثرثارة فى كل ناد تخطب..كان صمتها جليل واحيانا تطلق عقيرتها بالغناء فى مشيها وتجاولها فى الصحراء بين البلدين او فى طاحونة الطرف دفعا للملل.بل المهم ان تعيش فى هذه الحياةبموقف..ان هذه المراة الساحرة وغيرها من كائنات الشمس وارمال..سببت حالة قلق ميتافيزيقى دائم للطفل الاخضر ..عن دقائق الحكمة غير المنظورة التى اوجدت هذه الكائنات فى زمان ومكان محدد..ثم الاختفاء فى هذا السديم الرمادى الذى يسميه الناس الموت. دون ان تترك اثرا.وتبقى فى ذاكرة الطفل القلق ليعيد خلقها من جديد وفى اطار اخر..لا مجال لذكره هنا..سياتيكم نباءه بعد حين
    **********
    وعندما تركنا السودان وجئنا الى اليمن..كان ذلك موقف من الحرية و النظام فى السودان..والان بعد رحلة طويلة فى اروقة الذاكرة..اضحى لنا موقف من الحياة نفسها..اسوة بكائنات الدرب الاخضر التى كانت تعيش فى مدن النخيل فى بلاد الرمال الوقحة التى تدفن كل شىء وهجرة النخيل المستمرة الى مدن الخراب
    *******

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى:لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى ..
    *********
    (اظنكم الان عرفتم سر حبى لقصيدة البنت الحديقة(عين شمش
    شايلة قمرين
    فى عيونا
    وفاردة ليلين لجنونا
    وشايلة الوان
    حتجى البحدث بريقا
    ضجة الضو فى المكان*

    قصيدة البنت الحديقة للشاعر السوداني خطاب حسن احمد وغناء المطرب الراحل مصطفى سيد احمد



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de