الى القوى الجادة في تغيير النظام بين فئات مجموعة نداء السودان والى كل الثوار الاحرار والقابضين على جمر القضية السودانية والمعتقلين واسر الضحايا والحادبين على مصلحة السودان، اقول بعد التقدير لجهود رموز وفئات عديدة بين مجموعة نداء السودان، الا انها تتعرض لاستدراج من حلفاء جماعة الاخوان والتي زرعت حلفاءها بين حزب الامة لنجدة الاخوان وايجاد مخرج لهم ليس فقط للهبوط الناعم بل لضمان السيطرة على قوى التغيير بل والادرة الجديدة والبديل في الفترة الانتقالية. بدءا من فكرة نداء السودان الذي تكون برئاسة الصادق المهدي ليضمن الخيارات القادمة فاما تابعوا مقترحاته والا يبعثر قواه كما فعل سابقا في التجمع الوطني الديمقراطي وما تكون بعده، وحتى نتاج نداء السودان وما عرف بخارطة الطريق اعلنوا الان انهم في حل عنها، اي انها ماكانت مجدية، وما يفيد فمن يضمن ان يضطرهم الصادق لان يكونوا قريبا في حل ايضا من مقررات مؤتمر باريس طالما هو الرئيس. وبعد قيود نداء السودان وتكبيل الاخرين باعلان وقف القتال لتحسين مسرح عمل الصادق فالان اصبح الطلب اكبر واستغلالي كما يقول المثل الدارج( ركبوه في الحمار دخل يده في الخرج). فابعد ان اضافوه لبرنامج التعيير اصبح لتغيير قوى التغيير وخيارهم، واصبح برنامج الصادق (نداء الاخوان للمشاركة بضمان) وصل طلب الضمان عبر رموز الصادق حليف الاخوان. بان يضمن مشاركتهم في البديل والفترة الانتقالية.
ان هذا البند ينسف ما اقره الشعب وما خرج لاجله، الا ان يرجعوا عنه كما رجعوا عن خارطة الطريق التي قام عليها نداء السودان قبل ان يندرج فيه نداء الاخوان.
ومن المراوغات التي جرهم اليها الصادق ورموزه والتي تجمع بين الحق واخفاء الواقع الخطأ، هي عبارتهم: (أكدت قوى نداء السودان رفضها لكل مبادرات الحوار التي يطرحها النظام وإدراكها العميق بأن النظام إنما يبتغي بهذه المبادرات والشعارات شق صف قوى إعلان الحرية). نقول نعم انها مبادارت مرفوضة ولكن السؤال من الذي كان يطرح هذه المبادارات؟ اليس هو رئيس نداء السودان الصادق المهدي؟ سواء كانت من طبخته، او حتى التي اعدها اخرون سواء من النظام او وسطاءه فانها جاءت الى المعارضة عن طريق الصادق المهدي حتى قبل اسبوع من هذا المؤتمر كان هناك تآمر ومبادرة ناقشها الصادق مع الطيب مصطفى تتضمن مشاركة رموز النظام في فترة انتقالية اطول، وهو ما جاء في بيان نداء الاخوان المشار اليه. اعني بهذه الفقرة ان الصادق ورموزه يبدأون الحديث بين المعارضين في المؤتمرات بالبنج للتخدير ودقدقة المشاعر والظهور بانه ضد النظام وباشد العبارات ثم يضع سمه ويفسد كل ما كان يقول. وليت الساسة يضعون حدا لمتابعة خطط الصادق ويعبّروا عن الشعب الذي لم يبالي بالصادق وخرج يحتج رغم اعتراض الصادق اولا حتى اضطر فيما بعد ليجاريه وانضم لمقترح تجمع المهنيين لاحقا، ثم يسعى الان لتهميشه واضافة الكثير من رموزه ورموز النظام وحلفاءه الى برنامج الحرية والتغيير.
اما الفقرة الاخرى والتي هي اسوا من سم الافعى فهي الفقر رقم 9 في بيان نداء السودان الذي اصبح نداء الاخوان. والتي تكفل وجود رموز النظام الاخوانية في البديل سواء في الحراك او الفترة الانتقالية حيث جاء فيها: ٩- ناقش الإجتماع قضية الموقف من الإسلاميين الراغبين في التغيير والديمقراطية والمحاسبة والمنشقين عن النظام وأكد المجتمعون بأن الثورة السودانية لا تحمل أجندة إقصائية بل هي ضد الإقصاء والشمولية في المقام الأول، وأن بناء الوطن في المستقبل يتطلب تضافر جميع جهود أبناءه وبناته، وأن الثورة لن تعمل على إقصاء اى شخص أو جماعة ولكنها لا تمنح حصانة من المحاسبة لكل من اجرم وافسد فى حق الشعب والتغيير).
اذا على من خرج الشعب واعترض؟ لان عبارة الراغبين في التغيير كلهم سيقولون راغبين فهل هذه تكفي؟ وعبارة : (المنشقين عن النظام) فستقول قيادات النظام انهم انشقوا وبهذا يصبحون اعضاء في المعارضة وتشكيل البديل والفترة الانتقالية. كما كانت مجموعة غازي صلاح الدين وهذه في الاساس هي سياسة رموز النظام قبل هذا المؤتمر ويريد الصادق تحقيقها لهم، وفي اخر لحظة لم يبقى الا البشير فالكل يقول ترك النظام، وحتى البشير سيقول انا اصلا ما كنت كذا وخدعوني وانا الان معكم. وتتبخر رموز النظام او كفص الملح ذابت في المعارضة وستعود رموز النظام من جديد. وعندما يشكلوا اغلبية مع الصادق وحلفاءهم فحتى مسالة المحاسبة ستجعل لها الاغلبية عفوا ومخرجا اخر او حتى انقلاب.
واما عبارة اخرى في البيان تقول: (بأن الثورة السودانية لا تحمل أجندة إقصائية بل هي ضد الإقصاء).
ان الاقصاء المرفوض في حالة منع اي شخص او جهة غير المجرمين. لكن مشاركة المجرمين والقبول بهم هذا اقرار لما فعلوا، علما بان الثورة اصلا خرجت لابعاد رموز النظام عن السلطة وليس لمشاركتهم، والا لكان للثوار المشاركة مع النظام الان وهو راضي بذلك.
ان ابعاد رموز النظام ليس اقصاء وانما عقاب للمجرمين، بل حتى الاسلام يبعد بعض المنافقين حتى من المشاركة في الجهاد وهم في حوجة للعدد، لانهم خذلوا الاخرين قال تعالى : (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا). 15 سورة الفتح. وقوله تعالى: (فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ). 83 التوبة.
وذلك مثال لمن يبعدوا او يرفضوا بسبب افعالهم. اليست هذه الشريعة التي تريدونها يا ادعياء الشريعة؟ هناك مثل عامي يقول: (ياحداد ذوق سن ايدك). اي تقطعك اولا. ان الشرع الذي يدعوه فهم من يخالفوه، فامثال هؤلاء يبعدوا لا يقرّبوا.
والمراد هنا ان حتى عدالة السماء ابعدت البعض بسبب فعلهم ولم يوصف ذلك باقصاء وانما يحتسب عقاب وتعزير. فتلك شريعة الله وليست شريعة الترابي ولا الصادق.
ومن جهة قبول رموز النظام هو اقصاء للشعب الرافض لهم ولسان حالكم يقول: نقبل برموز النظام ونقصي غالبية الشعب، ومن قبل بذلك فهو لا يمثل الشعب ولا خياراته. فالشعب يريد اسقط النظام. (والصادق يريد اسقاط الشعب وحماية النظام).
ان كل العبارات التي قد ووردت في البيان ضد النظام لا يبقى منها شي اذا قبلوا لرموز النظام بالمشاركة في الفترة الانتقالية. وان قوى المعارضة اذا ما كانت قادرة على تجاوز الصادق حتى الان فانها لن تحقق حلم الشعب ولا حرية لمن لم يتحرروا من هيمنة القيادات التقليدية والحليفة للنظام.
ان الشعب ممثل في قواه الجديدة التي تحررت لن يقبلوا بالانقياد للصادق وبرامجه والهبوط الناعم بعد الخشونة التي استخدمها النظام والتعذيب والاغتصاب، وان القيادات المعارضة ان لم تتحرر فان الشعب سيواصل حركة التحرر بغير اي رموز تجامل في قضاياه، وكفى ثلاثين عاما من الانقياد والمجاملة وحان استكمال برامج الانعتاق والتحرر التام حتى من الصادق ومن والاه. وذلك ما كنت اصفه كثيرا ب (الانتفاضة الشاملة) اي التي تشمل النظام وحلفاءه وشركاءه ومن والاه.
واقول ان في نداء السودان كيانات ورموز ليست على نهج الصادق ونقدّرهم، ولكن مرر الصادق من خلال مظلتهم برامج مخادعة شارك في ادراجها بعض الوسطاء الداعمين سرا وعلنا لجماعة الاخوان المسلمين ويريدون بقاءها لتخريب المنطقة. لهذا وذلك المطلوب تصحيح المسار ومتابعة خيارات الشعب على طريقة الشعب ولمصلحة الشعب لا للنخب. والا فالشعب سيضطر لركوب الاصعب ولن ينتظر المتخلف ليركب، والى مذبلة التاريخ سيذهب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
معاوية المدير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست