ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﺲ .. ﺃ . ﺩ . ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 05:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-07-2019, 00:11 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﺲ .. ﺃ . ﺩ . ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ...

    11:11 PM March, 06 2019

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﺲ ..
    ﺃ . ﺩ . ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ
    ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1987 ﻡ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺼﺪﺍﻉ ﻣﺘﻘﻄﻊ ﻭﺯﻏﻠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻈﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻴﻮﺏ ﺍﻻﻧﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻒ ﻭﺍﻷﺫﻥ ﻭﺍﻟﺤﻨﺠﺮﺓ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺟﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺎً ﻳﺪﻋﻰ ﺟﻌﻔﺮ - ﺁﺳﻒ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭﻱ ﻹﺳﻤﻪ ﻛﺎﻣﻼً - ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺼﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺭﻓﻴﻊ . ﻗﺎﺑﻠﻨﻲ ﺑﺤﻔﺎﻭﺓ ﺃﺧﺠﻠﺘﻨﻲ . ﺃﺟﺮﻯ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺃﻃﻠﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﺤﻮﺻﺎﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﺃﺷﻜﻮ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺠﻴﻮﺏ ﺍﻷﻧﻔﻴﺔ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻴﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﺍﻧﺘﻔﺎﺧﺎً ﺑﺎﻟﻮﻧﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺪﻍ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﺴﺮﺝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ sella tursica ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺒﻖ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﻭﻧﺼﺤﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻔﺤﺺ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺩﺍﺧﻠﻬﻤﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﺃﻋﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺄﻱ ﻣﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻳﻘﻊ ﺧﻠﻔﻬﻤﺎ . ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﺧﻀﻊ ﻟﻔﺤﺺ ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﻄﻌﻴﺔ . ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺮﺝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻫﻮ ﻣﺆﺷﺮ ﻟﻮﺭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﻨﺨﺎﻣﻴﺔ
    pituitary adenoma ‏( ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻛﺘﺐ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﺠﻞ ﻳﺰﻳﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻃﻼﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺐ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃﻭﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻴﺠﺪﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺟﻌﻬﻢ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ‏) . ﻭﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﻭﺭﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺗﻼﻣﺲ ﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺐ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ
    optic chiasma ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻘﺎﻃﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺼﺒﺎﻥ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺎﻥ ﻭﻳﻤﺮﺍﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﻨﺨﺎﻣﻴﺔ ‏( ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻼﻙ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻼﻣﺲ ﻓﺮﻭﻉ ﺷﺠﺮﺗﻜﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﻼﻙ ‏) ﻭ ﺃﻱ ﺗﻼﻣﺲ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻏﻠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ‏( ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ‏) .
    ﻭﺍﻟﺤﻞ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﺫﻫﺐ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻤﺦ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ . ﺍﻃﻠﻊ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﺍﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﻄﻌﻴﺔ ﻭﺍﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻮﺭﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﺟﺮﺍﺣﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺣﺼﻞ ﺃﻭﻻً ﻋﻠﻰ ﺍﺫﻥ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ‏( ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ‏) . ﻓﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺭﺍﺷﺪ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺑﻤﺸﻜﻠﺘﻲ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺳﻤﻮﻩ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻠﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﻙ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻣﻌﻲ ﻓﻴﻬﺎ .
    ﺷﺮﺡ ﻟﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﻟﺘﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻧﺤﻦ ﺍﻵﻥ ﻣﺘﺄﻛﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺭﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﻨﺨﺎﻣﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪﻫﺎ .
    ﺃﻭﻻً : ﻓﻴﺤﺪﺙ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ‏( ﺭﻫﻴﻔﺔ ‏) ﻭﻳﺤﺪﺙ ﺍﻧﺘﻔﺎﺥ ﻓﻴﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻷﻧﻴﻮﺭﺯﻡ ‏( aneurysm ‏) ﻭﻫﺬﻩ ﺗﺴﺒﺐ ﺻﺪﺍﻋﺎً ﻭﺯﻏﻠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺸﺊ ﺷﻴﺌﻴﻦ ‏( double vision ‏) . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﺍﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺴﻤﻰ ‏( craniopharyngioma ‏) ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻋﺮﺍﺿﺎً ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺠﺮﻱ ﻓﺤﺼﺎً ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻗﺴﻄﺮﺓ ﻧﻀﺦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺼﻮﺭ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺦ ﻭﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﻨﺨﺎﻣﻴﺔ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺮﻓﺎﻥ .
    ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺮﻓﺎﻥ ﺳﻮﺭﻱ ﺍﻷﺻﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺟﺎﺀ ﺑﺄﺳﺮﺗﻪ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﻨﺸﺊ ﺍﻃﻔﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ . ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻗﺒﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻠﻮ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻓﻴﺰﻳﻞ ﻋﻨﻚ ﺃﻱ ﺗﻮﺗﺮ ﻭﻳﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻚ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻬﺎ .
    ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺭﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺪﺧﻼً ﺟﺮﺍﺣﻴﺎً . ﻭﺷﺮﺡ ﻟﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﺘﺤﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻠﺜﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺤﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﻧﻒ . ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻮﺭﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﻋﻼﺝ ﺇﺷﻌﺎﻋﻲ ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺴﺎﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻓﺘﺘﻜﺎﺛﺮ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ . ﻭﺣﺪﺩ ﻟﻲ ﻣﻮﻋﺪﺍً ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺭﺑﻴﻊ ﻋﺎﻡ 1989 ﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻓﻴﻪ ﺭﺟﻮﻋﻲ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﻻ ﺍﻓﻘﺪ ﺣﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ .
    ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1981 ﻡ ﺍﺳﺘﺄﺟﺮﺕ ﻟﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺰﻻً ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ . ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺟﺒﻮﺭﺓ ﻭﺍﻷﺥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺟﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺰﻣﺰﻣﻲ ‏( ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﺎﺿﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ . ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺰﻣﺰﻣﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺎﺩﻳﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺳﻤﺤﺎً، ﻛﺮﻳﻤﺎً، ﻋﻄﻮﻓﺎً، ﺗﻘﻴﺎً .. ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻻ ﻳﻤﻞ، ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﺗﻐﺮﻗﻚ ﻭﺗﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺧﻼﻳﺎﻙ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ . ﺣﻜﻰ ﻟﻲ ﻣﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺳﻌﺎﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﻭﺍﻟﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ . ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻟﻤﺼﺮ ﻟﻠﻌﻼﺝ . ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺭﺱ ﺟﻴﺪﺍً ﻛﻞ ﺻﻮﺭ ﺍﻷﺷﻌﺔ ﻗﺎﻝ ﻣﺒﺪﻳﺎً ﺃﺳﻔﻪ :
    - ﺃﻧﺎ ﺃﺭﻯ ﺇﻧﻚ ﺭﺟﻞ ﻣﺆﻣﻦ ... ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺠﺰﻉ . ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻻ ﺗﺒﺸﺮ ﺑﺨﻴﺮ ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻧﻚ ﻣﺼﺎﺏ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺋﺔ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻭﺯﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺰﺍﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﻭﻻ ﺃﻱ ﻋﻼﺝ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺑﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺴﺄﻛﺘﺐ ﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺎﺕ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﺨﻔﻔﺎﺕ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻮﻧﻚ .
    ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺰﻣﺰﻣﻲ :
    * ﺷﻜﺮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﻭﺃﺧﺒﺮﺕ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺑﻜﻞ ﺷﺊ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻴﻢ ﺑﻨﺎ . ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻫﺬﻩ ﻓﺘﺮﺓ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﺭﺗﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭﻱ ﻭﺃﻥ ﺃﺗﻬﻴﺄ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺭﺑﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻭﻟﻄﻔﻪ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﻴﺄ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ . ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ . ﻭﺗﻘﺒﻠﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﺼﺒﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺰﻉ ﻭﻟﻢ ﺗﻀﻄﺮﺏ ﻓﺄﺳﻠﻤﻨﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻟﻠﻪ .
    ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺳﻠﻤﺖ ﺃﻣﺮﻱ ﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺍﺳﺘﻐﻞ ﻗﻴﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ‏( ﻳﺲ ‏) ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻟﺴﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻴﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﻗﻦ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺭﺑﻲ . ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃﺗﻠﻮ ﺳﻮﺭﺓ ‏( ﻳﺲ ‏) ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻭﻟﺰﻣﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻭﺍﻇﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ .
    ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻲ ﻭﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺷﻬﻴﺘﻲ ﻟﻸﻛﻞ ﻭﻗﻠﺖ ﻧﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﺎﺑﻨﻲ .. ﻭﻧﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻨﻔﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻩ ﻟﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺷﻬﺮﺍﻥ . ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻣﺮﺕ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻣﺮﺕ . ﻭﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻱ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻟﻤﺼﺮ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺸﻒ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﺻﺎﺡ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ :
    * ﻣﺶ ﻣﻌﻘﻮﻝ .. ﻫﻮ ﺍﻧﺖ؟ ! ﺩﺍ ﻣﺶ ﻣﻌﻘﻮﻝ .. ﻳﺎﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺇﻳﻪ؟ ﻗﻞ ﻟﻲ ﺍﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺇﻳﻪ؟
    ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺇﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻴﻨﻲ .
    ﻓﺄﺧﺬﻧﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﺷﻌﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﻟﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺷﻌﺔ ﻭﻗﺎﺭﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺗﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﺛﺮﺍً ﻷﻱ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺮﺽ ﺑﺎﻟﺮﺋﺔ . ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﺰﻭﺭﻧﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
    ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺰﻣﺰﻣﻲ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺑﻤﺮﺽ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﺎﻓﻴﺔ . ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺫﺍ ﺧﻠﻖ ﺭﻓﻴﻊ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺭﺑﻪ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ .
    ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺰﻣﺰﻣﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻭﺍﺟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ . ﻓﻔﻌﻠﺖ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺰﻣﺰﻣﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﺻﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻭﺃﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ‏( ﻳﺲ ‏) ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻟﺴﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﺋﻼً : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺃﻳﺴﺮﻩ .
    ﺣﻠﺖ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ .. ﻭﺗﺤﺪﺩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺃﺷﻴﺎﺋﻲ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍ ﻭﺗﻤﺖ ﺍﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺩﺧﻮﻟﻲ ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻟﺒﺴﻮﻧﻲ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺭﻥ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺘﻠﻔﻮﻥ ﻭﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻃﺒﻴﺐ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻧﻘﻞ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻃﺒﻴﺐ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻝ pathologist ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻣﻬﻤﺔ ﻃﺎﺭﺋﺔ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺪﻭﻧﻪ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺟﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ .
    ﺍﺭﺗﺪﻳﺖ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ . ﻭﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺃﻃﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻃﺒﻴﺐ ﺃﺟﻨﺒﻲ . ﻭﺟﻠﺲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﻧﺎ ﻭﻗﺪﻣﻨﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﺳﻮﻳﺎً ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﻣﻠﻔﻲ . ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﻮ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻗﻮﺳﻠﻴﻦ ﺳﻮﻳﺴﺮﻱ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻜﻨﺪﻳﺔ ﻭﺇﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻐﺪﺩ ﺍﻟﺼﻤﺎﺀ . ﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﻣﻠﻔﻲ ﺟﻴﺪﺍً ﺛﻢ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ :
    * ﻫﻞ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﺤﻮﻟﻪ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺪﺩ ﺍﻟﺼﻤﺎﺀ؟ ﺳﺄﺟﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻭﺳﺄﺟﺮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺇﻥ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ .
    ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﻮﺳﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻲ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ .
    ﻗﻤﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻗﻮﺳﻠﻴﻦ . ﻭﻗﺮﺭ ﻟﻲ ﺩﻭﺍﺀً ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺃﻗﺮﺍﺹ ﺃﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻧﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻗﺮﺍﺹ ﺫﺍﺕ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻲ ﻏﺜﻴﺎﻧﺎً ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺁﺧﺬﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺇﻥ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﺁﺧﺬ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻗﺮﺻﺎً ﺿﺪ ﺍﻟﻐﺜﻴﺎﻥ . ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻗﺮﺍﺹ ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻜﻨﻲ ﻭﺍﻇﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺍﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺳﺒﻮﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻩ ﻟﻲ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻗﻮﺳﻠﻴﻦ ﺭﺟﻌﺖ ﻟﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺠﺄﺓ ﺷﻌﺮﺕ ﻛﺄﻥ ﻏﺸﺎﻭﺓ ﻗﺪ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﻨﻮﺭ ﻗﻮﻱ ﻳﺼﺪﻡ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﺎﺭﺗﺠﻔﺖ ﻭﺃﻭﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﺒﻠﻲ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻬﺪﺍ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺣﻴﺚ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻗﻮﺳﻠﻴﻦ . ﺃﺧﺒﺮﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﻮﺳﻠﻴﻦ . ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ . ﺃﺧﺬﻧﻲ ﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﻫﻨﺪﻱ ﻟﻴﺮﺳﻢ ﻟﻲ ﺣﻘﻼَ ﻟﻠﺮﺅﻳﺔ ‏( field of vision ‏) ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻭﺭﻡ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﻣﻦ ﺯﻏﻠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ hemianopia ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺗﺆﻛﺪ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ .
    ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻗﻮﺳﻠﻴﻦ ﻟﻴﺨﺒﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻭﺇﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﺒﺖ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺭﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﻨﺨﺎﻣﻴﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﻻﻛﺘﻴﻦ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﺑﺮﻭﻻﻛﺘﻴﻨﻮﻣﺎ ﻋﻤﻼﻗﺔ macroprolactionoma ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺔ ﻷﻃﻮﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻞ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻮﺭﻡ . ﻭﺍﻧﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﺴﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺳﻨﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺔ ‏( ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻜﻲ ‏) .
    ﻭﺿﻌﻨﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﻮﺳﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﻭﺗﻴﻦ ﻋﻼﺟﻲ ﺑﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﻟﻮﺩﻳﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻹﺳﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﻣﻮﻛﺮﺑﺘﻴﻦ
    bromocriptine . ﻭﻇﻠﻠﺖ ﺃﺗﻌﺎﻃﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺧﻤﺲ ﺣﺒﺎﺕ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ . ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﻌﺖ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ‏( ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺃﻳﺴﺮﻩ ‏) ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ !
    ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺗﺘﺒﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺮﻑ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﻧﺘﺠﻮﺍ ﻋﻼﺟﺎً ﺁﺧﺮ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ . ﻓﻘﺒﻞ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻋﻘﺎﺭﺍً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻗﺪ ﺣﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﻭﻣﻮﻛﺮﺑﺘﻴﻦ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ . ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺃﻥ ﺣﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻪ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻤﺪﺓ ﺍﺳﺒﻮﻉ ﺑﺤﺎﻟﻪ . ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻼﺝ . ﻳﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﺳﻤﻪ ﺩﻭﺳﺘﻴﻨﻜﺲ ‏( dostinex ‏) ﻭﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ‏( cabergolin ‏) ﻭﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻦ ﺳﻴﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ . ﻭﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻮﻉ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺑﺈﺭﺳﺎﻟﻪ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .
    ﺗﺼﻮﺭ ﺣﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ . ﻳﺎﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ .
    ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﻲ ﻟﻠﺼﺮﺍﻓﺔ ﺑﺠﺪﺓ . ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﺧﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺠﻮﻳﻒ ﺍﻷﻧﻒ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺟﺴﻤﻪ . ﻭﺟﺎﺀﻧﻲ ﺍﻷﺥ ﻋﺎﺩﻝ ﺍﻟﺠﻌﻠﻲ ‏( ﺯﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻵﻥ ‏) ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﻲ ﺟﺪﺓ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﻬﺰ ﻣﻼﺡ ﻣﻔﺮﻭﻛﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﺍ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻟﻴﺮﻓﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻴﺌﻮﺱ ﻣﻨﻬﺎ . ﺍﺟﺘﻤﻌﻨﺎ ﺳﻮﻳﺎً ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺃﻃﻮﺍﺭﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﻭﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺜﻴﺎﻥ ﻳﺼﻌﺐ ﺇﻳﻘﺎﻓﻬﺎ . ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺼﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺰﻣﺰﻣﻲ ﻭﻗﺼﺘﻲ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻗﻦ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﺈﻥ ﺷﻔﻲ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﺇﺩﺧﺮ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﺗﻪ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ .
    ﻭﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺥ ﻋﺎﺩﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻗﺪ ﺷﻔﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﻧﻘﻞ ﻛﻔﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﻋﻘﺎﺭ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺪﻡ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﻳﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ .
    ﻫﺬﻩ ﺛﻼﺙ ﺣﺎﻻﺕ ﺃﻧﺎ ﺑﻄﻞ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﻨﺘﻴﻦ ﻣﻨﻬﺎ . ﻓﺴﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﺪﺑﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﻫﻮ ﻓﻌﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ . ﻭﻻ ﺟﺪﺍﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺃﻥ ‏( ﻳﺲ ‏) ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺮﺋﺖ ﻟﻪ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻭﻓﺎﻃﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻨﻮﻯ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ :
    ‏( ﻭﻧﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﻔﺎﺀ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ‏)
    ‏( ﻭﻳﺸﻒ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﻮﻡ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ‏)
    ‏( ﻭﺷﻔﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ‏)
    ‏( ﻗﻞ ﻫﻮ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻫﺪﻯً ﻭﺷﻔﺎﺀ ‏)
    ‏( ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎﺀ ﻟﻠﻨﺎﺱ ‏)
    ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻮﺭﺓ ‏( ﻳﺲ ‏) ﻫﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﺗﺄﻣﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ :
    ‏( ﻛﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ‏)
    ﻭﺍﺟﺮ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ؟ ﺗﻠﻚ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ . ‏( ﻛﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ‏) . ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﻤﺖ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻓﻼﻙ ﺳﺘﺼﻴﺮ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﻭﺳﺘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﺳﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﺫﺭﺓ ﺳﺎﺑﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪ . ﻛﻞ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻳﺤﺮﻛﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﺭﺯﻗﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎﺀ ‏( ﻭﻣﺎ ﺗﺸﺎﺅﻭﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‏) . ﻓﻨﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻄﻒ ﺑﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺎﺀ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻭﺩﻋﻬﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺸﻔﻴﻬﻢ ﻭﻳﺸﻔﻲ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ ﻓﻜﻞ ﺃﻣﺮ ﻋﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﻴﺮ .. ﺃﺩﻉ ﺭﺑﻚ ﻭﺃﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻓﺘﺴﺘﻤﺪ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ . ﺍﻭ ﺫﺭﺓ ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ ﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﺘﺼﻴﺮ ﺟﺰﺀً ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﻋﺎﻓﻴﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻚ ﻓﻼ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺳﻘﻤﺎً ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﻣﺮﺿﺎﻙ ﻓﺘﺸﻔﻴﻬﻢ ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻮﻗﻦ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻠﻌﻞ ﻭﻣﻀﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺭﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻸ ﺑﻪ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻋﺮﺷﻪ ﺗﻐﺸﺎﻙ ﻭﻳﻮﻣﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻻ ﻧﺒﻐﻲ . ﻭﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻧﺘﻢ - ﺃﺣﺒﺘﻲ - ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺩﺍﺋﻢ
    إن التكافل صفة شاملة لصور كثيرة من التعاون والتآزر والمشاركة في سد الثغرات، تتمثل بتقديم العون والحماية والنصرة والمواساة، إلى أن تُقضى حاجة المضطر، ويزول هم الحزين، ويندمل جرح المصاب.

    ولا ينعدم خلق التكافل إلا حينما تسود الأنانية، وتفتر المشاعر الأخوية، و يستغرق الناس في همومهم الفردية ومشاغلهم الشخصية.

    وقد تآزر بنو هاشم ـ مسلمهم وكافرهم ـ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لئلا تقتله قريش، وانحازوا به إلى شعب أبي طالب وقاطعتهم العرب وحصروهم في الشعب وكتبوا صحيفة المقاطعة وعلقوها في الكعبة، إلى أن اندفع بعض رجال قريش لاستنكار الحصار المضروب على بني هاشم في شعب أبي طالب، بدافع خلق التكافل ـ رغم جاهليتهم ـ، ولم يطمئنوا حتى نقضوا الصحيفة الظالمة التي قضت بهذه المقاطعة. وفي واقعنا كثير من صور تكافل أهل الباطل فيما بينهم، وبعض صور تعاطفهم مع المسلمين، بدوافع إنسانية أو قومية أو سياسية...فهل يكون ذلك حافزا إضافيا للتكافل مع أخيك المسلم وأنت به أولى؟.

    كما أن السيدة خديجة رضي الله عنها لما أرادت أن تخفف عن النبي صلى الله عليه وسلم تخوفه من نزول الوحي اتخذت من صفة التكافل التي اشتهر بها قبل النبوة دليلا عقليا على أن الله لا يخزيه فقالت: (.. كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).

    والمهاجر من أحوج الناس إلى أنصار يتكافلون معه، لغربته وفقره وانقطاعه....وقد ضرب أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر الأمثلة في التكافل مع إخوانهم المهاجرين، وكان منها أن أشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقسم النخل، بينهم وبين المهاجرين، فقال: لا. فقال الأنصار: ( تكفونا المؤونة، ونشرككم في الثمرة) وبذلك عمل بعض المهاجرين في بساتين الأنصار، وقاسموهم الثمار، وحُلّت مشكلة البطالة والفقر، وكان من صور تكافلهم أن المهاجر كان يرث أخاه الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى رسول الله بينهما، وكانت مرحلة استصفت النفوس، وأخلصتها لله، ثم نُسخ ذلك.

    وهذا التكافل لا يبرز بأسمى صوره، إلا كلما تعمقت معاني الأخوة والإيثار، واندثرت جذور الأنانية والاستئثار.

    ومما يمكن أن يتميز به مجتمع المسلمين من صور التكافل: إعانة المدين ( الغارم ) بسداد دينه، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح الله عليه الفتوح، واستغنى بيت مال المسلمين، قال: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المؤمنين، فترك دينا، فعليّ قضاؤه..."

    ومساعدة الرقيق في تحصيل حريته، ومن ذلك أن بريرة رضي الله عنها جاءت تستعين بعائشة رضي الله عنها، في التحرر من رقها، فكان من تكافل عائشة معها أن قالت لها: ( إن شاء مواليك صببت لهم ثمنك صبة واحدة، وأعتقتك...).

    ومن صور التكافل الشرعية التكافل مع القاتل في دفع دية المقتول، حيث تكلف عصبته وعشيرته الأقربون الموسرون بتحمل دية المقتول، مواساة وإعانة للقاتل خطأً، الذي قد تأتي الدية على كل ماله فترهقه، ولو عجزت عصبته، أو لم يكن له عصبة، دُفعت الدية من بيت المال.

    ومن أشد الصور: استنقاذ الأخ الأسير بكل غال وثمين، وقد ورد أن سلمة بن الأكوع غزا ( هوازن ) مع أبي بكر، فنفله جارية من بني فزارة من أجمل العرب، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فقال له: " لله أبوها، هبها لي ، فوهبها له، ففادى بها أسارى من أسارى المسلمين كانوا بمكة".

    لا شك أنها من أرقى صور الإيثار والتجرد. ويروي أبو هريرة أنه أتى خيبر مع رهط من قومه، و قد فتحت خيبر على النبي صلى الله عليه وسلم، ( فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، فأشركونا في سهامهم) إذا لم تكن النفوس تطيب بمثل هذا، فسوف تفتقدها في ميادين التضحية، وسوف لا تجدها عند الهيعة ومظان الموت. ونقل عن عمر أيضا قوله في الأسرى: ( لأن استنقذ رجلا من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلى من جزيرة العرب).

    وحين يفرز الجهاد أرامل وأيتاما ومعوقين، فليس من الوفاء تغافلهم، بعد أن قدم أولياؤهم الروح في سبيل الله، ولذلك اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار). بل وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم بأن يكون رفيقه في الجنة. وكذلك التكافل مع من أوذي في الله، أو أصيب في سبيل الله، وإن الواقع العملي لمجتمع المسلمين الأول، ليمثل أسمى صور التكافل، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليه رجل أصيب في وجهه في غزوة فأمر بإعطائه ألف درهم، و كل ساعة يزيده ألفا، حتى استحيا الرجل فخرج، فقال عمر: ( أما والله لو أنه مكث، ما زلت أعطيه ــ ما بقي من المال درهم ــ رجل ضُرب ضربة في سبيل الله، خضّرت وجهه) و هكذا يكون الوفاء لذوي سابقة الخير.

    ولا ننسى أن نشير إلى التكافل النفسي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبّر عنه بالإجمال فقال: " من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفسّ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة". وقد بلغ من تكافل النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يتفقد صحابته الذين لا يراهم، ويسأل عن مشاكلهم، وأمثلة ذلك في السنة كثيرة، أختار منها ما ورد في قصة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، وفي آخرها أنه جاءت النبي صلى الله عليه وسلم من بعض المغازي مثل بيضة الدجاجة من ذهب، فتذكر سلمان، وأنه بقي عليه مال ليُعتق نفسه، فقال: ما فعل الفارسي المكاتَب؟ فأرسل إليه واستدعاه، فلما جاء قال له: " خذ هذه. فأدّ بها ما عليك يا سلمان"، قال سلمان: ( فأوفيتهم حقهم وعُتقت فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ثم لم يفتني معه مشهد)، وكم يكتسب الداعية قلوب المدعوين حين يرون أنه يفكر بهم، ويسعى في أمرهم، ويهيئ الخير لهم!!.
    ومن التكافل الشعوري: تفقد حال الأخ، والاطمئنان على ظروفه، وتطييب خاطرة، فقد ورد أن ثابت بن قيس بن الشماس لما نزلت الآية: ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون).

    قال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبط عملي وأنا من أهل النار، وجلس في أهله حزينا، فتفقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له: تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم، مالك؟ ...وأخبروه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا. بل هو من أهل الجنة"، و هكذا يشعر كل فرد بقيمته وكل مدعو بمنزلته في نفس مربية.

    ومن أسمى الأخلاق: أن يُقابَل التكافل بعفة نفس المحتاج؛ كما فعل عبد الرحمن بن عوف؛ حين رفض تقاسم المال والزوجتين مع الأنصاري، وقال له: ( بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟) وطلب أن يدله على السوق ليعمل بيديه، ويعتمد على نفسه، بل كانت ظاهرة عامة بعد خيبر، لما استغنى المهاجرون؛ إذ ردوا إلى الأنصار ما كانوا أكرموهم به، فقد ورد أنه: ( لما فرغ من قتال أهل خيبر، فانصرف إلى المدينة، رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم من ثمارهم...).

    وإن مجتمعاً يشيع فيه التكافل، لهو المجتمع المتماسك الذي يستطيع أن يجاهد في سبيل الله صفا، كأنه بنيان مرصوص، بينما تجد مجتمع الأنانية والبخل متصدعا من الداخل، تأكله العداوات والأحقاد قبل حرب الأعداء، فأي المجتمعين نختار لأنفسنا؟ وبأي الأخلاق نتحّلى؟.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    هذه أخلاقنا- الخزندار رحمه الله
    الدعاء يرقق القلب
    جعل الله تعالى من الدعاء عبادة وقربى، وأمر عباده بالتوجه إليه لينالوا عنده منزلة رفيعة وزلفى، أمر بالدعاء وجعله وسيلة الرجاء، فجميع الخلق يفزعون في حوائجهم إليه، ويعتمدون عند الحوادث والكوارث عليه.

    وحقيقة الدعاء: هو إظهار الافتقار لله تعالى، والتبرؤ من الحَوْل والقوة، واستشعار الذلة البشرية، كما أن فيه معنى الثناء على الله، واعتراف العبد بجود وكرم مولاه. يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].

    تأمل يا أخي هذه الآية تجد غاية الرقة والشفافية والإيناس، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة والود والأنس والرضا والثقة واليقين.

    ولو لم يكن في الدعاء إلا رقة القلب لكفى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنعام:43]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة".

    بل هو من أكرم الأشياء على الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء".

    والمؤمن موعود من الله تعالى بالإجابة إن هو دعا مولاه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].

    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها". قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر. قال: "الله أكثر".

    ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه.

    من آداب الدعاء:

    مما لا شك فيه أن الدعاء الذي يرجو صاحبه الإجابة هو ما التزم فيه الآداب الواردة فيه ومنها:

    تحري أوقات الاستجابة:

    فيتخير لدعائه الأوقات الشريفة؛ كيوم عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السَّحَر من ساعات الليل.

    وأن يغتنم الأوقات والأحوال التي يُستجاب فيها الدعاء، كوقت التنزُّل الإلهي في آخر الليل، وفي السجود، وأن ينام على ذِكْر فإذا استيقظ من الليل ذكر ربه ودعاه، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند التقاء الجيوش في الجهاد، وعند الإقامة، وآخر ساعة من نهار الجمعة، ودعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المسافر والمظلوم، ودعوة الصائم والوالد لولده، ، ودعاء رمضان.

    ومن الآداب:

    أن يدعو مستقبل القبلة وأن يرفع يديه، وألا يتكلف السجْع في الدعاء، وأن يتضرع ويخشع عند الدعاء؛ قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]، [إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} [الأنبياء:90].

    وأن يخفض الصوت؛ فإنه أعظم في الأدب والتعظيم، ولأن خفض الصوت أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو رُوح الدعاء ومقصوده؛ فإن الخاشع الذليل المتضرع إنما يسأل مسألة مسكين ذليل، قد انكسر قلبُه وذلَّت جوارحُه، وهذه الحالة لا يليق معها رفع الصوت بالدعاء أصلاً. ولأنه أبلغ في الإخلاص، وأبلغ في حضور القلب عند الدعاء.

    ولأن خفض الصوت يدل على قرب صاحبه من الله، فيسأله مسألة القريب للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد، وهذا من الأسرار البديعة جدًّا، ولهذا أثنى الله على عبده زكريا بقوله: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً} [مريم:3].

    وإخفاء الدعاء يكون سببا في حفظ هذه النعمة العظيمة -التي ما مثلها نعمة- من عيْن الحاسد..

    أن يفتتح الدعاء بذكر الله والثناء عليه وأن يختمه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل دعاء محجوبٌ حتى يُصلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم".

    المحافظة على أدب الباطن

    ومن أهم الآداب التي ينبغي للداعي أن يحافظ عليها تطهير الباطن – وهو الأصل في الإجابة – فيحرص على تجديد التوبة ورد المظالم إلى أهلها، وتطهير القلب من الأحقاد والأمراض التي تحول بين القلب وبين الله ، وتطييب المطْعَم بأكل الحلال.

    أن يجزمَ بالدعاء ويُوقن بالإجابة:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم مُوقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافل لاهٍ".

    وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت. وليعزم المسألة، ولْيعظم الرغبة؛ فإن الله لا يعظُمُ عليه شيء أعطاه".

    وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يقل أحدُكم إذا دعا: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. فليعزم المسألة؛ فإنه لا مُكره له". ويعزم المسألة معناه أن يطلب ما يريد من غير تعليقه بالمشيئة، فيقول مثلا: اللهم ارزقني، اللهم اغفر لي.

    قال سفيان بن عُيينة: لا يمنعنَّ أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه؛ فإن الله عز وجل أجاب دعاء شرِّ الخلق إبليس لعنه الله: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الحجر:36، 37].

    أن يُلحَّ في الدعاء ويكرِّره ثلاثًا:
    قال ابن مسعود: "كان عليه السلام إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا".

    وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مازال يهتف بربِّه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبَيْه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتُك ربَّك، فإنه سيُنجِزُ لك ما وعدك.

    وهذا نبي الله يعقوب صلى الله عليه وسلم، مازال يدعو ويدعو، فذهب بصره ، وأُلقي ولدُه في الجُبِّ ولا يدري عنه شيئًا، وأُخرج الولدُ من الجُبِّ، ودخل قصرَ العزيز، إلى أن شبَّ وترعرع، ثم راودته المرأة عن نفسها فأبى وعصَمَه الله، ثم دخل السجن فلبث فيه بضع سنين، ثم أُخرج من السجن، وكان على خزائن الأرض، ومع طول هذا الوقت كله ويعقوب يقول لبنيه: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].

    أن يُعظِّمَ المسألة:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تمنى أحدُكم فليُكثر، فإنما يسأل ربَّه".

    قال المناوي رحمه الله: إذا تمنى أحدكم خيرًا من خير الدارَيْن فليكثر الأماني، فإنما يسأل ربه الذي ربَّاه وأنعم عليه وأحسن إليه، فيعظم الرغبة ويوسِّع المسألة ... فينبغي للسائل إكثار المسألة ولا يختصر ولا يقتصر؛ فإن خزائن الجُود لا يُفنيها عطاءٌ وإن جلَّ وعظُم، فعطاؤه بين الكاف والنون، وليس هذا بمناقضٍ لقوله سبحانه: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:32] فإن ذلك نهي عن تمنِّي ما لأخيه بغْيًا وحسدًا، وهذا تمنى على الله خيرًا في دينه ودنياه، وطلب من خزائنه فهو كقوله: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء:32].

    وقد ذم الله من دعا ربه الدنيا فقط، فقال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} [البقرة:200]، وأثنى سبحانه وتعالى على الداعين بخيري الدنيا والآخرة فقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة:201].

    وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة – أراه قال: وفوقه عرشُ الرحمن – ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة".

    الدعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب:
    فعن بُريدة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. فقال صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب".

    أن يجتهد في الإتيان بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة ؛ فإنها لم تترك شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا وأتت به، وألا ييأس إن تأخرت الإجابة فإن هذا من العجلة التي نهى عنها الشرع.
    نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستجيب دعاءهم ، والحمد لله رب العالمين.
    إسلام ويب...








                  

03-07-2019, 00:37 AM

امتثال عبدالله

تاريخ التسجيل: 05-15-2017
مجموع المشاركات: 7424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﺲ .. ﺃ . ﺩ . ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒ� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    شكرا كتير بروف ود الريح على مشاركتك لنا بهذا المقال الرائع..
    وربنا يديك الصحة والعافية
    مع وافر تقديرنا واحترامنا وشكرنا
                  

03-07-2019, 06:56 AM

عوض جاه الرسول

تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 915

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﺲ .. ﺃ . ﺩ . ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒ�� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مقال زي دا كفيل بانو يغير مجرى حياة القاريء نفسه .
    شكراً / سيف اليزل برعي البدوي
    على الايراد
    ونحي عبركـ البروف .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de