اماط اقدام شركة اورين هايدركربون -احدى اكبر شركات تصنيع المواد الكيميائية المستخدمة في استخراج النفط التي تتعامل مع الحكومة السودانية - بدء اجراءات اعلان افلاسها ، وهو ما يفسر كواليس وأسرار الزيارة المفاجئة لمدير شركة سودابت عاطف مصطفى ابشر لدولة الامارات قبل اربعة ايام ولقائه بمدير شركة اورين الهندي احمد رضوان شريك الحكومة في الشركة الافريقية لسوائل الحفر ADF.
وعلمت مونتي كاروو ان مجموعة متنفذة بوزارة النفط ، حاولت في غمرة انشغال الحكومة بالاوضاع الناجمة عن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة اشهر ، الاستيلاء على نسبة من اصول الشركة الافريقية لسوائل الحفر ADF من خلال شراء 16% من الاسهم مقابل مليون دولار بطرق غير قانونية لصالح جهات مستفيدة، وجاءت الزيارة فى هذا التوقيت لإكمال الصفقة المشبوهة المصاحبة لإعلان إفلاس الشريك الهندى وإنكاره للشراكة التى حصلت فيها المجموعة المتنفذة على نسبة 16% مقابل التنازل عن أصول حكومية،
وفي وقت سابق اعترض عثمان محمد عثمان المستشار القانوني لشركة اساور (التي تملك 35% من اسهم الشركة الافريقية) على عملية شراء الاسهم ووصفها بغير القانونية ، باعتبار ان سجلات شركة ADF المودعة لدى سلطات المنطقة الحرة بدولة الامارات توضح ان حملة الاسهم هما شركة Paleo المملوكة للشريك الهندي احمد رضوان وشركة اساور عجمان بنسبة 65% و35% ولا يوجد ما يدل على امتلاك طرف ثالث او تنازل احد طرفي الاتفاق للاخر عن اي اسهم بالشركة
وبسبب اعتراض المستشار القانوني لاساور عن اتمام الصفقة ، اصدر مدير شركة سودابت عاطف ابشر (شغل منصب مدير مكتب عوض الجاز ابان توليه وزارة النفط) توصية من خلال خطاب معنون لوزير العدل عبر وزير النفط ازهري عبد القادر ، بابعاد المستشار القانوني المعين من قبل وزارة العدل. واطاح عاطف مصطفى بمدير شركة اساور صلاح موسى وعين عبد المنعم احمد حسن مديرا عاما مكلفا بديلا له كما حل مجلس ادارة الشركة برئاسة وزير النفط وبحسب مراقبين فان الهدف من تلك القرارات محاولة اتمام الصفقة بشتى السبل حتى يتمكن اصحاب المصالح المتنفذين من الحصول على مبلغ مليون دولار من حسابات شركة أساور لمنفعتهم الخاصة اضافة لامتلاك نسبة 51% من اسهم الشركة الافريقية التي تمكنهم من السيطرة عليها قبل ان يعلن الشريك الهندي عن افلاسه.
وتصاعدت هذه الأحداث بهذا الشكل لتؤكد ما أشارت إليه صحيفة البعث في عددها الصادر بتاريخ 4 فبراير الماضي في خبر بعنوان ( الدولة العميقة وسودابت فساد وراء ابعاد مدير شركة اساور) مع الإشارة إلى أن قضية مخالفات الشركة الافريقية لسوائل الحفر ADF تعتبر واحدة من القضايا القليلة التي صدرت فيها قرارات عدلية ضد جهات عليا بالدولة وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بتدخلات وزير النفط الاسبق عوض الجاز مناصرة لصهره محمد عبد الرحمن كورتي (الذي اعتقل للاشتباه في تورطه في المضاربة بالدولار واطلق سراحه لاحقا) لتتضح بشكل مفضوح معالم الجريمة من خلال صفقة شراء اسهم ADF مقترح لها مليون دولار ، بينما تبلغ قيمتها الحقيقية عشرات الملايين من الدولارات
ووفق افادات لجهات موثوقة بوزارة النفط تحصلت عليها مونتي كاروو فان استثمارات شركة ADF بالخارج بلغت 70 مليون دولار بينما تقدر القيمة السوقية الكلية للشركة ب400 مليون دولار.
وفي ديسمبر الماضي نشرت مونتي كاروو تفاصيل عملية فساد اخرى متعلقة باختفاء عائدات الحكومة السودانية من حصتها في شركة تراي اوشن تقدر باكثر من 576 مليون دولار خلال خمس سنوات فقط، علما بأن الحكومة أقدمت على فرض حالة الطوارئ بهدف مكافحة الفساد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست