(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});منذ سقوط البشير ولا زال هنالك سؤال واحد مطروح لم يتم الاجابة عليه حتي الان ... من الذي يحكم السودان الآن؟هل هو عبدالفتاح برهان؟هل هو المجلس العسكري المعلن؟هل هل هو الدولة العميقة للحركة الاسلامية؟هل هو محور الامارات السعودية مصر؟والامر يبدو ضبابياً حتي اللحظة وذلك لتداخل وتقاطع جميع هذه الجهات وصراعها للسيطرة علي المجلس العسكري .. وهو أمر مشين وقبيح ولا يرقي لمستوي الثورة التي انجزها الشارع السوداني ولو كان عبدالفتاح برهان هو الرجل المطلوب لانجاز الثورة لما بدا الوضع بهذه الضبابية والقباحة ... لكنه حتما ليس رجل الثورة ولم يرتق حتي الان لادارة المرحلة القادمة التي تحتاج الي عقل وقلب مفتوح لانجز الثورة مستمدا شرعيته من الشارع الذي لا زال منتصبا لاعطاء الشرعية لقيادة ثورته ... ان سلوك المجلس العسكري ومنذ سقوط النظام لا يمكن وصفه الا بكلمة واحدة (سلوك انتهازي) ...يظهر هذا السلوك الانتهازي في تعيين القيادات بدءا بابن عوف مرورا بيونس محمود وصولاً الي عبدالماجد هارون ... وهو ببساطة اعادة تنصيب القيادات الاسلامية (ما أمكن ... وفق التساهيل) ان كانت هنالك اصوات صارخة ضد القيادي المعين يتم سحبه والا يتم تثبيته ....وثانيها المحاولات المتواصلة لفض الاعتصام ... وبلغ بهم اي الاسلاميين والمجلس العسكري حد الغباء لتصور انهم يستطيعون باعلان مجلس عسكري وخطاب مضلل انهاء موضوع الاعتصامات وحكم الدولة التي فاضت دماء شهدائها ثلاثون عاماً تحت النيران الصديقة نيران الجيش السوداني والشرطة السودانية وجهاز الامن السوداني ...الخطاب الأول الذي تلاه عبدالفتاح برهان لم يكتب فيه حرفاً ولا اظنه فهم فيه حرفا ... من الذي كتب الخطاب؟ اذا كان المقصود منه في القام الأول التضليل وكسب الوقت (وهو تصور في غاية الانتهازية ان لم يكن الغباء واستسهال الثورة بل وتجاهلها) ... كسب الوقت لماذا؟ تضليل من؟ الحركات الاسلامية والحركات المنشقة من الحركات الاسلامية وامتدادات الايادي الخارجية وكل المغضوب عليهم يمدون اياديهم بيضاء للمجلس ... فبمن سيحتمي المجلس ... الانتهازيين ام الشعب الذي يقف علي عتبة بيته ....لا زال المجرمين احرار طليقينلا زالت الحركة الاسلامية تسيطر علي الاعلام لا زالت الدولة العميقة في السفارات والقضاء والبنوكلازال الشرفاء محظورين من السفر والعودة لبلادهمولازال كل شئ كما كان .... وقيادات الحركة الاسلامية والقطط السمان تسربت واحدا تلو الاخر من المطار مع ملايين الدولارات في حساباتها الخارجية ... ومن تم الامساك به كان من قبل الشعب وليس من سلطة عسكرية عملت علي تهريبهم من خلال التأشيرات الرسمية وجوازات سفرهم التي لا زالوا يحملونها حتي اللحظةفأين مطالب الثورةو اين يا سيدي صديقي حسن ..وعشرات الملفات التي يجب ان يتم فتحها .. ملفات الفساد .. الاغتيالات والتصفيات .. المؤامرات الخارجية .. اموال الدولة في الخارج
الثورة السودانية ليست بتلك الصورة التي يعتقدها المجلس العسكري ولا التي يعتقدها تجمع المهنيين وقوي الحرية ... ان نظرة واحدة الي الفيديو المتداول حول محاولة حاجد ماجد الهروب عبر المطار يمكنها ان تفهم من يريد ان يفهم معني الثورة .... الثورة السودانية قادرة علي خلق قياداتاه ان لم يكن القيادات علي مستوي الثورة ... ان التلكؤ والتباطؤ وعدم الجاهزية والخلافات الفعلية والمفتعلة امور لم ين لها ان تحدث ان قيادات قيادات الثورة الحالية علي قدر الثورة ولكن يبدو ان سقوط البشير لم يكن في حسبان الحركة الاسلامية ولا القوي الوطنية لانهم استسهلو قوة الشارع ... والان للمرة الثانية يستسهلها كلا الجانبين ...
بعد عشرة ايام من سقوط البشير والضغوط المتوالية علي قيادات الشارع هاهي أخيرا تعلن عن الاحد موعدا لتمسية حكومتها المدنية ... ولكن ليس ذلك حتي كافيا مع السلوك الانتهازي للمجلس السعكري ان مواجهة المجلس العسكري وارغامه علي القبول هو امر مفروغ منه ... وليس علي قوي التغيير ان تنتظر من المجلس القبول ... يجب ان يكون يوم الاحد هو اعلان الحكومة الشرعية الانتقالية وليس قائمة لاعتمادها من المجلس ... الحكومة الشرعية المعلنة يوم الاحد هي الوحيدة التي تمتلك الشرعية ... والرعية هي الشارع السوداني علي الحكومة المعلنة يوم الاحد التحرك لاستلام موقعها وعلي المجلس العسكري الانتهازي ان ينصاع او يذهب الي مذبلة التاريخ شرعية الشارع مدعومة بالاتحادين الافريقي والاوروبي هي اقوي شرعية يمكن ا تمتلكها حكومة علي الحكومة المعلنة التصرف كحكومة وليس كمرشحين في قائمة انتخابات الجامعة عليها مخاطبة الداخل والخارج رسميا بوصفها الحكومة الشرعية مخاطبة المجلس العسكري حكومة مخاطبة المنظمات الدولية كحكومة
ان اي قصو او تراخي او عدم جدية لن يؤدي الي ضياع الثورة فالثورة تحدث الان ولكنها تؤدي الي تجاوز الشارع لقياداته كما حدث واسقط البشير متجاوزا كل الاحزاب وكل قيادات القوي الوطنية الفترضة والتي لا زالت بعد عشرة ايام تسعي لاعلان حكومتها ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست