علمت مونتي كاروو ان جهاز الامن والمخابرات اوقف احد منسوبيه واخضعه للتحقيق بعد قيامه بتصوير فيديو يبين لحظة اقتحام قوات الشرطة والامن ميدانا في منطقة بري الدرايسة بالسلاح والهراوات والعصي والخراطيش وعبوات الغاز المسيل للدموع، ويدعوهم للخروج من منازلهم لمنازلتها ويصفهم بالجبن عن المواجهة وعندما وجدوا الميدان فارغا هتف (أين أسود البراري؟ أين الكنداكات؟ أين اختفيتم).
وكانت الشرطة قد تبرأت من الفيديو الذي جرى تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونفى المتحدث الرسمي باسم الشرطة السودانية اللواء هاشم علي عبدالرحيم، اي علاقة لقوات الشرطة بالفيديو المتداول الموجه لمواطني بري الدرايسة وقال في بيان صحفي أنه لا مصلحة للشرطة في بث مثل هذه المقاطع المُتعارضة مع إرثها وأخلاقها المهنية وهدم العلاقة بينها وبين المواطنين مضيفا ان الشرطة ستقوم بمباشرة الإجراءات القانونية المناسبة تجاه الجهة التي قامت بهذا العمل.
وكان الفيديو قد نشر لاول مرة في الموقع الرسمي لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، ثم تم سحبه بعد ذلك بعد ان وجد استنكارا واسعا ووصف بالمستفز والمسيء خاصة لاهالي بري الذين كانوا يتظاهرون في مكان آخر في الوقت الذي وصلت فيه القوات للميدان بحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=2055658224489723andid=1394010163987869https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=2055658224489723andid=1394010163987869 وكتب ابي عز الدين الذي شغل في وقت سابق منصب المستشار الصحفي للرئيس على صفحته بالفيس بوك (ان النظامي الذي قام بتصوير هذا الفيديو في حي بري يوم الخميس ٧ مارس، هو شخص أخرق ينبغي على الجهات المعنية البحث عنه وعمن عاونه، والقبض عليه ومحاكمته محاكمة عسكرية، وبقانون الطوارئ لو أمكن !! فالسكوت على مثل هذا، هو الفساد ، وعلى منسوبي القوات النظامية أن يتعاملوا بحرفية ومهنية ودون عواطف تجاه زملائهم المتجاوزين لحدود العمل والأخلاق، فعندما يلاحظ أحدهم مثل هذا التصرف، ينبغي عليه إيقافه وتأديبه !! كما ينبغي ان يطال التحقيق، المسؤول عن هذه المجموعة التي توظف من لا أخلاق له دون محاسبته وتأديبه وطرده من الخدمة، وممن لا يعرف حدود مهمته في حفظ الأمن، لا في تعكير صفو الأمن) .
ووصف رئيس حزب المؤتمر السوداني الذي اطلق سراحه مؤخرا عمر الدقير مقطع الفيديو الذي يُظْهِر قوةً من جهاز الأمن وهي تتبختر بآلياتها وسلاحها في ميدان بُرِّي الدرايسة بالخرطوم بينما متحدثها ينادي سكان الحي العُزّل - إلّا من هتافٍ يُعبِّر عن تَوْقٍ للحرية والحياة الكريمة - ويدعوهم للخروج من منازلهم لمنازلتها ويصفهم بالجبن عن المواجهة، هو وصمة عارٍ أخلاقية وسياسية في وجه نظام الإنقاذ. واضاف ان هذا الفيديو يُؤشِّر إلى أن العقيدة المزروعة في وعي هؤلاء الأفراد من جهاز الأمن هي عقيدة موغلة في الانحطاط، لا تحترم الشعب ولا تقيم له وزناً أمام ولائها للنظام الحاكم والدفاع عن وجوده ولو على أشلاء المحكومين الذين تعتبرهم هذه العقيدة البائسة مجرد رعايا في وطنهم لم يبلغوا سِنّ الرشد وعليهم أن يكونوا تحت وصاية النظام لينوب عنهم في الحلم والتفكير وإدارة الحاضر وصياغة المصير، وألّا يرفعوا أصواتهم بالاحتجاج على أي واقعٍ كئيب أو المطالبة بأي حقٍّ سليب.
وكتب الصحفي فيصل محمد صالح في صفحته على فيسبوك بخصوص فيديو ميدان بري الدرايسة (هذا الفيديو فضيحة أخلاقية..وإنسانية وسياسية ودينية وأمنية، فضيحة يمكن أن تهز أي دولة في العالم تبقّى لحكامها وحكومتها ذرة من الأخلاق والمسؤولية والاحترام ، هذا سلوك يليق بالعصابات وكارتيلات المخدرات في أمريكا اللاتينية عصابات الاتجار بالبشر أو أجهزة الدولة الداعشية ولا شئ أقل من ذلك وحتى صدور رد فعل أو إعلان رسمي ، سيبقى هذا الفيديو إعلانا بالسقوط الرسمي لما تبقى من رمزية للدولة والحكومة والمؤسسات الشرطية والأمنية والعدلية في هذه البلاد. سقطتم جميعا لا استثنى منكم أحدا، ولم يسقط عن بري وأهل بري الشرفاء شئ من عزتهم وشرفهم ونخوتهم وبطولتهم فكل ذلك محفوظ ومسطر في كتاب التاريخ سقطتم وحدكم وليس لسقوطكم من قاع).
وقال اللواء عابدين الطاهر المدير الاسبق لشرطة المباحث المركزية انه لا بد من كبح جماح هذه التفلتات وبالأخص منع دخول القوات الأمنية الي المنازل والعنف غير المبرر وإلقاء قنابل الغاز داخل المنازل واضاف في مداخلة له بموقع التواصل الاجتماعي واتساب (اخشي ان تنفلت الامور الي الاسوأ ، هذا الذي يحدث لا يشبه المجتمع السوداني أبدا ، الأجهزة الأمنية لابد ان تكون اكثر حرصا علي الامن والنظام والتمسك بالمبادئ وحفظ الحقوق ، تطبيق القانون لا يحتاج لاعمال العضلات واذلال المواطنين وتحديهم ، يملؤنا الحزن والإحباط لما نشاهده في عموم الفيديوهات ، لابد من وضع حد لهذه التجاوزات لكي لا تنزلق البلاد الي الهاوية).
وقال مصدر بجهاز الامن انه تم ايقاف افراد آخرين من منسوبي الجهاز - لم يذكر عددهم - واخضاعهم للتحقيق بسبب مخالفات متعلقة بتنفيذ القانون خلال تعاملهم مع الاحتجاجات الاخيرة مضيفا ان جهاز الامن كان بصدد اصدار بيان حول حادثة تصوير فيديو بري لكنه تراجع عن ذلك لاسباب لا يعلمها.
ومنذ التاسع عشر من ديسمبر من العام الماضي يشهد السودان احتجاجات مستمرة اندلعت بادئ الأمر بسبب زيادات في الأسعار وانعدام الخبز ونقص في السيولة النقدية بالبنوك لكن سرعان ما تطورت إلى احتجاجات تطالب برحيل نظام حكم البشير القائم منذ ثلاثة عقود. استخدمت الاجهزة الامنية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي لتفريق المتظاهرين مما ادى الى مقتل 51 شخصا بحسب منظمات حقوقية دولية بجانب وفاة احد المعتقلين نتيجة التعذيب في مباني جهاز الامن وفق اعتراف لجنة التحقيق التي شكلها رئيس الجمهورية خدمة الاخبار من #مونتي_كاروو عقيد بكري احمد عباس يتبع لهيئة العمليات بجهاز الامن والمخابرات الوطني الآن تم وضعه في الايفاف قام بالتسجيل الصوتي لمقطع بري الاخير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست