♧ مَواهيم الجَميلَة و مُسْتَحيلَة £

● بس على طاري حكاية مجانين ليلى العامرية
خلونا نعمل بيها استراحة لزوم ترطيب للجو قبال
نخشفي الغريق نحسباً لسخونة الهواء، لي قدام .

● يعني زي ما قالو مواهيم ليلى كتار لاكين ترا
شقي الحال هو البيقع في القيد.. طبعاً يا جماعة الخير
سامعين بمكيدة ليلي العامرية الكان دبرتها لتكشف معدن نوايا
قيسها الحقيقي، و تصقل معدن حبه الحقيقي على نار خدرا.

● فقالو أدت ليك خادمتها صحن طلس و سكين سنينة و قالت ليها تمشي تقيفي
فوق خشم الدرب الداخل الحلة بي ورا ؛ و كلما يجيك راجل تظهر عليه بوادر الجن
و الاندراوة و يمكن يكون مشروع لمجنون ليلى ، تقومي طوالي تسعليه السعال دا :
أسمع اللخو أنت دحين ماك قيس بن الملوح و لا يخلق من الشبه أربعين!؟ فلو قام
يتشالق وجاوبك بأنو: ياني فعلاً أنا زاتي. تقومي تقولي ليه : سمح أسمعني، أنا ستي
ليلى مرسلاني ليك عشان أتلقاك و بقريك منها السلام ، و كمان بتطلب منك بالمرة
طلب صندغنبوطي كدا، إنك تقطع لي أنفك بالسكين دي تجدعا لي في القدح دا
عشان أوديها ليها ، يعني زي ما تقول عربون أول غرام وكدا ! أها شن قولك.

● فأول واحد جا ماش عليها كان أشعث أغبر و لابس ليك مرقع وحالتو بالبلا.
قامت الخادمة نادتو ليك و نقلت ليه نفس الرسالة. فزولك من شم رائحة المؤامرة
تفوح من بين شفتيها و لقي الحكاية فيها كطع مناخير و سيلان دماء قام يتنحنح و
قعد يتلفت جاي جاي و قال للخادمة: اسمعي يا اللخت هوي و الله أنا ياني مجنون ليلى
و أي حاجة و جاهزين لأي حاجة و حب ستي ليلى على العين و الراس ما قلنا حاجة؛
علا بس أم كطيع النخرين دي براها ما فينا و لا بتعضي معانا . فغايتو قولي ليها
ممكن تخلينا موة في الله سلداي ، و لا تعتبرني زول جابني الدرب ضهبان!
و مسك دربو عديييك شتت!!

● مسلن كان في ناس مشوكشين بقو هامؤن على و وجوههم
في أروقة حوش الجامعة على غير هدى و كلن يغني و يبكي
على ليلاه. زي واحد حلمنتيشي كان معانا و قد تعلق قلبه طفلةً
عربيةً تنعم بالديباج و الحُلي و الحُلل؛ يقال لها (بنت) إبراهيم.
و لمَّا علم بأنها محجوزة لابن عمها زاد هيام بها أكتر فنظم فيها
قصيدةً عصماء سماعا نار إبراهيم . طبعن مع فارق أن نار سيينا
كانت عليه برداً و سلاماً ؛ في حين أنو نار صاحبنا كان لسان حال
لهيبها يقول: "سيبني في عز الجمُر .. و إنت من حولي بتمُر..
و أنت عارف إنو عارف إنو عاد صبري فات حد الصَّبُر"

●هناك أرتالٌ من هؤلاء قد لا تسعنا بهم تباعاً الذاكرة
الخربة بل مفقودةٌ أصلن. منهم دكاترة حايمين بالله
يا حلاوة الدنيا دي عليهم بالبالطو الأبيض و دارعين
سماعاتم كان يلاقوك في أي زقاق جاهزين موية و نور
لتشخيص أي أترلض عافية يرونها تاجاً فوق رؤوص
الاصحاء. و كتير من النوع دا مجنناهم القراية أم دق .

● أذكر منهم مثالاً لا حصراً ، واحد خلونا نترحم عليه حياً
كان أم ميتاً ، كان اسمو عمر (بوتوتدني) لقيتاه من يوم جينا
برالنة . و يقال السر اللقب أنو (ليلاه) كان اسمها إخلاص بوتوني.
موش عارف بالظبط إذا كانت واحدة من إياهم مشوكشاه و لا كانت
دكتورة مسقطاه في مواد الأحياء بكلية العلوم. عمومن، لا نقيف عند
الجزئية دي و هسي مارقين عندنا جكة تمرين. و نجي نواصل مع
شخصية يقال له (خبرة) دا صنف مصاب بخاحة خطيرة حمانا الله
وإباكم اسمها هوس ديني. و هناك رقم صعب آخر لا أعتبره شخصياً
من موهوما بقدرما كان (مهموماً) بأمر جدير بالوقوف عنده ملياً .

● لقبٌ قديمٌ كان جاي بيه معانا من حنتوب؛ لا بل و من
قبل ذلك ، قيل إنه كان خبرةً مخضرمةً في تقلده لمنصب ألفة
الصف. ثم تطورت به حالة هوسه بالزعامة و تقدمه لصفوف الزحف
الأخضر بمسيرات الهتاف الفضفاض يجوب بها ثكنات البركس بالجامعة.

● إلى أن رأيناه يتصدى بالخروج في الهينة و القاسية في مظاهراتٍ
احتجاحية عبثية حاشدةٍ هادرةٍ كان يسوقها بين الفينة و الفينة لمناهضة
عميدة الطلاب آنذاك المرأة الحديدية الناصرية المعروفة/ عيشة حسن.

● و سمعنا انه منذ أن تخرج بي يا لطيف في كلية الآداب سارع بإتمام نصف
دينه الحلو ، ثم اصطحب أهله ل( يسكن هو وزوجه أحراش الجنوب) . و ربما
انتهى به المصير إلى الموت إما قاتلاً أو مقتولاً شهيداً فطيساً بأصياف العبور.

● تسمحو لي أخواني اللذيذ ود مهدي و العزيز الزبير بشير،
بس أرد بالناكوسي لأبدأ بالوجيه/ حمد عبد الغفار دا قبال يغتس
تاني يرجع لي وكر بياتو الشتوي . فيا حمد، تلاتة أيقونات في حياتنا
يستحبل انسلاخم من قرص الذاكرة مهما خربت أو فُقِدت: القبة البلوح
قنديلا + أم نخيل + حنتوب الجميلة و هنا بالذات ، دايرين نوقفك في
محطات سريعة : رفاس عم عبدو ( للنيل باقية شامة.. و الهدهد علامة )
و سُفرة عمك جاد الرب (نطي فوق يا فولة نطي ) و الدروة ولبالي موسمنا
الثقافي و المسرحي الساهر ؛ حيث كنت أنت نجماً بازغاً في سماء الغناء . و
كنا بنمثل داخلية جمَّاع على استحياء الشابي و العبد لله ؛ و من دقنة عربينا
المستهبل كمال كنان( تنوب) و عبد الله بلل( رغوة ) بصوته الأجش و طبعن
دا بكون طوالي صاري ليه كيس ملح و لا جردقة يكتح منو سلقة لزوم تسليك
الحنجرة مع كل كوبليه و هو بجازف في ( أنا يا البلال وين..قالو لي سافر).
كمان بذكرك بناس الهادي صادق(طابت) و فرح حمدو الذي فوجئت بيه
يوم عبر برنامج رحيق الأمكنة مع إيمانبركية و هو محاضر بكلية
التربية بجامعة الجزيرة حيث آلت إليها بواقي أطلال حنتوب.

أيوة يا الزبير . كنت في كلية الآداب، شعبة
اللغة الفرنسية لحدما تخرطنا من السنة الخامسة؛
تخللتها بعثة فرنسا. بعداك انتقلنا نواصل بكلية العليا
في ال( Down-Town). و طبعن كانت لنا مشاكسات
مع العلميين . كنا كل زول مقعدنو في علبو تمامن فناس
الطب بنعتبرم مجرد تمرجية و الهنسة طيانة على نجارين
و لا سمكرجية و مكانيكية و كهربجية و كدا. و نحن طبعن
فلاسفة و بياعين نضمي. خاصة أنو عندنا كان نادي الفلاسفة.

● ودي ليها نكتة: مرة صاحبي جاي زايرني من برة فواعدتو
يجي يسأل مني فوق في سطوح نادي الفلاسفة. فزولك شال
هم و جاء لقلانا ليك كل جوز حمام ضاربين ركن قصي شاربين
الهمبريب داك و مدورين حنك الما خمج مع الجكس . فقعد
يكورك فينا: "أها، وينم بالله ناس ارسطو و أفلاطون ديل"

●شااحد إلاهي وسيدي يا ود مهدي يجبر بخاطرك زي ماك قاعد
تتاوق لي كل شوية تآنس عزلتي بدخلاتك الرشيقةعلى اقتضاب عبارتها
إلا أنها كافيةٌ جدن لإثلاج صدري و تحسيسي بأن هناك من يوقف موكبه
و ينيخ راحلته ليُلقي نظرةً على ما ندلق هنا من مداد في فاضية و مليانة.

● فنزولاً عند رغبتك فالشخصة التي نحن بصدد النبش في سيرتها العطرة
 لا يُعَدُّ في نظري من المواهيم بقدرما كان مهموماً بشيء واحدٍ كان هو الجهاد
و في نفسٍ  واحدةٍ لا غير  ؛ كانت للأستاذ الراحل محمود محمد طه ، مُنَظِّر
الفكرة الجمهورية و عرابها و راعي مشروع نشرها في ربوع البلاد و بين العباد.
و لكن شاءت المقادير أن قد سبق سيفَه العزلُ على يدي الرئيس أسبق الأسبق
الراحل جعفر محمد النميري ، و الذي كسر الدوش في يد أخينا و حبيبنا شيخ/
صيدق أبو ضفيرة من أبتاء الفتيحاب،  حينما استتاب أبعاج الأستاذ محمود مع
جوقةٍ من تلامذته في مشهدٍ دراميٍ أليمٍ ، انتهى بالإعدام شنقاُ حتى لفظ الأنفاس
لكبيرهم الذي توَلَّى كِبْرَه فعاند ، أصر و ألحَّ  على المضي منافحاً عن قناعاته حتى
سقطَ دونها بآخر رمقٍ من حياته ؛ فيما تاب و نكص على عقبيه من نكص ممن لم
تسعفهم الشجاعة الكافية من أتباعه .

● كان  أبو ضفيرة مبتعثاً  بدفعة سابقةٍ لنا إلى للنحضير بفرنسا. و لكنه قطع
بعثته ليعود  أدراجه إلى الجامعة حيث باعني شخصياً بعضاً من مقتنياته من الكتب
بثمنٍ بخسٍ و كان فيها من الزاهدين ، لأن عودته كانت أصلن لأجل الجهاد في سبيل مناهضة رجلين كان يراهما في ضلالٍ مبينٍ، بل و على قناعةٍ لا يُدانيها أدنى شكٍّ بأنهما أقرب إلى الردة منهما إلى الإيمان؛ أولهما الدكتور حسن عبد الله الترابي مغكر ة زعيم
الجبهة القومية الإسلامية آنذك و الأستاذ الجمهوري / و ثانيهما محمود محمد طه و ذلك استناداً لما عُرِف به كلُّ منهما من تنظيرات سفسطائيةٍ  شاطحةٍ بدعوى التجديد في
أصول دين الإسلام و المعتنَق لدى السواد الأعظم من  أهل السودان على السليقة
و بفطرة  الله التي فطر الناس ع ليها و بدون أي لف و لا دوران.

● و لقد سُرِرْتُ أيما مسرةٍ لمَا علمتُ هنا أن أخانا شيخ أبا ضفيرة صاحب الرقم (13)
كائنً حتى حينه و حي يرزق بالجامعة؛ و لعله يكون  أكمل دراساته و عاد لممارسة التدريس حيث عاد إلى ذهني الآن صورته بجلبابه البسيط و غزبته المرسلة و بيمينه
عصا(مطرق) يهش بها على كل من يجدها غير محتشمةٍ بنا يكفي من بين الطالبات.

● كان لديه  مع هذا الرقم بالذات سرٌّ خفيٌّ باتعٌ  لا يعلمه  إلا هو فقط و الله علَّام
الغيوب. حيث يتخذ منه منطلقاً نحو تأويله الخاص لما لله في كلِّ تحريكة و تسكينة
في الوراى  شأن. و من الطرائف أنه ذات مرةٍ  بيينما كان يقف منهمكاً بأحد أركانه إذا به يجد صعوبةً في ضبظ معادلة الرقم (13) ، لو لا أن أحد مجانين( ليلى) أسعفه بقطعة
من لستك عربية كورولا أو سيهان بيرد وطدوه مهملاً بالعراء و كان يحم الرقم(13).

● لم  يكن شيخ صديق على وفاقٍ مع نظام مايو آنذاك، فكان كثيراُ ما يقودنا
في مسيرات(زحفٍ أخضرَ) احتجاجية نحو  القصر الجهوري غالباً تنهي به وحيداً
عند بوابة القصر.و ذلك لأن احداً لم يكن ليأخذها معه على محمل الجدية.