سَوَاْءً أكانتْ مَسْرَحيَّةً أو فِيْلْماً سِيْنَمَائِيَّاً؛ أو سَكَنَ "البَشِيْرُ" فِعْليَّاً في السجن الاتحادي في (كوبر)! فالثابتُ أنّه انهزمَ وانكسر وتوارى عن الأنظار، بعدَ عُقودٍ من العنتريات والتهور والحسابات الخاطئة.
السودانُ الآن يشهدُ مخاضاً عنيفاً وتقفُ فِرقُ الجراحين المختلفة عارضةً التدخٌّلَ وفقاً لشروطها. ولا أحد يهمهم الجنين (الثورة) ولا الأم (الدولة). فقط يريدون تحقيق أهدافهم الخاصة ولو على أنقاضِ الوطن.
الفوضى تضربُ المكان، كثيرون تفاجئوا بالسقوطِ مع أنّه جاءَ كهلالِ عيدٍ يعرف الجميع مواعيده منذ شهر ولا يستعدون له إلا ليلةَ "الوقفة". من الواضح ألا أحد لديه خطةٌ جاهزة. الشبابُ صمدوا وأبلوا بلاءً أسطورياً قدموا خلالهُ تضحياتٍ لا تُعدُّ ولا تحصى. لكنَّ من يفوقونهم سناً وخبرةً لم يساعدوهم بتوفير غطاءٍ قيادي يستوعبُ بطولاتهم ويوجهها بحكمة.
04-30-2019, 09:50 AM
Hani Arabi Mohamed
Hani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515
وكما دفع خيرةُ أبناء وبنات هذا الشعب أرواحهم وأجزاءهم من أجل الآخرين. فأقل ما يمكن أن يقدمه آخرون الآن وفاءً لهذا العطاء أن يتفقوا على من يقودُ الفترةَ الانتقالية بتفانٍ وتجرّد – يحاول أن يحاكي عطاء من منحوا النفس من أجل الوطن.
من المسيء جداً لهذا النضال النظر إلى المناصبِ المؤقتة وكأنها غنائم يتصارع حولها المتبارون ويختلف حولها المتنافسون. والمعيب أكثر هو الاستعانة بالخارج وأجنداته المسبقة. فمن حقِّ كل دولةٍ أن تبحث عن مصالحها وترعاها وتحافظ عليها؛ لكن ليس من حق أي مواطنٍ (عسكرياً كان أو مدنياً) أن يرتزقَ ويخونَ وطنه لأيِّ سببٍ أو مبرر.
04-30-2019, 09:54 AM
Hani Arabi Mohamed
Hani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515
على من يتقدمُ لقيادةِ الأمّة في الفترة الانتقالية أن يعرفَ أنّ المهمةَ صعبةٌ جداً. وأنّه سيكون في المنصبِ لفترة مؤقتة غير قابلةٍ للتجديد وعليه أن يصطحب في كل لحظة أنه باقٍ فقط لأداء مهمةٍ فدائيةٍ من أجل الوطن. ولن يكون له أدنى وجود سياسي بعد انقضاء هذه المدة إلا في ذاكرة الناس وسجلاتِ تاريخِ الوطن.
05-09-2019, 11:57 PM
Hani Arabi Mohamed
Hani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة