لعل السودان من أوائل الدول الإسلامية في تعيين النساء في القضاء. وقبل سنوات، عندما كان موضوع تولية النساء للقضاء ساخناً في الرأي العام، تحدث أحد المشاركين في ندوة تلفزيونية بمصر، فقال إن تعيين المرأة قاضية صار من الأمور العادية في الدول العربية، فهناك دول عربية تجيز تعيين المرأة قاضية. وتفوَّه المتحدث بعد ذلك بكلمة، رأى كثير من السودانيين أنها مسّت كرامتهم عندما قال: هذا الشيء ينبغي ألا يمنع في مصر فهو موجود حتى في السودان! وعندما أراد المتكلم أن يعتذر عن هفوته قال إنه لم يقصد التقليل من شأن السودان، بل إنه قصد القول إن قضاء المرأة موجود حتى في السودان حيث تطبق أحكام الشريعة الإسلامية. قرار تعيين إحدى وثلاثين قاضية في مصر عام 2007م وجد مقاومة، ورفعت قضايا تطالب ببطلان التعيين، فلجأت وزارة العدل إلى المفتي فجاءت الفتوى بجواز تولّي المرأة القضاء دون قيد أو شرط. ونستطيع الآن أن نقول إن السودان أول دولة عربية في تولية امرأة رئاسة القضاء، وكان بإمكاننا القول إنه أول دولة في العالم الإسلامي لولا أن ماليزيا قبل أشهر قليلة وضعت امرأة على رأس الهيئة القضائية هناك. كيف يمكن أن ينظر الناس في العالم العربي والإسلامي إلى مثل هذا الحدث؟
والحقيقة إن المواطن السوداني قد يرى هذا شيئاً عادياً ولكن الآخرين في جوارنا ربما يرونه غريباً، وقد يرون فيه شيئاً من التزيد. ومن المتوقع أن نستقبل مثل هذا الحدث المهم في بلادنا برد فعل طبيعي، وليس كما حدث في مصر قبل اثنتي عشرة سنة يوم عُينت قاضية عضوة في المحكمة الدستورية. التهنئة لنساء بلادي بهذا الإنجاز، والتهنئة للهيئة القضائية، ولصاحبة المعالي مولانا نعمات عبد الله أول سيدة تتولى هذا المنصب الرفيع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة