شرفت عيناي بمرأى تظاهرات ٢١ مارس .. لاسيما الابيض وجبرة وامدرمان القديمة ..
الا ان حتمية انتصار الثورة لم اراها في هذه المظاهرات فحسب. وانما كانت اكثر تجليا في مشهد تم التقاطه من داخل احد البنوك للحظة فتح الابواب.
كان الباب يفتح لاعلى عندما بدأ المتزاحمون الانزلاق من تحته .. تدافعوا لاخذ ادوارهم عند الصراف .. تدافع لا يشبه الا تدافع الحجيج لرمي الجمرات .. سقط على الارض من سقط ... واعتلى الاخرين من اعتلى.. وجميعهم يتسابقون لصرف اموالهم الخاصه!!
تفكرت في مدى الذل والمهانة التي يلقاها المواطن السوداني .. هؤلاء المتدافعين كانوا اذلاء للحد البعيد.. انتهكت انسانيتهم وتمرغت كرامتهم في الارض حينما اجبرتهم الظروف ان تحركهم الاجساد والعضلات والغريزة بدلا عن العقل والاتئاد والحكمة .. لو انهم مجرد قطيع من الانعام لما تدافعوا نحو الكلأ والبرسيم بأسوا مما تدافع هؤلاء..
ثم كان السؤال؟! هل الانسان السوداني ذليل وخاضع بطبيعته؟
كانت الاجابة قاطعة ب لا .. و لا مدوية كمان .. هو انسان عزيز ويتمتع باحترام عالي للذات ولا يرضى الذل ولا المهانة..
حتمية الثورة وانتصارها تاتي من ذلك .. الثورة على من اذاقونا الذل اضعافا .. وامتهننونا .. ومرغوا بكرامتنا وعزتنا الارض.
الانفجار الكبير آت لا ريب فيه ..
هؤلاء الشباب طلائع لبركان يثور .. بركان يدعى الشعب السوداني
03-21-2019, 10:39 PM
محمد حيدر المشرف محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد حيدر المشرف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست