كنت في حوار غريب مع صديق بدأ يسال عن الصفات التشريحية لذكرالذباب وبدأنا في جدية وهمة عالية بالبحث عنها في كتب الحشرات والاسافير المتخصصة في علوم الحشرات وهذا قد يدل علي أننا نود الهروب لمنطقة نرتاح فيها من أثقال العمر والمعاناة اليومية بدا يسالني هل نحن أعظم مخلوقات الله قاطبة حقيقة غضبت منه وخرجت الي الشارع ولكن تسلل الي ذهني هذا التساؤل عنوان المقال( هل استغنينا بكليتنا عن رؤية حياتنا كما تبدو على حقيقتها) كنت مابين تفكير عميق وعدم جدية في الامر هل هذه بداية الجنون والابتعاد عن بني الانسان في السلوك والتفكير لاأعلم هل لازالت شعرة العقل فينا لا أعلم اليوم منذ بدايته جنون وسلوك عجيب نقول أننا قد نسعي بكل جد للهروب من الواقع السيّء الذي نيعيشه وقد يكون هو أحد الأسباب أن نتجه للهروب بعيدا عن الواقع ونحو إلقاء اللوم على غيرنا لتبرير فشلنا أو نراه يتعلق ببعض الرؤى والأحلام التي نسمعها من الآخرين ونعتقد فيها الفرج الكرب والازمة! أي أزمة يا هذا أتصلت بالصديقة نون وهي زميلة عملنا معا في صحف بيروت في العام 2006 كانت شعلة نشاط ومثقفة معميقة جدا في تفكيرها أحتفظت برقم هاتفه لأسباب كثيرة منها أن ترسل لي بالكتب الجديدة وتحديث بنك معلوماتي في مجال السياسيةا للبنانية أتصلت وليس في ذهني غيرهذا الامر دلفت فورا قائلا لها (العديد من أخواتنا النساء يتعلقن كثيراً ببائعي الأوهام ممن يزعمون القدرة على إعطاء وصفات تُحسّن العلاقة بين الزوجين وأنهم حسب زعمهم قادرون على جعل الرجل خاتماً في إصبع زوجته هل الامرلازال هكذا ) سمعت ضحكة مجلجله وعتاب رقيق منها ودافع راقي عن بنات جنسها وانتهت المحادثة بنصيحة غالية أن أبحث رفيقة لبقي العمر وبعدها كانت الامنيات من كلنا للاخر تأكيد لصداقتنا لاعليكم أنه حالي التجوال بالهاتف والهواجس وبعض أحلام اليقظة قالت لنفسي لم يتبقَ شيء بحياتي يحتفظ بلحظته الأصيلة في عيوني بل هذا الهاتف المعلون غير طعم الحياة فنرى الأشياء من خلف شاشته حتى لا أتذكّر شيء هل ذاكرتي هذه الصور العجيبة والاحداث التي لا تمثل الا العابر والعميق المؤلم نبعده منا وهذا حقيقة الامرنلتقي نتحدث ونأكل ونحتسي القهوة ولكن من داخل سجون العصر هذا الشقة والتلفون واللابتوب لا نستطيع تكوّين ذاكرة أكثر من تدفق اللحظة الحقيقية في رؤوسنا وبعدها نهرب لما نريد بالتاكيد أن النوم أرخص وأسهل وأسرع طريقة لتحقيق الهروب الممكن نلجأ إليها هرباً من الحالة التي تسيطر عليينا أو من حالة خوف أصابنا أو من حالة مرضية وقد يكون النوم في هذه الحالة ليس في الوقت الطبيعي وعلى أي حال هونوم الهارب من الواقع وهذه الوسيلة قد تكون في بعض الأحيان جيدة ومن صالحنا لتخفف عنا الكثير من المعاناة المستمرة وهنالك وسائل أخري ولكنها لها أثارنفسية أصدقكم القول وليس أنا من يقتل نفسه هرباً من واقعه الذي يعيش فيه أو من خسارة تجارية أو زوال منصب رفيع أو فقدان معشوقة بالرغم فادحة الامرعلي المشاعر وحياةالانسان ولكن أقول أني أستغنيت عن رؤية حياتي كما هي علي حقيقتها لأسباب كثيرة أهمها أني متشرد في هذا العالم الفسيح حر في التنقل والترحال ولكن أسيرنفسي العميقة وأخير أسالكم هل أنا بخير في صحتي العقلية لو أن كنت أحتاج لطبابة فهذا دورمن أعشقها دهرا وهي جديرة بذلك . ولنا لقاء أخر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة