الشهداء ... الرواد .. أصحاب السبق الأدبي الثوري ... ضحايا الجلاد ... أهل الدم ... أسياد الشي زاتا الاشباح الذين سكنوا بيوت الانقاذ القذرة ... الثلث المقتول ليعيش الطفيلي الجلاد و الحاشية .. الجرحى.... المهجرين ... المطهرين عرقيا ...
هولاء فقط و حصرا لهم الحق الكامل في ادعاء قداسة ثورية
===========================
لا يوجد ما يعادل معنويا ما بذلوه دما و دموع في محن السودان الممتدة منذ التكوين ....
ما يوجد عوضا عن ذلك هو أمل بسودان أفضل .. ناهض ... يتعافى
======================
" من السهل أن تبدأ ثورة. الصعب أن تنهيها بسلام. الثورة تأكل أبناءها" .
الثائر الفرنسي جورج دانتون قبل إعدامه
======================
ثورة الجميع جاءت بهدف واحد وواضح و هو استيلاد وطن للجميع. وطن الجميع هذا يتطلب انتاجه سلوك وحدوي لا شمولي يعمل على صنع الاجماع لا تدميره بسوء الظن و محاكمة النوايا و اجترار مرارات التاريخ و التخوين و ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة و الطهر الثوري و الثورة نفسها. هذه الممارسات في حد ذاتها و الفشل في ادارة الاختلاف الايديولوجي و السياسي عموما كانت من اهم اسباب تسميم الفضاء السياسي السوداني منذ الاستقلال و تسببت في افساح المجال في كل مرة للعساكر بالقفز الى رأس السلطة و كرسي ادارة الدولة ليدخلوا البلاد في كل مرة في متاهة أكثر اظلاما حتى يومنا هذا.
على السياسيين و الناشطين السودانيين الثوريين ممارسة أقسى درجات النقد الذاتي في هذا الوقت الحساس و استحضار تجارب الماضي و السعي نحو ادارة ذكية ايجابية للاختلاف في داخل صفوف القوى الثورية كلها بلا استثناء و لا اقصاء و لا احتكار او ابتزاز أخلاقي و لا تخوين و تكويم و تهم جاهزة معلبة لا تخدم أي غرض سوى تفتيت الاجماع و ملء الصدور بالأحقاد العاطفية السلبية و شحن الثورة المضادة و تعميق الاستقطاب لنبقى ندور في الدايرة عديمة الفايدة عقيمة أليمة.
خلق وطن جديد يتطلب الكثير من الترفع و التسامي عن الصغائر و التسامح و مد الأيدي و الصفح و الغفران مع المحاسبة لكل من أجرم بصورة واضحة مباشرة. لا محاكمة التاريخ كله في أفراد وجدوا انفسهم في وطن موبوء بالديكتاتورية فلم يكونوا أنبياء و قديسين كما يجب حسب اصحاب نظرية الطهر الثوري الأفلاطونية.
الشعب الشاب غير المكبل بعواطف الماضي السلبية يريد ثورة عملية منجزة واعية تتعلم من الماضي و لا تجتره مرارات و احقاد للابد ... خلونا للمرة الاولى نختلف بشكل مهني عملي منجز .. ما عاطفي هدام.
التحية لكل من رمى بحجر ثوري في بركة الانقاذ الآسنة ..بغض النظر عن المآخذ التاريخية و الاختلافات الآيديولوجية و المواقف المضادة لما أظنه أنا و جماعتي صحيحا ... سأجتهد جدا في افهامهم سبب اختلافي لكن لن اصنفهم او احاول اقصاءهم او احاكم نواياهم .. لانه دي الشمولية الثار الناس ضدها بعينها ...
... التركيز في تحقيق الهدف الاسمى واجب ثوري ...
التحية كذلك للقابضين على الجمر .. الكاظمين الغيظ ... المشرعين القلب ضلفتين لبلد أرحب ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Gasim Alnoor Aly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست