|
Re: من على البعد : سلامي لكِ... في مسكنكِ الجديد (Re: محمد على طه الملك)
|
في ذلك الصباح كان يلف المدينة نسيم منعش . و كان يظلل ارواحنا تفاؤل و بهجة... كان المطار على غير العادة غير مزدحم في تلك الصباحية المباركة... كانت ضحكتها لا تُضاهى بأي ضحكة، و ابتسامتها لا تعدلها أي ابتسامة... كانت ضحكتها ضحكة من عاد إلى الحياة بعد موات... و ابتسامتها ابتسامة من يبتسم في وجه الردى و هو نائم،
كما قال المتنبيء و هو يمدح شجاعة سيف الدولة: ( وقفتَ و ما في الموتِ شكُ لواقفٍ كأنك في جفنِ الرَّدىَ و هو نائمُ)... احسسنا بدنو لحظة السفر ، فبدأت ذاكرة الكاميرات تمتليء بالذكريات و صور الوجوه المتأهبة لالتقاط الصور و الابتسامات التي تحرص بأن تكون نابعة من الأعماق... إنها الذكريات! و آه من ذكريات الكاميرات...حينما تأتي لنا بوجوه الأحباب..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من على البعد : سلامي لكِ... في مسكنكِ الجديد (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ا زلت أذكر و استعيد ذكرى تلك اللحظات الكالحات حينما تعودين من المشفى بعد(أخذ الجرعة)... كنت أعلم حينها أنك تخوضين حرباً داخلية في كل الجبهات في آنٍ واحد..و لكنه قدرا مقدورا.. كنت خلالها تعانين في صمت و توجع و صبر ، يومين أو ثلاثة ثم تعودين إلينا كما الِفْناك.... ضاحكة مستبشرة. كم تكرر ذلك؟ سبعة مرات ..ثمانية؟ لا أذكر.. لكنك في النهاية تخرجين من كل تلك المعارك مبتسمة و ظافرة ... و تمر أيام و تتعدد الجرعات و المعارك و الدعوات الصادقات منّا. , أخيرا عادت الابتسامة و عاد الشعر لينمو من جديد..و تعود ضحكتها الصافية لتجلجل في الأنحاء. و تمر الايام ... و حين جاء موعد السفر تقاطرنا جميعا لوداعك و نحن نودع جزء عزيزا منا و ذهبتِ.. ذهبتِ لتسْعَد والدتُكِ و اخوتُكِ بعودك الميمون... و انقضى فصل شهدناه في الدوحة مليء بالدعاء و الدموع و الدعوات.. وعدتّ لأرض الوطن إلى زوجك الوفي و ابنك الوحيد...و اخواتك المحبّات ...و إلى حضن الوطن الذي ما برح ينتظرك.
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|