يقول حميدتي نائب رئيس المجلس الانتقالي في قري : مشكلتنا هي في مجلس تشريعي غير منتخب .. وكأنه قد وضع يده على أصل الداء وتعرف على أكبر مفارقات قوى الحرية والتغيير .. ولكن يا سعادة الفريق من يشرع للفترة الانتقالية والتي اتفقتم على ان تكون 3 سنوات ؟..من يشرع للاحدات التي تستجد في تلك الفترة ؟ من يشرع للتالي: قانون الانتخابات ..قانون تكوين الأحزاب..قانون تقسيم الدوائر ..قانون الترشيح والانتخاب والطعون والاستئنافات ورفع القضايا ..محاسبة رجالات العهد البائد من المفسدين وآكلي المال العام ومحاكمة القيادات العسكرية التي قتلت المتظاهرين وعذبتهم واغتصبتهم .. ولكنك قطعا تريد من الدولة العميقة المتجذرة في الهيئات القضائية والنيابة العامة والوزارات ان تكون هي من تتولى إصدار هذه التشريعات لتفصلها على شكل حكومتهم التي يترقبونها لتكون بديلا للإنقاذ..!! من أجل هذا فأنا نطالب بالحكومة المدنية..
نفى الكباشي ما قاله في مؤتمره الصحفي بخصوص فض الاعتصام .. ونفى رئيس القضاة ما قاله الكباشي ..ونفي النائب العام ما قاله الكباشي أيضا.. فمن يصدقك بعد اليوم ياكباشي.. (فلا يحزنك قولهم انا نعلم ما يسرون وما يعلنون).. ونحن نعيد للاذهان مرة أخرى خطاب البرهان الأول بعد المذبحة مباشرة ..فلو كان تصريح الكباشي الأخير صحيحا -وهو نفي الامر بفض الاعتصام- فلمذا جاء خطاب البرهان بتلك الصورة الهجومية الشاتمة لقوى التحرير ؟؟بل فإن المنطق يفرض ان يكون خطابه كالتالي : - ان يترحم على الشهداء ويتمنى الشفاء للمرضى - ان يعتذر لقوى التحرير ويؤكد أنه لايزال عند موقفه الذي أعلنه مرارا بعدم فض الاعتصام وأنه تمت تجاوزات من متفلتين هم براء منها .. - وأنه سيكون لجنة للتحقيق في هذه التجاوزات .. ولكن ما حدث ان خطابه كان يؤكد مباركته لهذا العمل وذهب يعدد في الأسباب التي أدت إلى المذبحة من ممارسات قوى الحرية ليجعلها مبررا وسببا مقبولا لدى الراي العام ويذكر انه حدث بسبب تعنت قوى الحرية وعملهم على عزل كل الأطراف الأخرى بما فيهم المجلس الانتقالي لينفردوا بحكم البلاد ويكونوا حكما شموليا.. وكانت نبرات صوت البرهان تدل على التفشي واعلان المواجهة وحرق كل الاوراق مع قوى الحرية وكأنه يقول انه بفض الاعتصام ينفض كذلك تجمع قوى الحرية والتغيير وأكد ذلك بقراراته في إيقاف التفاوض معهم واعتبار كل ما تم الاتفاق عليه لاغيا .. ولكن بعد أن ناقش المجلس الموقف جيدا وتداركوا خطورة ما قرره البرهان ..ظهر البرهان في اليوم التالي وقد تغير 180 درجة في الشكل والمضمون ..ترحم على الشهداء وتمنى للمرضى بالشفاء واستنكر المذبحة وأشاد بالثوار وأثنى على الاعتصام ووصفه بأنه كان عنوانا صادقا للتلاحم السوداني وتبدت فيه الأخلاق والقيم السودانية الرفيعة .. ثم قال هناك لجنة تحقق في المذبحة ..وبعد أيام أعلن أن اللجنة ستعلن نتائج تحقيقها في 72 ساعة وعندما حان الوقت زيد 48 ساعة أخري وبعد التاريخ المعلن أعلنوا ان التحقيق لم ينته وفتح تاريخ الاعلان المقبل على الإطلاق.. ولحقت هذه اللجنة بلجنة 8 رمضان وبلجنة الشهيد أحمد خير.. (ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ) .. من أجل ذلك نطالب بالحكومة المدنية ..
يقول الكباشي ان قوى الحرية لا تفهم معني مدنية !!.. دي كبيرة يا كباشي !!..كان يمكن لسعادة الفريق ان يتواضع قليلا ويقول انه يفهم كلمة مدنية بمعنى مغايرا لما يفهمه قوى الحرية ويكون ذلك مقبولا ..ولكنه آثر العبارة المتعالمة ..فمنذ متى كان الفريق أكثر فهما من البروفسير ؟؟..وهو يعرف تماما ان المتطلبات التحصيلية في الدرجات العلمية لدخول الجامعات أعلى بكثير من تلك المطلوبة للكليات العسكرية .. وان الدراسات العلمية والبحوث الأكاديمية في الجامعات لا تقارن بما يجري في للكليات العسكرية ..وما ذاك إلا من كون خريج الكليات العسكرية مطلوب منه أداء مختلفا في المساهمة الوطنية عن أداء خريج الجامعات .. فالعسكرية تقوم بتربية أفرادها على السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر دون نقاش او تردد وهما مصدران أساسيان للظبط والضبط وتوحيد الصفوف .. وابتعدت الجيوش عن السياسة واعتبرتها لعبة قذرة وان الملكية تعني التراخي والإفساد..وذكر الفريق صلاح عضو المجلس في لقاء ان الجيش لا يعرف السياسة ولا الانقلابات وكل الانقلابات الي تمت في البلاد قامت بها أحزاب سياسية ونسبتها إلى الجيش ولكن الجيش منها بريء .. ولكن هذا المنهاج لا يتناسب مع المدنيين ..فالسياسة عند المدنيين هي سياسة أمور الناس وفق الصدق والعدل ..وان الديمقراطية هي حق الخطأ .. وان الحرية لا تكون بالطاعة العمياء وانما في ان تطيع بفكر وان تعصي بفكر على ان تنهض بحجة عندما تعصي ..لان الحر هو الذي يفكر كما يريد ، ويقول كما يفكر ، ويفعل كما يقول ثم يتحمل مسئولية قوله وفعله وفق قانون دستوري ..وان العالم في المجتمع المدني هو الذي يعلم أنه جاهل لأنه يعترف بأن ما حصله لا يساوي شيئا لما يجهله .. وان العلائق بين الأفراد تقوم على التواضع في ان تقدم غيرك عليك بأنك تعرف نقائص نفسك وانك تجهل نقائص الآخرين لذا حسن الظن بيهم وانسبهم إلى الفضل الإلهي وانسب نفسك إلى النقص .. فقد قال النبي الكريم للاعرابي الذي دخل عليه وهو يلجلج من هيبة النبي الكريم ( هون عليك فإني لست ملكا وإنما انا ابن امرأة من قريش كانت تاكل القديد) ..فقد كان النبي العظيم يحقر من نفسه الكريمة حتى تصح قيمة ذلك الضعيف في نفسه ويرفع رأسه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر جبرونا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست