أصدر قائد الثورة الروسية ومؤسس الحزب الشيوعي والدولة السوفيتية (فلاديمير لينين) كتاب (مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية) الذي صدر في أبريل عام 1920، يتحدث فيه عن المراحل المختلفة التي مرت بها الثورة الروسية والتكتيكات المختلفة التي اتبعتها للوصول الى أهدافها منتقداً بصرامة المواقف المتطرفة ل (اليساريين الشيوعيين) والذين كانوا يسعون للقفز فوق المراحل ويرفضون بشكل صارم الحلول الوسطى ويعتبرونها خيانة للثورة. أورد في كتابه (تصوروا أن قطاع طرق مسلحين أوقفوا سيارتكم فسلمتوهم أموالكم التي تملكونها والسيارة والمسدس، وهذا ما يتيح لكم انقاذ انفسكم؛ هذه مساومة ولا شك (اعطيك الدراهم والسلاح والسيارة، لتعطيني انت الذهاب بأمان وسلامة، ومن الصعب أن تجد شخصاً سليم العقل يعتبر هذه المساومة (غير جائزة مبدئيا) أو يعتبر من أقدم عليها شريكا لقطاع الطرق (حتى وإن استطاع قطاع الطرق بعد أخذهم السيارة والمسدس أن يستخدموهما لأعمال لصوصية أخرى) يقول لينين في كتابه (ان مساومتنا مع قطاع الطرق الامبرياليين الالمان كانت مساومة من هذا القبيل) وهو يقصد بذلك (صلح بريست) أو (معاهذة بريست) بين الدولة السوفيتية وألمانيا في مارس عام 1918 والتي على اثرها خرج الروس من الحرب العالمية الاولى، واعتبرها البعض خيانة للمبادئ الثورية. ويقول لينين (لقد تراءى لهم أن صلح بريست هو مساومة مع الامبرياليين غير جائز مبدئيا ومضر بحزب البروليتاريا الثورية، لقد كانت مساومة مع الامبرياليين ولكن كانت لا مناص منها في ذلك الظرف بالذات ورفيقي طارق كانديك ذهب الى ما راه فلاديمير لينين في موقف رفاقنا في الحزب الشيوعي السوداني بانسحابهم من التفاوض مع المجلس العسكري وقال (هذا مثل اننا عندما وقع بيتنا الذي يأوينا ونجتمع كلنا لبناء هذا البيت ونتحزم ونتلزم ونقلع البدل والقمصان لبناء البيت الا ان أحدنا ينسحب ويقعد بعيد وينظر من بعيد ويتفرج وينتقد ويرفض طريقة البنيان). ان انسحاب الحزب الشيوعي السوداني في آخر الطريق بحسب رايهم (تسعى لتحقيق ارادة العسكر وخيانة تطلعات الجماهير . يقول فلاديمير لينين (كان تشير نيشيفسكي الاشتراكي الروسي العظيم قبل عهد ماركس يردد دائما (النشاط السياسي ليس كرصيف شارع نيفسكي، ذلك الرصيف النظيف العريض، المعبد الممتد على طول الشارع الرئيسي في بطرسبورغ) نتمني من رفاقنا في الحزب الشيوعي السوداني أن يلحقوا بثورة التغيير لبناء وطني حر ديمقراطي، هذا المقال ليس من باب الكسب السياسي الرخيص وانما من أجل تقييم تجارب أحزابنا في مسيرة العمل الوطني، لتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والسلام والعدالة ودولة القانون والحكم الرشيد. التحية لرفيقي طارق كانديك الذي ألهمني لكتابة هذه السطور بقولته العميقة لتشخيص الواقع الموضوعي ومعطيات الاتفاق مع المجلس العسكري.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة