بإرادة الشباب وإيمانهم بأهدافهم وصمودهم أمام آلة القمع والبطش وحقهم في العيش الكريم وقرارهم في من يدير شئون بلادهم تم خلع كابوس نظام الإنقاذ الذي جثم علي صدر الأمة ثلاثون عاماً أذاق فيها الشعب الويل والثبور وسرق ونكل وعذب وعاث فساداً في الأرض وتجبر وطغي. حتي أن إنسان السودان من غير المنتمين للإنقاذ والفقر وجهان لعملة واحدة نظام يعتبر واحد من أفسد الأنظمة الدكتاتورية التي عرفتها البشرية معدوم الكفاءة ضالع في القتل والتنكيل والتخريب والدمار والسرقة والتهجير لم يكن في أي مشروع قائم أو أقامه خلال سني حكمه الدموية ما يضع مصالح الشعب السوداني لا أولاً ولا تالياً في الأحداث الأخيرة وعندما أحس أن الشعب يريد الحياة وأن القدر بات قاب قوسين أو أدني من الإستجابة حاول بخبث أن يخرج مسرحية تمد من عمره في السلطة ولو من وراء ستار وتقيه ويلات المسآلة علي ما إقتراف طوال فترة حكمه فأفتعل إنقلاب إبنعوف والحمد لله أن هذا الخبث لم ينطلي على شباب الفيس بوك الذين كان يتندر ويسخر منهم النظام بدء من رأس الدولة إلي أخمص قدميها والذين كانوا بفضل الله أولاً ثم بتضحياتهم وثباتهم علي المبدأ أن إجتثوا هذا المرض الخبيث من جسد الأمة ، لكن تبقي هناك مؤشرات تحتاج إلي تفسير فلماذا لا نسلم رأس الفتنة إلي المحكمة الجنائية الدولية بحجة أن ذلك لا يمثل تقاليد الشعب السوداني تارة وأن الأمر من إختصاص نظام مدني تارة أخري. ولم يشر المجلس العسكري الحالي إلي أي قرار أو إتجاه لمحاكمة سدنة النظام بل ذهب الأمر حد أن تركوهم ينعمون بجنانهم التي شيدوها من مال وعرق ودماء السودانيين ووفرت لهم الحراسة وكأنهم مازالوا في السلطة ، فالمجرم مكانه التوقيف وسجن كوبر مصادفة علي مرمي حجر من عزبة البشير وأهله (كافوري). المخاوف من أن يكون برهان هذا من صنيعة الإنقاذ وإمتداد لها ، فزيارته للمخلوع البشير في مزرعته والتي دار فيها ما دار من حوار ربما وتوجيهات وتوصيات خرج منها للعلن أن المخلوع أوصاه خيراً بالشريعة – أي شريعة تلك التي أعطتك ملكاً من علي ظهر دبابة ، أي شريعة تلك التي بإسمها عثتم ثلاثون عاماً فسادا في الأرض. وفي المقابل فإن محمد حمدان دلقو حميدتي هو من صنع الإنقاذ فهو واحد من المجرمين الذين أبادوا أهلنا في دارفور ، فقد سلحته سلطات الخرطوم حتي أضحت قواته تضاهي قوة الجيش السوداني مليشات مرخص لها من النظام لحماية مصالح النظام وليذهب الجيش للجحيم ، دولة داخل دولة تماماً مثل بارونات المخدرات وعصابات المافيا. ففي مقابلة مع المأزوم حميدتي كان يردد السيد الرئيس للمخلوع البشير ولم يذكره مجرداً أو مقرونا بالرئيس المخلوع. هذا هو المجلس العسكري الجديد الذي من المفترض أن يدير شئون البلاد وهو أمر في تقديري يمثل تغيير أقنعة لا أكثر. هم رجال حول البشير وما أنفكوا لكن ليعملوا أنه حتي وإن إنفض الإعتصام فسوف يعقبه آخر فأنتم أمام جيل لو ماتوا عن بكرة أبيهم لحاربتكم المقابر المؤسف أن الخال الرئاسي حر طليق ليس هذا فحسب بل يكيل الشتائم والسباب للثوار فقد جاء في جريدتته المأفونة وفي عموده "زفرات حرى" التالي: طيب إذا كنتم أيها العظماء بهذه القوة لماذا لم تتستلموا السلطة وترغموا الرئيس السابق علي الرضوخ والإستسلام لجبروتكم وتسليمكم السلطة؟ هل يئن أولئك الواهمون أن كل المحتجين الذين حاصروا القيادة العامة تابعون لهم مستسلمون لإرادتهم وأجندتهم السياسية وهل يعجزنا أن نحتل ميدان القيادة العامة بأضعاف ما يحشدونلا والله ، لكننا – حتي الآن – نتحلي بالصبر الجميل خوف الفتنة إنتهي الإقتباس أي تكبر وفوقية هذه إنها عقد النقص أوالدونية التي ما أنفكت تلازم هؤلاء إنه جنون العظمة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة