ماذا يريد منا الشيطان ؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2020, 06:55 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ماذا يريد منا الشيطان ؟!

    05:55 PM February, 09 2020

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    قال عبد الله بن آدم : حاورت الشيطان الرجيم ، في الليل البهيم ، فلما سمعت أذان الفجر ، أردت الذهاب إلى المسجد ، فقال لي : عليك ليل طويل فارقد .
    قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة .
    قال : الأوقات طويلة عريضة .
    قلت أخشى ذهاب صلاة الجماعة .
    قال : لا تشدد على نفسَك في الطاعة .
    فما قمت حتى طلعت الشمس . فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات ، فاليوم كله أوقات .

    وجلست لآتي بالأذكار ، ففتح لي دفتر الأفكار .
    فقلت : أشغلتني عن الدعاء . قال : دعه إلى المساء .
    وعزمت على المتاب . فقال : تمتع بالشباب .
    قلت : أخشى الموت . قال : عمرك لا يفوت .
    وجئت لأحفظ المثاني ، قال : رَوّح نفسك بالأغاني .
    قلت : هي حرام . قال : لبعض العلماء كلام .
    قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة . قال : كلها ضعيفة .

    ومرت حسناء فغضضت البصر ، قال : ماذا في النظر ؟
    قلت : فيه خطر . قال : تفكر في الجمال ، فالتفكر حلال .
    وذهبت إلى البيت العتيق ، فوقف لي في الطريق ، فقال : ما سبب هذه السفرة ؟
    قلت : لآخذ عمرة .
    فقال : ركبت الأخطار ، بسبب هذا الاعتمار ، وأبواب الخير كثيرة ، والحسنات غزيرة .
    قلت : لابد من إصلاح الأحوال .
    قال : الجنة لا تدخل بالأعمال .

    فلما ذهبت لألقي نصيحة ، قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة .
    قلت : هذا نفع للعباد . فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد .
    قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟ قال : أجيبك عن العام والخاص .
    قلت : فالمجلات الخليعـة ؟ قال : هي لنا شريعة .
    قلت : فالـدشـوش ؟ قال : نجعل الناس بها كالوحوش .
    قلت : فالمقاهــي ؟ قال : نرحب فيها بكل لاهي .
    قلت : ما هو ذكركم ؟ قال : الأغانـي .
    قلت : وعملكـم ؟ قال : الأمانـي .
    قلت : وما رأيكم في الأسـواق ؟ قال : علمنا بها خفّاق ، وفيها يجتمع الرفاق .

    قلت : كيف تضل الناس ؟
    قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات .
    قلت : وكيف تضل الحكام ؟
    قال : بالتعطش للدماء ، وإهانة العلماء ، ورد نصح الحكماء ، وتصديق السفهاء .
    قلت : فكيف تضل النساء ؟
    قال : بالتبرج والسفور ، وترك المأمور ، وارتكاب المحظور .
    قلت : فكيف تضل العلماء ؟
    قال : بحب الظهور ، والعجب والغرور ، وحسد يملأ الصدور .

    قلت : فيكف تضل العامّـة ؟
    قال : بالغيبة والنميمة ، والأحاديث السقيمة ، وما ليس له قيمة .
    قلت : فيكف تضل الشباب ؟
    قال : بالغزل والهيام ، والعشق والغرام ، والاستخفاف بالأحكام ، وفعل الحرام .
    قلت : فما رأيك في إسرائيل ؟
    قال : إياك والغيبة ، فإنها مصيبة ، وإسرائيل دولة حبيبة ، ومن القلب قريبة .

    قلت : فما تقول في الصحف ؟
    قال : نضيع بها أوقات الخلف ، ونذهب بها أعمار أهل الترف ، ونأخذ بها الأموال مع الأسف
    قلت : فماذا يقتلك ؟
    قال : آية الكرسي ، منها تضيق نفسي ، ويطول حبسي ، وفي كل بلاء أمسي .
    قلت : فمن أحب الناس إليك ؟
    قال : المغنّون ، والشعراء الغاوون ، وأهل المعاصي والمجون ، وكل خبيث مفتون .
    قلت : فمن أبغض الناس إليك ؟
    قال : أهل المساجد ، وكل راكع وساجد ، وزاهد عابد ، وكل مجاهد .
    قلت : أعوذ بالله منك ، فاختفى وغاب ، كأنما ساخ في التراب ، وهذا جزاء الكذاب
    -----------------------------------------------------------------------
    أجدني متشبثاً بالحياة حتى آخر نَفَس؛ أريد أن أعيشها طولاً وعرضاً بعمقها واتساعها
    أريد أن استمتع - دون وسيط ودون تأخير- بكل التحوُّلات التاريخية- التي سيشهدها نصف قرن قادم.
    وحتى الأحداث العادية واليوميات هي مصدر بهجة لا تنضب، اقرأ فيها رحمة الله، وعدله، وقرب فرجه للمحرومين والمسحوقين، ومأسوري الأجساد والأرواح.

    أريد أن أشاهد بدهشة وحماس كل المآلات التي سيصير إليها عالم أنتمي إليه وأحبه، وأمقت تخلُّفَه، وأقرأ الحدث كاملاً غير منقوص بعد أن شهدت بداياته، وقرأت حروفه الأولى.
    أيّ صورة ستتكون؟ الخيال ذهب بعيداً وحلَّق، لكن الشأن أن يصبح الخيال حقيقة، وأن يتهيأ لقفزة أخرى.. لكن إلى أين؟
    أريد أن أشهد وجوهاً جديدة في الحياة؛ من صبية كبروا، وكبَّروا وشمَّروا عن سواعد الجد، وخاضوا التجربة بكل ثقة، ونزلوا يخطرون بكبرياء التواضع .
    وأن أرى التاريخ يتوقَّف لهم، ويمنحهم حق الحياة، والمجد، والخلود

    أريد أن أتحدَّث عن آخرين قدَّموا التضحيات الجسام بتفانٍ وتجرَّد، ولم يطيلوا الحسابات، ولا راودتهم أحلام التَّصَدُّر، ولا شربوا من كدر الذات، ولا أصاخوا لإغراء السلطة والمال والجاه، فأصبحوا صلوات يتلوها الناس، وقامات تتقاصر دونها الأعناق، وخطَّت أسماؤهم بمداد من نور على صفحة الأيام !

    أريد أن أشهد واقعاً مزمناً، ظنَّه الناس سرمداً لا يزول، كيف انطوى وأصبح سطراً قصيراً في كتاب التاريخ لا يكاد يتبيَّنه القارئون ؛ أريد أن أرى صورة مختلفة غير تلك التي تقابلني كل صباح.
    أبتغي المزيد من الساعات الممتدة لِأَعُبَّ من متع الحياة المبذولة بنشوة وفرح كلما أمكنني ذلك دون تذمم، مادمت مرتاح الضمير، دائراً في الحد الذي خطَّه لي قلم التكليف .

    أريد أن أظل مندفعاً للعطاء، دون انتظار مكافأة من مخلوق .
    أشعر أنني كلما قدَّمت كلمة طيبة، أو إرشاداً، أو مشورة، أو دعماً نفسياً.. أنني أمتد وأسمو، وأقطف من شجرة السعادة أينع الثمار وأطيبها، وأشرب من مائها الغدق حتى أرتوي.
    أريد أن أفرح بثيابٍ أستَجِدُّها، وكأنها أول كسوة تلامس جسد ابن البادية .
    وأن أفرح بطعام جيد ألتهمه، وكأنه أول وجبة يتبلَّغ بها ابن الحقل.

    أريد أن أفرح بمعلومة جديدة، وكأنها شاردة، وكأنها أول لمسة نورانية يهتزُّ لها عقل طفل حديث العهد بالحياة.
    أريد أن أسافر للمرّة الأولى، لوطن عاش بأحلامي وأن أرى الحلم واقعًا، والكابوس فرحة، والمساء فجرا.
    أريد أن أتعلَّم كيف أستخدم التقنية الحديثة من أحد أحفادي، وكأنني بين يديه طفل صغير لا يستنكف من التوبيخ والضحك على بطء فهمه، وعجزه عن الاستيعاب .

    السنين التي قضيتها من عمري جعلتني أخبر الحياة، وأسبر أغوارها، وأعرف جيدها ورديئها، وأتفحَّص طرائقها؛ فأنا اليوم أشد وعياً، وأرسخ عقلاً، والعمل الذي أعمله بالأمس اختصره اليوم زماناً وجهداً، وأمنحه فكرة أرقى.
    وَأَرى اللَيالي ما طَوَت مِن شرَّتي زادَتهُ في عِظَتي وَفي إِفهامي
    مرَّت ليالٍ سود، وأيام عسيرة قاتمة.. لم أفقد فيها إيماني بربي، وثقتي بأنه يصنع لي الأفضل، ولو لم أستوعب أبعاد المقاصد العليا ساعة حدوثها .

    تعلَّمتُ من هذا ألا آسى على فائت، ولا أتشاءم من واقع؛ ففي طيَّات ما تكره ألوان من اللُّطف، والفيض، والمنح، والعطاء.
    لكَ الحَمدُ مهما استطالَ البلاء ومهما استبد الألم
    لكَ الحمدُ إن الرزايا عطاء وإن المَصيبات بعض الكَرَم
    ألم تُعطني أنت هذا الصباح وأعطيتني أنت هذا السَّحر
    جمال الحياة أن أعيشها كما هي لا كما أريد لها أن تكون.
    وجمال المتعة أن اقتطفها بخفة وحبور، لا أعطي هواجس المستقبل فرصة لحرماني منها.
    تكدَّر صاحبي عندما تذكَّر المخاطر المحيطة به، وبالحياة من حوله أما أنا ففلسفتي: أحسن الاستمتاع بالنعمة قبل رحيلها.
    ------------------------------
    قبل الثورات العربية كان مثقفو الحظيرة يصولون ويجولون في شتى أرجاء السلطة، إعلاميًّا وصحفيًّا، وفي المؤتمرات والندوات، ويُدْعَون إلى لقاءات على مستوى رفيع مع قيادات النظم الفاسدة؛ لأنهم كانوا يؤيِّدونها ويشيدون بها، ويسوِّغون جرائمها ضدّ الشعوب البائسة، ونظير ذلك كانت النظم تلقي إليهم ببعض الفتات في شكل وظائف أو جوائز أو سفريات أو تفرغ أو غير ذلك.

    كان الهمُّ الأكبر لمثقفي الحظيرة التشهير بالإسلام وتشويهه، والتحريض على الإسلاميين والمطالبة برءوسهم بوصفهم إرهابيين مجرمين ظلاميين يجب على النظم أن تسحقَهم ؛ لأنهم ضد التنوير والتقدم، وهو ما رحَّبت به النظم الجائرة بل دعت إلى المزيد منه، أضفْ إلى ذلك إصرارهم على غسيل سمعة الغرب الاستعماري وتبرئة ذمتِه من الجرائم الاستعماريَّة التي مارسها ضدّ الشعوب وضد الشعب المصري مذ جاء المجرم الاستعماري نابليون بونابرت عام 1798م إلى مصر غازيًا، فقتل من شعبها ثلاثمائة ألف مصري بمنتهى القسوة والوحشيَّة، ثم إنهم يحاولون دائمًا التخفيف من ممارسات العدو الصهيوني ومذابحه الوحشيَّة ضد الفلسطينيين والمصريين والعرب، مع الدعوة إلى التطبيع المباشر أو غير المباشر، والتنديد بالمقاومة الفلسطينيَّة وإدانة العمليات الاستشهاديَّة، وشنّ الحملات الدائمة على منظمة حماس، والترحيب بحركات الانفصال في العالم العربي؛ مثل: جنوب السودان وجنوب اليمن وغيرها.

    هؤلاء "الحظائريون" ما زالوا يسيطرون على الثقافة، ويعيشون بمنطق المراوغة واللعب على كل الحبال في إقصاء الأغلبيَّة الساحقة عن وسائط التعبير المختلفة، والمشاركة الثقافيَّة الحقيقيَّة، وفي كل الأحوال يفرضون إرادتهم الشيطانيَّة على المجتمع والمواطنين.

    فقي مصر مثلا كنا نتوقع أن يتمَّ تحرير الثقافة المصريَّة من هؤلاء الحظائريين، أو على الأقل إعادتهم إلى حجمهم الحقيقي، وتمكين الأغلبيَّة الساحقة من وسائط التعبير وحق المشاركة في القضايا العامَّة.. ولكن المفارقة جعلتهم أصحاب الكلمة الأولى في ثقافة المجتمع بعد الثورة، فازداد تمكينهم في الإعلام والحياة العامة، ورأيناهم، وهم الذين كانوا يعبدون المخلوع من دون الله، ينظِّرون للثورة، ويخططون لمسيرتها، ثم، وهو الأدهى، أنهم هم الذين تلتقي بهم السلطة الحالية وتتحاور معهم، سواء في مجلس الوزراء أو المجلس العسكري، وكأن مصر عقِمتْ ولم تنجبْ سواهم ليكونوا وحدهم المثقفين الذين يعترف بهم النظام الجديد، ولا يرى غيرهم على الساحة.

    والسؤال هو: لماذا يصِرُّ المجلس العسكري في مصرعلى أن يكون خدام النظام الفاسد الراحل من المثقفين هم الذين يجلسون على حجره ويحاورونه ويناقشونه دون مثقفي الأغلبية الإسلاميَّة وهم كثيرون للغاية، ومنهم من يتمتعون بخبرات عالية وأخلاق رفيعة ولا نزكيهم على الله، ثم إنهم أصحاب مبادئ واضحة لا تتغير ولا تتبدل مثل من خدموا نظام مبارك وصاروا اليوم كما يزعمون ثوارًا بل من غلاة الثوار؟!

    لقد آن الأوان لتحرير الصحافة والثقافة في مصر وغيرها من بلدان العرب التي تحررت من الطغاة المستبدبن من خدام النظم الفاسدة السابقة ، فهم لن يتحدثوا بصدق في أي قضبة تهم المواطن والوطن ، ولكنهم سينظرون إلى اتجاه الريح، ولن يعنيهم إلا الحديث عما يخصهم، فهل تفهم القيادات الوطنية هؤلاء على حقيقتهم؟! نرجو ذلك.

    ------------------------------------------------
    لا يستطيع أحد أن يشكك في مدى سطوة الإعلام بوسائله المتعددة على العقول والأفكار والأذواق؛ بل حتى على المشاعر التي لم تسلم من عبث الإعلام بها، وهو ما ساهم في تفشِّي ظواهر كثيرة ثقافية وغير ثقافية، ولعل من أبرز الظواهر الثقافية ظاهرة الجدل بكافة أنواعه وفنونه وعلى جميع المستويات (السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية)؛ بل كل ما يمتُّ للإنسان بصِلَة امتدت إليه ظاهرة الجدل؛ فأصبحت كل قضية - جليلة كانت أم حقيرة - تُطرَح من منظور جدلي وتُعالَج بطريقة سجالية؛ وكأن الإعلام يعيد صياغة منهجية التفكير لدى الإنسان؛ فيصبح لا يأخذ قضية أو يتناول فكرة إلا وهي محمَّلة بالشكوك والجدالات.
    وفي خضم هذا كله كيف يصل إلى الصواب أو يهتدي إلى الحقيقة وهو لا يجد أمامه إلا أن يختار اختياراً اعتباطياً؟

    لقد أصبح الجدال أحد أهم أُسُس الصناعة الإعلامية؛ فلا تكاد تخلو منه قناة مهما اختلف نوع المعروض فيها، بل يُعتبَر سِمة بارزة في بعض القنوات التي ساهمت في انتشارها؛ فحينما تطرح قضايا مشتعلة تتنازعها أطراف متعددة، وهو ما يجعل المهتمين بهذه القضايا ينجذبون لمثل هذه البرامج الجدالية التي في حقيقتها وسَّعت دائرة الخلاف وأضعفت الثوابت والقناعات، حتى أصبح الوصول للصواب أو الأقرب للصواب أمراً يشبه المستحيل عند المتلقين الذين بدورهم تحوَّل منهج التفكير لديهم إلى أسلوب جدالي، وأصبحت النفسيات مشبعة بحب الجدال والغلبة؛ فلا تبتغي سبيل الحق بمقدار ما يكون تفكير صاحبها مُنْصباً نحو الغلبة وفرض الرأي وإسقاط أراء الآخرين؛ وذلك عن طريق البحث عن أي سقطة أو خلل ينفذ منه إلى آراء خصومه فيبطلها أو يشوش الرؤية عليهم في أقل الأحوال.
    والنتيجة ضياع الثقافة العميقة والأفكار الرصينة، والانتقال لثقافة سطحية تحمل كل ألوان الطيف غاية همِّها إرباك الخصم ومحاصرته ومن ثَمَّ التغلُّب عليه.

    وانظر إلى أي برنامج جدالي مهما طالت مدته ثم انظر إلى الفوائد المجتناة من ذلك الجدل؛ فلا أظن أنك تظفر بفائدة تذكر إلا عنوان القضية المطروحة أولاً، وبعض النُّتَف الثقافية الهزيلة التي لا تُسمِن ولا تغني من جوع.

    ثم ألقِ نظرة فاحصة على عقائد الناس وقيمهم وثوابتهم: كم تزعزعت، وأخذت التساؤلات والشكوك تتسرب إليها بقوة بعد شيوع هذه الظاهرة؛ حيث لم تسلم من طاولة النقاش عقيدة مهما عَظُمت، ولا مبدأ مهما عَلَت قيمته؛ إذ يعرض في مقابلها الضد الذي هو مرفوض أصلاً وغير معترَف به لدى أصحاب تلك العقيدة أو ذلك المبدأ، وتكون بداية الاعتراف به على أنه خصم يسمع منه أول خطوة لقبوله، فيأخذ من خلاله مساحة - ولو يسيرة أو هامشية - من إنصاتهم ومن رسوخهم في عقائدهم وقيمهم ، ومع مرور الوقت وتتابع النقاشات تلو النقاشات تبدأ تلك المساحة الضئيلة في الاتساع مع انكماش في مساحة الثابت والراسخ إلى أن يتساويان، وفي هذه الحالة يكون الأكثر تمسكاً بمبادئه والأقوى رسوخاً في عقيدته هو مَن يستطيع أن يقول: هذا مبدأي أو عقيدتي أو قيمي وأنا أتمسك بها وألزمها كتمسكك والتزامك بقيمك، وهذا أقل حقوقي.

    بينما يداخل الكثيرين شكٌّ في أن ذلك الضد المقابل وقد يكون على حق وهذا بعكس حالهم السابقة؛ حيث لم يكونوا يعترفون بعقيدته أو قِيَمه ويرون أنها باطلٌ، وليس أمامه من طريق إلا أن يتخلى عنها جملة وتفصيلاً.
    وقد يقال: لماذا لا ننظر إلى الجانب الإيجابي في ثقافة الجدل؛ فبواسطتها نستطيع إزاحة العقائد الفاسدة أو إضعافها؟
    وقد يُقبَل هذا التساؤل نظرياً، لكن إذا نظرنا للواقع الممارَس فسنجد أن الطعـن والتشكيك والشغب وإثارة الخصوم صُبَّت صبّاً معتمَّداً متطرفاً على العقيدة الصافية والقيم الإسلامية الراسخة.

    حتى أصبح يتردد على ألسنة الكثيرين قولهم: كنا نعتقد كذا فبان خلافه، وكنا نتشدد في كذا فظهر أن الأمر أيسر مما كنا نعتقد، وكنا نحرِّم كل شيء، وكنا أصحاب نظرة قصيرة وأفق ضيق، وكنا نظن أنَّا وحدَنا المسلمون... وهكذا من عُقَد الذنب غير المتناهية التي فتحت الباب على مصراعيه لكل عابث بدين الله ولكل باحث عن الأضواء، فانتشرت الآراء الغريبة والفتاوى الشاذة وكثرت التخبطات والانتكاسات.ولكن: هل يحدث هذا الأمر هكذا فجأة ودفعة واحدة؟
    ولعلنا لا نستغرب أنه إذا تزعزعت الثوابت فماذا ستكون النتائج؟ قطعاً ستكون شكوكاً وتردداً وتذبذباً ومحاولة بحث عن شيء ثابت، وأين الثابت وسط كل هذه الفوضى، وكل هذا الطوفان من الشكوك؟
    ونظراً إلى ما قاله الصحابي الجليل حذيفة - رضي الله عنه - وكأنه يحكي ما يحدث في أيامنا هذه حينما قال له أبو مسعود: اعهد إليَّ. قال: ألم يأتك اليقين؟ قال: بلى. قال: “فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون؛ فإن دين الله واحد”

    وليست كما يتوهم بعض الناس أنها ظاهر صحية في الوعي حتى لا يحدث جمود في الفكر وتكلُّس في التفكير؛ بحيث يكون انتقال الأفكار وتداوُلها عن طريق التقليد دون أن تُعرَض على مشرحة النقد والتنقيح والتمحيص والنقاش. بل هو ظاهرة مَرَضية تصيب الأمم في فترات الخمول وأوقات الهزائم والتراجع، فيسعون لملأ فراغهم النفسي بشيء يشعرهم بدور يقومون به؛ فلا يوجد أشقُّ على النفوس من الإحساس بضآلة القيمة وضياع العمر في الأمور الصغيرة دون الكبيرة، فإذا لم يستطيعوا القيام بالأمور الكبيرة سدوا هذا الفراغ بكثرة الجدال والنقاش باعتباره نوعاً من الإشباع النفسي.
    وتخيل في مثل هذا الجو من التقاعس والخذلان وتجرُّع الهزائم ماذا سيطفو على السطح من أفكار؟
    لا يمكـن أن تكـون أفكـاراً عظيمـة؛ فالأفكـار العظيمـة لا تنتج إلا في الأزمنة العظيمة والأفكار الهابطة نتاج الأزمنة الضائعة. وهو مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم "ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل" ثم قرأ {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} .

    فثقافة الجدال هي البديل أو العقوبة التي تُسلَّط على مَنْ أعرض عن كتاب الله وهدي نبيِّه صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً.
    والجدال يعطي صاحبه شعوراً بالامتلاء الكاذب والتفوُّق الزائف؛ فهو إذا أسكت فلاناً، وانقطع عنده آخَرُ شَعَر بالتميز الذي ما بعده تميُّز! وربما لم يعلم المسكين أن أكثر من يكف عن نقاشه إنما يستنكف استخفافاً به وتعالياً عليه أو توفيراً لعقلٍ وجهدٍ مهدورَين في نقاش لا فائدة تجتنى من ورائه.

    ولا تُعَد الغلبة تميزاً في مجال اللجاج؛ فهي نوع من الخصومة لا يظهر فيها إلا إذا كان أكثر سوءاً. يقول الشاطبي: "ولا ترى أن ظهور حجة من يخاصمك نعمةٌ عليهم بل هو استدراج والعياذ بالله"
    وليس هناك من هو أكثر هشاشة وقابلية للكسر في مبادئه وثوابته من المجادِل، ومن ينظر إلى القوة التي يتحدث بها والثقة المبالَغ فيها ومحاصرة الخصوم وتفنيد حججهم، وقمعهم بالحجة تِلْو الأخرى ظن فيه قوةً قي المبدأ لا يتطرق لها الضعف وصلابة في اليقين لا تعرف اللين؛ بينما ليس أسهل من المجادل في تبنِّي أقوال الخصوم، فهو حين يجادل الخصم يتمثل مقولتَه ليستوعبها بغية الوصول لمواطن الضعف والخلل فيها حتى يجد فيها منفـذاً قاتلاً يهـاجم من خلاله خصمه المعاند حتى يُلزِمه ويقهره، وخلال تجواله في فكر الخصم يتشرَّبُها وهو لا يشعر.
    يقول عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: "من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل".
    -----------------------------------------------
    اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ولغة العقيدة الصحيحة، وهي لغة فكر وأخلاق للأمة الإسلامية، وهي أقدر اللغات على الأداء وأقواها، وقد اختارها الله سبحانه لهذا الدين لما فيها من طابع في التعبير والبيان والمرونة والاتساع، بحيث استطاعت أن تحمل الرسالة السماوية، وأن تؤديها للناس في أرجاء المعمورة.

    وقد كان فضل الله تعالى عظيماً على العرب حينما أنزل آخر كتبه بلغتهم، فصارت العربية لغة دين وحضارة وكتب لها القبول والرواج بحيث بدأ يتنافس في القيام لخدمتها نشراً وتعلماً وتأليفاً العجم قبل العرب، وقد بذل علماء الأمة عبر القرون جهوداً جبارة في خدمة اللغة العربية وتركوا من بعدهم تراثاً هائلاً يتمثل في آلاف المؤلفات تخدم القرآن الكريم والسنة النبوية في شتى علومها وفنونها، ومن العلماء من كان في الأصل عجماً فقد عرّبه الإسلام حين عرّب لسانه فتكلم وكتب وصنف بلغة القرآن من أمثال الحسن البصري، وابن سيرين وعطاء وسعيد بن حبير، وأبو حنيفة والبخاري، ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وسيبويه وغيرهم من الأئمة الأعلام، وعباقرة الإسلام.

    ومن يتصفح كتب التاريخ وعلم الرجال يعرف الصعوبات التي كانت تعترض سبيل أهل العلم وطلاب المعرفة في أيام مضت، من صعوبة التنقل، وبعد في المسافات، وندرة في أدوات الكتابة والنشر، ثم يقارن ذلك بسهولة التنقل والاتصال، ووفرة وسائل الطباعة والنشر، وكثرة أدواتها في العصر الحاضر، ليدرك حتماً مدى أهمية الدور الذي قام به علماء الأمة في ازدهار اللغة العربية وسلامتها من الضعف الذي يطرأ كثيراً على اللغات لظروف اجتماعية وسياسية وثقافية ويهدد أصالتها كما حدثت مع اللغة الفارسية والإنجليزية.

    ولكن إزاء هذه الجهود الكبيرة التي بذلها سلف هذه الأمة في سبيل نشر اللغة العربية والحفاظ على قوتها وجمالها، نجد أن هناك تقصيرا واضحاً من قبل أبنائها تجاه لغتهم في العصر الحاضر، وما نراه كواقع يومي من مخاطبة مئات الآلاف من المقيمين غير العرب في الدول العربية بغير العربية أي (باللهجة العامية) وبالألفاظ والكلمات المكررة الدارجة التي ينطق بها أبناء لغة الضاد أثناء تحدثهم مع غير العربي مما لا يمكن إطلاق اللغة عليها من أمثال: "أنت في روح، أنت في شف، خل ول ، أنت ما في معلوم، .. و.. " ، و هذه الظاهرة الخطيرة لا تنحصر في غير المتعلمين وغير المثقفين بل تجد الفئة المتعلمة والمثقفة يستخدمون الأسلوب نفسه في محاوراتهم لغير الناطقين بالعربية ويكون الموقف أكثر إيلاماً عندما تجد أن غير العربي يصر على التحدث بالعربية الفصحى والعربي المتعلم يقابله بالتحدث باللهجة العامية، وتلك المشاهد تتكرر يومياً، ومما يحضرني في هذا الصدد قصة شاب باكستاني وهو "فني الحاسب الآلي" وصل إلى إحدى الدول العربية من فترة وجيزة وقد كان يتحدث بالعربية الفصحى وعندما كنا نسأله عن أمر يجيب قائلاً: "لا أعلم، أنا لا أعرف" والآن قد تراجع بخطوات إلى الوراء فيقول: (أنا ما في معلوم، أنا ما يدري..)

    وإذا كان المستشرقون وأعداء الأمة قد عجزوا عن تحطيم العربية والقضاء عليها بكل ما يملكون فلماذا نحن أبناء هذه اللغة الخالدة نقوم بما عجز عنه الآخرون؟.. والله المستعان.
    --------------------------------------------------------
    العلم معرفة الشيء على حقيقته، ولا يكون العلم إلا بعد جهد تدرك به هذه المعرفة.
    ويطلق العلم على معان كثيرة كالعلم بالعقائد، وعلم اللغات، والتراجم، والأنساب، وعلوم الطبيعة كالرياضيات والكيمياء والفيزياء أو العلوم الحديثة كالحاسب الآلي والإنترنت، وأي علم آخر يجتهد الإنسان لمعرفته.

    وقد اهتم ديننا الحنيف بالعلم أعظم اهتمام، يقول الله عز وجل في أول ما نزل: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) ففي هذه الآيات المحكمات أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل فرد من أمته أن يقرأ ويتعلم أي علم يكون له ولغيره نفع في دينه ودنياه.

    وقد رافق هذا الأمر بيان سماوي آخر عن مكانة العلماء، ومآثرهم في مواضيع عديدة من القرآن الكريم ومنها قوله سبحانه في سورة آل عمران: (شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) وقوله عز وجل: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقوله عزّ من قائل: ( يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات). ففي الآيات إشارة واضحة بأنّ الذين يشهدون بالوحدانية المطلقة هو الله عز وجل وملائكته وأولو العلم وفيها دلالة بأنَّ العلماء يتميّزون بعلومهم ومعارفهم ،وبإدراكهم عن الذين لا يعلمون.

    ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( إنّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر يصلون على معلم الناس الخير) (الترمذي) ويقول: ( من يرد الله به خيراً يفقّه في الدين) (البخاري).
    ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهّل الله له به طريقاً إلى الجنّة) (مسلم).

    وهذه الفضيلة لا تختص بطلب العلم الشرعي - لمكانة هذا العلم وكونه أول العلوم التي يجب أن يعرفها المسلم لمناطه بأمر دينه- فحسب، بل إنَّ هذه الفضيلة تمتدُّ إلى كل علم يكون للمسلم ولغيره فيه نفع في معيشته وحياته اليومية ما لم يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية، إنَّ العلوم الدنيوية ضرورة لتنمية معاش المسلمين يقول الله عز وجل: ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) ويقول : (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) ويقول سبحانه: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه). وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في تأبير النخل: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم).

    وعمار الأرض لا يكون إلاَّ عن علمٍ راسخ بمعرفة علوم الصناعة والزراعة وعلم راسخ في الاقتصاد والتجارة وطرق تنميتها واستثمار الوسائل العصرية الحديثة في خدمة الإسلام والدفاع عن حياض الأمة ، فالأمم التي تقدمت في ميادين العلم المختلفة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد نجاحها في إدارة مؤسساتها وانضباط سلوك العاملين فيها. والشعوب التي فشلت في ميادين التنمية ما كانت لتصل إلى هذا الفشل إلا بعد فشلها في إدارة دوائرها ومؤسساتها التنموية وعدم استثمار الوسائل بطريقة مثلى.
    إن حاجة الشعوب المسلمة إلى العلم الشرعي تمتد بالضرورة إلى حاجتها لعلوم ومعارف أخرى كعلم الحاسب ، والطب ، وعلم صناعة الأسلحة وغيرها، بل يجب أن تكون هذه العلوم محل عناية المسلم واهتمامه في عصرنا الحاضر لأنها لم تعد مجرد حاجة بل أصبحت ضرورة قصوى في وقت تخلَّف فيها المسلمون عن غيرهم من الأمم . يقول الله عز وجل: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم) .

    أضف إلى ذلك كل علم نافع تحتاج له الأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها للدفاع عن عقيدتها وشريعتها.
    ونحن نعلم علم اليقين أنَّ سلف هذه الأمة قد اهتم بالعلوم الشرعية وما يتفرع عنها و في الوقت نفسه اعتنوا بعلوم ومعارف أخرى كعلم الطب و الجراحة و علم الرياضيات وعلوم الزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم التي كانت لها دور كبير في بلوغ الحضارة الإسلامية مرحلة ازدهارها.

    إنَّ المسلم يجب أن يعرف أنَّ كل ما يتعلّمه من العلوم والمعارف والفنون ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية وقواعدها يعتبر مأموراً به ومشجعاً عليه و له أجر عند الله تعالى فمن يتعلَّم صناعة الأسلحة لتدافع بها الشعوب المسلمة عن دينها وأوطانها أفضل ممن لا يعرفها، والذي يتعلم علم الطب ويعالج مرضى المسلمين أرفع درجة ممن لا يقدم شيئاً للأمة، ومن لديه خبرة ومعرفة بتقنية العصر (الكمبيوتر والإنترنت) ويجيد فن استخدامها والاستفادة منها في الذب عن الإسلام، ويساهم في إيصال كلمة الحق إلى الآفاق في عصر العولمة خير من غيره وهكذا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنّ هذا الخير خزائن ، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر. وويل لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير) ( ابن ماجه).

    فأين نحن من هذه المعاني العظيمة ، وما السبيل لتفعيل الطاقات المعطلة في هذه الأمة ؟
    copied








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de