كنت دوماً اتسال عن امكانية الخروج من هذة الدوامة التي تعتقلنا كسودانيين قاطبة بداخلها وتمنعنا وبمختلف مشاربنا ورؤانا ومكوناتنا الفكرية والثقافية و السياسية والجهوية وتجعلنا ننتج وتستنسخ ( رغماً عما تزخر به بلادنا من خيرات وعقول وقوي بشرية ليست متاحة لكثيرين غيرنا من أقطار وامم )هذا البوس و التواضع والنزوع للاختلافات وعدم الإنجاز الذي لا يقوم علي هدي او كتاب منير او سبيل رشاد واجد ان هذة الأزمة التي نحن بها الان عالقون ابلغ دليلاً علي ذلك وإذا نظرت لهذة الأزمة في صياغهاالتاريخي فهي نتاج أزمات ظلت تتناسل وتتطور منذ خروج المستعمر فالإنقاذ كتجربة فاشلة هي كانت وليدة أزمة فاشلة اخري بحقبة ديمقراطية تعرض فيها خلاقها لبعض إقصاء وكذلك من كانوا قبلها والامر ان تتبعته منذ الاستقلال يقوم علي اشكاليات عدم تقبل الاخر بدواخلنا كسودانيين وبعدم تقبل الآراء لكان عقليتنا الجمعية ليس لها تجزر بدواخلنا حتي بكل من يدعون وصلاً بالديمقراطية والحضارة والتطور والرقي العلمي والمعرفي والإنساني لذلك يتضح لي ان المستقبل قد يودي لإنتاج نفس المنظومة التي تسكننا ونساكنها وفقط الظروف المحيطة هي ما تتيح لما بارحامنا الجمعية الفكرية والثقافية من طرح استمراري لذاك النهج وبكل النسخ وطنية يسارية علمانية والنسخة الاخيرة بالإنقاذ إسلامية ببدايتها والإسلام منها بري براءة الذئب من دم ابن يعقوب بنهايتها لكن الواضح تماماً ومنذ استقبالنا لفجر حكمنا الوطني فان تلك التشوهات تنتج بكل مرة شكل من أشكال هذة الأزمات حسب مدخل تخليق التجربة وتعود بنا الدايرة لمبتداها الاول بالرجوع للمؤسسة العسكرية عقب إنجاز الثورة التي هي غير مكتملة ببنيانها الوطني والفكري والثقافي لان المنطلق لمقارعة المقصي الاول لا يعدو ان يبرز من بعد الثورة مقصي اخر يستعد لإنجاز مهمتة غير مكتملة التخليق الفكري والثقافي دون وضع الحلول وللوصول للنهايات الوطنية وليست الحزبية فنعود لنفس مربعنا المتأزم الاول لذلك اكاد اجزم واري ان لم نتصدي لتجاربنا وهي تتكرر حيناً من بعد حين بالدراسة والعمق والتحليل والتتبع الزمني واستنباط الأسئلة الجهيرة ووضع الإجابات و الحلول الناجعة لها فقد لا نفلح ابداً في القفز بوطننا من هذه الترديات التي نراها وتنتظرنا وبأمانه التحليل والتحقق فان اصدق العوامل التي هي دوماً تدخلنا في هذة المنظومات المنتجة للفشل والتي تتمثل بعد سوء التخطيط وسوء الأدارة وافتقاد الاستراتيجيات وغياب الإرادة الوطنية الحرة والظلامات وعدم ممارسة العدالة في التنمية وتوزيع الثروات بما يضمن عدم التغابن والتكاره والتهميش واستئثار النخبة والمركز بالامتيازات تكمن في القصور لمنهجية الاحزاب كبرامج عمل إيجابية وكذلك تفلت ومجانبة المؤسسة العسكرية عن القيام بدورها الاحترافي وتأرجحها بين الوقوع لآداء الأدوار السياسية والتي لم تخلق لها الجيوش أصلاً حسب عقيدة تكوينها المهنية وكذلك مغامرات الساسة الذين يلجأون دوما للضربات القاضية تحفزاً ضد عدو سياسي او استباقاً لمكر سياسي او القفز للإنجاز السياسي لذلك اعتقد اننا كسودانيين ينبغي ان نمعن النظر بعمق للازمة التاريخية آلتي نعيشها للخروج ببلادنا من هذة المعضلة وذلك بابتدار وتخليق واستنباط نظام لبلادنا يتجاوز منظومة الاحزاب ويلزم المؤسسة العسكرية باداء دورها الاحترافي وذلك لا يتاتي الا بتكون اجسام او تكوينات او روابط او تجمعات وطنية بكل المجالات علي ان يضطلع أعضاء المجال المعين باداء مهامهم الاحترافية بحرفيتها المحددة بما يخدم اداء المهمة المعينة علي ان يولي الأقدر تأهيلاً لآداء المهمة دون الحوجة لاعتراكات و مماحكات وصراعات سياسية ويشمل ذلك كل أوجه الحياة المختلفة وينصرف الجميع كلاً حسب جهده وفكره لمجاله فقط لتسكين التخصصات وعدم بعثرة الكفاءات وبذلك نتجنب كثيراً من استنزاف الجهد وطاقات النماء فكلاً ميسر لما خلق له وبذلك نحن لسنا بحوجة لكل هذة التكوينات السياسية الاصطراعية والمبددة لطاقات البلد وجهود المواطنين ولو لحين الفراغ من معارك نماء الأمة ونقوم بتوطين كل الكفاءات بمجالها فقط تبعاً لذلك وقد يبدوا ذلك للبعض كالاستعانة بتكنوقراط لإدارة الشأن الفني المعين ولكني هنا اعني ان نتيح لجميع ذوي التخصصات التنافس في دايرة العمل المهني المعين بكل ضروب المجتمع حتي الرياضة وساير الفنون والوصول لروية جمعية يقوم علي تنفيذها خبراء نفس المنظومة بما في ذلك حتي اصحاب تخصص السياسة وهنا نضمن ان يصلنا للسدة من هذا التخصص من هو اجدر وبحصيلة علمية كاملة من اصحاب التخصص المعين وهم من يختارون برامجهم التطويرية لمجالهم بالبلد وعلي يد من يرون انه الأجدر كخبراء بمجالهم البحت علي ان يجمعهم جسم اعلي جامع للتنسيق والمتابعة كمجلساً للوزراء مثلاً وان استعصي اي امر واحتجنا له لتفويض من بعد او قبل التفويض الاختصاصي نلجاء للشعب للموافقة علما تواضع علية الخبراء وليس العكس بحال هيمنة العسكر او الساسة
ختاماً
انا هنا احاول علي خلفية ما نحن به من مأزق تاريخي ومتلازمة للفشل وعدم اكتمال للرؤية الجمعية لإخراج بلادنا من كبواتها ان أضع هذة المساهمة علها توصلنا لرشد نسعي به لعلياء وطننا الذي لا اري له من سبب يجعله كل عام يتردي غير مغامرات الساسة والعسكر الغير مجدية بوسطن 5/23/2019
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سيف اليزل برعي البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست