|
|
 قراءة بين سطور الزحف الأخضر
|
05:23 AM December, 15 2019 سودانيز اون لاين
محمد حيدر المشرف-دولة قطر
مكتبتى
رابط مختصر
قراءة بين سطور الزحف الاخضر
• هناك قناعة راسخة عند الكيزان بأن التغيير الذي تم في السودان كان تغييرا محسوبا بدقة ومضبوطا في اتجاهات معدة سلفا من قبلهم .. قناعاتهم هذه تكون أشبه ما يكون بقراءة الحزب الشيوعي والتي اجملها الحزب الشيوعي اجمالا محكما بعيارة (انقلاب اللجنة الأمنية)
• وإجمالا, كذلك, نقول أن التغيير المحسوب كما أعدوه يتمثل في مناورة سياسية واسعة لسرقة الثورة من أجل خدمة احد اطراف الصراع الداخلي في الحركة الإسلامية .. أقول الحركة الاسلامية هنا لا المؤتمر الوطني.
• في اعتقادي ان جميع اطراف واحزاب الحركة الاسلامية كانت طرفا في وضع خطط وسيناريوهات التغيير المحسوب.
• غاية التغيير المحسوب كانت تتمثل في ضرب عصفورين بحجر واحد. عملية تغيير شاملة لجلد الثعبان الاسلاموي الشمولي الحاكم والخروج من عملية التغيير هذه بحركة اسلامية موحدة ومتحللة تماما من الآثام الوطنية الكبرى التي ارتكبتها في حق الشعب السوداني. ويكون ذلك بالتخلص التام من كابينة القيادة التي تربع عليها الملأ الكيزاني الفاسد (أوالأكثر فسادا فالفساد مستشري بينهم كما النفس الطالع نازل في رئاتهم) .. ويكون ذلك, كما اسلفت, بالتخلص من الملأ الكيزاني الأكثر فسادا وإجراما وإثما وطنيا ويمثله رجالا كالبشير ونافع والجاز وعلي عثمان الخ ..
• والعصفور الآخر يتمثل في تحلل دولتهم مما حاق بها وتراكم حتى اعتبرت دولة مارقة ومحاصرة ومعاقبة ومطاردة باللعنات اينما وجهت وجهها صوب المؤسسات الاقتصادية والدول المانحة..
• اذن تكون المحصلة للتغيير المحسوب ثورة مجيرة لمصلحة الحركة الاسلامية ترقعها بثوب جديد وتعبر بها لدولة اسلاموية بثوب جديد صالحة للحكم (لا مارقة ولا محاصرة ولا معاقبة) يمكنهم ادارتها.
• وجاءت رياح الثورة بغير ذلك, فرض الشعب تنحية ابنعوف, ثم فرض الشعب ابعاد عمرزين العابدين ولجنته السياسية, ثم خاض الشعب معركة الاعتصام حتى آخر رمق ثوري نادر المثال, مما قادهم لارتكاب جريمة مجزرة القيادة .. أو تلك الجريمة التي دفعوا لارتكابها دفعا فانتجت الجريمة واقعا غير الذي يشتهون (كانت 30 يونيو 2019 ثورة لحالها) . فتم فرض الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية وجيء بحكومة تنتمي للثورة مما أنتج تفاصيل المشهد الماثل اليوم على مافيه, وبكل ما فيه, من أقوال وملاحظات.
• اكتسبت, إذن, الثورة أدواتها التنفيذية والتشريعية اللازمة لتفكيك دولة التمكين, فشرعت وقننت وشرعت بالفعل في تفكيك الدولة على مختلف المستويات (حل المؤتمر الوطني, ملاحقة الفساد, حل المؤسسات الكيزانية, المناهج, الاعلام "بالامس تم اغلاق عدد من المراكز الصحفية", المطاردة القانونية الخ)
• صحيح أنهم أفقدوا الثورة زمن الشرعية الثورية الا أن الثورة أكتسبت شرعية دستورية بموجب الوثيقة الدستورية وباحكامها ويمكن اعتبار ذلك بمثابة المسمار الأخير في نعش الدولة الكيزانية كما عرفناها لمدة 3 عقود.
• صحيح اذن ان الثورة لم تصل لغاياتها بعد (الثورة لا تنتهي الا بموت الثورة, وهي بذلك فعل مستمر) .. لم تصل الثورة السودانية لغاياتها ولكنها تمشي نحوها باتزان وحكمة ضرورية باعتبارات تتعلق بطبيعة الثورة السلمية وقصورها الذاتي. وطبيعة الدولة السودانية التي ثار عليها الشعب السوداني (دولة لا تتمتع باي وازع اخلاقي او وطني).
• هنا تحسس الكيزان مسدساتهم وهم يرون بنيانهم يتهاوي عليهم, وانقلب سحرهم عليهم, وفقدوا تماما قدرتهم على تحريك الاشياء وضبط اتجاهاتها. والشاهد هنا أن العقل/الكوز قد ترسخت في يقينه الكثير من المسلمات الفاسدة المتعلقة بمكتسباتهم التي كسبوها بالطغيان. والعقل/الكوز شيزوفريني بامتياز, فبداخل اي كوز -ايا كان- شخصية أخرى تؤمن تماما بخلافتها لله على الأرض, وأنها يد الله وسمعه وبصره بين الناس, وأن المساس بها انما هو مساس بالدين, والانكى من ذلك, هو مساس مباشر بالذات الالهية.
• تخرج هذه الشخصية للناس اوان التهديد المباشر, تنسى تجملها الكذوب بقيم الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام, ولذلك خرجت (أو زحفت) يوم الزحف الأخضر بالهتاف: فليعد للدين مجده, أو ترق كل الدماء. (اي مجد للدين قد حازوه قبلا؟)
• تلفتت بذات خبثها القديم ولم تجد في ماعونها المجتمعي ما يكفي ليقيم اود مليونية فأخرجت -كما العادة- جراب أموالها المسروقة من قوت الشعب.
• تلفتت, ولم تجد في متناول فسادها تلك الاحزاب الكرتونية, فتدنت لمستوى هذه الناشطة الفضائحية أو تلك.
• دفعت ما دفعت, وأكترت ما أكترت, وتحالفت مع كائنات الانتهاز والفضائحية والقاع السياسي, وجمعت فما وعت الا نحو 40 الف او يزيد قليلا (أين تلك الملايين الخمسة ترى.. أين هي عضوية حزبهم الديكوري المدعو بالمؤتمر الوطني؟!).
• الم يشهدوا عظمة ال 30 من يونيو يوم خرج الشعب السوداني عن بكرة ابية ليقول لا في أروع لحظات عاشها ذلك الوطن مذ كان يمثل مركز الثقل الحضاري للانسانية وحتى اليوم؟
• والثورة ماضية في طريقها, يتباطأ الايقاع هنا, ويسرع هناك ولكن .. لا عودة للوراء.
|
|
  
|
|
|
|
محمد حيدر المشرف
Kamal Alalla
Yasir Elsharif
محمد البشرى الخضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست