حين استمعت للقصة الشهيرة التي فاخر بها الرئيس المعزول عمر البشير والتي فحواها أن السفيرة البريطانية السابقة روزاليندا مارسدن ومبعوثة الاتحاد الاوروبي للسودان قد حاولت فرض وصاية بريطانية عليه بإملاء بعض الشروط، فرد عليها المعزول بأن صرف لها بركاوي..حين استمعت لتلك القصة الأشهر في قصص الرئيس كنت أبحث عن المعنى من عبارة صرفت ليها بركاوي . والشاهد انني ورغم انحداري من قبيلة الشايقية، إلا أن معرفتي بالبركاوي لا تتجاوز أنه نوع من التمور التي تشتهر بها أرض الشايقية وخاصة مروي وأنه حلو المذاق جاف نوعاً ما . لكن ما لم يخطر على بالي قط، أن عبارة (صرفت ليها بركاوي)، تعني شتم أحدهم او سب العقيدة حسب تفسير آخرين للمعنى والنكتة المشهورة المتداولة عن شوال البركاوي الذي حمله أحدهم الى الحج، والمعنى الآخر الشائع أن يصرف لك أحدهم بركاوي، أي أن يسبك او يسب العقيدة . ولا أدري كيف تأتي لرئيسنا المعزول أن يشتم المرأة او يسب العقيدة وهو رئيس المشروع الحضاري الإسلامي، الذي يتشدق بالإسلام واحترام الأديان ودولة الخلافة الإسلامية الراشدة . ورغم أن الرئيس ذكر قصته تلك على رؤوس الأشهاد، إلا أننا لم نسمع أحد خطباء الفتنة في صلاة الجمعة ينتقد شتم امرأة او كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم)، (أهانهن إلا لئيم) او رأينا من يتهمه بالردة او سب العقيدة او حتى الإساءة الى الأديان الأخرى . الآن وعقب نجاح الثورة، نجح ايضاً الزميل النابه محمد عبد العزيز في استنطاق سفيرة المملكة المتحدة سابقاً روزاليندا مارسدن على هامش مؤتمر (حوار أصحاب المصلحة في السودان)، والذي نظمه برنامج أفريقيا بمعهد(تشاتام هاوس )، وكان لابد من ضمن الأسئلة أن يسألها عن البركاوي الذي صرفه لها الرئيس فأجابت مارسدن هذا حدث قبل وقت طويل. أعتقد في العام 2010، وأنا مُتفاجئة من أن البشير ما يزال يذكره، يُفترض أنه قابل مئات الدبلوماسيين. لا أذكر التفاصيل تماماً، لكن أعتقد أنني أوصلت له رأي الإدارة البريطانية حول عدد من القضايا والمواقف، من بينها دارفور وحقوق الإنسان، وهو دافع عن موقفهم، وانتهى الاجتماع بطريقة دبلوماسية، بعدها بيومين غادرت السودان ونشرت الخارجية السودانية بياناً عن المقابلة ووصفتها بالإيجابية، ناقلة إشادة البشير بالتقدم الذي حدث في علاقات البلدين، ولكن فوجئت لاحقاً بما قاله. أعتقد أنه بمحاولة ادِّعاء الهجوم عليَّ، كان يهاجم المعارضة، وإظهار أنهم يتلقون الدعم من الخارج، لم أكن معنية فعلياً بتلك التصريحات الأمر مرتبط بصراعه مع معارضيه. خارج السور اللهم لا اعتراض في حكمك رئيس يقتل شعبه ويتاجر في العملة ويصرف بركاوي وكمان (كضاب)!!..
10-28-2019, 02:08 PM
Mohd Ibrahim
Mohd Ibrahim
تاريخ التسجيل: 01-19-2004
مجموع المشاركات: 2234
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة