رأيته اليوم، يمشي مُضّرجاً، يُقاوم السقوط لأعلى، لأول مرة أرى شهيداً يمشي على قدمين، شهيداً يبذل روحه في مقابل الوطن، سألت نفسي، متى و كيف تخرج روح الشهيد؟ كيف تصعد و ترتقي؟ هل تُرفّرف؟ هل تُحلِّق؟ هل تحوم حول قاتلها؟ هل تُصارع الموت؟ هل تستغيث؟ هل تتشبّت بالحياة؟ هل تستسلم؟. في مذبحة اليوم، رأيت (عباس)، يمشي و يترنّح في بهاء، جسوراً يتهادى على بساط الأرض، كان يمشي مُتّكئاً على الإصرار، يُلقّن قاتله معنى اليقين، تلعّثمت خطواته وهو يمشي نحو حاجز حديديّ، غطّت دماءه الأرض فإحمّرت خجلاً، ظلّ يمشي غير آبهٍ بمصيره، ضمّ جراحه، جرّ خطواته، ثم تشبّت بالحاجز، إحتضن آلامه، و تمددّ على أريكة الصمود، ثم صعد نحو مجده الكريم. المعز عبد المتعال سر الختم الولايات المتحدة الأمريكية. نيو بريتن، 3 يونيو، 2019
09-04-2019, 07:09 AM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة