ليس من الغريب أن تفيض دُمُوع رئيس، بل و ينتحب... فقد بكى ناصر في العلن و أدمعت عيناه في 1967م.، و يبكي رؤساء العالم الأوّل من أوباما لأصغرهم شأنا، حين تمس شغاف قلبه مآسي قد تعرّض لها مواطنيهم... و لكن الغريب أن يبكي (عمر البشير!)... حين أدرك، تلازمه غشاوة لا تزال، زوال عهده... و انفضاض سامره.... و دورة الدوائر عليه... و الرئيس المُتبلِّد و البليد، لم يحرِّك ساكنا و لم يبد تعاطفاً مع قضايا شعبه: - لم يبكِ حين بكت نساء (تابت)... - لم يبكِ حين انتحبت صفية إسحق. - لم يدمع و لم يطرف له جفن حين فجعت أمهات شهداء سبتمبر (هزّاع) و رفاقه الميامين. - لم يبكِ سعادته و لم يعزي في شهداء رمضان الذين ثكلتهم أسرهم قبايل عيد! - لم يبكِ و لم يُواجب في الدكتور على فضل. - لم يبك، و لم يتفقد و لم يعتذر لضحايا التعذيب و روّاد بيوت الأشباح... - لم يهتم أو يبحث عن سبل حفظ أرواح أبناء السودان في دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق. - لم يبك عندما انفصل جنوب السودان الحبيب. - لم يبك عندما بكت ستات الشاي و قُهرن. - و قِسْ على ما سبق! و عليه، فأن بكاء الرئيس شأن يخصه وحده، و لا يعني انسان السودان في شيء... و بالتالي فهي ليست دموع رئاسيّة أصليّة... نابعة من الإحساس بجراحات الوطن و ناسِه... بل هي فجَة موت... و انزعاج من مصيرٍ مظلمٍ محتُوم... و هي في النهاية دُمُوع تماسيح، لن تغسل له جُرماً و لن تبلل له كمَّادات!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة