تطلق كلمة دارفور على المنطقة التي تقع غرب مديرية كردفان ( ولايات كردفان الآن ) وشرق دولة تشاد ودولة أفريقيا الوسطى وشمال مديرية بحر الغزال وتحد شمالا بالحدود الليبية في الصحراء الكبرى . أشهر القبائل التي تسكن الإقليم هي الفور والزغاوة والمساليت والرزيقات والتعايشة وبني هلبة والبرقو والبرقد والمسيرية والتنجر والمعاليا والفلاتة والمراريت والسلامات والبرتي والبرنو والميدوب والقمر ( بكسر القاف ) والهبانية والداجو الخ ... تكونت أول دولة في دارفور عام 1476 وكونها سليمان سولنق بن أحمد سفيان المعقور ووالدته بنت زعيم قبيلة الفور وأحمد سفيان المعقور وصل إلى منطقة الفور قادما من الأندلس مرورا بشمال أفريقيا بعد سقوط الدولة الأموية في الأندلس منتصف القرن الخامس عشر الميلادي . سبقت مملكة دارفور مملكة سنار التي أسسها عمارة دنقس زعيم الفونج بثمانية وعشرين عاما ( 1504م ) . وظلت دار فور مملكة قائمة بذاتها حتى هزيمة الزبير باشا لسلطانها إبراهيم الملقب بإبراهيم قرض في عام 1875م في موقعة منواشي . وطلب الزبير من الحاكم التركي في الخرطوم إسماعيل أيوب الحضور إلى الفاشر وضمها للسودان . وظلت مديرية من مديريات السودان حتى نهاية المهدية في سبتمبر 1898م حيث إنسحب علي دينار من موقعة كرري بكتيبة من الفور بعد هزيمة جيش المهدية ودخل علي دينار الفاشر وأعاد سلطنة الفور التي أنشأها أجداده . عند إحتلال الإنجليز للسودان أواخر عام 1898م واصلوا زحفهم جنوبا حتى حدود كينيا ويوغندا والكونقو واكتفوا غربا بإقليم كردفان . ظلت دارفور دولة مستقلة حتى عام 1916م عند إشتداد أوار الحرب العالمية الأولى وبما أن الإنجليز يحتلون مصر أيضا ضبطوا قوافل من المساعدات مرسلة من علي دينار إلى تركيا التي كانت حليفة لألمانيا ضد بريطانيا وحلفائها . أثارت مساعدات علي دينار لتركيا حفيظة الإنجليز فأرسلوا جيشا لفتح دارفور بقيادة الكولنيل هدلستون فالتقى بجيش علي دينار في موقعة برنجية شمال شرق الفاشر وإنتصر الإنجليز على جيش علي دينار وقتلوه ودخلوا الفاشر وضموها للسودان للمرة الثانية. في المرة الأولى إستمرت دارفور تابعة للسودان لمدة 23 سنة . وفي المرة الثانية لمدة 103 عمر إقليم دارفور مع الدولة السودانية 126 عاما وعمر دارفور الدولة المستقلة 417 عاما لذلك نجد أبناء دارفور يخلقون المشاكل مع الحكومة الإتحادية حنينا لدولتهم المستقلة . الإنجليز دائما يخلقون الفتن في مستعمراتهم فنجدهم في نيجريا نشروا التعليم في الأقلية المسيحية في الجنوب وتركوا الأغلبية المسلمة في الشمال مهمشة . وفي جنوب أفريقيا ميزوا الأقلية البيضاء على الغالبية السوداء وفي العراق علموا السنة في الوسط والشمال وهمشوا الشيعة في الجنوب وفي قبرص علموا القبارصة اليونان المسيحيين وهمشوا الأقلية التركية المسلمة . وفي السودان علموا الشمال وإن كان تعليما محدودا وهمشوا الجنوب والشرق ودار فور . عدد سكان دارفور يساوي أربعة أضعاف سكان المديرية الشمالية الكبرى ( نهر النيل والشمالية ) وبالرغم من ذلك فتحت أول مدرسة وسطى في الفاشر عام 1950م . في حين كانت هناك خمسة مدارس حكومية وسطى في الشمالية عام 1950م هي مدارس حلفا ، مروي ، بربر ، عطبرة ، شندي وأربعة مدارس أهلية في القولد وبربر وعطبرة وشندي . التهميش لدارفور كان مقصودا من الإنجليز لدق إسفين بينهم وبين الحكومة المركزية بعد الإستقلال . محمد عثمان خطيب- ابوحمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة