رحل فضل الله محمد رئيس المجلس الأربعيني لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم والزعيم السياسي للجبهة الإشتراكية بالجامعة أول تنظيم سياسي معتدل يحاول كسر غلواء اليسار واليمين. رحل فضل الله شاعر اكتوبر الانطلاقة (والمجد للآلاف تهدر في الشوارع كالسيول) وشهر عشرة حبابو عشرة. وأبقوا عشرة على المبادئ). رحل فضل الله صائغ الأغنية الرقيق (زاد الشجون والجريدة والحب والظروف والموعد كلام زعل وأرض المحنة وفى حب يا أخوانا أكتر من كدا والأخريات المياسات بالحنين). رحل فضل الله محمد الصحفي عميق العبارة والناصع الفكرة ورئيس التحرير الذي كان يوزع ألقه وعدالته المهنية وابتسامته على الجميع بالتساوي. رحل فضل الله محمد الشمولي الديمقراطي، والديمقراطي الشمولي بلا تضاد. رحل فضل الله محمد القانوني والمستشار الذي لا يشق له غبار. رحل فضل الله محمد الإداري الحكيم والمثقف الموسوعي والإنسان الذي لم يكتشف له المجتمع عدواً بعد.
رحل فضل الله محمد المؤانس المفيد والمؤرخ العادل. رحل الله فضل الله الأب الذي يدير أسرته بالقدوة والصمت الفصيح.
رحل فضل الله محمد الذي منح كل العاملين معه بطاقة ثقة و(كارنيه) كفاءة واعتداد وحب غير منقطع للآخرين. رحل فضل الله محمد الصابر على المكاره والابتلاءات وقسوة الوجع وصبر على السقام. رحل فضل الله محمد وقد بث في مقلة ود مدني دمعة وفي قلب الخرطوم لوعة، وجدد دهشة الموت الذي أصابته كآبة الرتابة والاعتياد. رحل فضل الله محمد بعد أن أكمل مشروعه الصحفي والإبداعي والإنساني تماماً. رحل فضل الله محمد رغم الموهبة الباذخة والقدرات الزاخرة والفياضة بالمعارف والعلوم فقيراً بلا رصيد وزاهداً ومحتملاً قسوة الليالي ومرارة الأيام وتفرق الأحبة والصحاب. رحل فضل الله محمد وآخر وصاياه لأصدقائه: (أنا حزين لدنو أجلي لا خوفاً من الموت، ولكن خوفاً على السودان الذي ماتجمل يوماً بالسعادة والكفاية والعدل والمساهمة في العطاء الانساني). رحل فضل الله محمد وآخر كلماته للناس: (حاولوا أن تكونوا فى جمال هذا الوطن المتسع الجميل). رحل فضل الله محمد وقد ركز فى كل ساحة سياسية وابداعية وفكرية سرادقاً للعزاء. اللهم إن فضل الله قد جاءك مريضاً وفقيراً وصابراً ونقياً وطاهراً فأبني له بيت عندك في الجنة وأجعله فى الجوار القدسي اللصيق لرسوله وحبيبه المعصوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست