|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: Yasir Elsharif)
|
حبيبنا دكتور ياسر سلامات يا رجل ياجميل حقيقة دخلت اليوم المنبر لأكتب عن صديقي الجميل جعفر خضر مقالا يتحدث عن بسالة هذا الشباب فقد كتبت في هذا المنبر من قبل مقالين عن صديقي جعفر فقد عملنا معا في جامعة الخرطوم عبر حركة الحياد فكان يومها صديقي جعفر شاعر الحركة ومعه صديقنا سعد عبدالقادر الخبير المحاضر بجامعة بحري وحكمة الله ان شعراء الحركة جعفر وسعد عبدالقادر هم اليوم الاعلي صوتا في الحراك حتي أعادوا لنا تلك الايام وكأنها البارحه ما اعظم أصدقائي جعفر حضر هذا الرجل الشجاع الذي يمثل أغلبية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
مثل جعفر يحتاج ان تتغني له بنات بلادي ويكتب عنه الشعراء فالاعاقة حالة نفسية فكثيرين من المعاقين هم الأصحاء وغالبية الأصحاء هم المعاقين فجعفر حالة تكاثر تحسدها عليه تنظيماتنا السياسية فهو رجل أمة في جامعة الخرطوم وفِي داخلية النشر بحكم وجود جعفر صارت متكئ لنا نذهب اليها لنستمع لقصائده في شهداء الحركة الطالبية فكانت قصيدة التاية ابوعاقلة الطريقي اول شهداء الحركة الطلابية في ازمنة الكيزان وهي قصيدة معبرة حد البكاء ومن محاسن الصدف ان التايه يجمعني بها الكثير فهي بنت منطقتي وأخاها الفاتح ابوعاقلة زميلي منذ الابتدائية وكان الاول علي مركز كركوج في منتصف الثمانينات. وصار فيما بعد صار نسيبنا ثم قصائد جعفر خضر عّن الشهيد طارق محمد ابراهيم ابن مدينة كوستي وكان وصف دقيق لما حدث لطارق حينما يقول الرجل العظيم جعفر خضر خرجت طلقه واحتضن طارق الطلقة لم نكون يومها طلابا بالجامعة ولكن حينما حضرنا الجامعة وصرنا طلابا أدركنا بالتوصيف الدقيقة لجعفر خضر اننا كنّا حضورا لتلك الاحداث فسماحة الوصف رغم الماساة جعلنا حضورا ثم قصيدة جعفر الأشهر كلاب الحلة تكاكي مادايرين الوسخ الكاكي وأجمل مقطع في الذاكرة وهو شكوي كلاب الحله نتيجة تشبيهها بكلاب الامن لان كلاب الامن كلاب مسعورة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
مازال في الذاكرة منتدي المعاقين الذي أسسه الراحل المقيم بيننا البروف محمد هاشم عِوَض حيث فتح داره لهذا المنتدي كل يوم الاحد وقد كنت من أصدقاء المنتدي وكان رئاسته عن صديقي جعفر خضر فكان الإبداع وكان المسرح والمسرحيات التي من تأليف البروف محمد هاشم الذي اغتالته حركة الاسلام السياسي عبر نكران الجميل الذي قدمه للجامعه والوطن وكان اخر أيامه طرده من منزل الجامعة تبا لعصابه الاسلاميين والرحمة البروف محمد هاشم بقدر ما قدم للبلاد والعباد ونحن مازالنا نسوح في دفتر صديقي جعفر خضر هذه الشعلة الحاضرة بيننا واعتقد جازما ان منتدي شروق الذي أسسه جعفر خضر مع اخرين في القضارف هو امتداد لمنتديات البروف محمد هاشم عِوَض في أخريات القرن الماضي وهنا نحي جعفر خضر وكل منتدي شروق بالقضارف لان ما قدموه يفوق حد الوصف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
في زياراتي للسودان قررت ان أسجل زيارة لصديقي جعفر وقبل ثورة الميدا والمعلومة الوحيدة الذي طرفي بعد ضياع وسيلة الاتصال انه يسكن ديم النور فذهبت القضارق فلم اجد كثيرا عناء فسائق الاتوس بمجرد ان قلت له جعفر خضر قبل ذكر بقية التفاصيل اخبرني أني وصلت وكان يحدثنا عن جعفر الذي اعرفه والذي لا اعرفه حتي خَيل لي ان جعفر هو القضارف والقصارف هي جعفر وحينما وصلت منزلهم العامر كانت المفاجاة ان جعفر لديه طلابا ياتون من كل القصارف للدروس الخصوصية حيث تتسابق الأسر ليكون احد ابناءها تلميذ عند استاذ جعفر خضر فمن لمن يحجز لابنه قبل وقت كافي لم يحظي بان يكون معه جعفر خضر في ازمنة صار حتي شيوخ الخلاوي والمساجد اللذين يعلمون النشأة موضع شبهات ولكن الامن والامان عند جعفر خصر لانه التلميذ عنده يرضع قيم الدين والوطن والعقيدة والإنسانية قبل ان يتعلم القراءة والكتابه لذا اذا ذهبت لتقدم مساعده لصديقي جعفر خضر ستجد نفسك انك الفقير والمسكين الذي يحتاج مساعدة لان. صديقنا جعفر سيقدم لك كل انواع الدعومات بداية بالكرم الفياض ثم الدعم المعنوي والمادي لذا امثال جعفر ترفع له القبعات وهم شباب الثورة السودانيه وطلابها فالشخص الذي يجاهر امام قضاة الانقاذ ولا يمكن غير الحنجرة شخض جدير بان ينال كل الجوائز العالمية قبلها حب ابناء السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
مقال للبروف عبد الله علي إبراهيم عن صديقنا جعفر خضر
جعفر خضر الغائب في الزرائب: سامحنا يا أستاذ عبد الله علي إبراهيم رأيت أمس الأستاذ جعفر خضر يُحمل على تاتشر للمرة ن في طريقه للمعتقل. وكان وسيماً أنيقاً على كرسيه المعروف. وقلت له عبر المكان: "سامحنا يا أستاذ". وذكرت له أنه عرض على في نحو 2010 بحثاً عن فلسفة التعليم في الإنقاذ ومراميها بعنوان "التعليم السوداني: لا وحدة أبقى ولا ديناً أبقى" لعرضه على مؤتمر التعليم الذي تقرر له أكتوبر 2010. وهو بحث أراد به معرفة مدى توفيق المنهج التعليمي للتربية الإسلامية في خدمة هدفيه المعلنين وهما ترسيخ العقيدة الدينية مع وتقوية روح الوحدة الوطنية بتركيز خاص على تدريس سيرة النبي صلوات الله عليه وسلم. وهو بحث غير مسبوق في معارضة الإنقاذ بمهنية في حين راجت عندنا المعارضة الإجمالية التي يحسنها كل أحد. فالمهني وغير المهني فيها سواء. وجدت جعفر استصحب كتب المنهج جميعاً، وفلفلها فلفلة لم يترك شاردة ولا واردة، يحفر في نصوصها لكي يكشف صلاح المنهج وعواره، ومدى خدمته لمشروع الإنقاذ السياسي والتربوي. وكنت تحدثت إلى من هم أطول باعاً من جعفر في علم التربية أن يستعدوا لذات المؤتمر. ولكنهم استنكفوا عن مجرد الالتفات إليه. ورموه بالمنجنيق السياسي من الخارج. ومتى أردنا تغيير فلسفة التعليم ومناهجه بعد ثبات ثورتنا احتجنا لمثل بحث جعفر لأن من فوق مثله وحده يصح التغيير لا رجماً واحتجاجاً. وأنشر عينة من البحث عسى أغري تربوياً شاباً ليتطوع بتحريره فيسد مكان جعفر الغائب في الزرائب، وينشره لخدمة تغيير ما بنا باستنارة. عن "تسيس" السيرة من رأي جعفر أن المنهج لم يهمل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فحسب بل استغلها ليدخل في روع التلميذ أنها إنما تتنزل في دولة الإنقاذ عياناً بياناً. وتجد أدناه مقطعاً من البحث عن هذه المسألة: وقد تركُّزت سيرة الرسول (ص) على الجانب الجهادي، بل هي في كتاب "المنهل" للصف الرابع عبارة عن غزوات فقط. بل حتى الموضوعات الأخرى مثل موضوع "مصعب بن عمير" و "بطل من شرق بلادي" وأناشيد مثل "الجندي" و "الله أكبر" ركزت على المعاني الجهادية. وقد بلغ ذلك قمّته في قصيدة "الله أكبر" ذات الموسيقى الجارفة والتي جاء فيها: يا هذه الدنيا أطلِّي واسمعي جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي بالحق سوف أردّه وبمدفعي فإذا فنيت فسوف أفنيه معي وركّز كتاب "المورد" للصف الخامس أيضاً على الجانب الجهادي. وتم ربط جهاد المسلمين ومعاركهم بواقع الحال في السودان. فقد جاء بعد سؤال عن الخنساء، في موضوع نساء خالدات، السؤال التالي: كيف تستقبل السودانيات أنباء استشهاد أبنائهن؟ وفي كتاب "الينبوع" للصف السادس استُخْدمت استراتيجية الأسئلة في توجيه المواضيع لخدمة موقف النظام الحاكم من الحرب الأهلية. فقد اشتملت الأسئلة على السؤال التالي: في هذه الغزوة، غزوة تبوك، صورة من صور دعم المجهود الحربي وضِّحها. فمفهوم "المجهود الحربي" سينقل تفكير التلميذ إلى واقع اليوم الذي يتردد فيه هذا المفهوم من خلال أجهزة الإعلام. وبعد الانتهاء من الأسئلة ورد الآتي: أكتب في خمسة أسطر عن دعم المجهود الحربي في وطنك السودان. والغرض من هذا أن يتبنى التلاميذ موقف النظام الحاكم من الحرب الأهلية في جنوب السودان باعتبارها جهاداً بصورة مباشرة. إذن أحد الأهداف التي لم ترد صراحة في قائمة الأهداف التربوية أن يعتقد التلميذ أن الحروب التي تخوضها السلطة الحاكمة جهاد إسلامي. وهذا قد أضرّ بتقوية روح الوحدة الوطنية أيما ضرر. المنهج والصوفية: وقد واكب قلة الاهتمام بالسيرة في المنهج الدراسي، الذي لم يشتمل على قصيدة واحدة في مدح الرسول لا في الأساس ولا الثانوي، تقليل لأهمية التصوف . . . ورغم أنّ منهج الفقه للصف الخامس تضمن قصيدة "الصلاة" للشيخ محمد وقيع الله البرعي إلا أنّ ذات المنهج قد تضمن تحريم التوسل بالصالحين من عباد الله. وهي مسألة خلافية على حد علمي. فهو بخلاف ما يعتقده الصوفية. وبالتالي وقع المنهج في التناقض: إذ أنّ الشيخ البرعي نفسه يتوسل بالصالحين في قصيدة مصر المؤمنة، مثلاً، الذائعة الصيت، والتي لا شك أنّ كثير من التلاميذ يترنمون بها. فلماذا أورد المنهج قصيدة "الصلاة" للبرعي الصوفي؟ الراجح أنها ضُمِّنت لتعطي انطباعاً بأن المنهج يعكس كل قطاعات المجتمع السوداني، وهذا ما يناقض الحقيقة. ا يا أستاذ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بطاقة دعوة
أدعوكم (أنا جعفر خضر) لحضور محاكمتي وفقا لقانون الطوارئ غدا الخميس 8 ص (جاءنا إخطار رسمي هذه المرة) . الشاكي: الملازم أول أمن / أسامة عثمان (يقيم في مدينة القضارف وهو أصلا من الشواك) المكان: محكمة طوارئ القضارف (توقعوا تغيير القاعة) الزمان: غدا الخميس 8 ص (أتوقع أن يلتزموا بالزمن وتبدأ 8 ص بالضبط) .
العاقبة عندكم في المسرّات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
"عند مشاهدة هكذا أفعال"
لك اشاهد الفيديو وسأعود اليه. السبب ان العبارة أعلاه.. وهى لهجة بعض الدوام.. صار يتنطع بها انصاف المثقفين عندنا للتدليل انهم sophisticated و فاهمين. و لفترة من الزمن كان مذيعوا الجزيرة يستعملونها ولكنهم تنبهوا انها ليست لغة عربية فاوقفوها. والصحيح لغويا فى مثل هذه الحالة ان يقال مثلا (عند مشاهدة أفعال كهذه) او (عند مشاهدة مثل هذه الافعال)
الحرية تعنى ايضا التحرر العقلى من الاستلاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: Abureesh)
|
Quote: "عند مشاهدة هكذا أفعال"
لك اشاهد الفيديو وسأعود اليه. السبب ان العبارة أعلاه.. وهى لهجة بعض الدوام.. صار يتنطع بها انصاف المثقفين عندنا للتدليل انهم sophisticated و فاهمين. و لفترة من الزمن كان مذيعوا الجزيرة يستعملونها ولكنهم تنبهوا انها ليست لغة عربية فاوقفوها. والصحيح لغويا فى مثل هذه الحالة ان يقال مثلا (عند مشاهدة أفعال كهذه) او (عند مشاهدة مثل هذه الافعال)
الحرية تعنى ايضا التحرر العقلى من الاستلاب |
نعم يا عزيزي أبو الريش. استعمال "هكذا" بهذه الطريقة غير صحيح من ناحية اللغة. أنا لم أصحح الكتابة المنقولة من صفحة تجمع المهنيين وإنما نقلتها فقط.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: Abureesh)
|
شاهدت الفيديو.. والإعاقة لم تمنع الرجل من المشاركة فى ترديد شعار الشباب.. الذى اختصروه ب تسقط بس.. يهتفون بها فى الشوارع و فى ساحات المحاكم و على ظهور التاتشرات. حتى الشابات والنساء يهتفن بذات الهتاف امام الشرطة ورجال الامن. هنيئا لكل سودانى و سودانية بالصدح برأيهم الحر فى الحكومة بكل الشجاعة و التضحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حدث اليوم الاثنين 11 مارس!! جعفر خضر القضار� (Re: حسن ادم محمد العالم)
|
*سودان جعفر خضر.. وطن لم تقعده الدكتاتورية*
15 يناير 2019 عزمي عبد الرازق كاتب وصحفي من السودان
عزمي عبد الرازق
في مدينة القضارف شرق السودان، وتحت منزل معروش بسيقان القمح عاش المناضل جعفر خضر منحازًا دومًا إلى البسطاء، وقد استطاع بمواقفه المناهضة للظلم والدكتاتورية أن يحجز له موقعًا دائمًا في السجن، لا كسائر السجناء وإنما كصاحب قضية حية وهبها كل عمره رغم اليأس المتفشي، مدركًا بحسه العميق، أنه غالبًا ما يكسب اليأس المعارك.
أثر جعفر خضر في تظاهرات كانون الأول/ديسمبر الجارية، حيث أضرم جذوة الثورة في نفوس أبناء مدينة القضارف، لتشتعل بالهتافات في مقدمة المدن السودانية ولد جعفر خضر في سبعبنات القرن المنصرم، وهى الحقبة التي كان يمسك فيها الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري سُدة السلطة، جنرالًا مزهوًا بالنياشين العسكرية، وقد أطلق الحاج خضر على ابنه وقتها اسم جعفر تيمنًا بقائد الثورة الجديدة، لكن الابن بعد أن كبر وانتقل للدراسة في جامعة الخرطوم، انبثق في داخله الحس الوطني، وأدرك مساوئ الحكم الشمولي، فأضحى معارضًا شرسًا للرئيس نميري، دون أن يخلع عن نفسه الاسم الذي لا يطيق صاحبه.
*الرجل الذي يساوي أغلبية*
شكل جعفر خضر في تظاهرات كانون الأول/ديسمبر الجارية لوحدها أغلبية، حيث أضرم جذوة الثورة في نفوس أبناء مدينة القضارف، لتشتعل بالهتافات في مقدمة المدن السودانية، وكان يتحرك في الأسواق يوزع المنشورات، ويلهب الجماهير بحنجرته الفارهة، شاهرًا اصبعيه بعلامة النصر الذي ظل يتوق إليه دومًا وأبدًا منذ سنوات بعيدة، دون أن تحدّ إعاقته من عبور الشوارع، على كرسي متحرك ظل يجلس عليه بسبب شلل أطرافه، مدركًا أنه لا عذر في النضال. وقد ألهم خضر الثوار، حتى أن المدينة زفت عديد الشهداء، وحطمت جدار الخوف، وهي المدينة الوحيدة تقريبًا حتى الآن التي نجحت في الوصول إلى مقر الحكومة الولائية، وتلت فيها مذكرة تطالب بتنحي البشير من الحكم.
كان جعفر خضر في تلك الساعة حبيس الزنزانة، يتم اعتقاله في الصباح ويطلق سراحه في وقت متأخر من الليل، وأحيانًا يبقى لأيام في معتقلات الأمن، عصيًا على الكسر والتدجين، ضمن أولئك الذين ثاروا ولم يخسروا شيئًا سوى الأغلال، علاوة على أنه يحارب في كل الجبهات، ضد الظلم وضد الإعاقة معًا.
*أيقونة الثورة السودانية*
يتحرك جعفر خضر من مدينة إلى أخرى بصعوبة لينشر الوعي ويبشر بالمستقبل والعدالة الاجتماعية، كما لو أنه تشي جيفارا السودان، وقد أصبح أيقونة للهبة الأخيرة، ورمزًا للنضال السلمي، فضلًا عن أنه اختار مهنة التدريس من منزله لتدر عليه دخلًا تعتاش منه أسرته ويجابه به مصاعب الحياة، سيما وأنه يتحرك من كرسي لذوى الاحتياجات الخاصة، ومع ذلك فهو صاحب عزيمة أكبر وأمضى، كما يبدو.
حتى وجعفر خضر بعيد عن أضواء العاصمة الخرطوم جعل من مدينة القضارف منطلقًا للوعي والمقاومة في نهاية الشهر الماضي وبعد اعتقالٍ هو الثالث خلال أسبوع، دخل جعفر في إضرابٍ عن الطعام والشراب، مما أفشى حالة من القلق على صحته، وكان يريد أن يغادر الحبس ليلتحق بالثوار، ويحصل على الحرية، مرددًا مقاطع من ملحمة شاعر الشعب محجوب شريف: "نغني ونحن في أسرك، وترجف وأنت في قصرك". وبعد أن أجبرهم على الإفراج عنه، يحكي جعفر تجربته في الإضراب عن الطعام والشراب قائلًا: "أضربت عن الطعام لحوالي 57 ساعة من حوالي الواحدة ظهرًا يوم الثلاثاء، إلى العاشرة مساء الخميس، كما أضربت عن الشراب لحوالي 43 ساعة من حوالي العاشرة مساء الثلاثاء، إلى الخامسة عصر اليوم الخميس". وهي تجربة قاسية على رجل في ظروفه، لكنه برر لها بالقول "لم أكن أنوي خوض هذه التجربة الجديدة عليّ، وكل ما في الأمر أنه عندما تم اعتقالي حوالي السابعة من صباح الثلاثاء طلبت من الملازم أن ييسر وصول شقيقي حاتم إلي، بميقاتين محددين ليجلب الطعام ويساعد في قضاء الحاجة في بيئة غير معنية بمن هو مثلي".
*بيئة غير معنية بأمثاله*
تبدو العبارة الأخيرة "بيئة غير معنية بأمثالي" جرس إنذار بمعاناة أصحاب الحاجات الخاصة في السجون، والتي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، دون مراعاة لفئة تستلزم رعاية خاصة وميسرة. ومضى خضر في سرد التفاصيل اللاحقة لبداية الإضراب الذي نفذه بصرامة، لأن الإضراب في العادة يكون عن الطعام ولكنه اختار الطعام والشراب غير عابئًا بما سيترتب على هذا، مضيفًا أنه "عندما سألوني صباح الخميس عن حاجتي طلبت مقابلة الطبيب وقلت لهم: لا أثق في أطبائكم، وطلبت مقابلة الدكتور سامي الدرديري، وقالوا إنه سيحضر إلي في محبسي ولكن جيء بطبيب آخر، هو مدير مستشفى الشرطة، وقد عاملني بلطف وطلب مني فك إضراب الشراب. قلت له لكن مافيش حمامات لمثلي هنا، قال إنه مستعد لأن يفرد لي غرفة مجهزة في مستشفى الشرطة".
أكثر ما يميز سيرة المناضل جعفر خضر تصوفه وزهده في الحياة، وصبره الجميل وقد ناشدت أسرته الحكومة والمنظمات الحقوقية بالتدخل وعدم تعريض حياته للخطر، لاسيما وأنه يبقى لفترات متطاولة على الكرسي المتحرك، وقد تدهورت صحته، كما أنه يعاني ويشكو من آلام حادة في السلسلة الفقرية، وظل أيضًا يشتكي من الصفع والإهانة، ومحاولات كسر إرادته، لكنه دائمًا كان يقابل ذلك بالصمود والبسالة، وأحيانًا بكتابة الشعر، مثل قصيدته الشهيرة "القصاص بالكلمات".
*كلمة ضد الرصاص*
عمل جعفر خضر على إنشاء وتكوين منتدى شروق الثقافي بالقضارف، لنشر الوعي والاحتفاء بالمواهب، وظل ذلك المنتدى ملاذًا للمثقفين والحالمين بوطن أجمل، يرتاده أبناء المدينة رغم التضييق، حيث ظلت السلطات تقوم بإغلاق المنتدى بشكل مستمر وتصادر ممتلكاته، وقد نفذ المنتدى أكثر من وقفة احتجاجية، وكان معتمد بلدية القضارف قد أغلق مقر منتدى شروق بالقوة دون مبرر يذكر، ما اضطر المنتدى إلى استئجار مقره بعد أن أُغلقت كل الدور في وجوههم. ومع ذلك انتقل خضر لمواقع التواصل الاجتماعي، يكتب فيها ويحرض بالكلمة ضد الظلم والرصاص، ويتواصل مع الآخرين، وربما هذا أكثر ما أخاف السلطات منه.
بدأ جعفر خضر رحلته النضالية من جامعة الخرطوم، حيث أفجعته واقعة اقتحام السلطات للجامعة في العام 1991 واستشهاد زميله الطالب طارق، الذي أصبح عنوانًا لقصيدة جعفر "في محل طارق جونا طوارق"، وأيضًا كان عضوًا مبادرًا في تنظيم الطلاب المعاقين بالجامعة بإشراف المرحوم الدكتور محمد هاشم عوض، وكان وراء إعداد مسرحية قام فيها بالتمثيل أعضاء جمعيته، عرضت على مسارح كثيرة بالخرطوم. ولما تنامى حسه بمنزلة السياسة حول تخصصه إلى العلوم السياسية والاقتصادية عن علوم الإدارة.
*التربص بالفساد*
حتى وهو بعيد عن أضواء العاصمة الخرطوم جعل من مدينة القضارف منطلقًا للوعي والمقاومة، وكان في طليعة منظمة "القضارف ضد الفساد" التي تربصت بإساءة توظيف المال العام، وكانت بمثابة برلمان حقيقي اعتصم بالرقابة على الأداء الحكومي عمومًا، لدرجة أنها أصبحت كابوسًا مرعبًا للمسؤولين، تذم التبديد جهارًا وتعري الصفقات المشبوهة، وتتقدم صفوف الاحتجاج بلا مواربة.
*رفيق المعتقلات*
وصف الصحفي والنشاط السياسي محمد سلمان جعفر خضر بـ"الإنسان الممتاز"، وأسرته بالديمقراطية، وقال إنه رغم نبوغه وتفوقه الأكاديمي لم يحظ بفرصة للعمل في الدولة، وكشف سلمان في حديثه لـ"ألترا صوت" معلومات عن حياة جعفر الذي يقوم بتدريس الطلاب السودانيين، ويصرف على أسرته وعلاجه من "مرض الأعصاب الوراثي"، معتبرًا أنه مثقف صاحب عزيمة ورؤية، ولا ينكر أحدًا شجاعته إطلاقًا، وربما يكون أكثر سوداني تعرض للاعتقال السياسي، فمنذ بداية المظاهرات نهاية الشهر الماضي تعرض لنحو 30 عملية اعتقال.
وأكثر ما يميزه وفقًا لسلمان تصوفه وزهده في الحياة، وصبره الجميل، وكان والده أحد خلفاء الطرق الصوفية في مدينة القضارف، ولعل نزوعه للحق ونصرة الضعفاء، أشعل في المدينة مبادرة القضارف للخلاص الوطني، التي سبقت مظاهرات كانون الأول/ ديسمبر بسنوات من العمل المتواصل في تنظيم المسيرات السلمية التي تطالب برحيل النظام، وكان يشارك فيها العشرات، وبتراكم العمل النضالي أصبحت مسيرات القضارف تضم الآلاف، وتلهم المدن الأخرى والأجيال، على حد وصف سلمان.
*لما انحنى له الوطن*
بذل المؤرخ والكاتب اليساري الدكتور عبد الله علي إبراهيم، شهادة في حق جعفر خضر بعنوان "لما انحنى عليه الوطن العملاق"، مشيرًا إلى أن هناك قلة من السودانيين اعتقدت أن السياسة ممارسة محلية، لكن جعفر كان استثناءً فيهم، لتجذر سياسته في بيئة محلية ودوامه عليها، قائلًا: "قرأت بحثًا له عن التعليم السوداني لا وحدة بلغ ولا دينًا أبقى". وأشهد الله أنني ما قرأت مثله ممن فاقه خبرة وتأهيلًا، فبينما تجدهم غضبى حولوا نقدهم للتعليم في ظل حكومة الإنقاذ إلى سياسة، تجد جعفر رصينًا أبقى عليه تعليمًا ونفذ إلى نصوص المقرر تجريحًا وتعديلًا بحرفية ببداغوغية غراء، على حد وصف إبراهيم.
يتحرك جعفر خضر من مدينة إلى أخرى بصعوبة لينشر الوعي ويبشر بالمستقبل والعدالة الاجتماعية، كما لو أنه تشي جيفارا السودان وأعرب علي إبراهيم عن ‘عجابه بجعفر خضر "كسوداني استثنائي، خاض بحر السياسة وغبار شوارعها وحراسات أمن النظام المدجج من فوق عجلة معاق"، مبديًا دهشته من جس نبض وحمية وعرفان جمهور التظاهرات التي قادها جعفر فوق شوارع القضارف لأجل الوطن من فوق تلك العجلة.
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|