|
|
|
 Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Khalid Kodi)
|
فهم طبيعة أي مشكلة هو أولى شروط حلها:
نخب الشمال والوسط المسلمة التي تولت أمر المناهج التعليمية منذ الإستقلال إلي يومنا هذا كانت ولا تزال أنانية، قصيرة النظر وفوق هذا متخلفة، وغير أمينة. وقد اشرت في مؤتمرك الصحفي بحياء على بعض من هذه الصفات وقصرت عن التصريح بأهمها. في هذا الخطاب المفتوح سنعالج بعضا من هذا القصور، فأنت مطالب بتبني خيارات غير، لأن هذا زمن غير. فما أمامك وأمام الجميع هو أنه ومنذ الإستقلال، ظل السودانيون ينهلون من مناهج إسلاموعروبية، عنصرية الفلسفة وفقيرة المحتوي العلمي ومتخلفة تقنيا وهذا أدي الي ما نحن عليه.
بين الفاشية والمشروع الإسلامي في السودان:
الواقع الذي نعاصره اليوم ليس واقع تبادل للسلطة أدت الي تغيير سلمي ديمقراطي، ليس واقعا طبيعيا بأي مقياس. واقعنا يتشابه وواقع إيطاليا بعد موسوليني و ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية 1945، ويتشابه مع واقع رواندا بعد تجربتها مع الإبادة الجماعية تحديدا وما بعد هذه المآسي الي حد كبير رغم المحاولات المتعمدة لإنكار هذا. فالسودان لا يزال يريد التخلص من تركة نظام فاشي باكتمال أركان الفاشية في تركيبته. حكمت الانقاذ ثلاثين عاما وسيطرت على كل أوجه الحياة في الدولة، وسيطرتها على التعليم تجلي في فشل نخب الشمال والوسط المسلمة فيما أنتجت. أسست الإنقاذ مناهج هدفت إلى بناء إنسان بمواصفات بعينها كما فعلت الفاشية تماما. وكما نجح الفاشي عبر مناهجه التعليمية وإعلامه في إقناع الملايين من الشعب الالماني بأن (الجيرمن) هم أنقى بطون العرق (الآري) والذي بدوره متفوقا على كل الأمم والشعوب، أقنع الفاشي في المانيا المواطنين ان دولة الرايخ الثالث وجدت لتسود، وكما هو معروف ان الألمان شعبا مبدعا و أنجز الكثير في مجالات العلوم والفنون والفلسفة، فكلا من (بيرنارد راست) الفاشي الألماني و(جيوفني جينتي) الفاشي الإيطالي هندسوا قيم التعليم لتعبر عن الأيدولوجية الفاشية، وأسسوا للأدوار الإجتماعية المتباينة للكل بما في ذلك الذكور والإناث، أعلوا من شأن القوى البدنية للذكور وتم إعدادهم ك(مجاهدين) ، وحددوا الواجبات المنزلية والإنجاب والتربية للإناث، وحطوا من قيمة المختلف والأقليات من اليهود والكاثوليك والسود والمعاقين وأعلوا من قيمة النشاط العسكري وخلق الأعداء بناء على الاختلاف ونفذوا تصفيات اثنية فظيعة في حق الآخر والغير... الخ، وهذا كله يمكن مقارنته مع تجربة الانقاذ لنجد التشابه. عرف الفاشي الإسلامي في السودان أنه لا يمكن أن يسوق لقيمة دون أن يسيطر على التعليم ومناهجه و (الإعلام) ... ففعل.
تبني الإسلاميون في السودان وعبر نظام الإنقاذ الذي لا تزال ملامحه فاعله نفس ماتبناه الفاشي، فقد سعوا بدورهم إلى خلق انسان سوداني بمواصفات ومعايير تعبر عن رؤيتهم لما هو الإنسان السوداني، إلا أنه ووفقا لرؤيتهم الجلفة أرادوا إرجاع عجلة التاريخ للقرون الوسطى بخلق نموذجهم للإنسان المسلم إبان إمبراطورية إسلامية متخيلة، فجاء مولودهم مشوها وقبيح ومتخلف، فالإسلاميين جهلاء، أجلاف ولصوص لم يبدعوا ثقافة، لم ينتجوا عمارة ولا موسيقى ولا علوم، ولا هندسه، ولا أدب ولا فنون..
تولت نخب الشمال والوسط المسلمة علي إختلاف درجات بؤسها مهام أمر التعليم كغيره من مقاليد تسيير أمور الوطن منذ الاستقلال كما أسلفنا، خلاصة نتائج اجتهادهم تجلي في تجربة الإخوان المسلمين، دولة سافرة في عنصريتها، فاشية جلفة وسادية، ارتكبت فيها أسوأ أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية. تاريخ نخب الشمال والوسط في تولي المناصب التي من شأنها أن تؤسس لتعليم القيم العليا للإنسان بما في ذلك المساواة بين كل السودانيين غض النظر عن إثنياتهم ودياناتهم وجهاتهم كان تاريخا من الفهلوة وعدم الصدق وتزوير الواقع بدم بارد، وبتوليك لهذا المنصب سيتم اختبار أين تقف.
من المهم إدرك ان اقرب النماذج لبناء مناهج تتناسب وتجربتنا كسودانيين إن كنت وفريقك صادقين هي نماذج إيطاليا بعد سقوط موسوليني وألمانيا بعد سقوط هتلر ونظامه النازي ورواندا بعد تجربة التصفية العرقية. ماستأتي به وفريقك من مناهج يجب ان يوازي مناهج إيطاليا وألمانيا ورواندا وجنوب افريقيا مجتمعين في بناء تعليم أجيال سابقة ومعاصرة ولاحقة دمرتها العنصرية ودمرها الفاشي عبر التعليم الخرب والإعلام الكاذب، عدا ذلك سيعد إستمرارا لما سبق وتزويرا لطبيعة ما يجب تغييره.
اليوم في متناول اليد تجارب غنية للمناهج العلمية والمبدعة في مواكبة العلوم الحديثة وتقاطعات التكنولوجيا. وكما ذكرت في مؤتمرك الصحفي من المناهج المجربة ما تبنت التعلم من خلال اللعب للأطفال منها ما اعتمد استخدام التكنولوجيا إيجابيا. من المناهج أيضا ما مكنت الطلاب من تصميم مناهجهم الفردية، ومن أنظمة التعليم ما يترك أمر المنهج إلى المدرسة والمدرسين والطلاب واولياء الامور ... الخ . من أكثر تجارب التعليم الناجحة في العالم هي تجربة فنلندا، فبعد سنوات من الارتباك والفشل بنت فنلندا نظاما تعليميا عاما يعتمد على الإبداع والحث على التفكير والاستقصاء والتساؤل. بنت فنلندا المدارس ببني تحتية ممتازة، ودربت المعلم علي الإبداع وأشركت كل المجتمع. ألغت الواجبات المدرسية للطلاب والرسوم الدراسية علي ذويهم... فنجحت. التجارب الناجحة التي يمكن التعلم منها متوفرة ويمكن الوصول إليها والاستفادة منها بالبحث البسيط في محركات البحث على الشبكة، ولكن السؤال هو أي من التجارب نحتاجها في السودان ولماذا؟
المناهج التعليمية في السودان قبل أن تحتاج إلي ماهو تقني تحتاج الي فلسفة ورؤية. فنحن لا نحتاج الي إيقاف السلبي في المناهج وحسب، انما الي ايقاف وإلغاء ما احدثه الفاشي ومن هم قبله من ضرر بواسطة المناهج السابقة وإلي إعادة تعليم أجيال تم حشو ادمغتهم بالهوس الديني والصلف الاثني الذي اعتمد الخيلاء و(القوفاط) الذي لا يدعمه انجاز ولا إضافة للبشرية سوي صفوف اللاجئين والنازحين.
ذكرت في المؤتمر الصحفي المشار اليه عدة مرات إلى أن البريطانيين قد يساعدوا بفعالية في وضع مناهج اللغة الإنجليزية، إلا أنه من المهم ان نسأل الألمان ان يساعدونا في بناء إستراتيجية لإزالة تاريخنا مع الدولة الفاشية والروانديين ليساعدونا بتجربتهم في التعليم بعد جريمة التصفية الاثنية والأمريكان أن يساعدونا في بناء مناهج تعالج جريمة العبودية وتداعياتها ودولة جنوب أفريقيا ليساعدونا في بناء مناهج تعالج العنصرية. هذه التجارب هي الأقرب لنا، وعلينا إلا نزور واقعنا وطبيعته أو ننكر تاريخنا فالأدلة لا يمكن إخفاءها.
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Khalid Kodi)
|
لابد من إعادة كتابة تاريخ السودان برمته في المناهج الجديدة:
لابد من إعادة كتابة تاريخ السودان في المناهج بما يتناسب والمراحل الدراسية المختلفة بأمانة وعلمية. يجب عرض وتقديم وتفسير نشأة الدولة السودانية وطبيعتها، كما يجب تضمين تاريخ الرق في السودان بدروس أساسية تشمل الزيارات الميدانية ودراسات النصوص الأدبية ومشاهدة الفنون البصرية. وفي هذا السياق لابد من تسليط الضوء والتعريف بنظام الإمتيازات التاريخية وإقتصاد الريع العشائري وإحتكار السلطة والثروة بمعناها المادي والرمزي/المعنوي.
جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضمنت في المناهج لتصبح مواد تعليمية في الكثير من الدول حتى تلك التي لم ترتكب فيها. لمكافحة هذه الجرائم الفادحة انشات المتاحف والمؤسسات الحكومية والأممية والأهلية التي تعنى بحقوق الإنسان عامة وبالتعريف بتاريخ وطبيعة هذه الجرائم علي وجه الخصوص. يزور هذه المتاحف والمؤسسات ملايين الناس سنويا ليتعلمو عن هذه الجرائم الفادحة وهو ما يضمن عدم تكرارها، بل وحوت الكثير من المناهج دروسا تأسست على تجربة زيارة هذه المتاحف والمؤسسات. فالمنهج الذي لا يقر بجريمة ابادة اثنية حدثت في وطنه هو منهج مزور وغير أمين في بنيته ولا علمي في إستجابته إلى حاجات شعب وجيل عاصر الإبادة، ولايحترم من لايزال يعاني من تداعياتها وتأثيرها بالصورة المباشرة.
العنصرية في السودان - من أين أتت:
نحن نعتقد ان العنصرية من اهم امراض السودان العضال وسبب تخلفه على كل الأصعدة، ويجب أن تتجاوز المناهج هذا الإختبار. لابد من تسمية التاريخ العنصري، والإقرار به ووضع الدروس التي من شأنها أن تعترف بهذا التاريخ، تتقدم عليه وتعالجه بإيجابية. يجب ان تبني المناهج وفي كل المراحل على تفكيك دعائم العنصرية وهدمها والاعتراف بمصدرها هو الخطوة الأولي، فالسودان منذ نشأته وإلى يومنا هذا دولة عنصرية ويجب عدم نكران هذا الوقع إن كنا نريد تغييره.
أي أمة تريد التقدم لابد لها من مواجهة تاريخها أيا كانت مرارته! المانيا اليوم تدرس تاريخها مع الفاشية بكل امانة وهو جزء أصيل من المناهج التعليمية في كل المراحل سواء كان ذلك في التعليم العام أو البديل، أمريكا اليوم تدرس تاريخها مع الرق وتداعيات هذه الجريمة بعد الحرب الأهلية، وهو جزء من المناهج، رواندا تدرس الإبادة الجماعية في مناهجها، جنوب أفريقيا تدرس تجربتها مع الفصل العنصري... ولاية (نيوجيرسي) وغيرها ولايات امريكا، ادخلوا الإبادة التي مرت بها دارفور في تاريخنا المعاصر ضمن مناهجها ...
فالعنصرية هي الابن الشرعي لظاهرة العبودية في بلادنا ولابد أن يتعلم أبناء وبنات السودان عن تاريخ النخاسة في وطنهم. أي منهج امين في السودان لابد له من تناول تاريخ العبودية في السودان واستمرار تأثيره في حاضرنا. فالسودان تاريخا هاما ومؤثرا مع مؤسسة الرق وقد ظلت المناهج التعليمية تزوره إن لم تكن تنكره، ولاتزال النخب التي تتولى أمر إعداد المناهج تعتمد على الاستمرار في نكرانه وفي أفضل الأحوال التقليل من أهميته ودوره وتأثيره في حاضرنا. يجب ان تتعلم الاجيال عن إتفاقية البقط وعن الزبير باشا رحمة، وعن تاريخ سوق النخاسة في أمدرمان وميناء سواكن ... الخ ... بل ويجب أن يتعلموا عن مذكرة علية القوم لبريطانيا العظمى المناشدة بالإبقاء على العبودية. يجب أن تعلم الأجيال الكيفية التي تم بها إلغاء استعباد الناس في السودان. يجب إستخدام شهادات ضحايا ونجاه هذه الجرائم، ويجب إستخدام الفنون والآداب التي تعكس ما هو إنساني والتي تقدم ضحايا ونجاة العبودية بإنسانية. يجب أن تبني المناهج على إدانة العنصرية والعنصريين وما أدى لوجود العنصرية بشكل دروس منتقاة ومعدة بمهنية وإبداع.
الدول التي مرت بجريمة العبودية في تاريخها إستعانت بتضمين الجوانب المختلفة للظاهرة بما هو موثق وما هو ملهم، صورة وصوت...وبما تم التعبير عنه مسرحا وشعرا ورواية وفنون بصرية ورياضة حتى. في أمريكا ومنذ المرحلة الابتدائية إلى الثانوي يتم تعليم الطلاب عن تاريخ الرق وتركته عبر ابطال رموز مقاومته. الجامعات تدخل تدريس الرق في مناهجها منفصلا او مصاحبا لمواد اخري ... بعلمية و إبداع وليس حشوا. في امريكا مفكري مكافحة الرق وقادة حركة الحقوق المدنية والمبدعين من الأمريكان الأفارقة الذين عبروا عن مأساة تاريخ الرق وعلاقته مع العنصرية هم الذين تستعين بهم المؤسسات التعليمية لبناء المناهج لتبني بحذر وبدرجة عالية من الحساسية. في هذا الوقت لابد من التحذير من إستخدام الترميز التضليلي لتفريغ وتسطيح المناهج فيما يتعلق بتاريخ الرق وطبيعته وتركته، يجب عدم تزوير الطبيعة الغير إنسانية للظاهرة.
السودان مر بتجربة العبودية، وقد ترك هذا التاريخ واقعا عنصريا معقدا إنعكس على الترتيب الإجتماعي والأوضاع الإقتصادية وبالتالي على الفرص في تقدم الوطن، هذا الواقع يجب مواجهته وتغيره. من عدم الأمانة النكوص عن مواجهة هذا التاريخ بالدرجة التي تعادل تأثيره في حياتنا اليوم وبصدق، فقد صمت من هم قبلك عن هذا التاريخ وبعضهم كذبوا حوله واخرين زوره. معالجة تاريخ العبودية وتداعياته أحد أهم مفاتيح العدالة و التشافي التي تقود لبناء وطني، ولنري ماذا انت فاعل.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Khalid Kodi)
|
وهنا بعض الملاحظات حول بعض الأفكار الأساسية التي وردت في المؤتمر الصحفي المرفق رابطه الذي أتيحت لي فرصة مشاهدته:
https://www.youtube.com/watch؟v=NUiGBRm3c-Qhttps://www.youtube.com/watch؟v=NUiGBRm3c-Q
أسلمت المناهج أم علمنتها؟
جاء في سؤال من أحد الحضور إسمه عبد الله محمد بابكر من وكالة السودان للأنباء:
(هل المنهج الذي تقترحونه يريد إخراج ما أدخلته الإنقاذ في المناهج أم إخراج الدين من المناهج؟
لابد من التفريق جيدا ما بين إخراج ما أدخلته الإنقاذ في المناهج وإخراج الدين من المناهج
ويقول أيضا إن الدين (في المناهج) لا يجب ان يترك لشخص واحد، وأن يقرر فيه كل أهل الملة... من طرق صوفيه وغيره....)
القضية المهمة التي تواجه المناهج الدراسية في المراحل المختلفة في السودان هي ليست اي نماذج من الإسلام أكثر مناسبة للمناهج الدراسية في المراحل المختلفة في السودان، الإسلام السلفي ام الصوفي، السني ام الشيعي، الجمهوري أم الإخواني...الخ...
إجابتك على هذا السؤال جاءت من افتراض منطلقات إسلامية، صحيح انها مستنيرة ولكنها إسلامية. استراتيجية ان تثبت انت او غيرك ومن داخل الدين الإسلامي أن هذه الجماعة او ذاك المذهب لا يطبقون الإسلام الصحيح إنما الإسلام الصحيح هو كذا وكذا محض (جارقن) بين المسلمين وبعضهم البعض حول أيهما أكثر إسلاما، او ايهما أفضل فهما للإسلام ورغبة في تطبيق مقاصده الصحيحة، وبينما الصحيح والأخلاقي والأمين هو أن الدين أمر شخصي تعالجه الأسر مع أبناءها في منازلهم، او المدارس الخاصة، أما المناهج التي تدعمها الدولة، في مدارس الدولة لا يجب أن يكون للدين، أي دين مكانا فيها، أي مناهج علمانية.
من أهم ملامح أي منهج فعال ومعاصر توفر الخيارات.
فإن كان لابد من التوفيق وتدريس الإسلام في المنهج في المدارس العامة والممولة من الدولة هنالك خيار أن يكون الإسلام وغيره من الديانات مادة إاختيارية (elective) وأن تمول أهليا، وهذا ما يجب أن يعمم علي كل الأديان. يختار الطلاب وأسرهم إن كانوا يريدون ان يدرس ابنائهم او بناتهم الإسلام أم المسيحية أم كريم المعتقدات من الديانات الأفريقية الممارسة، أو أي من الديانات الأخرى كمادة إختيارية إضافية، ويجب أن تعد مواد متسامحة ومستنيرة ومواكبة في المناهج التي تتناول هذه المادة، كما لا يجب أن تؤثر أي دراسات إسلامية في الدرجات النهائية للطلاب لكي يتأهلوا من مرحلة إلي إخرى..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Khalid Kodi)
|
البنية التحتية:
إي منهج حديث يجب أن يقوم على ملامح أساسية أهمها:
1/ الإتصال/التفاعل 2/ التعاون 3/ التفكير النقدي 4/ الإبداع/الإتقان.
ولابد من توفر (خيارات) للطلاب في كل المراحل لتعزيز طموحاتهم وتقوية ملكاتهم علي اتخاذ القرار وتحمل مسؤوليته، فأي منهج حديث يجب ان يملك الطلاب المهارات التي تعينهم علي الحياة بإنسانية.
البنية التحية من مباني وفصول دراسية ومعامل وأستوديوهات وملاعب ومسارح وكتاب وغيرها من المعينات على التحصيل يجب توفيرها. ويجب العدالة في توفيرها لتشمل كل مناطق السودان، كما يجب تبني التمييز الإيجابي في تشييد وتأهيل المدارس في المناطق التي تضررت من حروب الدولة عليها.
لابد من إهتمام خاص بالأستاذ، فالمطلوب منه إتقان المادة التي يدرسها، ولكن هذا ليس كل شيء بالتأكيد، ففي سياقنا السوداني لابد من تأهيل الأستاذ لكي يستطيع ان يواكب التغيرات الفلسفية في المناهج التعليمية في كل المراحل. لابد من إعادة تأهيل المعلمين الذين تعلموا من مناهج عنصرية ومتخلفة وتصحيح ما تعلموه مما هو قاصر ومزيف.
الأبطال والمبدعين والرموز والترميز التضليلي
من هم أبطال السودان من الرجال والنساء الذين يجب تضمينهم في المناهج ولماذا؟
نماذج الأبطال الذين يمكن تقديمهم في المناهج يجب أن يمثلوا كل السودان ويعكسوا كل القيم التي يعتز بها أهل السودان بمختلف رؤاهم لماهية القيم العليا. تاريخ العنصرية في السودان أدى إلى حجب الكثير من أبطال الهامش بمختلف طبقاتهم عن التمثيل في المناهج، والعنصرية أيضا أدت الي تقديمهم في أوضاع دونية، فتقديم نماذج من الهامش او من غير العرب وغير المسلمين كأبطال في أوضاع غير موازية لأقرانهم من الرموز من شمال ووسط السودان بغرض الترميز التضليلي والإبقاء علي (الاستاتس كو) لاثنيات بعينها مقابل تهميش الأخرى يجب ألا يجد مكانا في مناهج المستقبل وهنا يمكن الاستفادة من فلسفة مفكرين مثل (Haward Zinn) في كيفية النظر الي التاريخ، كيف يكتب وكيف ومن هم الابطال.
مثلا: (البنت التي تم إجازة كتابها) الذي ذكر ت في المؤتمر الصحفي، وسيتم تضمين كتابها في المنهج، هل عالج كتابها تعقيد الثورة التي أدت للتغيير في السودان بجناحيها المدني والعسكري أم ركزت علي ماجري في الخرطوم؟ هل تم البحث عن كاتبات من هم/ن في سنها من مناطق السودان المختلفة؟ من جبال النوبة و من النيل الأزرق و من دارفور و من شرق السودان لتقول كلا منهم/ن عن تجربتهم مع الثورة بمختلف إتجاه و مضامين الثورات التي أدت الي التغيير؟ المنهج لابد ان يعكس التعدد هذا في السودان بأمانة.
اشرت ايضا في المؤتمر الصحفي إلى ان القصص التي نحكيها في المنهج لأولادنا وبناتنا (حقو تعبر عن القيم التي طرحها الشعب السوداني في الإعتصام!... في الإعتصام (وبس؟)
وهنا بعض الإشكالات يجب مناقشتها.
فهل الثورة في السودان وقيمها هي ما تبلور في إعتصام الخرطوم وحسب؟
القيم التي طرحها السودانيون في الإعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم من تكافل وتضحية وشجاعة هي قيم نبيلة، ويجب أن تعكس في المنهج. سبق ثوار السودان المحرر رفاقهم ثوار القيادة في الخرطوم في إظهار نفس قيم الشجاعة والكرم ونكران الذات والتكافل والتضحية وغيرها من القيم النبيلة، فما دام سيشير المنهج إلى إعتصام القيادة يجب أن يشير إلى ملاحم السودان المحرر الذي تجلت فيه نفس القيم النبيلة الآنف ذكرها بل وما هو أبعد واعمق في إعتقادنا.
مقاتلي المقاومة المسلحة عموما والجيش الشعبي لتحرير السودان علي وجه الخصوص مدعوما بمواطنين الأراضي المحررة ضربوا أمثلة لاتضاهي في الشجاعة والصمود والتكافل والأباء وعزة النفس والتضحية عبر ملاحم أدت الي هزيمة كتائب ومليشيات الفاشي الإسلامي عسكريا ومعنويا. فقد أعلي وأحيا الناس في المناطق المحررة قيم الحرية والكرامة وهي أعلى القيم الإنسانية ويجب أن تضمن في المناهج لتلهم الأجيال. قيمة رفض الظلم على النفس وعلى الآخرين، قيمة التصدي للظالم والدفاع عن المظلوم ... بل ويجب ان يسلط الضوء عليها في سياق أنه وأثناء الإبادة الاثنية في السودان كان هناك من إختار التواطؤ مع الظلم ومن إختار الصمت عن الظلم، ومن إختار نكران الظلم، نكران ماجري ويجري حينها في السودان من جرائم فادحة، هذا الإنكار يجب ألا يستمر في المناهج القادمة. لابد للمنهج الجديد أن يحتوي على حقيقة أنه أثناء حملات الإبادة العرقية في السودان لم تسير الخرطوم مليونيه واحده تناهض صراحة حروب الدولة علي مواطنيها في الهامش، وأن معظم النخب وقادة الرأي تواطأؤا، أو زوروا، أو صمتوا عن الجرائم الكبرى في السودان، فهنالك دروس عظيمة يجب أن تستخلصها الأجيال من تاريخ مقاومة الفاشي الإسلامي في السودان وهذا ما يضمن عدم تكرارها.
ومن الناحية الأخرى وفي المقابل، خرجت الأراضي المحررة ومعسكرات اللجوء والنزوح تضامنا مع صحو الضمير الثوري في الخرطوم وكل مدن الوسط والشمال ببهاء باذخ !
هناك مبحث كبير وهام في ظاهرة صمت المثقفين والنخب والعلماء تجاه الجرائم الفادحة مثل التصفيات الاثنية في بلادهم. تاريخ ألمانيا وإيطاليا وأمريكا ورواندا، يحدثنا عن ذلك. فمئات الأبحاث والتقارير العلمية وآلاف الكتابات الأدبية والأفلام وثقت لذلك، فهكذا قصور لا يمكن تجاوزه او نكرانه من تجربة وطننا. والذي يهم أن تسليط الضوء على هذه الظاهرة ستضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم كما أسلفنا. المناهج الجديدة الذي انت على رأس بنائها يجب ألا تستمر في خط المناهج السابقة.
الوطنية، فكر الثورة والانتقائية:
في مداخلة في نفس المؤتمر الصحفي من (بشري) قال: (نحن نريد مناهج وطنية، ولكن لا نريد مناهج سياسية)
اجابتك كانت: المشكلة أن السياسيين يدعون أن كلامهم وطني...!
هنالك إتجاه في الإستمرار في بناء المناهج وفقا لرؤية واحده، هي رؤية المركز الإسلاموعروبي وهذا يعيق التقدم. المنهج يجب بناءه بقدر كبير من الوعي السياسي وان يتضمن أكثر من الرؤية الإسلاموعروبية للوطنية. السودان فضاء إجتماعي غير منسجم، فالمشاهد العامة تقول عن تصورات مختلفة لكل قضية، والخبرات المختلفة تقود بالضرورة إلى تصورات مختلفة، وهناك خطورة في أحادية زاوية النظر للظواهر وعلى من يقومون على أمر المناهج عدم الوقوع في خطأ أحادية الرؤية كالذين سبقوهم.
المنهج يجب ان ينبذ الحروب كما أشرت في المؤتمر الصحفي، ولكن لابد من وضع مثل هذه الجملة التقريرية في سياقها القانوني والأخلاقي. فالمنهج لا يجب ان يدعوا للسلبية ولا للجبن والخنوع. المنهج لا يجب ان يكون محايدا أمام ما تم من إستهداف الفاشية لبعض المجموعات الإثنية السودانية وشن الحروب عليهم بهدف إبادتهم، والمنهج يجب أن يقر بالشرائع والأعراف الدولية التي تكفل لمن يتعرض لخطر التصفيات الاثنية أن يدافعوا عن أنفسهم، عن حقهم في الحياة ولو كان هذا الدفاع يتطلب حمل السلاح. لا يجب بناء مناهج تدعوا إلى فلسفة المقاومة السلبية والسلمية كفلسفة وحيدة حيال جرائم الإبادة الجماعية ولو كان القائمون علي أمر المنهج يومنون بهذه الفلسفة.
الأمانة تفترض أن تقر المناهج بأن الثورة في السودان كان لها مسارين، أحدهما مسلح والأخر سلمي، وأن تقر بان الثورة عملية تراكمية، وأن الثورة التي أدت للتغيير في السودان ليس السلمية وحسب كما تردد نخب الوسط والشمال متي ما كان السياق ذي نفع لهم.
المناهج يجب أن تفصح وبأمانة عن الطبيعة العنصرية والعنيفة للحكومات المتعاقبة في السودان تجاه المواطنين في الهامش، وأن تسمى شن الحروب على الأرياف بأسمائها، وأن توضح لماذا إضطر أبناء وبنات الهامش إلى تبني الكفاح المسلح، وأن تضع كل هذا في سياق الحقوق الأساسية التي أقرتها القوانين والأعراف الدولية. يجب أن يقول المنهج عن بطولات حملة السلاح وكيف استبسل الناس في ما يسمى (بمناطق النزاعات) في الدفاع عن كرامتهم. يجب أن يعترف المنهج ان المهمشين الذين قاوموا الفاشي الإسلامي بالسلاح إن لم يفعلوا لأبادهم الفاشي العنصري عن بكرة أبيهم. يجب أن يتحدث المنهج عن الحقوق الأساسية بما في ذلك حق الدفاع عن النفس ومقاومة الإبادة العرقية.
فالحقائق تقول ان التغيير الذي تم في الخرطوم هو حصاد تراكم الثورة المسلحة في جنوب السودان وحتى إنفصاله، وهو حصاد الكفاح المسلح في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان. حركات النضال المسلح هي التي قاومت الظلم والإستبداد وإستنزفت نظام الإنقاذ إقتصاديا، وحاصرته دبلوماسيا، فلولا الثورة المسلحة لما إنفجر الوضع الإقتصادي في السودان ولما خرج الناس إلى الشوارع ولم سقط النظام. المثقف الحر و الشعوب الحرة تعترف وتحترم بمن قاوم الظلم دفاعا عن كرامته وتعتز بذلك، وتحترم من ضحى بحياته أيا كانت طبيعته وأدوات نضاله ضد الظلم وترفعهم لمقام الأبطال القوميين. المنهج القادم يجب يعبر عن هذا صراحة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Khalid Kodi)
|
دروس المناطق المحررة:
اليوم حركات النضال المسلح في إقليمي جبال النوبة والفونج الجديد يسيطرون على أراضي تعادل مساحة دولة الكويت أربع مرات، وتعادل مساحة هولندا وبولندا مجتمعتين، ويسمونها الأراضي المحررة أو السودان الجديد، وهذا لا يمكن تجازوه. اليوم السودان الجديد به نظام تعليمي علماني ومناهج لا علاقة لها مع مناهج سودان الوسط والشمال الذي عينت فيه مديرا للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي. التقدم نحو وطن موحد يبدأ بأن ترى ماذا أنجز من تخلص من النظام التعليمي الذي فرضه الفاشي الإسلامي على أجيال السودان وماذا بني من مناهج فاعلة. فلسفة المنهج القادم تفترض أن ننظر الي تجربة السودان الجديد قبل طلب العون من بريطانيا العظمي، هذا إن لم يكن القائمين على امر المناهج عنصريين.
تاريخ السودان يعلمنا ان نخب الوسط والشمال المسلمة عادة ما تحصد ثمار تضحيات ونضال وما انجز المواطنين في الهامش، تؤسس عليه ولكنها وبانتهازية لا تعترف لهم بالحقوق المادية ولا الأدبية/المعنوية فيما انجزوا، تتجاوزهم وتسرق مساهماتهم. عدم الإقرار الكامل والمباشر بدور النضال المسلح في التغيير الذي وقع في السودان يعد إستمرار لهذا التاريخ الأناني والانتهازي والغير منصف، وقس على هذا.
حرصت في المؤتمر الصحفي على ذكر وتحية الشعب السوداني العظيم، مفجر الثورات ومعلم الشعوب وحراس الثورة في لجان المقومة في الأحياء، وغضت الطرف عن مجرد الإشارة إلى الثوار الذين يحرسون الأراضي المحررة بالسلاح وإعطائهم ما يستحقون من تقدير! هذا يثير القلق بالإضافة إلى أن الثورة التي أدت إلى تغيير في السودان هي ليست ثورة سلمية وحسب كما أسلفنا..
فقبل تغيير المناهج الدراسية يا دكتورعمر القراي لابد من تغيير سلوك من يقومون عليها. الإجحاف في حق وانجاز أهلنا في الهامش وتضحياتهم، وعدم الإعتراف بالنضال المسلح ودوره في التغيير في السودان جريمة أخلاقية كبيرة لابد من فضحها وقطع الطريق أمام إستمرارها أيا كانت الاسباب. روح التغيير تتطلب مواجهة الواقع بمسؤولية وأمانة، فهذا وقت مفصلي تجاه الوطن ومستقبل أجياله، لايمكن تصحيح أخطاء الماضي بالاستمرار في تكرارها، تجاوز تضحيات وبطولات الناس في الهامش وتزويرها والتصرف تجاههم كما لو كانوا لاحيلة لهم، غرباء ومتفرجين على التغيير بينما ثار الناس في الخرطوم وبقيادة نخب الوسط والشمال من العروبواسلاميين وعن طريق إعتصام القيادة ليسقطوا النظام لإنقاذهم من الإنقاذ، هذه رواية كاذبه.
الأمانة تقتضي أن تضاف دروس تعرف بضحايا الحروب وتعيد تقديمهم للسودان العريض بكامل انسانيتهم، ومواد تعد لتأهيل من صمت على الجرائم ضد الإنسانية او تواطأ معها، او إنتفع منها او شارك فعليا فيها.
أجيال السودان يجب أن تدرس ثورة 24 وأبطالها، ففي تسليط الضوء على هذه الثورة العظيمة حث على إعادة التفكير في تاريخ النضال المشترك بين كل السودانيين وهم متساويين.
أجيال السودان يجب أن يدرسوا عن انانيا 1 و2 كحركات مقاومة ثورية وليس حركات متمردة، فهذه الحركات الثورية نموذج للنضال ضد التهميش والعنصرية المأسسية التي أدت إلى ظلم فادح لا يجب أن يتكرر.
أبناء وبنات السودان يجب أن يدرسوا عن حركات النضال المسلح، عن الحركة الشعبية لتحرير السودان وتاريخها كحركة تحرر ثورية وليس كحركة متمردة كما سوق الفاشي الإسلامي لهذه الرواية لسنوات عبر التعليم والاعلام ونشأت أجيال تعتقد بهذا الكذب المؤسس على الهوس الديني والعنصرية.
يجب أن يدرس أبناء وبنات السودان عن إنفصال جنوب السودان، ولماذا إنفصل جنوب السودان وعن دور الهوس الإسلامي في إنفصال الجنوب... الخ...
يجب أن يتم تصميم دروس في كل المراحل المدرسية تعتذر صراحة ومباشرة عن الدور السيئ الذي لعبته المناهج عبر السنين في التأسيس للعنصرية والتبرير لإرتكاب جرائم الإبادة العرقية تجاه بعض أبناء الوطن.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Khalid Kodi)
|
خلاصة:
القارئ لآراء الدكتور عمر القراي التي عرضها في المؤتمر الصحفي وغيره من التبادلات حول المنهج، يجد أن الدكتور تقدم برؤية موفقه إلي حد بعيد في تشخيص مشكلات المنهج التقنية والمفاهيمية بناء على تقييم المجتمع الاسلاموعروبي ذات الإمتيازات التاريخية في السودان، كذلك ما قدمه من حلول تتناسب ومجتمع الوسط والشمال النيلي المسلم.
الدكتور لم يفضح المقاصد الاستراتيجية لفلسفة المناهج السائدة في السودان منذ الإستقلال إلى تجلياتها الفاشية مع الإنقاذ ليبني عليها، ولم يقدم الدكتور إقتراحات لمعالجة ما أحدثته هذه المناهج التي وظفت أساليب غسل العقول من إفساد للتعليم وتحويلة الي أداة إستلاب كرست للعنصرية المأسسيه والهوس الإسلامي من ناحية، ومن الناحية الأخرى عمدت علي شيطنة المجتمعات الغير مسلمة والغير عربية والمجتمعات الديمقراطية العلمانية الحديثة. تجاهل الدكتور ظلم المؤسسة التعليمية برمتها للمجتمعات الغير مسلمة والغير عربية في السودان، ولم يتعرض إلى دور المؤسسة التعليمية/التربوية في الفشل عن بناء مناهج تعد الأجيال لبناء مشروع وطني يقوم علي الحرية والسلام والعدالة والمساواة الكاملة في دولة ديمقراطية علمانية موحدة طوعيا.
آراء الدكتور عمر القراي في المناهج الدراسية ترقى لدرجة الإصلاحية، تتناسب وطموح الكثير من نخب الوسط والشمال المسلم والمحافظ، ولكنها ليست مصممة لتفكيك بنية الدولة السودانية العنصرية برمتها ولن تؤدي إلى بناء ثقافة تعليمية لسودان حديث ديمقراطي علماني موحد طواعية وعادل يرى الجميع فيه نفسه.
فصل دكتور عمر القراي في خطل الزج بالهوس الإسلامي في المواد المختلفة، فكك نتائج إقحام الآيات القرآنية في المواد العلمية ليصل إلى نتائج علمية، لكنه أغفل التصريح بأن الزج بالهوس الإسلامي في العلوم الاجتماعية والدينية في السودان تم بصيغ تهدف إلى تعزيز العنصرية وتكريس أوهام التفوق العرقي والديني على الآخرين الغير العرب وغير المسلمين، ولم يقل عن تداعيات غسل أدمغة أجيال بالهوس الإسلامي والذي كان دافعا للقتل والتشريد والإذلال بهمة وبحماس إطاعة لله بأداء فريضة الجهاد.
وإن كانت الثورة لم تذهب إلى نهاياتها لتقول الحقائق كاملة، إلا أنه يجب عدم إغفال حقيقة أن المناهج التي أمام دكتور عمر القراي وقد أتيحت له الفرصة لتفكيكها وتغيرها من مناهج عني بها بل وأدت إلي (التدمير الكلي أو الجزئي لجماعات قومية و إثنية و عرقية و دينية) في السودان! فقد تم (قتل أعضاء من هذه الجماعات) وقد تم (إخضاع هذه الجماعات عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا)، وقد تم (فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة) وقد تم (نقل الأطفال بالقوة من مجموعة إلى مجموعة أخرى) وهذا أهم ما يواجه الشعب السوداني اليوم، هذه مناهج فاشية البنية ويجب هدمها وتأهيل كل من أثرت فيه بأي من الدرجات، هذه مناهج جريمة مكتملة الأركان.
اُرتكبت جريمة إبادة جماعية في السودان، ومن صاغوا المناهج الدراسية تآمروا علي إرتكاب جريمة الإبادة الجماعية، والمناهج صممت لتكون محرضة علي إرتكاب جريمة الإبادة الجماعية، بل والكثير من الطلاب وأساتذتهم عبر التعليم وفلسفته، وعبر برامج الدفاع الشعبي والتجنيد الإجباري وغيرها شاركوا في إرتكاب جرائم الإبادة الجماعية في السودان والكثير من المتعلمين والمثقفين صمتوا تجاه جرائم الإبادة الجماعية في وطنهم وبعضهم زورها. هذا أهم ما يجب أن تعالجه المناهج التعليمية في السودان يا دكتور عمر القراي، تصحيح كل ماسبق ذكره. الفلسفة الإعتذارية، والمتحايلة التي تخفي طبيعة المشكلة ستؤدي إلى إطالة عمر الفشل والتخلف وربما تكرار هذه الجرائم مستقبلا.
وكل سنه وانت وفريقك بخير.
خالد كودي 29/12/2019
أستاذ جامعي/بوسطن
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Mahjob Abdalla)
|
سلام خالد
العلاقة شنو بين العلمانية والعنصرية؟؟
ماهو المنهج الذي تمت اجازته في السودان ولم يراعي العنصرية.. او بالاحرى لم يراعي
التنوع الموجود في السودان؟؟ اكتب هذا التساؤل ولا زال في خاطري "صديقنا منقو" والذي
اصبح في دولة اخرى فلم يعد حبل التواصل ممتدأ بيننا كما كان.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: الشيخ سيد أحمد)
|
الاخ الشيخ
شكرا للمشاركة والتعقيب
اي درجة من استخدام دين بعينه في المناهج المدرسية يؤدي الي عدم العدم
المناهج السودانية منذ نشاة الدولة السودانية فضلت وانحازت الي الثقافة العروبسلاميه وهي ثقلة عنصرية
هذا الامر يجب ان يتوقف هذه المرة ، الامر بيد عمر القراي فبإمكانه ان يوقف هذه الدائره الشريرة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: bakri abdalla)
|
تحياتى استاذ كودى وسلامة العودة
شكراُ على هذا الجهد المقدّر .
وياريت القراي يركّز فى النقطة دى لانها مهمة وهى التى تقوم عليها مناهج التعليم فى الغرب :
ٍQuote: إي منهج حديث يجب أن يقوم على ملامح أساسية أهمها:
1/ الإتصال/التفاعل 2/ التعاون 3/ التفكير النقدي 4/ الإبداع/الإتقان.
ولابد من توفر (خيارات) للطلاب في كل المراحل لتعزيز طموحاتهم وتقوية ملكاتهم علي اتخاذ القرار وتحمل مسؤوليته، فأي منهج حديث يجب ان يملك الطلاب المهارات التي تعينهم علي الحياة بإنسانية. |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Osman Musa)
|
Quote:
الاخ الشيخ
شكرا للمشاركة والتعقيب
اي درجة من استخدام دين بعينه في المناهج المدرسية يؤدي الي عدم العدم
المناهج السودانية منذ نشاة الدولة السودانية فضلت وانحازت الي الثقافة العروبسلاميه وهي ثقلة عنصرية
هذا الامر يجب ان يتوقف هذه المرة ، الامر بيد عمر القراي فبإمكانه ان يوقف هذه الدائره |
ماهي الدلائل على ان المناهج السابقة كانت منحازة للثقافة العروباسلامية؟؟
لغة الدولة السودانية الاولى هي الدولة العربية..فمن الطبيعي ان يتم كتابة المناهج باللغة العربية.
الدين الإسلامي هو ديانة السواد الأعظم من سكان السودان..لذا من الطبيعي ان تكون الثقافة المنتشرة هي الثقافة
المرتبطة بعقيدة الأغلبية.
عمر القراي لن يستطيع لوحده تغيير منهج تربوي مرتبط بنشأة ابناء السودان...سيكون هنالك العديد من المشاركين في وضع
المنهج وسوف تتم المتابعة من أولياء الأمور لهذه المناهج للتأكد من خلوها من التشوهات التي تصاحب العملية التربوية والتي
بالتأكيد مرتبطة بصورة مباشرة بجانب عقائدي يراعي قيم العقيدة في التنشئة.
أما مسألة أن الثقافة العروباسلامية ثقافة عنصرية فهو كلام لا يتوافق والواقع السائد ...علينا الا نخلط بين الثقافة كمكون وبين
من ينتمي الى تلك الثقافة...لا يخلو يوم الا وتكون وسائل الاعلام تعلن عن تفجير وقتل هنا وهناك من جماعات مسلمة متطرفة..
فهل هذا يعني ان الدين الاسلامي يدعو الى القتل والتفجير والارهاب..بالتاكيد لا ..لذا فالمسالة مرتبطة بمن ينتمي الى الثقافة وكيفية تعاطيه مع
الاخر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الي عمر القراي، المناهج يجب ان تكون علمان (Re: Yasir Elsharif)
|
حياك يا خالد
المسخ الحضاري والثقافي والسياسي والاجتماعي والنفسي للسودان وراه هذه الانقلابات 1958 و1969 و1989 و2019 والاديولجايات التي تقف خلفها
انقلاب 1969 مسخ العلم والشعار والتعليم والاقتصاد والقوات النظامية وجاب امن الدولة والخساسة في السياسة وانعكست علي المناهج ايضا
والامر في السودان بين
الدولة المركزية المرتبطة بالايدولجيات الخارجية من البيئة العربية وبين الدولة الفدرالية = الحكم الاقليمي اللامركزي باسس جديدة ينتخب الناس حاكم الاقليم وبرلمان لاقليم
كل اقليم يحدد المناهج بالتشبهو مع جعل حضارة كوش مرجع اساسي في تدريس لتاريخ في كل السودان
وعمر القراي كان مكانه وزارة الاعلام عشان يصنع الاغلبية الواعية مش المناهج في بلد مشوه سياسيا وثقافيا حتي الان
تحياتي لي ندا ونجوي وكل الاهل
| |
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
| |
Khalid Kodi
Abureesh
منتصر عبد الباسط
دينق عبد الله
ناصر الاحيمر
ترهاقا
Adrob wad Elkhatib
Mahjob Abdalla
الشيخ سيد أحمد
خضر الطيب
Osman Musa
bakri abdalla
Biraima M Adam
علاء سيداحمد
Yasir Elsharif
adil amin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست