(تهنئة غير المسلمين بأعيادهم أنموذجا ). أولا: كل عام وعند حلول أعياد النصارى تزين كثير من المناطق العامة بملصقات تحذر الناس من تهنئة غير المسلمين بأعيادهم بحسبان أن هذه القضية تقع في دائرة العقيدة باب الولاء والبراء. ثانيا: تضع التيارات السلفية هذه القضية في دائرة الكفر أو المعصية المحرمة ويحكون في ذلك الإجماع ويعتمد هذا التيار على مرجعيات هي (ابن تيمية وابن القيم وبن باز وابن عثيمين وغيرهم). ويقيسون على هذا كل من هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر. ثالثا: يلاحظ أن دعوى الإجماع غير صحيحة. والصحيح أن هذه التهنئة لا علاقة لها بالعقيدة. ولا حتى في دائرة الحكم الفقهي الذي لا يقبل التغيير. ولكنها مسألة تقع في دائرة الفتوى التي تتغير بتغير الزمان والمكان.وابن تيمية مؤسس هذا الاتجاه حكمته ظروف تاريخية معينة. رابعا: ويرى تيار المستبصرين الذي يمثله(محمد رشيد رضا والشيخ بن بية) أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من البر الذي أمرنا به. وأجمع الفقهاء على أن أهل الذمة يقرون على ما يدينون له. وهذه الاحتفالات من جملة ما يدينون به. والأعياد من جملة المناسك والمشاعر. ويرى هذا التيار ضرورة تغيير مسمى أهل الذمة واستبداله بمسمى المواطنة. مثلما غير عمر بن الخطاب اسم الجزية لنصارى تغلب وسماها صدقة. ولا يفهم من هذه التهنئة الإقرار والرضا بدينهم بل هي من باب المجاملة وتأليف قلوبهم. خامسا: أي القولين يكفل الحريات الدينية لغير المسلمين ويظهر سماحة الإسلام . ننصح التيارات السلفية أن تقوم بمراجعة شاملة لفكرها.خاصة وأن منبعها في المملكة العربية السعودية قد شرع في ذلك برؤية وبصيرة. وإلا سوف تتجاوزهم المجتمعات ويزيد خطابهم تخلفا. أ. د. صلاح عوض
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة