|
Re: الاحتلال الجنجويدي (Re: د.نادر عديل)
|
لعنة أمنا حواء
أنت الأرض وتأوهت ألما.. من وطأة سنابك خيل الكراهية.. وبصقت..دماء حمراء.. دماء بنيها التى تشربتها جراء مذبحة الأمس.. كان اسمها ( حواء ).. وناداها الكل فى قومها ب(أمنا حوا ).. كانت عقيما..لم تنجب.. عافها الرجال وزهدوا فيها منذ زمن .. رضيت بالنصيب ..ووهبت نفسها للأرض تفلح وتزرع.. معروقة اليدين كانت ..نحيلة الجسد من أثر الكد..( جرداء) كان لقبها الذى يحلو لوالدتها الراحلة أن تناديها به....وسار فى الفريق ..
أفاقت حواء من هول المذبحة..لملمت عليها ما تبقى من ثيابها المهلهلة وكرامتها المهدرة..محاولة ستر جسدها العارى المرتجف..الذى انتهك بوحشية خلال مذبحة الأمس.. رفعت راسهاالداكن الصغير ونظرت الى السماء وبكت..بكت .. بكت دون دموع.. كانت تحاول أن تودع أطياف الأرواح الراحلة الحزينة التى كانت ترفرف حولهاوتأبى الرحيلا .. أرواح العشيرة التى غدرت ليلا : العم والأخ والخال وابن الأخت .. والرفيقات والقريبات.. ... كانت الأرواح تطوف متأملة بأسى بالغ أجسادها المحروقة الممزقة المنتهكة..متسائلة بأستغراب وحيرة : لماذا ....لماذا....لماذا ؟! وكذلك كانت حواء ..تتساءل.. وتبكى بحرقة ...وهى تقلب جثث ذويها مودعة: لماذا ...لماذا...لماذا ؟! ولا جواب....سوى الكراهية !! ... نظرت حواء الى السماء مرة أخرى .. وركعت تدعو ربها وتنوح.. ثم نظرت ..نظرة أخرى الى السماء.. هذه المرة لم تكن نظرة أسى أو وداع أو صلاة..بل نظرة غضب عارم هائل تحاول اختراق الحجب والسحب المتراكمة التى تغطى الشمس وتحجب أشعتها.. كانت تحاول جهدها النظر بتركيز شديد علها تستطيع النفاذ الى قوى إلهية جبارة تمتص غضبها العارم وتحوله الى لعنة فتاكة.. نعم رمت أمنا حوا لعنتها على الأرض والأحياء ..
وهل كان فى يدها غير ذلك؟! صاحت بعلو صوتها: ليكن الطوفان.. ليكن الطوفان.. فكان الطوفان ......... ...... .... ... .. . ...وبعد أن غسلت المياه الطاهرة كل القذارة المتراكمة على الأرض ونفوس الأحياء.. قيل : ( يا ارض إبلعي ماءك و يا سماء أقلعي ..و غيض الماء و قضي الأمر ) ونادى مناد من الأعالى : أن انصروا أمكم حواء.. وليتوقف الكره .. والتمييز والظلم .. ليكن السلام ليكن السلام كونوا أخوة..كما خلقتم أول مرة.. كونوا بشرا.. والا : فاحذروا اللعنة.. لعنة أمكم (حواء)..
*** *
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|