الزواج العرفى بين الإنقاذ والحركات المسلحة إلى أين ؟!
منذ مجىء الإنقاذ فى العام 1989 م بمشروعها الحضارى الذى إتضح لها ولمنظريها فيما بعد أنها أصغر قامة من أن تنفذ واحدا فى المائة منه داخل السودان ، ناهيك عن خارجه . فقد جربت الإنقاذ الحرب منذ اليوم الأول وألبت الشعب بأكمله ضد الحركة الشعبية ورموزها فى الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق آنذاك ، وأبادة بسبب هذه الرعونة العمياء خيرة أبناء الوطن الذين خُدعوا فيها وفى شعاراتها وزيفها ومكرها ، وعندما بدأ مُنظرها الروحى بفتح قناة للحوار مع زعيم الحركة الراحل قرنق إثر خلاف ٍ دبّ بينهما قررت الإنقاذ سحب البساط من تحت قدميه وضيقت عليه الخناق وبدأت هي فى تلك المحادثات الطويلة التى أدت إلى زواج عُرفى نالت به الحركة الشعبية بعض الحقوق الزوجية وهى تأمل فى موت الزوج الذى إستباح عذريتها حتى تستحوذ على كل التركة ، وبالرغم من ذلك فإن هذا الزواج العرفى لم يعجب الإنقاذ وتشعر أن شريكها دائماً ما يلوح لها بالشهود الدوليين إن هي لم تنفذ ما تم الإتفاق عليه فى هذه الزيجة النكرة ، فتساءلت وتهامست فى أروقتها ودهاليزها لماذا لا تتزوج عرفياً من بقية الحركات المسلحة ؟ فأعادت النظر بعد فشل سياساتها المفضلة وهى الحروب والتصريحات النارية أولاً ثم القتل المعنوى للشخصية الأخرى ثانياً وعندما فشلت فى هذه أيضاً بدأت بزرع بذرة الفتنة الخبيثة التى أثمرت عن إنشقاق منى أركوى عن عبدالواحد ثم إتجهت بنظراتها الفاحصة والمتخصصة تجاهه لترى إن كان بإمكانها الزواج منه عرفياً كما فعلت مع الحركة الشعبية ويبدو أن تقديراتها كانت صحيحة ولا ندرى ماذا جرى خلف الكواليس ولكن المتتبع لأحمد البلال وبرنامجه الذى يدعى أنه فى الواجهة يلمس ذلك الغزل المغلف بالإبتسام الذى يمارسه البلال مع بعض رموز الحركات المسلحة والذى أصبح سمة تلازمه فى حله وترحاله وهو يمهد للمضاجعة قبل مدة والتى أعتقد أنها قد أثمرت أو حان قطافها . فالحركات المسلحة فى السودان إبتداءً من الجيش الشعبى وحركة تحرير السودان مروراً بالعدل والمساواة ثم مؤتمر البجة إلى الأسود الحرة لن تفلح فى أخذ حقوقها الزوجية كاملة إذا كانت الإنقاذ فى السلطة لأنهم جميعاً لا يهمهم شىء سوى ورقة الزواج العرفى وحفنة من الدولارات والمناصب الكرتونية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع وبعدها تلتقط الحكومة أنفاسها التى أصبحت متسارعة فى السنوات الأخيرة لترى ماذا ستفعل فى الخطوة القادمة . فحكومة الإنقاذ تعتقد أنها بهذه الزيجات العرفية مع الحركات المسلحة تستطيع أن تخمد نيران الجوع والفقر والمرض والإحباط الذى يتمرغ فيه ثلاثة أرباع الشعب السودانى وتعتقد أيضاً أنها بإستعمال أسهمها فى بورصة شراء الذمم الأفريقية التى تمارسها فى الإتصالات الخفية تستطيع البقاء ريثما تكشف عوراتهم أثناء مضاجعتهم فى غرف نومها وبعدها لا يستطيعون النظر فى عيونها الخبيثة ، وإلا ما هو سر الصمت الرهيب الذى يغلف الشريك الأكبر ورموزه الثوار الأحرار الذين ( فلقونا ) بتحرير السودان ما يقارب الربع قرن ولم نسمع لهم صوتاً أو حتى أنيناً تحت اللحاف الذى يتدثرون به مع الإنقاذ منذ توقيع الإتفاقية حتى الآن ، أم أن الأمر برمته لا يعنيهم لأنهم قد إتخذوا قرارهم وحزموا أمتعتهم فى إنتظار إكمال العدة أو إستكمالها !! يا ترى هل ستقبل جبهة الشرق بفصولها وفصائلها ومفاصلها هذه الزيجة لنفسها أيضاً أم أنها تفضل الزواج الرسمى لتنال حقوقها الزوجية كاملة ؟! http://www.maktoobblog.com/majidmusa?mm=1732979042
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالماجد موسى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست