|
الفرق بين الغزو الفكــــري والغزو الإستعمـــــاري؟؟؟
|
كثير ما تُستخدم عبارة غزو فكري ولكن أقولها إستعمار فكري .. فالغزو يسمى غزواً في حال بدايات الإحتلال وعندما يستتب حال الغزو ويتمكن الغازي من التربع على العرش تبدأ مرحلة الإستعمار وهذا بالطبع في مصطلح العسكر ..فهذه المرحلة تبدأ فيها مرحلة الإستبداد الإداري العنصري وممارسة العنف والإضطهاد ضد هؤلاء الضعاف أصحاب الأرض المغصوبة .. فتؤول خيرات وموارد وثروات البلاد الإقتصادية والكوادر البشرية لصالح ومصلحة البلد المستعمِرة .. وهذا ما عانت منه كثير الكثير من تلك البلدان المستضعفة عسكرياً وكانت القوى العسكرية في ذلك الحين هي الفيصل بين القوي والضعيف وما زال الأمر كذلك بحجج لا تُخفى على أحدٍ .. فهذه هي لغة الغاب... وحتى لا ينجرف القلم في لآفة هذا الإستعمار العسكري والإداري الذي ذلّ أممٍ ورماها في حضيض الفقر والحرمان.. فمن أي بلدٍ أبدأ أم لأي تأريخٍ أسرد .. فما لي إلا أن أحبس أنفاس قلمي وأنينه في جوفه...
ولكن مرمى مقالي هذا هو توضيح مفهوم الإستعمار الفكري الذي هدفه إفساد ما في صدور المسلمين ومسخ عقيدتهم ، فهو بالكاد أعنف وأشد وطأً على العقول والقلوب .. فعندما إنتهت مرحلة الغزو العسكري والإستعمار الإداري .. بدأت مرحلة الغزو الفكري في أثناء تواجد الإستعمار الإداري بتلك البلدان فبدأ في تغيير مناهج التعليم وبث الفكر العلماني وإلهاء المسلمين عن قواعد قواهم وهي العقيدة الإسلامية فأتوا برؤوس هؤلاء وفرشوا لهم البساط المورّد إلى عرش السلطة وجعلوهم ظفراً في صباع يتغذَون من دماء المستعمر فطُمست هويتهم الإسلامية وحتى الوطنية فأصبحوا مرضى ولا هم يشعرون ، فداءُ السرطان لا يؤلم ما لم يتفشى فيصبح علاجه مستعصياً !!..
وعندما تمكنت قوى الغزو الفكري في عقول هؤلاء الأقوياء الضعفاء .. أقوياء بنفوذهم ومناصبهم ضعفاء في عقيدتهم وإيمانهم!!! .. أصبحوا يبثون نتاج تلك القوى الشيطانية التي تربعت على عروش عقولهم فاستعمرتها فكرياً.. وبدأ هؤلاء الأذناب يبثون هذا الإستعمار الفكري في عقول بني جلدتهم بكل ثقة وعنجهية سلطوية .. ويفعلون بهم ما لم يفعله المستعمر بعسكريته وعتاده!!! .. فأخذ هذا الفكر يتمحور ويتقلب حتما توسد صدور كثير من ضعاف النفوس .. فبدأ في إصدار شخيره وزفيره .. فخطورة هذا الضرب من الإستعمار يتفشى كما تتفشى النار في الهشيم الأخضر لا يسمع لها شهيق .. فيتسرب في الصدر فينخر ضلعاَ ضلعاً وصاحبه في غطيط وأزيز ثمّ يرمي شباكه على القلب الخاوي ..!!! فعندما يصحو من نومه يجد نفسه وقد تغيرت مشيته وإحولت عيناه وزاغت بصيرته وثقل جسده وتبدلت يمناه بيسراه .. وتغيّرت ثيابه .. وكبرت شفتاه .. وجحظت عيناه .. فأصبح بشعاً لا يعرف غير الهد والتدمير .. فهو إنفصام خطير يقضي على الأخضر واليابس .. نجد من كان له شيئاً من دِينٍ نجده وقد شطحت أفكاره بعيدة عن قلبه .. فيبدأ بالصياح والتغني بأفكار حلوة المذاق ولكن قد تجدها مسمومة وهو قد يشعر بها أو لا !!.. فيصبح ينادي بما ينادي به الغرب لكن على صورة شبح آخر أكثر خوفاً وبشاعة.. فهم عرفوا إن أردت أن تسيطر على أمةٍ حتى ولو من على البعد عليك بعقيدتها فهي سلاحها الذي يقحم الجبابرة .. فإن دُمرت هذه العقول الفذة والقلوب المؤمنة بالله المتمسكة بعاداتها وتقاليدها السمحة .. فإن أرض السيطرة ستكون مبسوطة على مدَّ النصر ..
وكما يعلم الكثير .. بأنّ هناك أكبر مراحيض للغزو والإستعمار الفكري .. 1- الغزو الصليبي. 2- الغزو الصهيوني. 3- الغزو الإلحادي
|
|
|
|
|
|