|
فنانو السينما في معركة دارفور .. عبدالرحمن الراشد
|
Quote: فنانو السينما في معركة دارفور عبدالرحمن الراشد
القلة في العالم العربي تعرف شيئا عن دارفور، سوى انه اقليم متنازع عليه في السودان. إلا ان دارفور اقليم أكثر شهرة في العالم خارج جدران المنطقة العربية، التي شغلتها هموم كثيرة من العراق الى فلسطين ولبنان والارهاب في كل الاماكن التي يتحرك لضربها. وليست مشاغل وهموم العرب وراء لامبالاتهم بقضية دارفور، خاصة ان عدد الذين يواجهون الموت في الاقليم أكبر عددا من معارك العراق وفلسطين والارهاب مجتمعة. علة دارفور انه لا يوجد فيها اميركيون او اسرائيليون حتى تجذب القضية الاعلام وحتى يلهب الاعلاميون الحماس في ما يسمى بالشارع العربي. فالصومال يموت أهله اليوم جوعا وحروبا ولا يجد في منطقتنا من يبالي بخبر واحد عنه بخلاف يوم أرسل بيل كلينتون في اوائل التسعينات فرقة اميركية لوقف حروب الميليشيات القبلية فصار في لحظة محط انتباه العرب الأول، وقيل ان فيه بترولا وصراعا استراتيجيا. الاميركيون خرجوا منذ 12 عاما والحرب لا تزال مستعرة، الا ان العرب سكتوا عن الحديث عنه وصمتت شائعات النفط والمطامع الدولية.
جورج كلوني، الممثل السينمائي الاميركي المعروف، دخل السياسة العربية من بابين. الاول من خلال نص فيلم مكتوب أدى فيه دور ضابط مخابرات. «سيرينا»، فيلم يروج لطرح المؤامرة، وأن الاستخبارات وشركات النفط الاميركية وراء الصراع في الشرق الأوسط لمصالحها المادية والسياسية. والباب الثاني عبر انخراطه في المطالبة بإنقاذ شعب دارفور من مذبحة تنفذها قبائل محسوبة على حكومة الخرطوم. دارفور قصة مثيرة في الغرب حيث نظم نيابيون وقانونيون وناشطون في واشنطن مظاهرات أمام السفارة السودانية التي تتهم حكومتها بأنها وراء مذبحة تنفذها قبائل الجنجويد برضاها أو ساكتة عليها.
الحكومة السودانية تزعم ان اهتمام العالم بدارفور سببه وجود اليورانيوم، وهي من خرافات الحكومة التي لم تجد مبررا لعجزها عن ضبط ميليشياتها. الحقيقية، انه لا يوجد في دارفور نفط أو ممرات استراتيجية، بل مجرد أرض يباب. نزح أهلها بعد معارك قبلية الى معسكرات للاجئين وصاروا عالة على المعونات الدولية، كما أصبحت المخيمات هدفا مستمرا للقبائل الموالية للحكومة. وبسبب الفوضى المستمرة فات السكان الهاربون مواسم البذر والحصاد، وتحولت أرضهم الى جدباء، ومقبرة كبيرة للبشر والمواشي.
وتتحمل حكومة السودان جزءا كبيرا من اللوم على ما آلت اليه الاوضاع، فهي ساندت قبائل ضد أخرى، ونقلت صراعاتها الداخلية في الخرطوم الى الاقليم، وتقاعست في حل الأزمة التي كانت تحت سيطرتها حتى خرجت الى غيرها. الأرض الجدباء، دارفور، صارت تكبر كخطر على كاهل الخرطوم التي تقاعست طويلا، وعلى عادتها تقبل بالحلول الرديئة بعد أن تكون قد فوتت بعنادها الحلول الجيدة. |
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&artic...e=360687&issue=10015
|
|
|
|
|
|