|
مأساة المواصلات والعلاج فى العاصمة القومية
|
اعتماداً منا على أن الله أكرم من أن يعذب عباده مرتين كان أملنا كبير فى أن لا يعاد تعيين والينا المدهش مرة أخرى ولكن بعد أن نفذ قضاء الله وقدره وعين مرة ثانية كنا ندعو بأننا لا نسأل الله رد القضاء ولكن نسأله اللطف فيه – وفعلاً قدر الله ولطف وأعلن الوالى المدهش أنه لن يكمل ولايته فأصبحنا نتساءل كلما أشرقت علينا شمس يوم جديد هل ذهب فنفجع بأنه مازال باقياً. ونحن فى هذا الترقب إذ به يعمل بمبدأ خم الرماد فبدلاً من شراكته الذكية التى منح فيها القطاع الخاص خمسون فى المائة أتانا بشراكة ذات نسبة تبلغ تسعون بالمائة للقطاع الخاص وعشرة فى المائة لولاية الخرطوم فى شركة لمواصلات العاصمة ولا أحد يعرف للآن كيف اختيرت هذه الشركة وماهى الأسس والشروط التى ستعمل على أساسها ولا ثمن التذاكر الذى ستتقاضاه. وقبل أن يجف قرار التسعون بالمائة ألحقه بقرار آخر أشد إيلاماً لأهل الولاية المغلوبين على أمرهم: قرار الوالى المدهش رقم 14 بتاريخ 11/04/2006م 1. حل الإدارة التنفيذية للصندوق القومى للتأمين الصحى بولاية الخرطوم اعتباراً من تاريخه 11/04/2006م. 2. إعفاء المدير التنفيذى للصندوق القومى الصحى بالولاية ومدراء الإدارات والوحدات الإدارية بالمحليات من مناصبهم. 3. تكوين لجنة من وزارة الشئون الاجتماعية بالولاية لاستلام مكاتب الإدارة التنفيذية وفروعها بالمحليات بما فيها أصول وممتلكات وأرصدة الصندوق ورفعها للولاية للبت فى أمرها. 4. تتولى هيئة التأمين الصحى بالولاية والمنشاة بقانون التأمين الصحى ولاية الخرطوم سنة 2003 مهامها واختصاصاتها حسب القانون. 5. على أن تقوم وزارة الشئون الاجتماعية والثقافية ولاية الخرطوم بوضع القرار موضع التنفيذ.
وبالطبع كانت وزارته للشئون الاجتماعية والثقافية على أتم استعداد للتنفيذ فأصدرت قرارها رقم (10) لعام 2006 بتاريخ 12/04 أى بعد أربع وعشرين ساعة من قرار الوالى المدهش. 1. استلام مكاتب الإدارة التنفيذية للصندوق القومى للتأمين الصحى بولاية الخرطوم. 2. استلام فروع الإدارة التنفيذية المذكورة أعلاه بالمحليات. 3. حصر واستلام الأصول والممتلكات والأرصدة الخاصة بالإدارة التنفيذية المذكورة أعلاه ورفعها للولاية للبت فى أمرها. 4. للجنة الحق فى الاستعانة بمن تراه مناسباً. وكل هذا استباقاً لنتائج قرار رئيس الجمهورية رقم (54) بتاريخ 01/03/2006 لوضع حد للنزاع بين شوامخ الوالى والصندوق القومى للتأمين الصحى. من الواضح أن أيام الوالى المدهش المتبقية ستتسبب لنا فى آلام دونها آلام شهوره السابقة لأن لديه مشاريع كثيرة يود أن ينجزها فى وقت قصير. لأنه عندما ظهر له عدم قانونية قراراته وقرارات وزارة شئونه الاجتماعية لجئوا لخبثهم المشهور وجعلوا وزارة صحتهم الولائية ترسل خطابات تحذيرية للمؤسسات العلاجية المتعاقدة مع الصندوق تلزمها فيه بعدم التعامل مع الصندوق وإلا أصابها الضرر. كل هذا والوالى المدهش ينعم بعربته الفاخرة ويدرس أبنائه فى أغلى صرح تعليمى فى العاصمة والمشتركون فى الصندوق من أصحاب المعاشات اللذين أقعدهم الفقر والمرض لا يجدون علاجاً. أيها الوالى إليك المرتجى أعقد شراكة ذكية مع الصندوق وأترك فقراء المعاشيون يتعالجون. صلاح إبراهيم أحمد 22/04/2006
|
|
|
|
|
|